الثلاثاء، 4 ديسمبر 2012

المستقبل وسكاف

 

 

المستقبل لسكاف: «تعا ولا تجي»



الترحيب «المستقبلي» لا يعني أن التيار بات جاهزاًً للتحالف مع «ابن سكاف» (أرشيف ـ هيثم الموسوي)
 
عفيف دياب
يبدي مسؤولون في تيار المستقبل ارتياحهم إلى زيارة رئيس الكتلة الشعبية في زحلة الياس سكاف للعاصمة السعودية. يرى التيار الأزرق في «حج» الزعيم الزحلي إلى الرياض «خطوة إيجابية»، رافضين الغوص في تفاصيل الزيارة، وآملين أن تليها زيارة ثانية يحكى عنها في كواليس التيار.
ويكشف مسؤولون في التيار الأزرق، في أول تعليق لهم على الزيارة، أن المحادثات «كانت جيدة وأعادت وصل ما انقطع نسبياً».
الترحيب المستقبلي المتأخر بالزيارة، يبرره بعض من في التيار بـ«تأخر تلقينا تفاصيل المحادثات». ويوضح هؤلاء أن سكاف عرض وجهة نظره «عموماً من دون الغوص في تفاصيل أسباب سوء الفهم» الناتج من «اصطفافه» مع فريق الثامن من آذار من 2005، ما «أدى إلى إحداث قطيعة بين الفريقين نتمنى أن تكون قد انتهت»، موضحاً أن سكاف ووزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل «لم يبحثا في الانتخابات النيابية اللبنانية قطعاً». وأكّد المصدر نفسه أن هذا الملف «لم يكن في جدول أعمال الزيارة أساساً»، التي «هدفت فقط إلى توضيح سكاف موقفه السياسي وأسباب اصطفافه مع فريق ضد آخر»، كاشفاً أن زعيم الكتلة الشعبية «طلب دعماً سعودياً لجهوده الهادفة إلى تحقيق استقلاليته السياسية واتخاذه موقعاً وسطياً، وسمع رداً وحيداً: إن شاء الله خيراً».
هذا الترحيب «المستقبلي» لا يعني أن التيار بات جاهزاًً للتحالف مع «ابن سكاف» في الانتخابات النيابية المقبلة في زحلة والبقاع الأوسط. ويرى أحد مسؤولي التيار أن من المبكر الحديث عن تحالف انتخابي، مشيراً إلى أن التواصل بين الطرفين «لا يزال خجولاً ومحدوداً ولم يصل إلى مستوى الصف الأول»، ولافتاً في الوقت نفسه إلى أن هناك تواصلاً على مستوى القواعد الشعبية والقادة المحليين في زحلة والبقاع الأوسط «بصورة غير رسمية». ويضيف: «لم تحصل لقاءات على مستوى عالٍ بيننا وبين سكاف منذ 2005»، مرحّباً بعقد لقاءات كهذه «حين يجد سكاف نفسه مستعداً لها أو يريدها». ويؤكّد المسؤول في المستقبل «أننا لم نقفل أبوابنا في وجه سكاف حتى في عزّ الخلاف بيننا، ولكنه هو من ابتعد، لا نحن»، مؤكداً أن أكثر من إشارة أُرسلت إلى رئيس الكتلة الشعبية لفتح قنوات اتصال وبدء نسج علاقة، و«لكنه لم يتجاوب مع إشاراتنا وبقيت العلاقة باردة رغم أننا وقفنا على الحياد في انتخابات بلدية زحلة (2010) ولم نتدخل فيها». ويشدّد على أن ما يحكى عن تحالف انتخابي «ليس صادراً عنا أو حتى عن سكاف، بل هو كلام الشارع لا أكثر ولا أقل»، مؤكّداً أن التحالف مع الزعيم الزحلي «يأتي من ضمن عقد سياسي ــــ انتخابي مع كل فريق 14 آذار، وليس مع طرف دون آخر».
يأتي هذا الكلام المستقبلي رداً على ما تردّد أخيراً عن إمكانية تحالف المستقبل ــــ سكاف على حساب القوات اللبنانية وحزب الكتائب في زحلة والبقاع الأوسط؛ إذ يؤكد المسؤول في المستقبل أن تحالف التيار مع القوات والكتائب «ثابت أساسي في الانتخابات المقبلة»، مشيراً إلى أنه «حين يعلن سكاف رغبته في الانضمام إلى هذا التحالف يمكن عندها الدخول في التفاصيل»، رافضاً الخوض في شروط تحالف كهذا. وأوضح أن لرئيس الكتلة الشعبية «حيثية لا يمكن إنكارها أو تجاهلها، ولكنه لم يحسم خياره السياسي بعد، وهو حتى الآن يُعَدّ في جبهة الثامن من آذار، وإن كان يتحدث عن قراره المستقل». وأعرب عن اعتقاده بأن سكاف «غير قادر على فك تحالفه مع حزب الله بغض النظر عن علاقته السيئة مع التيار الوطني الحر والنائب نقولا فتوش»، مشيراً إلى أن «لأصدقائنا في القوات اللبنانية قراءة مفادها أن سكاف أقرب إلى القبول مجدداً بالتحالف مع حزب الله وعون وفتوش وحركة أمل من التحالف معنا». ويستدلّ على ذلك بـ«التواصل شبه اليومي» بينه وبين حزب الله الذي يخصّص له «موازنة مالية شهرية». ويضيف أن سكاف «وضع الحزب في صورة زيارته للسعودية، وقد دعمه الحزب وشدد على أهمية القيام بها». ويضيف المسؤول المستقبلي أن وارث الزعامة السكافية في زحلة «وضع شروطاً على تحالفه مع عون وفتوش، وحزب الله يعمل على تقريب وجهات النظر وتوحيد الجهود، وقد حقق تقدماً»، معرباً عن اعتقاده أن إمكانية عودة سكاف إلى تحالفه الانتخابي السابق «أقرب من إقدامه على تشكيل لائحة مستقلة أو التحالف معنا».
شرط تيار المستقبل للتحالف مع سكاف «واضح وصريح»: «الانضمام إلى صفوفنا والابتعاد فعلياً عن حزب الله». هذا الشرط، غير المعلن حتى الآن رسمياً، سيسمعه سكاف إذا ما حصل لقاء رسمي مع تيار المستقبل تعمل أكثر من جهة على تنظيمه. ويوضح متابعون أن «وسطاء يعملون على ترتيب لقاء رسمي بين الجانبين في بيروت»، وإذا ما نجحت هذه المساعي فإنها «قد تتوج بلقاء بين سكاف والرئيس سعد الحريري في الرياض أو باريس».