الثلاثاء، 24 مايو 2011

سوريا و"حسن الرشاش"

                        سوريا و«حسن الرشاش»

عفيف دياب
 صباح السبت من كل أسبوع، يلتقي جان ومحمد وجوزف في ما يطلقون عليه «ديوان السبت» في المقهى المفضّل لديهم في مدينة شتورة. «الشباب» أصدقاء منذ أكثر من 3 عقود، يختزنون الكثير من الأسرار والخبريات السياسية والاجتماعية. المهن المختلفة التي عمل بها هؤلاء ردحاً من الزمن جمعتهم صدفة إلى أن أصبحوا واحداً كما يطلق عليهم في البقاع. بنوا شبكة مشتركة وواسعة من العلاقات الاقتصادية والتجارية والثقافية تبدأ من بيروت، مروراً بدمشق وتنتهي في القاهرة وعواصم عربية أخرى.
لم يتعب الأصدقاء من السياسة والتباساتها، فهي شغلهم الشاغل رغم عدم انخراط أيّ منهم في حزب أو تنظيم سياسي لبناني، وهم يعرفون خبايا كل الأحزاب اللبنانية وأسرارها، ويضحكون أحياناً كثيرة على «الغباء المدقع» كما يسمّيه محمد، وعلى بعض قادة أحزاب لبنان. يبدأ ديوان الأصدقاء الثلاثة عند العاشرة صباحاً ويجب أن ينتهي عند الواحدة. جان ملتزم مع أسرته التي تجتمع حول مائدة واحدة في القرية، ومحمد ملزم كل سبت بأن يتناول طعام الغداء مع والدته في البقاع الغربي، وزيارة جوزف الأسبوعية إلى زحلة مقدسة ولا بد منها. ينطلق حوار الثلاثة بداية من آخر كتاب قرأه أحدهم.
يُجمع هؤلاء في ديوان سبتهم الماضي على أهمية قراءة رواية الكاتب المصري يوسف زيدان «عزازيل». ينتهي النقد الإيجابي للرواية وينطلق الحوار السياسي حول آخر أخبار الشام. يؤكد الشباب أن ما يجري في سوريا بدأ ينعكس على الوضع اللبناني سلباً. ويصرّون على أهمية ابتعاد بعض اللبنانيين عن التدخل في الشأن السوري ومنع إرسال السلاح إلى هناك، ويجمعون على أنّ ما يجري في الشام بعضه مؤامرة، وبعضه الآخر مطالب شعبية محقّة اعترف بها الرئيس بشار الأسد، يقول محمد ويوافقه جان وجوزف الرأي.
التوافق بين الثلاثة دخل على خطه ضيف طارئ على الديوان. يصف الضيف علاقة سوريا بلبنان بأنها تشبه قصة «حسن الرشاش». يروي إبراهيم القصة ويقول إنه في سنة 1958 ذهب شاب من قريته الى سوريا مندوباً من حزب النجادة للاستحصال على سلاح للثورة. عاد بعد يومين ومعه 4 بنادق، أرسل 3 منها إلى بيروت واحتفظ بواحدة للدفاع عن القرية. وبعد مدة، شهدت ساحة الضيعة عرساً، فأحضر حسن الرشاش (نوع كرابين ـــــ فرنسي الصنع) لإطلاق الرصاص ابتهاجاً، وحين كان يوجّه البندقية إلى الأعلى ليطلق الرصاص كانت «تروكب»، وحين يوجّهها الى الأسفل كانت تنطلق منها الرصاصة فوراً، فأطلقنا عليه اسم حسن الرشاش. ويختم: «السلاح الذي يهرّب الى سوريا يشبه بارودة حسن الرشاش... فلا تصدّقوا الخبرية، إنه سلاح بلا رصاص»!

ليست هناك تعليقات: