الخميس، 10 يناير 2013

مع الجيش الحر



               

 

                ضغط العمليات ألزم النظام على إعادة التموضع 

60 كيلومتراً مع لبنان أصبحت تحت إشراف الثوار وأنصارهم من المدنيين

سهل رنكوس
سهل رنكوس
| عفيف دياب |

حقّق «الجيش السوري الحر» إنجازات عسكرية مهمة على مسافة لا تقل عن 60 كيلومتراً مع الحدود اللبنانية وبعمق حوالي 25 كيلومتراً في المناطق التابعة لريف دمشق الغربي.
وكشفت مصادر عسكرية في الجيش الحر لـ «الراي» ان «كتائب متنوّعة من الفرقة الرابعة التابعة للجيش النظامي انسحبت تحت وطأة هجمات «الحرّ» من عشرات المواقع القتالية ومن نقاط حدودية مع لبنان».
واوضح المصدر العسكري الذي جالت معه «الراي» في عدد من المواقع التي اخليت وأصبحت تحت سيطرة فصائل من «الجيش الحر» ان «الجيش النظامي لم يعد قادراً على تأمين وحماية قواته المنتشرة في مناطق مختلفة من بلاد القلمون السورية»، كاشفاً ان «العمليات النوعية للجيش الحر في محيط ريف دمشق، ألزمت قوات النظام على إعادة التموضع وسحب قوات قتالية من مواقع انتشارها على الحدود مع لبنان».
واكد المصدر ان «طرق الامداد التابعة للجيش النظامي سيطر عليها الجيش الحر، وان اكثر من 60 كيلومتراً مع لبنان اصبحت تحت اشراف مجموعات من الثوار وأنصارهم من المدنيين، وان عشرات المعابر في الجبال والاودية المتّصلة مع لبنان هي اليوم تحت عهدة الجيش الحر».
إنجازات الجيش الحر شملت السيطرة على اكثر من 14 حاجزاً عسكرياً للجيش النظامي تمتدّ من يبرود شمالاً الى رنكوس ومزارعها جنوباً مروراً بعسال الورد وأطرافها وعشرات المزارع والقرى الاخرى اضافة الى تحقيق تقدم عسكري في منطقة النبك حيث سيطر الجيش الحر على عدد من مواقع الجيش النظامي.
وكشفت مصادر عسكرية في الجيش الحر لـ «الراي» ان «جميع الطرق في منطقة القلمون اصبحت تحت عهدة الجيش الحر، وان الجيش النظامي لم يعد قادراً على استعادة ما خسره من مواقع»، مؤكدة ان «ضغط الجيش الحر وحصاره لمواقع عائدة للجيش النظامي ألزمت الاخير بالانسحاب من جرد تل فيتا وحلبون المتاخم للبنان والمتصل مباشرة بسهل رنكوس».
واوضحت مصادر «الحر» ان «عديد وعتاد لواء كامل من الفرقة الرابعة تم سحبه، وان غنائم عسكرية كثيرة استطاع «الحر» السيطرة عليها، معدِّدةً اهم الحواجز التي تمت السيطرة عليها وابرزها حواجز الصهريج والبهتون والــقــاقية والقوز وجب مرهج والمنطار والجوزة والقنجة وقرنة وسبنا وموقع عريض عسال الورد»، ولافتة الى انه «تمت السيطرة ايضاً على مرابض مدفعية متوسطة، كما غنم الجيش الحر دبابات وعربات قتالية وآليات عسكرية اخرى».
ولكن لماذا انسحب الجيش النظامي من منطقة حدودية مع لبنان تعتبر استراتيجية؟ يقول مصدر عسكري في الجيش السوري الحر لـ «الراي» ان «ضغط عمليات «الحر» ألزمت النظام على اعادة التموضع، وان معركة دمشق الفاصلة قد بدأت»، مؤكداً ان «الجيش الحر لم يدخل القرى والمزارع «المحررة» انما ترك الامر للجان الشعبية التي تتولى التنظيم ومتابعة الشؤون اليومية للاهالي».
وكشف المصدر ان «الجيش النظامي بدأ بتنظيم خط دفاعي جديد يشكل حماية للريف الشمالي ـ الغربي لدمشق، وانه باشر جمع قواته للتقليل من الخسائر والحدّ من التوسع العسكري له بعد ان مني بعجز كبير في تأمين الامدادات لوحداته التي تقطعت اوصالها كنتيجة طبيعية لهجمات الجيش الحر».
وتحدّث المصدر نفسه عن ان قوات النظام السوري بدأت بتعزيز تواجدها في جعبدين وتلال معلولا واكوبر وتوانة وسهل صيدنايا ومنين والتل ومعربة، مشيراً الى ان «هذه التعزيزات التي تشمل بناء خط دفاعي جديد عن شمال ـ غرب دمشق وريفها، يهدف الى الاستعداد للمعركة المقبلة على دمشق»، وكاشفاً ان الجيش الحر «عزز وجوده في ريف دمشق الجنوبي والشرقي».
سيطرة «الجيش الحر» على اكثر من 60 كيلومتراً كخط حدودي مع لبنان في جانبه السوري، سمح للمواطنين السوريين بهامش واسع من الحركة وتفقُّد ممتلكاتهم وتبادُل الزيارات بين القرى بعد طول منعٍ وحصار.
وتحدث أكثر من مواطن عن بدء عودة الحياة الى طبيعتها بعد حصار شديد تعرّضوا له من جيش النظام الذي كان يمنع التجوال والحركة ويستهدف القرى بالقصف المدفعي او بالرشاشات والاقتحامات.
ففي عسال الورد اخذت الحركة تعود الى طبيعتها، وهكذا الحال في رنكوس وحوش عرب وجبة الصرخة ورأس معرة وغيرها من القرى والمزارع. فيما باشرت اللجان الاهلية باعادة ترميم شبكات خطوط التيار الكهربائي وترميم الطرق وبدأ عمل مخابز الافران ومحطات وقود يؤمن لها الجيش الحر ما أمكن من بنزين ومازوت.
هذه التطورات العسكرية القريبة من حدود لبنان الشرقية، ستسمح للجيش الحر بتعزيز وجوده والعمل على تحرير مساحات من المــناطــق الحـــدوديـــة مـع لبنان.
وقد كشفت مصادر عسكرية في «الجيش الحر» ان الظروف المناخية والطقس البارد سيسمحان للحر بالتقدم اكثر نحو مواقع جديدة للنظام تُعتبر محاصرة والامدادات لا تصلها، وان عجز جيش النظام عن دعم قواته سيرفع من حالات الانشقاق «حيث سجلت مئات حالات الفرار من مواقع عسكرية استراتيجية والتحاق الفارين بالجيش الحر ومجموعات الثوار».
واعربت هذه المصادر عن اعتقادها ان الجيش الحر على وشك السيطرة على اكثر من 20 كيلومتراً اخرى مع لبنان تابعة لمحافظتيْ ريف دمشق وحمص في الجانب السوري من سلسلة جبال لبنان الشرقية.
وبإزاء هذه الانجازات العسكرية، وفتْح الجيش الحر كوّة كبرى مع حدود لبنان، وُضعت القوى الامنية اللبنانية في حال جهوزية ومتابعة دقيقة لما يجري على الجانب السوري من الحدود.
وقالت مصادر امنية لبنانية لـ «الراي» ان سيطرة الجيش السوري الحر على اكثر من 60 كيلومتراً من مناطق حدودية مع لبنان، سيؤدي الى رفع جهوزيتنا لمراقبة الحدود، رغم ان الثلوج والطقس العاصف سيؤديان الى الحد من العمليات العسكرية السورية.
واوضحت هذه المصادر ان القوات العسكرية اللبنانية عزّزت من مراقبتها للحدود، كاشفة ان عمليات التهريب تراجعت الى حدود الصفر، مؤكدة ان عمليات تهريب الاسلحة الى سورية من لبنان تراجعت بنسبة 90 في المئة، وان السوق السورية لم تعد بحاجة الى سلاح فردي بعد تزايد السيطرة من المسلحين السوريين على مخازن تابعة للجيش السوري (النظامي).
وقالت هذه المصادر ان تهريب الاسلحة الثقيلة من لبنان أمر غير وارد نظراً لعدم توافره في السوق المحلية، معربة عن اعتقادها ان سيطرة الجيش الحر على خط حدودي واسع مع لبنان لا يمكن ان يؤدي الى تغيير المعادلة من الجانب اللبناني، لافتة الى ان «اهتمامات الجيش الحر منصبّة الان نحو الداخل السوري وليس نحو لبنان»، ولذا ترى هذه المصادر الامنية اللبنانية ان لا تغييرات طارئة على الحدود مع لبنان من الجانب السوري.






حاجز تفتيش في رنكوس
حاجز تفتيش في رنكوس
موقع لحرس الحدود
موقع لحرس الحدود
في عسال الورد
في عسال الورد
موقع سابق قرب الطفيل
موقع سابق قرب الطفيل
 موقع آخر لحرس الحدود
موقع آخر لحرس الحدود