الاثنين، 13 يونيو 2011

افتحي عينيك قليلا ـ غسان جواد

       افتحي عينيكِ                                                                   
                                  *غسان جواد                                             
 كان اسمك اجنبيا..
وحين لفظته اضاء القصيدة..
 جعلها اكثر بلاغة..
 صارت تسير بين القصائد..
 كمن يحمل الجنسية الاميركية..
عيناك اللتان كتبت عنهما كثيرا..
حبر قلمي الذي يجف.. كلما غفوت ..
او انزلت جفنيك نحو بعضهما
افتحي عينيك قليلا.. فينزلق القلم..
ويكسر يديه..
العالم مستيقظ في الدماء التي تسيل كزقزقة العصافير
من سيحصي عدد القتلى والجروح؟
من سيرتاح على تلك الدماء
دون ان يخاف؟
في وسعك ان تستسلم..
لكنك لن تحلم احلاما سعيدة.
 وصارت قصيدتي ترتجف من البرد والجوع..
والشوق والفقدان
مثل مهاجر غير شرعي
على جزيرة متنازع عليها
وسط بحر هائج من الازهار النادرة..
5ـ 
 صباح جديد
لا صورة في رأسي لعينيك الخادعتين
لا شغف .. لا ذكريات
اقلّبها كرغيف ساخن حتى لا تحترق..
صباح جلّه مطر خفيف..
وافكارٌ احدّث بها نفسي..
سأمشي هذا الصباح
سأزور طبيب الاسنان
سأقرأ اليافطات على الطريق
ثمّ سأرقص مثل "زوربا"
لقد ابصرت اخيرا
وصرت استيقظ كل صباح...
اسمع اغنية قديمة
افكر بما سأفعله هذا النهار
انفضك عن ثيابي
حياتي وافكاري..
...انت عالقة على عيني وقلبي وانفاسي
وانا اخوض معركة كي افتح عيني.. وامضي
لم يقل الرواة انهم مذنبون، سردوا الحكايات ،
كتبوا اسطرا طويلة لا تنتهي.
 نسجوا احلاما على شكل انفجارات مدوية في النص..
لكنّ احدهم لم ينتبه ان في عينيك صراخا غريبا
وانها اقتراح جديد على رتابة هذا العالم..
اليست الروايات احداثا وشخصيات؟؟
 انا شخصية روائية وعيناك حدث عظيم..

ان 
احبك يعني ان اراك من بعيد
وانت تحملين طفلا لم تلديه
وانت تقولين صباح الخير للغرباء
للاصدقاء
للصدفة التي تنتظرينها.
...
وحدي اعرفك جيدا
الاخرون يربّتون على كتفيك.. كتمثال جميل
ان احبك.. يعني ان انتظر "مجيئك الثاني".
وطفل السماء لتحمليه
9-
كلّما سمعت صوتك بعد انقطاع طويل
اعرف كم يعاني المؤلفون
في ابتكار لحن جميل..
شفتاك صفحة للنغم
وانا مستمع ضرير..
10ـ
كنت تفسحين الطريق لعينيّ نحو قميصك الرقيق
وتتنفّسين كياسمينة نبتت على يديّ وصدري.
رأيتك في الظلام..
وعطرك لا ينطفيء
11ـ
حيثما اكون..
يلاحقني وجهك ويمنعني من الفرح.
انا لا اكتب كي تقرأي..
لقد امتلأت بك
كما تمتليء الاسماء بمواليدها الجدد..
......احبك
مثلما يحب هاربٌ ضوء المنارات البعيدة
12ـ
          
كلّما احسست انني اضعتك
بحثت عن صوتك في سماعة الهاتف
كلماتك ترفرف مثل علم فوق صدري
يجمعنا كل شيء
انت جنرال منتصر
...وانا ارضك التي تحررت
13ـ
ثمّة ظلمة واحدة تعرفني
انا شاعر الروح العتيقة كالجحيم
ارفعك فوق قلبي
وانتظر بالفرح نفسه الذي حدثتك عنه يوما
عندما امسكت كلمة واحدة
...ونزعتها عن وجهي بقسوة
واخبرتك انني احيك..
أن احبك
يعني ان اثبّت اصابعي على خدي
واقطع انفاسي
واحلم.