الثلاثاء، 26 أبريل 2011

رفيقي الحوراني 3

                                           
رفيقي  الحوراني ـ 3

اين انت الان؟
 اعلم انك لن تقرأ هذه الرسالة. انتظرت اتصالك لتخبرني عن احوال بلاد حوران، واحوال الحرية التي يبحث عنها ابناء الارض السمراء. اعلم انك كنت بالامس في الشام  تبحث عن رفاق "اختفوا" فجأة من منازلهم. قلت لي ان الدبابات تستعد للهجوم. وقلت ضاحكا ان "طابور" الدبابات يتجه على ما يبدو نحو جبهة الجولان. كنت تعلم ان درعا هي جبهة القتال ولم تنطق بالسر.  لم تخبرني ان  الحرية في وطنك الجميل هي العدو الغاشم والغاصب، وان التوزان الاسترتيجي معها قد اكتمل. لم تخبرني بهذه المعلومة ايها الرفيق الباحث عن خبز حريتك، ولم تقل لي ان الجند قد يُقتلون اذا لم ينفذوا اوامر السلطان.
 رفيقي..
 علمنا هنا في بيروت ان جميعكم مندسين. مرتزقة السلطان هنا يعجنون خبزهم من دماء اطفالكم. مرتزقة صغار لا تكترث لهم ولا لكلامهم الاصفر. هؤلاء يقولون ان حريتك خيانة ومؤامرة. لا تصدقهم. انهم حثالة نظام فاسد .. افسد بلادك وبلادي. هؤلاء يا رفيقي حين كان رجال المقاومة يواجهون الاحتلال الاسرئيلي بصدورهم العارية في بيروت والجنوب والجبل والبقاع،  كانوا يسرقون احلام الثائرين ليصنعوا منها طوائفهم وخياناتهم ويسرقون البلاد ويكدسون الاموال. هؤلاء يسرقون الان حريتك مع ارتال الدبابات التي تجتاح مدينتك وسهلك وكروم زيتونك. هؤلاء ليسوا الا مرتزقة صغار يصلون لكي تغتصب الدبابة زوجاتهم..
رفيقي..
 بلاد حوران تختصر كل البلاد. حريتك هي دبابة مستقبلنا. حريتك هي حريتنا.
 من دمائكم تنبّهت الأوطان إلى نزهة قريبة المنال. أعرف كم هو منهك صليل الإنتظار على مزامير الحرية.. لكننا ننتظركم.
(عفيف)