السبت، 22 أكتوبر 2011

الوان الرمان

الوان الرمان
إنّي أغار من اللّيل إذا ناداك..
من نومك أغار ...
وأنت تتأنّقين للسّرير ....
تلثمين الوسائد و تعانقينها...
فتحترق أنفاسك فيها... فترتعد الخيام
إنّي أغار..أغار...
من شروق الشّمس فيك... من هديل الحمام
من ربيع يهديك وروده..
ومن شتاء يهديك الغمام..
فلا ثلجي يلمسك و لا ريحي ترحل بشعرك..
صعب أن أنام و موج البحر يأبى الصّيام..
و أنت تنثرين حدائقك بالرّمل و تغرقين الشّطآن..
ما أروعك و أنت تلوّنين الياسمين بالذّهب..
و تمزجين التّين بالعنب...
ما أروعك و أنت تتسلّقين الثريّا...
فتمتزج عندي الشّهوة بالغضب...
أهواك... و إنّي حطام.. حطام..
تركبين الموج و أنت نصف عارية..
فيسكر و يهيج... يلاعبك و يأبى القيام...
قولي متى ينتهي موسم يركع الرّجال فيه للحيتان...
فتّشت في دفاتري عنك..فلم أجدك...
فقولي أين المقام...
أفي قصور ملوك الرّوم أم وراء القضبان،
فالنّساء عندنا لا يتعرّين حتّى في الحمّام...
فهل يخجلن من بعضهنّ أم من أزواج هم لهنّ أقران..
أحبّ أن أرى كرز شفتيك و ألوان الرمّان..
أن تنبت السّنابل في شعرك ...
فأحصده ثمّ أزرعه على أكتافي..فيرتع السمّان...
أن أركع لنهديك وهما يرقصان لأنغام العيدان...
أن يستيقظ فيك الحبّ ..فتعايدين الحياة والأنغام..
غرت من كلّ هذا و نسيت أنّك لبست السّواد
و طليت وجهك بالأحزان...

                                        (رحاب السّوسي ـ تونس)