الأحد، 20 نوفمبر 2011

تـــــريــــــاق




                                    تـــــريــــــاق

وهَــــــــــرعَت الى دواخلـهـــــــــــــا
تَنثـــــــــــــرُ شــــــــــــــعاعه فوق صفحـــــات قلبهــــــا
أغلقــــت عينيهــــا تلـــــوذُ بصورتــــه الماثِلــــة أمام فؤادها
وانتبهـــت ...الى تفتّـــح زهـــــرات اللوتس بين جنبـــات قلبها المُتـــرعِ عشقـــاً
والتفّــــت بالآهــــات المتدليّــــة حول حنايا الروح
وراحــــت في إغفــــــاءة  تتســـــلّل بين نُواح الاحاسيس الحُبلــــى بقبلات مرسومة
في أحــــداق العيون ...
فتنســــــاب في غيـــــاهب اللامعقول ...
لترسو عند جزيرة أحلامهـــــا ...
تائهـــــة في عطــــــر الاحاسيس
تتبســــّم الاســــــــــــارير
وتنســـــــــــــدل في أحضــــــــــــان الذات
تــــرتشِــــــف من تريــــــاق الحيـــــاة ...
                                                                            ( إخلاص الشاب)

نسمة




                                   نسمة

تربّعتُ على عرش الهواء أحزم أمتعتي للسّفر...
دون وجهة و دون عجل...
فهبّتْ نسمةُ ترتعش تبحث لأخّياتِها عن مقرّ...
سلكتْ دروبا كثيرة، فيها العطش و الضّجر...
و هاهي تنتعش بعد هبوب الرّياح و أفول البدر...
تسّلقتْ أشجارا كثيرة و حفرت كثيرا من الحفر...
فما وجدت غير انتعاش بين حبيباتِ المطر...
إذ تنزل في غير انحاء و في كلّ اتّجاه غير رسومات ضعيفة البصر...
فهي ترتعش حينا و أحيانا تختبئ بين ثريّات الزّهر...
فتذهب بالماء فوق سطح الحجر...
فتذيبُ قلبه و تشاطره العمر...
فيصبح ذرّاتا تتبعثر مع وريقات في المنحدر...
إذ تلفّ أصفرها مع أخضرها لتعيش أحلى سفر..
فتغذّي الأرض و تزكّي التّراب بحوريّات سُمر...
هاهي الأمطار تنزل لتعلن بعد بزوغ الشّمس قدوم الخريف المنتظر....
سرتُ كيفما شئتُ بين صروف القدر...
أهيّج دمع النّساء و ثياب القمر...
أعبث بنقل حديث كتمه البشر...
حريّتي في أن ألبس يوما ثوب رجل...
 فماذا أفعل لاستئصال أنوثتي و أجعلها دون وبر؟؟؟؟
هل أنحني لساسة اللّحية و عشّاق الزّنى مع القصّر؟؟؟
هل أركع لطائفة تدفن البنات دون شهادة في المقابر؟؟؟
هل أعيش في خلافات تهدي الزّهور للبقر؟؟
هل أجالس شبابا يضاجعن امرأة الفايسبوك عبر الصّور؟؟؟؟
حبّذا لو كنت نسمة تعبث بها الرّمال فتسكن في رحم البحر،
فترتمي في قاعه... فترى كلابا لا تنبح و نعاجا لا تجترّ..
ليتني رصاصا كاتما للصّوتِ.. فأفجّر تاريخ أمّة تتغزّل بالصّفر...
ليتني أخترق أحلامهم .. فأرى مفعول الفيغارا في أعشاش لا تثمر..
ليتني أشمّ رائحة أفواه تحرّم المنكر ....
أو تشرب شراب الشّعير الممزوج بالسّكر...
ليتني برعما تلقّح جيوبي الرّياح أو أجنحة أخَر...
ليتني أبيضُ فلا تُرى مفاتني، فيقولون هذه أنثى الصّقر...
ليتني أتقن صلاة الجبال و دعاء الشّجر...
ليت جبريل قرأ كلام اللّه على الرّسل لا كلام البشر...
و ليت الحريّة تُبَثُّ في تلفزاتنا دون مقصّ أو إشهار تدعّمه بنوك قطر...
ليت الجاهليّة تاريخ و ليس خطاب أمّة تخاف فقط عزرائيل وتنسى أنّ الشّيطان أمّه امرأة و أبوه رجل...

                                                            (رحاب السوسي)
                                                                                                                  تونس