الاثنين، 20 فبراير 2012

حرية



حرية

 عندما إنغرزَ الحصى في جلدي.. كنت َمعي هناك؟
إنحدر وجهكَ ولفني.. لملم الجروح التي سالت وتعفّرت بالتراب،
وسال الدم ومادت الأرض من تحتي فإحتضنتني بكلتا يداك ثم فاض الدخان من جميع الجهات، وصهل وتماوج جسدينا تحت أزيز الرصاص وحملتنا نشوة الحرية إلى البعيد هنااااااااااك حيث يغيب الوعي والمنطق ويصبح الموت ليس أكثر من مجرد فكرة ..
فجأة هزّني صوتكَ الهادر :

" إرجعي عل البيت عل البيت"
فجأة إنتشر الدخان وبدت فلول الأمن وهي تزحف نحونا..
نهضت ووجهكَ يغشى الأفق يسحبني من بئر عميق ..

 نهضت وركضت..
ركضت مثل طفل صغير أحتمي بجبهتكَ الممتدة على أفقي..
كان المتظاهرون يعبرون أرتالاً أرتالاً وأنا أتكّئ على شامة في خدكَ
وأصرخ ملء فمي حرية حرية حرية..
ألم أقل لكَ يوماً أنكَ تحدني من كل جهاتي حتى ولو كنتَ هناك؟!


                                                                                       ( يسرى)