جوع وثنيّ
إصغي إليّ:
خيط الدّمع على وجنتيك سرب طيور آبقة. . وشفاهي ريح خلّب تلاعبها أمنية ماكرة.
لا صارية تسند بحرك ولا نوتيّ يدلّك على الهوى إلّاي. والجنوب بعيد بعيد وهذي الجهات قراميد الغرباء
فهّلا قطفت ما إستوى من حزني وما تساقط منك من قاكهة عليّ .
إصغي إليّ:
المدن حرائق تلتهم ما نضج من عمري وأنا المسرف في وحدتي كلصّ السّلالة تأكل النّار كبدي وتصطلي وجعي وهجا . على شفاه الكلمات أدوزن مواعيد سقوطي حين أشاء، فينفتح قلمي جرحا، و الحبر محار الرّوح يْترع مخيّلتي كمْزن السّماء. وأنت عشب بحر يمتصّ ملحي ويذوّب دهشة الياقوت حين ينسكب شفقا على طلّي آخر العشيّ.
إصغي إليّ:
ما كنت إلّا حرفا بين أصابعي إستوى. . فتناسلت من عطشي وممّا تبعثر من تيه ضوئي حين كاس العتمة فضّه ذات مساء، فزرعك في رحم الغيب رمشا لعيني وما كنت يوسف الجبّ إلاّ حين مرق عليك طرفي فقْدّ قلبك من من قبل ومن دبر. وما كنت إمرأة العزيز وهما إذ طلبت عشقي قهرا. وأقمت في جسدي بين تيه وكَبَد.
إصغي إليّ:
هذا صوتك يتغنّج بروحي لحنا شقيّا .. فتومض فيّ دفقا وتغيّر نكهتها السّاعات لأمتلكك بحرا ويابسة .. ويصير الّليل ملاءة أطويها بين ذراعيّ، فيتحرش مذاقك بغوايتي كجوع وثنيّ . أنشب في الزّمن الرّديئ اظافري .. وأكنس مرايا الوجوه الآفلة ولست عنك أتوب. الإنتظار يتمرس بين نبضك ودمي فإصغي إليّ ...
\ بثينة الزغلامي \