الثلاثاء، 27 مارس 2012

لكَ من روحي مطري


 لكَ من روحي مطري

·
هنا حين يستريح الإله على كتفي..تكون أنت
وحين يُعلن الشفق عن ملامحكَ..تكون أنت
وحين يرحل الغسق إنتحاراً لغيابك..تكون أنت
اَه من أنت.. كم إبتلاء الروح أنت
لو كنت اله ما أوجدت شمساً ولا قمراً
إلا أنت
أنتَ الروح وتفانين العشق وعطر الكون في إنسدال الليل
أنت
اه لو تأتي لأزهرتُ منك
لقبّلت الوصل منك أنت
وأعشق  كل ما لكَ وأشتهي كل مالكَ
اَه منكَ ومالكَ أنت
.........
لكَ في كل نبضة..روح ورعشة
في كل تنهيدة..روح ورعشة
في كل لمسة..روح ورعشة
لكَ أنت
.............
هناكَ تماماً في منتصف العشق
حين غاب الجسد بالروح وتاهت الروح بالجسد
حين تعرّقت الروح وصلّى الجسد..أمطرنا حباً من لؤلؤ ومرجان
هناك في منتصف العشق حيث كانت القبلة الأولى
واللمسة الأولى..والرعشة الأولى
والريحانة الأولى
كان الخلق الأول..كنا أنا وأنت
كانت مداعبة الشفاه تسبيح
وهمسكَ بأنحائي أذان وأول معنىً لقرآن العشق
..............
هنا في الحد الواصل بين روحي وجسدي
تركتَ بعضاً من جسدكَ في ذاكرتي
وكل روحكَ في جسدي
سرقتَ رائحتي وشفاهي ولمساتي
ورحلت
هنا تماماً توقف العمر عن الحياة
ونبض القلب عن النداء
حرفٌ أنا لا أبجدية لي ..إلا أنت
............
وأتمددكَ كغيمة أتظلل شفاهكَ دفئاً وأحلاماً
ألملم فيكَ بعثرتي وأسكن سوسنكَ
وحدكَ إلهي الأسبحه
وحدكَ رجلي الأكتبه
وحدكَ من تمسح على صدري ما تبقى من رطوبة الغياب
وتهدهد روحي بكفٍ من بياض
وأنقل إليكَ أخبار الشوق وأرتّل لكَ حكايا الجنون
أسرق من شفتيكَ الحب
وتسرق من شفتيّ الجنون
وأقطف من على صدركَ التين والزيتون وطور سنين
وتقطف من روحي مطري
وبهمس أصابعي على مساحاتكَ تتوضأ
يا أنا يا أنتَ..يا أنتَ يا أنا
..............
كأنكَ تنزف حليباً فيزداد إسمراري بياضاً وشهوةً
ويكبر ظلكَ على قلبي ..وتتسع روحي لصليبكَ
وأخشع كلّما رتلت قرآنكَ
يا أنتَ بحثت عنكَ في كل رجال الأرض
وكنتَ غافي على كتفي
..............
يا أنا يا أنتَ..يا أنتَ يا أنا
في يوم عيدكَ ..أكبّر على مآذن عشقنا
أحبّكَ يا طعم الكوثر.
                                                                           (يسرى عقيلي)




ليست هناك تعليقات: