السبت، 27 أغسطس 2011

لقاء ـ أميمة الخليل

ِلقاء  ـ أميمة الخليل
مداها الأفق وصوتها المدى ..
 يخجل الوتر من عذوبة صوتها فتحتويه وتشدو

حوار يسرى عقيلي
@أعرف أن السؤال عن تجربتك مع مارسيل خليفة أصبح ممّلاً، أو الأصح متعباً. لكن من أدمن الوفاء مكتوب عليه أن يتعب لهذا أسألك:  كنت غيمةً ممطرةً في سماء مارسيل خليفة هل تتوقين لسماء لك وحدك؟
     مع مارسيل أنا أحلّق في سمائه وبحريّة كبيرة وقناعة أكبر. أما منفردةً فالمساحة أكبر هي مساحة حضور صوتي إن على خشبة المسرح أو في التسجيلات، فلا أتقاسم هذه المساحة مع صوت اَخر لأ أكثر ولا أقل. إذن السماء سمائي منفردة أو بصحبة مارسيل العزيز.
@سؤالي السابق فرض نفسه بعدما سمعتك في دار الأوبرا السورية(في ذاكرتي). كنت  تستحقين هذا الحفل الخاص بك لأنّك مع مارسيل كنت صدى أغانيه أمّا بدونه كنت الأغنية بكل أصدائها هكذا أحسسناك أمّا ماذا أحسست أنت فهذا ما أنتظر إجابته ؟
   أنا جزء من مشروع مارسيل خليفة الفني والثقافي وبالتالي لي حضوري معه ضمن رؤية شاملة لهذا المشروع تتمّمه عناصر عدّة ومكونات متنوعة في الأداء، ولكن في حفلاتي المنفردة أقدّم نفسي بالإضافة لرؤية مارسيل نفسه بإطار ومفهوم عملت على إنشائه مع موسيقيين اَخرين منهم هاني سبليني وعبود السعدي وعبدالله المصري وبول سالم، وشعراء اَخرين منهم محمد العبدالله وجرمانوس ونزار الهندي وعبيدو باشا وزاهي وهبي. وبطبيعة الحال الأمر يفرض نفسه في حفلاتي كوني مسؤولة كل المسؤولية عنها وعن صدى  أغنياتي وبكل تفاصيلها. وفي نهاية الأمر أستمتع بعملي إستمتاعاً حقيقياً غير مرفق بالحسابات والمعادلات المرهقة، والتي لا توصل إلى مكانٍ مرجوٍ. هذه أنا وهذه طبيعتي أما كيف يصل إلى المتلقي فهذا يتعلّق بالمتلقي نفسه ولا أدّعي اليقين بما يحسّ هذا المتلقي عندما يشاهد هذا العرض الذي أقدمه ولا أجزم بمعرفتي إلى أين سأصل به.
 @ ألقيتِ عباءة اللحن عنكِ وغنيّتِ في حفلة دمشق أغنيةً عاريةً إلّا من صوتك. أعرف أنّك لست بحاحة إلى إثبات عذوبة صوتك لكن هل أردت أن تثبتي أنّ سكوت  الموسيقى يفضح عورات أصواتهم ويلبس صوتك بهاء المدى الحر ؟
   اللحن هو ما يحملني على الغناء وبحريّة ضمن خطوطه الواضحة. تعبيري أيضاً في غناء اللحن أيضاً حر وواضح في كثافته الحسيّة. هذا التعبير يكون كافياً أحياناً وأحياناً أُخرى أرى أنّه يحتاجها لإكتمالها، وهذا يرتبط بطبيعة اللحن أو المقطوعة بالنسبة لي أفضّل غناء الـAcappela بدون اَلات موسيقية، لا لعرض العضلات أبداً، فبرأيي كل من لديه صوت قوي قادر على الأداء المنفرد إنّما أنا أميل لهذا النوع من التعبير الفني الذي هو أقرب ما يكون إلى طبيعتي. فالهدوء والتعبير الموغل في العمق .. عمق الحس الإنساني البعيد عن بهورة العضلات والقشور هما عنصران أساسيّان في تركيبة هذا النوع من التعبير.
  @الإلتزام موجع وقد كبّرك قبل أوانك. أعرف أنّك لست نادمة لكنّي أعرف أنّه حصرك بالنخبة. هل تأخّرت حتى تداركت ذلك ؟ وهل لوجود هاني سبليني فضلٌ بذلك ؟
   الإلتزام واحد من عدّة مكوّنات لشخصيتي. عندما كنت طفلة ولاحقاً مراهقة تعمل مع فنان جاد وجد فيها ما يكفي من الجديّة ليثق بها و يحمّل صوتها موسيقاه لتشاركه في أدائها بطبيعتي جديّة..لاهية أحياناً لكن في حدود حياتي الخاصة أمّا فيما يخص فني فالموضوع ليس موضوع هزل ولهو إنّه ممتع بجديته والتسلية لها أوقاتها وأمكنتها. وإذا كانت النخبة هي من تقدّس الفن بإحترامه وتحديثه بما يحمل من قيّم إنسانية موّحدة للبشر فليكن. أنا مع  هذه الفكرة عن الفن وكيّفية تقديمه للناس.  هاني يشاركني هذه الرؤية للفن وما حققناه معاً حتى الآن يجيب عن هذا السؤال. فالموسيقى فضاء رحب نريد أن ننهل منه ما إستطعنا لإغناء حياتنا وتجاربنا الموسيقية، وهنا لا نستبعد أيّ نوع من أنواع الموسيقى أو الإيقاعات .. إيقاعات الحياة ولكننا نطوّعها بما يتلاءم مع أفكارنا وتعبيرنا وطريقة عرضنا إيّاها.  بالنهاية الإلتزام غني ومحاولة حقيقية وجادّة لمعرفة كينونة الإنسان الآخر وفهمها واحترامها هذا ما قصدته.
 @ أصبح لكل حزب في لبنان مغنون ولكل طائفة عازفون وما يجمعهم واحدٌ وهو الثورة حتى النصر على بعضهم البعض. أميمة الخليل لمن تغنين ؟ وكيف ستغيّرين ذاك التحزّب حتى في الغناء والموسيقى ؟
  لا أحبّ التعصّب مهما كان ولا حتى بالموسيقى، وليس فقط بالسياسة والأديان. ما أفعله هو التعاطي بهدوء وتفهم لخوف أي إنسان يجهل فكرة أو طريقة إعطاء الآخر فرصة للتعبير عن نفسه، فلا يجد سبيلاً إلّا التعصّب، وبالتالي أغني لكل أنواع البشر الذين يتشابهون أينما وجدوا مع إختلاف حضاراتهم. طبعاً بإستثناء سياسيّ ما يُسمى الدولة اليهودية الذين أعتبرهم من كوكب غير كوكب البشر.  فالقيم الإنسانية خطوطها العريضة(فاقعة الوضوح)أغني لكل من يلتزم في حياته هذه القيم ويتعاطى مع الآخر على اساسها. لست ممن يتوهمون القدرة على التغيير. أنا أعمل وأقدّم نفسي ضمن هذه المفاهيم ،وما تسمعونه أو ترونه عني هو إنعكاس هذا العمل أو هذا المفهوم، وإن كنت قدوة كفنانة هذا شيء يفرحني طبعاً، لكني لا أتحرك بهاجس أن أكون قدوة للغير.
 @ أميمة الخليل هل هناك أمل ؟؟؟
    طبعاً الأمل موجود دائماً طالما أنّ هناك أمهات متنورات يربين أجيالهن على الخير وحب الوطن ورفض الذل. وطالما أنّ هناك مثقفين ينيرون دربنا بالحب والسلام سيظل هناك يوم جديد اَتٍ.

ليست هناك تعليقات: