عفيف دياب
ماذا قدّم حزب الله وحركة أمل لبلاد بعلبك
ــ الهرمل؟ عشرون عاماً و«الثنائي الشيعي» يحتل المقاعد النيابية
والوزارية ووظائف الفئة الأولى المخصصة لقضائي بعلبك ــ الهرمل. عشرون
عاماً وحركة أمل وحزب الله ينطقان رسمياً وشعبياً باسم «البلاد المحرومة».
عشرون عاماً و«الأمر لهما» من دون منازع أو منافس. عشرون عاماً وخطاب سياسي
واحد لم يتغير حرفاً لوضع حجر أساس لمشروع تنموي واحد. عشرون عاماً تغيّر
خلالها شكل ممثلي الثنائي الوزاري والنيابي، فيما بقي مضمونه عصياً على
التغيير. عشرون عاماً و«شتلة» الحشيشة تنتظر بديلاً... وعشرون عاماً وخطاب
«الثنائي» عن الحرمان والمحرومين في بلاد بعلبك ـــ الهرمل لم ينتهِ بعد.
عشرون عاماً ومستوى الخدمات الإنمائية والتنموية والثقافية يتراجع حتى وصل
إلى الخط الأحمر، فاستيقظ الثنائي لاستدراك خطأ أو لاستيعاب قلاقل بدأت
تقضّ مضاجع يومياتهم السياسية في زمن الانقسامات العمودية في لبنان. ففي
جردة أولية وسريعة، يتضح أن نواب حركة أمل وحزب الله في بعلبك ــــ الهرمل،
لا تختلف يومياتهم التشريعية والسياسية والاجتماعية عن يوميات غيرهم من
نواب لبنان. فالرئيس نبيه بري الذي ينشط هذه الأيام لوضع البقاع تحت راية
الدولة اللبنانية أمنياً، يعرف جيداً أن البقاع الشمالي أرهقته المناشدات
للدولة بتنفيذ مشاريع إنمائية. وهو يعرف أيضاً، إذا ما عاد إلى خطاباته
السابقة في شمال البقاع، أن جدول مطالبه لإنماء المنطقة لم يتغير بنداً
واحداً منذ 20 عاماً. فلا المشاريع التي نادى بها تحققت، ولا فرص العمل
توافرت، ولا الهجرة الداخلية التي تزداد نسبتها سنوياً توقفت، ولا الزراعات
البديلة تحققت، ولا بناء سد العاصي وسدود أخرى وبرك مياه اصطناعية
واستصلاح الأراضي الزارعية قد نفذت، ولا طرق الموت أوقفت حصدها لفقراء
الشمال البقاعي. وإذا أردت تعداد ما طالب به الرئيس بري وحزب الله على مدى
عقدين، اكتشفت أن من حق ناس بعلبك ــ الهرمل أن يسألوا هذا الثنائي: «ماذا
قدمتما لنا من تنمية ومشاريع إنتاجية وأنتما رب السلطة والحكومات
المتعاقبة؟».
عشرون عاماً وحركة أمل وحزب الله في السلطة التنفيذية، أو إن قرار صناعتها
بيدهما. فمطالب نوابهما وخطاباتهم المملة ومجموع وزرائهما طوال العقدين
المنصرمين، ليست إلا إدانة واضحة وصريحة لتقصير هذا «الثنائي» الذي لم ينجح
حتى الآن في تشغيل مستشفى حكومي واحد، ولا شق طريق واحدة «متل الخلق» أو
حتى تعبيدها بشكل لا تفوح منه رائحة فساد. ولولا التدخل الإيراني المباشر
لشق أوتوستراد بعلبك ــــ الهرمل، لبقيت الطريق على الحال التي كانت عليها
منذ أيام الانتداب. وهما لم ينجحا حتى في توفير فرصة عمل واحدة من دون ذلّ
طالبها. ولم يحققا لأهلهما و«شعبهما» ما حُرموه منذ تأسيس لبنان الكبير.
وبالتالي فإن من حق ناس بعلبك ـــ الهرمل أن يسألوا ممثليهم في السلطتين
التشريعية والتنفيذية: ماذا قدمتم لنا وماذا فعلتم بنا؟ وبماذا قصّرنا معكم
حتى تقصّروا معنا؟ أين مشاريعكم الإنمائية، وأين مؤسسات الدولة التي
تتحكمون بها؟ ولماذا تطلبون منا ما عجزتم عن تحقيقه في عقدين من الزمن؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق