الأحد، 24 أبريل 2011

سفر الحرية

                                        (رسم للفنان سعد حاجو)
                   سفر الحرية

 ولّى ذاك الزمان الذي تسرّبَ من أصابعنا حين شُغلنا عنه بالنحيب والبرود فإقتصّ من العمر نزفاً ودماءً وهو يبحث عن نقطة دفءٍ مجدولةٍ بالحرية.
كنا نعتقد أننا نحتضر فلا يدركنا موتٌ أو حياة. لكن صرخة أطفال بعمر القهر والألم ردّت الروح وأنبضت القلب..صليب صيحاتهم أوجعنا لكنه عمّد الحقيقة ..تلك الحقيقة التي كانت تصرخُ ألماً وهي تنزف من أصواتهم أدمتنا جروحها.
 جرحٌ ينزف لألم الضحايا ..جرحُ أصواتهم المبحوحة ألماً على نظامٍ ينحر أبناؤه ويقدّمهم أضاحي لأمجادٍ ظاهرها وأد الفتنة وباطنها أنا الدولة والدولة أنا..أنا الواحد الأحد الفرد الصمد. ..وحده دم الشهيد فتح الشوارع المغلقة
..وحده دم الشهيد فتح نوافذ الوطن على سماءٍ إعتقدنا أنّ لا لون لها وبلمحةِ صرخةٍ بان الأزرق الهادر ..وحده دم الشهيد فتحَ نافذةً تكدّسَ على جنباتها الياسمين كلّما عبقت رائحته زاد الحلم بياضاً.
أيها السادة إنها تمام الساعة السورية بتوقيت الثورة..أسعد الله مساءكم بكل حريّة.
شروق احمر ـ دمشق
23\4\2011