السبت، 27 أكتوبر 2012

هنا حلب







                                            هنا حلب ..


 يسرى 

هنا حلب:
  ويخبو الوقت في عين المدى
يوم يُنثَرُ الخوف في مجرات الروح
وتجري الريح ولا تصل..
هنا حيث رائحة الموت تنتشر ولا تبقى.

هنا حلب:
ركام أحجارها يعانق موتاها في مشهد لا يشبهه إلا حضن أم نام على صدرها طفلها الجائع للأمان..
هنا حلب:

حيث الآه تبتلع الأحلام والآمال والحياة وتئن الدموع على ملامح أبنائها وهم يلملمون أشلاء أحبّة كانت تصرخ للحرية ففاجأها الموت بطائراتٍ لم تمهلهم حتى أن يصرخوا آآآآآآآآآه..
هنا حلب:

حيث السعادة نوع واحد ..  هو البقاء حيّاً.
هنا حلب:

حيث يجتمع من بقي حيّاً ليرفعوا من قتلاهم مئذنة يحج إليها يوماً معتمروا الحرية والكرامة.
هنا حلب:

حيث ترسم بقلعتها خط الأفق لحظة موت
فترقص عليه ملائكة الخلاص .. ذات جنون ومدى.
هنا حلب:

حيث النازحون والموتى والجرحى يرتجفون خوفاً من الموت الذي يقرع أبوابهم بشدّة لأنهم لا يملكون قبوراً تكفي لستر جثثهم.. وأمهاتهم لاتملك ثمن ملابس سوداء.
هنا حلب:

 حيث نحفر قبر الطاغية بجثثنا لتصاحبه أنّاتنا لتمضية الأبد الذي ينتظره.
هنا حلب:

 حيث تأبى الحياة أن تموت  رغم كل هذا الموت.
هنا حلب:

 حيث الشعب الواحد الأحد
الإله الصمد
الذي لم يكن له كفواً أحد

هنا حلب...