الثلاثاء، 13 مارس 2012

تقرير مشبوه


 


 



                     

   مُزِّق بعد إرساله بالفاكس

تقرير عن «انتماءات» صحافيي البقاع 

 أُعدّ للسفارة السورية في بيروت

 

 بيروت - من عفيف دياب  

  
اثار العثور على تقرير معدّ للسفارة السورية في بيروت حول أسماء المراسلين الصحافيين في منطقة البقاع و«هوياتهم السياسية»، موجة من السخط العام داخل الصف الاعلامي في المنطقة المتاخمة للحدود مع سورية.
وفيما استوجب نشر مقتفطات من التقرير دخول الأجهزة الأمنية اللبنانية على خط التحقيق لمعرفة من يقف وراء إعداده ومدى تهديده للعمل الاعلامي والصحافي في البقاع، قالت مصادر مطلعة لـ«الراي»: ان نشر اجزاء من التقرير أحدثت قلقاً في الجسم الاعلامي في البقاع وبيروت، لما يحمله من تهديد غير مباشر للعمل الصحافي الميداني والاستقصائي..
 التقرير الذي عثر عليه ممزقاً في شتورة داخل سلة مهملات بالصدفة، أعيدت «لملمته» وتم «تركيب» صفحاته الثلاث للخروج بصورة واضحة عن الاهداف الكامنة وراء إعداده لمصلحة السفارة السورية في بيروت والى ماذا يرمي معدّ التقرير وطالِبه.
وكشف زملاء في منطقة البقاع لـ «الراي» ان التقرير أدخلهم في قلق على حياتهم المهنية وحتى الشخصية، وان الكشف عنه يُعتبر رسالة «تهديد مبطن» للصحافيين الميدانيين بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية ومدى قربهم من هذا الحزب الموالي لسورية او ذاك المعارض لها.
واوضح هؤلاء ان صوراً عن التقرير أُرسلت لاجهزة امنية لبنانية لتجري تحقيقاتها في الأمر، فيما لم تُجر نقابتا المحررين والصحافيين في بيروت اي اتصالات بالمراسلين الصحافيين العاملين في البقاع للاطلاع منهم عن هذا التقرير وخلفياته واهدافه.
«
الراي» التي تابعت الموضوع على مدى يومين متتاليين حصلت على نسخة من التقرير المؤلف من 3 صفحات، وتبين انه يضم أسماء جميع المراسلين الصحافيين العاملين في وسائل اعلام لبنانية والمصورين التابعين لمحطات تلفزيون محلية. وقد قسم التقرير الى 3 اجزاء وفق المنطقة الجغرافية التي يقوم المراسل بتغطية اخبارها لوسائل اعلام لبنانية فقط لا غير دون ذكر اسماء المؤسسات الاعلامية العربية والدولية.
وقد اظهر التقرير الذي أُرسل، وفق معلومات زملاء، عبر الفاكس الى السفارة السورية في بيروت، دقّته بنسبة 90 في المئة. ويقول زملاء تابعوا الموضوع في البقاع: ان الهدف من وراء هذا التقرير هو معرفة كيف يتابع المراسلون تغطية الاحداث السورية وما يجري على الحدود بين لبنان وسورية، وان التقرير يهدف ايضا الى ممارسة اعمال الترغيب والترهيب على الصحافيين لمنعهم او التمنى عليهم عدم تغطية ما يجري على الحدود مع سورية او متابعة الملف السوري وارتداداته داخل لبنان.
واضاف هؤلاء، ان المعلومات الاستقصائية التي قاموا بها خلال اليومين الماضيين اظهرت لهم ان من الاهداف الاخرى للتقرير «تصنيف من هو مع النظام السوري ومن هو ضده، وكيف يمكن التمني على البعض عدم ارسال تقارير صحافية الى وسائل إعلامهم في شأن الملف السوري، وكيف يمكن الضغط معنوياً على آخرين يرفضون الانصياع الى هكذا توجيهات».
التقرير الذي شمل جميع الصحافيين ومصوّري التلفزيونات، تحدث عن الهوية السياسية للمراسلين، وزعَم قرب بعضهم من هذا الحزب او ذاك، وقد لوحظ ان المراسلين وفق التقرير يتوزعون سياسياً على : «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر» و«تيار المستقبل» و«الحزب الشيوعي اللبناني» وحزب «البعث» و«حزب الله» وحركة «أمل» و«الحزب السوري القومي الاجتماعي» و«الحزب الديموقراطي اللبناني» وقوى ناصرية.
ووصف صحافيون في البقاع التقرير بانه «مشبوه» ويهدد حياتهم الشخصية، وهو ما استدعى عقد لقاء بين عدد من الزملاء في البقاع، واجراء اتصالات بآخرين لتشكيل حالة تضامن في ما بينهم، والعمل على رفض هكذا ممارسات. وفيما طالب هؤلاء وزارة الاعلام اللبنانية بوضع يدها على الملف واجراء المقتضى القانوني بحق معدي التقرير، أعرب زملاء آخرون في البقاع عن اعتقادهم ان مثل هذا التقرير قد يكون أُعد عن مراسلين صحافيين في اكثر من منطقة لبنانية.
وللمصدر نفسه، علماً ان عدداً من الصحافيين (في البقاع) كشفوا انهم تلقوا اتصالات في فترات سابقة تتمنى عليهم عدم اثارة هذا الملف المتعلق بالأزمة السورية أو ذاك، وانهم تلقوا ايضا تمنيات من جهات سياسية لبنانية بـ «التخفيف» من تغطياتهم للشأن السوري 

                       
.

الأحد، 11 مارس 2012

همسات الجسد





                 همسات الجسد

   تهمس في أذني:
 دعي عنكِ لعنة آرثير رامبو
وتمهّلي عند قضم تفاصيلي
 فللتّاريخ أحراش كثر ..
 أنصتي لصليل سلاسل العبيد
 كأنّما يْعتّق حمأة عدن
 وكأنّما جسدينا رجع لهذا الصّدى..
 فمرّري زنبقة الرّوح على حفيف عزلتي ليصطفيك ظلّي
 ويغرقنا المدى قبلا ...
 تهمس في أذني:
 دعي عنكِ لعنة بروست..
 فالحنين كمأة يغسلها مكر الظنّ وصدى الشّبق ..
 ورائحة الفلّين لا تخصب عقيم الذّكريات
 وهذا البياض رديف الحزن ..
 فلا تنصتي لمزامير الرّوح تهدهدها الكمنجات
 كآهاتي عند إقتسام الشّجن..
تهمس في أذني:
  دعي عنكِ لعنة بوشكين
فلا حيرة تكسو عرينا حين حمّى الّليل تتشرّبنا كدم قتيل
 فتورق شهقاتنا شفاها ثملة ..
 تعانق فينا هسهسة الموج وهدير الزّبد
 فانزع عنّي جوع المسافات
 وما بقي فيك منّي ..
 كرمّانة تتفصّد فائض الرّغبة
 وتخبّئ ما تاه عنك من شغفي..
نتوسّده حين نأسى..
 ونتّشحه حين الجوى يلامس فينا رائحة الأرجوان
فنصيد حمرة الكلمات
غروبا يتشهّى اللّظى ليراقص جزرك مدّي ..
 تهمس في أذني:
 دعي عنكِ لعنة هيمنغواي
 فلا دغل سوى جسدي ولا خنجر عداي..
 فأغمدي مواسم الرّيح في جنوني 
وأنت التّي تأفلين حين القلق يلامسني
وتشرقين حين ينآى عنّي التّمنّي ..
 تراودين ما إستوى من طرائدي
 وتغسلين بشفيف الوجد جرح كتفي
 فلا أكتفي بك يا شريدتي إلّا وأنت كلّي.

                                                  بثينة الزغلامي ـ تونس