رقصة الموت
ان تكون
صباحا في اعالي جرود عرسال، ومساء في مزارع مشاريع القاع وليلا في مقاهي زحلة
وشتورة او بيروت وشوارعها القلقة، فهذا يعني ان
لعنة الجغرافيا والتاريخ والعلاقات المشتركة بين سوريا ولبنان، وما بينهما من فرح وحزن وقتل
واوجاع تحملها ممارسات سلطة مسها الشيطان
هنا وقمع قاتل هناك، ستبقى تطاردك وتوجع رأسك لانك لم تعد تفهم حقيقة ما
يجري في الاودية وبساتين التفاح، وداخل ازقة فقراء قرى المصاهرة والعلاقات الانسانية الجميلة
على جانبي الحدود. فالبراءة يخنقها حوت طوائف القتل هنا.. وتمساح الدموع هناك.
ان تكون في جمهوريات الحدود اللبنانية ـ
السورية، فهذا سيدخلك الى حلبة رقص
الطوائف والمذاهب هنا، ونقل العدوى الى البلاد الشقيقة خلف الجبال
الوعرة والسياج الاسود.
تسمع قصص الوجع هنا وهناك وتحزن لموت بطيء يزحف نحو يباس
حقول شعوب مقهورة لم تعرف شرقها بعد..
هنا يفرحون لمقتلة النظام اليومية هناك..
هنا يفرحون لهز عرش نظام يخبز فطيرة صباحه بدم
مسفوك..
هنا يفرحون لنظام يلقي براميل باروده الاسود..
هنا يفرحون لنظام اصبح بلا مخالب..
هنا يفرحون على انغام فقراء انتفضوا ولم يتعبوا
بعد..
هنا يرقصون على انغام رصاص مصهور بدم اقرانهم..
هنا لا شيء الا فعل شيطان يأكل من لحمنا ومن
لحمهم هناك.
هنا وهنا وهنا.. لا فعل لنا الا الرقص على حدود موت بلاد بلا اخلاق.