مرةً همستَ لي: أضمّكِ كعينٍ تحتضنُ بياضها
وها أنا أهمسُ لكَ : أحتويكَ كما الطهرُ يحتوي عفّتهُ وأُنشدكَ كما يُنشدُ الثائرُ نشيده الوطني.
يا أعمق الحكايا التي لها كلّ أوجه الزمن ..كم تنساب على قلمي يا ذاكَ الرجلُ الذي أهديه سطري الأخير ..
يا سيد التفاصيل المختبئة في غصةِ البعاد..هل أحدّثكَ عن الغربة التي تحوّل إبتسامتي إلى جثّةٍ باكية حين لا أكون معكَ أم أحدّثكَ حين أتحسسسُ يدي فلا أجد في عمقها يدكَ أم حين أتوهُ خارجَ أسوار حضنكَ.
يا همسي وأنتَ بعيد عني قدري أن أنام وليلي مكسور القمر وأستغرب كيف تنام كلماتي على أزقّة معابدكَ.
يا فرحي..في كنفِ الياسمين أغزل لكَ جديلة مطرٍ وبُردة حب كخد القمر.
كهَطلِ رذاذ البحر المتناثر سكوناً بعد رقصته المجنونة على يديك. أشتاقكَ ورغم غيابكَ مازال الحرف إسمكَ ..طيفكَ الذي كلّما هامَ بي بكت الأشجار وأنكسرت سنديانة الروح.
اَهٍ يا صوته حين يجنح في الوجود أتعافى من الأنا..
اَهٍ يا صوته كيف يرسم شكل النايات على الشفاه عبقٌ غامض..
أنتَ وأنا وترٌ وعازفين .. أنتَ وأنا الرداء والشتاء.
كنتُ أنا وكنتَ أنت لا أعرف كيف كوّنتنا الآلهة يوم إلتقينا ونثرَتنا على العالم فصرنا شفاهي ويداك..
يا كل إبتساماتي الباكية لغيابك مائلةٌ لأفقكَ الشمس..فكيفَ تعتدلُ فصولي
يا كل دموعي المبتسمة لحضوركَ الطاغي عندما تصدح ناياتي بعشقكَ الشجي يرقص العالم نشوةً.
يا كل ما أذكره من الحياة نضجَ الغياب فصار عمري كزهر البيلسان..
يا أيها الغافي بين ثنايا الروح وخبايا الجسد ألملم لحظاتنا من ذاكرتي لأخترع لكَ عطراً يشبه إنتظاركَ لتعرفَ كم أحبّكَ.
يا كل ضحكاتي التي أعلنت الحداد لغيابكَ..هل تذكر اَخر غربةٍ جمعتنا؟ .. ما زلت أحتضر
يا من أحبّ وأحب وأحب..عوسج فراقكَ يرتعشُ فزعاً.
(يسرى)