أكتب والدم ملهمي..

حرائرهم الشامخات تحت نخيل الحكايا يزغردن سراً وعلانية على نهاية مجنون الدم فيسكر العمر رُطباً ..فحكاية المجنون ترسم لعشاق الحرية درب النصر.
لم تعد قبورهم صامتة، أصبحت شرفاتٌ مُحنّاة برحيق الأمل.. أصبحت شطآناً تعانق عشق الحياة وتغمر القمر الحامل تعبه من عراك العشق الدائم النازف وطناً من جرح في الفؤاد.
تشكي لشرفاتهم حرائر النخيل .. تشكي لهم هجرة الفرح .. تبكي لهم تكدّس المدن فوق أجساد أبنائها وكيف تكوّمت خريطةٌ على عَلَمْ.
أكتب وملح قهرهم ملهمي..
أكتب كيف تلوّح الحرائر بالأحمر القاني على ملامح الجنون وتنشر الأخضر على جثث الأمل..
أكتب ودمعهم ملهمي..
أكتب عن وطنِ من شهداء كوّنهُ دماء عاشقيه تحت شجر الأمل..
أكتب عن أرضٍ كلّما طوت شهيداً طاب القمح أكثر وإتّقَدَ تَنور الحرية بصرخاتهم التي ايقظت المدى
أكتب والشهيد ملهمي..
أكتب ونداء الأحبة يبلل مسامعي وهو يناديهم فعادوا ليكونوا شهداء جدد عادوا من خارطة جديدة رسموها بحناجرهم من محيط المغرب إلى خليج المشرق..
أيادي امهاتهم الشتوية تحرّك إستدارة الأرض وتجعلها مبسوطة كالمدى..
أكتب إلى أجمل أجسادٍ .. تنهدّت قبل السكوت فأمطرت الحياة.
ودائع دموعهم أصبحت عنوان العنوان وفاض شلّال أمّة من أطفالٍ لا يكبرون إلا فيضان..
أكتب والبحر الذي كان يمشي جانبنا أصبح يمشي فينا ..
أكتب لأكفانهم التي بلون نعنع الجنة..
لطفل ظلّ مع السياط يصهل ويصهل..
أكتب لصرخاتهم التي نادت الحرية .. فسالت القضبان.
(يسرى)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق