الجمعة، 22 فبراير 2013

القانون الارثوذكسي






  اقرت اللجان النيابية المشتركة في البرلمان اللبناني مشروع اقتراح قانون الانتخابات النيابية المعروف بـ"مشروع اللقاء الارثوذكسي" او "القانون الارثوذكسي". وفي ما يلي النص الكامل للمشروع:




المادة1:
يتألف مجلس النواب من مئة وثمانية وعشرين عضوا تكون مدة ولايتهم أربع سنوات، ويكون الاقتراع عاما وسريا وعلى درجة واحدة.
المادة2:
أ - يحدد عدد المقاعد النيابية وتوزيعها على الطوائف والمناطق بحسب الجدول المرفق بالقانون رقم 25/2008 ويتم الترشيح لهذه المقاعد على أساسه، ويعتبر الجدول جزءا لا يتجزأ من هذا القانون.
ب- يتم انتخاب النواب المحددين لكل طائفة من قبل الناخبين التابعين لها على أساس النظام النسبي ويعتبر لبنان دائرة انتخابية واحدة مع مراعاة منطوق الفقرة ج أدناه وحفظ تمثيل المناطق.
ج - يقترع الناخبون لمرشحين من طائفتهم فقط، أما الناخبون المسيحيون الذين ينتمون إلى طوائف الأقليات فيقترعون إلى مرشحي الأقليات وأما الناخبون المسلمون الذين ينتمون إلى طوائف الأقليات غير المخصص لها أي مقعد في المجلس النيابي فيكون لكل منهم الحق في الاقتراع لمن يختاروهم من المرشحين المسلمين إلى أي طائفة انتموا وأما الناخبون اليهود فيكون لهم الحق في الاقتراع لمن يختاروهم من المرشحين المسلمين أو المسيحيين.
 المادة 3: في لوائح المرشحين:
يتوجب على المرشحين أن ينتظموا في لوائح مكتملة قبل أربعين يوما كحد أقصى من موعد الانتخابات.
يشترط في تشكيل اللوائح بأن تضم اللائحة مرشحين من طائفة واحدة بعدد يوازي العدد المخصص لهذه الطائفة من مجموع أعضاء المجلس النيابي مع مراعاة توزعهم على المناطق.
ولا يعتد بانسحاب أي مرشح من اللائحة بعد تسجيلها ، وعلى وزارة الداخلية والبلديات ان تتقيد بترتيب اللوائح على ورقة الاقتراع وفقا لتاريخ تسجيلها.
 المادة 4: في تسجيل اللوائح:
على المرشحين ان ينضووا في لوائح وان يفوضوا احدهم بموجب توكيل موقع منهم جميعا لدى الكاتب العدل لكي يقوم بتسجيل هذه اللائحة لدى الوزارة وذلك في مهلة اقصاها اربعون يوما قبل الموعد المحدد للانتخابات، ولا يقبل بعد هذا التاريخ تسجيل اللوائح او التعديل في تشكيلها.
وعلى مفوض اللائحة أن يقدم عند تسجيله: الاسم الثلاثي لجميع أعضائها، ايصالات قبول ترشيح الأعضاء، تعيين الدائرة التي تترشح فيها اللائحة، نسخة عن شعار اللائحة اذا ما وجد، لون اللائحة.
تعطي الوزارة ايصالا بقبول تسجيل اللائحة، خلال 24 ساعة، اذا كان الطلب مستوفيا جميع الشروط القانونية، اما اذا لم يكن هذا الطلب مستوفيا كل او بعض هذه الشروط فتعطي الوزارة لاعضاء اللائحة المطلوب تسجيلها مهلة 24 ساعة لاجل تصحيح طلب التسجيل تحت طائلة رفضه.
تسري هذه المهلة اعتبارا من تاريخ ابلاغ مفوض اللائحة المشار اليه في البند أعلاه.
يكون القرار الصادر عن الوزارة برفض التسجيل قابلا للطعن امام مجلس شورى الدولة خلال مهلة 24 ساعة من تاريخ ابلاغ مفوض اللائحة المشار اليه اعلاه على أن يبت مجلس شورى الدولة بالطعن خلال مهلة مماثلة ويكون قراره في هذه الحالة نهائيا لا بقبل اي طريق من طرق المراجعة العادية وغير العادية.
المادة 5: في الاعلان عن اللوائح المقبولة:
فور انتهاء مهلة تسجيل اللوائح المشار اليها تعلن الوزارة اسماء اللوائح المقبول تسجيلها واسماء اعضائها وتبلغها الى المحافظين والقائمقامين وهيئة الاشراف على الانتخابات النيابية وتنشرها حي يلزم.
  
المادة 6: مراكز الاقتراع:
تقسم دائرة لبنان الانتخابية بقرار من الوزير الى عدد من مراكز الاقتراع تتضمن عددا من الاقلام.
يكون لكل قرية يبلغ عدد الناخبين فيها ماية على الاقل اوربعمائة على الاكثر مجموعة واحدة لأقلام اقتراع تضم قلم اقتراع واحد لناخبي كل طائفة من الطوائف التي يتبع لها الناخبون في القرية.
يمكن زيادة هذا العدد الى اكثر من اربعمائة ناخب في مجموعة الأقلام الواحدة اذا اقتضت ذلك سلامة العملية الانتخابية على ان لا يتعدى العدد ستمائة ناخب، ولا يجوز ان يزيد عدد اقلام الاقتراع في كل مركز عن عشرين قلم.
ينشر قرار الوزير بتوزيع الاقلام في الجريدة الرسمية وعلى موقع الوزارة الالكتروني وذلك قبل عشرين يوما على الاقل من التاريخ المقرر لإجراء الانتخابات ولا يجوز تعديل هذا التوزيع خلال الاسبوع الذي يسبق تاريخ اجراء الانتخابات الا لاسباب جدية وبقرار معلل.
 المادة 7: في المندوبين:
1. يحق لكل لائحة ان تنتدب لها ناخبين لدخول قلم الاقتراع بمعدل مندوبين اثنين ثابتين على الأكثر لكل قلم اقتراع ، كما يحق لها ان تختار مندوبين اثنين متجولين لدخول جميع الاقلام من بين الناخبين في هذه الاخيرة وذلك بمعدل مندوب واحد لكل ثلاثة أقلام اقتراع في القرى ومندوب واحد لكل خمسة أقلام اقتراع في المدن.
2. يعطي المحافظ او القائمقام تصاريح خاصة للمندوبين وفقا لاصول تحددها الوزارة.
 المادة 8: في مستلزمات أقلام الاقتراع:
1- تقوم الوزارة بتزويد اقلام الاقتراع بما تقتضيه العملية الانتخابية من لوازم وقرطاسية ومطبوعات، كما تقوم بتزويد كل قلم بصندوق اقتراع مصنوع من مادة صلبة شفافة ذات فوهة واحدة .
2. تقوم الوزارة بتزويد رؤساء الاقلام بعدد من أوراق الاقتراع الرسمية المطبوعة سلفا من قبلها وظروفها الممهورة تعادل تماما عدد الناخبين المقيدين بالنسبة إلى كل طائفة، كما تسلمهم عددا إضافيا من أوراق الاقتراع الرسمية وظروفا غير ممهورة بنسبة 20 % من عدد الناخبين المقيدين.
3 . يكون لقلم الاقتراع معزل واحد او اكثر
4. يحظر اجراء اية عملية انتخابية بدون وجود المعزل تحت طائلة بطلان العملية في القلم المعني.
 المادة 9: في أوراق الاقتراع:
1. يجري الاقتراع بواسطة اوراق الاقتراع الرسمية المنصوص عليها في أعلاه ولتي تضعها الوزارة مسبقا بالنسبة إلى دائرة انتخابية وتوزعها مع المواد الانتخابية الى موظفي اقلام الاقتراع.
2. تتضمن اوراق الاقتراع الرسمية اسماء جميع اللوائح واعضائها كما تتضمن المواصفات المحددة في الانموذج الذي تعده الوزارة لاسيما: لون اللائحة وشعارها ومربع فارغ مخصص لكل واحدة منها، الاسم الثلاثي لكل مرشح وطائفته او القضاءأو المنطقة الذي يترشح عنه . توضع الى جانب اسم كل مرشح صورة شمسية له والى جانبها مربع فارغ يخصص لممارسة الناخب حقه في الادلاء من ضمن اللائحة، بصوته التفضيلي وفقا لاحكام هذا القانون.
3. يقترع الناخب بهذه الأوراق حصرا دون سواها ولا يجوز له استعمال ايةأوراق اخرى لاجل ممارسة حق الاقتراع .
المادة 10: في الإجراءات التحضيرية:
1. قبل الشروع بعملية الاقتراع، يفتح رئيس القلم الصندوق ويتأكد مع هيئة القلم والمندوبين من أنه فارغ، ثم يقفله إقفالا محكما ، بحسب تعليمات الوزارة.
2. طيلة العملية الانتخابية، تنشر على مدخل كل قلم اقتراع نسخة رسمية عن القائمة الانتخابية العائدة له ونسخة عن قرار الوزير القاضي بانشاء القلم وتحديده. وتوضع نسخةعن قانون الانتخاب ولائحة باسماء مندوبي المرشحين على طاولة في غرفة القلم إضافة الى الملصقات اولمواد التوضيحية عن مجرى العملية الانتخابية بحيث يمكن للناخبين وللمرشحين ولمندوبي هؤلاء ان يطلعوا عليها.
تزال من داخل كل قلم، قبل بدء العملية الانتخابية وحتى انتهائها، كل صورة او رمز او كتابة او شعار من أي نوع كان ما خلا المواد التوضيحية التي توفرها الوزارة، وذلك على مسؤولية رئيس القلم.
4- على رئيس القلم قبل الشروع في عملية الاقتراع أن يتحقق من أن عدد أوراق الاقتراع المرقمة والظروف الممهورة يعادل تماما عدد الناخبين المقيدين.
إذا وقع نقص بعدد أوراق الاقتراع والظروف الممهورة بسبب قوة قاهرة ترمي إلى المساس في صحة الإقتراع أو لأي سبب آخر، فعلى رئيس القلم أن يستبدل هذه الأوراق والظروف بالأوراق الاضافية والظروف غير الممهورة التي استلمها والتي يجب أن يمهرها بخاتم القلم مع التاريخ ويشار إلى سبب هذا الإبدال في المحضر. أما أوراق الاقتراع الاضافية والظروف غير الممهورة التي لم تستعمل فتضم إلى المحضر.
المادة 11: في عملية الاقتراع:
1- عند دخول الناخب إلى قلم الاقتراع، يقوم رئيس القلم بالتثبت من هويته، استنادا إلى بطاقة هويته أو جواز سفره اللبناني العادي الصالح وعند وجود اختلاف مادي في الوقوعات بين بطاقة الهوية أو جواز السفر من جهة ولوائح الشطب من جهة أخرى، يعتد برقم بطاقة الهوية أو برقم جواز السفر.
2 .بعد تثبت هيئة القلم من أن إسم الناخب وارد في لوائح الشطب العائدة للقلم وأنه ينتمي إلى الطائفة المخصص لها القلم مع مراعاة اقتراع الاقليات واليهود بحسب ما هو منصوص عنه في المادة 2/ج من هذا القانون، يزود رئيس القلم الناخب بورقة الاقتراع وذلك بعد ان يوقع مع الكاتب على الجانب الخلفي من الورقة وبظرف ممهور بالخاتم الرسمي بعد توقيعه عليه ويطلب اليه التوجه الزاميا الى وراء المعزل لممارسة حقه الانتخابي بحرية، وذلك تحت طائلة منعه من الاقتراع.
3. يضع الناخب ورقة الاقتراع في الظرف وهو لا يزال وراء المعزل بعد ان يختار اللائحة واسماء المرشحين وفقا لهذا القانون.
لا يجوز للناخب ان يضع في الظرف اكثر من ورقة اقتراع واحدة.
يتقدم الناخب من هيئة القلم ويبين لرئيسها انه لا يحمل سوى ظرف واحد مختوم، فيتحقق رئيس القلم من ذلك دون ان يمس الظرف ويأذن له بان يضعه بيده في صندوق الاقتراع.
4. على رئيس القلم ان يتأكد من ان الناخب قد اختلى بنفسه في المعزل تحت طائلة منعه من الاقتراع. ويمنع على الناخب إشهار ورقة الاقتراع عند خروجه من المعزل.
5. يثبت اقتراع الناخب بتوقيعه على لوائح الشطب وبوضع اشارة خاصة على اصبعه توفر موادها الوزارة لجميع الاقلام على ان تكون هذه الاشارة من النوع الذي لا يزول الا بعد 24ساعة على الاقل ، ويمنع أي ناخب يكون حاملا هذه الاشارة على اصبعه من الاقتراع مجددا.
6. يتوجب على رئيس القلم، تحت طائلة المسؤولية، ان يمنع أي ناخب من الادلاء بصوته اذا لم يراع احكام الفقرة الرابعة من هذه المادة.
7. لا يحق للناخب أن يوكل أحدا غيره بممارسة حق الاقتراع.
 المادة 12: في الاقتراع للائحة والصوت التفضيلي:
1. لكل ناخب ان يقترع للائحة واحدة من بين اللوائح المتنافسة، ويحق له الاقتراع بصوت تفضيلي لمرشح من ضمن اللائحة التي يكون قد اختارها.
2. في حال لم يقترع الناخب بالصوت التفضيلي يبقى اقتراعه صحيحا، وتحتسب فقط اللائحة، . اما اذا ادلى بأكثر من صوت تفضيلي ضمن اللائحة، فلا يحتسب أي صوت تفضيلي وتحتسب اللائحة لوحدها.
3. في حال اقترع الناخب للائحة وأدلى بصوت تفضيلي ضمن هذه اللائحة وبصوت تفضيلي او أكثر ضمن لائحة أخرى فلا يحتسب أي صوت تفضيلي وتحتسب اللائحة لوحدها.
4. في حال لم يقترع الناخب لاي لائحة وأدلى بصوت تفضيلي ضمن لائحة واحدة فتحتسب اللائحة والصوت التفضيلي.
 المادة 13: في النظام النسبي
قاعدة الكوتا المزدوجة او قاعدة الكسر الاكبر مع الحاصل الانتخابي
1. يتم تحديد عدد المقاعد العائدة لكل لائحة انطلاقا من الحاصل الانتخابي.
2. لاجل تحديد الحاصل الانتخابي، يصار الى قسمة عدد المقترعين في كل لبنان في ما خص كل طائفة مع مراعاة المادة 2/ج من هذا القانون على عدد المقاعد العائدة للطائفة.
3. يتم اخراج اللوائح التي لم تنل الحاصل الانتخابي من احتساب المقاعد ويعاد مجددا تحديد الحاصل الانتخابي بعد حسم الاصوات التي نالتها هذه اللوائح.
4. تمنح المقاعد المتبقية للوائح المؤهلة التي نالت الكسر الأكبر من الاصوات المتبقية من القسمة الاولى بالتراتبية على ان تتكرر هذه العملية بالطريقة عينها حتى توزيع المقاعد المتبقية كافة.
وفي حال بقاء مقعد واحد وتعادل الكسر الأكبر بين لائحتين مؤهلتين، يصار الى منح المقعد الى اللائحة التي كانت قد حصلت على العدد الأكبر من المقاعد. وفي حالة حيازة اللائحتين على المقاعد ذاتها، )نالتا العدد ذاته من أصوات المقترعين في منح عندها المقعد للائحة التي نال مرشحها، الذي حل أولا، العدد الأعلى من الأصوات التفضيلية. وفي حال تعادل الاصوات التفضيلية لمرشحي المرتبة الاولى في اللائحتين، في منح المقعد للائحة التي نال مرشحها، الذي حل ثانيا، العدد الأعلى من الأصوات التفضيلية. وهكذا دواليك.
5. بعد تحديد عدد المقاعد الذي نالته كل لائحة مؤهلة، يتم ترتيب أسماء المرشحين في اللائحة الواحدة من الاعلى الى الادنى وفقا لما ناله كل مرشح من أصوات تفضيلية.
6. يتم توزيع المرشحين الفائزين في ما خص كل طائفة بحسب الآلية الآتية:
أ - ترتب أسماء المرشحين في جميع اللوائح المؤهلة في قائمة واحدة من الأعلى الى الأدنى، بحسب ما ناله كل مرشح من اصوات تفضيلية.
في حال تعادل عدد الأصوات التفضيلية بين مرشحين، يتقدم في الترتيب المرشح الأكبر سنا، واذا تساووا في السن يلجأ الى القرعة من قبل لجنة القيد العليا.
ب تجري عملية توزيع المقاعد على المرشحين الفائزين بدءا من رأس القائمة الواحدة التي تضم جميع المرشحين في اللوائح، فيعطى المقعد الأول للمرشح الذي حصل على اكبر عدد من الاصوات التفضيلية ويمنح المقعد الثاني للمرشح صاحب المرتبة الثانية في القائمة وذلك لاي لائحة انتمى، وهكذا بالنسبة للمقعد الثالث حتى توزيع كامل مقاعد الدائرة للمرشحين المنتمين لباقي اللوائح المؤهلة.
7. يراعى في توزيع المقاعد على اللوائح الشرطان التاليان :
- ان يكون المقعد شاغرا وفقا للتوزيع المناطقي للمقاعد، اذ بعد اكتمال حصة منطقة ضمن الدائرة الواحدة يخرج حكما من المنافسة باقي مرشحي المنطقة بعد ان يكون استوفت حصتها من المقاعد.
- ان لا تكون اللائحة قد استوفت نصيبها المحدد من المقاعد، فاذا بلغت عملية التوزيع مرشحا ينتمي الى لائحة استوفت حصتها من المقاعد يتم تجاوز هذا المرشح الى المرشح الذي يليه.
المادة 14: تحدد دقائق تطبيق هذا القانون وتوضع قواعد توضيحية وتكميلية له عند الاقتضاء بموجب مراسيم تتخذ في مجلس الوزراء بناء على اقتراح وزير الداخلية والبلديات.
المادة 15: تلغى جميع النصوص المخالفة لأحكام هذا القانون ولا سيما تلك الواردة في القانون رقم 25 تاريخ 8/10/2008.
المادة 16: يعمل بهذا القانون فور نشره في الجريدة الرسمية.
الأسباب الموجبة
بما أن نظامنا الدستوري والسياسي في لبنان لا يزال يعتمد الطائفية، وبما أن المادة 24 من الدستور نصت على أنه "إلى أن يضع مجلس النواب قانون انتخاب خارج القيد الطائفي، توزع المقاعد النيابية وفقا للقواعد الآتية:
 "أ- بالتساوي بين المسيحيين والمسلمين.
 " ب- نسبيا بين طوائف كل من الفئتين.
 " ج- نسبيا بين المناطق "،
وبما أن المادة المذكورة جاءت تكريسا للفقرة 2/أ/5 من البند أولا من وثيقة الوفاق الوطني التي أقرت في الطائف،
وبما أن التساوي بين المسيحيين والمسلمين في توزيع المقاعد النيابية لا يعني التساوي في عدد النواب من الفئتين فقط، بل يعني أيضا وبالضرورة التساوي بين ناخبي الفئتين في إنتاج أعضاء البرلمان، وإلا فقدت هذه المادة معناها وروحها وفعاليتها،
وبما أن ما تقدم ينطبق أيضا على توزيع المقاعد النيابية نسبيا بين طوائف كل من الفئتين،
وبما أن القاعدة المذكورة هي دستورية وميثاقية وتدخل في صلب دعائم الوفاق الوطني وتتعين مراعاتها إلى أقصى درجة ما دام نظامنا السياسي يعتمد الطائفية،
وبما أن قوانين الانتخابات النيابية التي اعتمدت بعد إقرار وثيقة الوفاق الوطني في الطائف ولغاية القانون الحالي رقم 25 الصادر في 8/10/2008 قد انتهكت بصورة صارخة، ولكن بنسب متفاوتة، القاعدة الدستورية والميثاقية المتقدم ذكرها وأوقعتنا في غبن طائفي خطير نجم عن تمكين ناخبي بعض الطوائف من التحكم بفوز عدد وافر من مرشحي طوائف أخرى إلى البرلمان من دون منح الطوائف الأخيرة قدرة مقابلة،
وبما أنه يقتضي تحقيق العدالة بين الطوائف من خلال الحؤول دون تحكم ناخبي طائفة بانتخاب نواب طائفة أخرى،
وبما أن هذا المبدأ سبق واعتمد في النظام الأساسي لمتصرفية جبل لبنان عام 1864 المادة الثانية منه، حيث كانت كل طائفة تنتخب أعضاءها في مجلس الإدارة الكبير المؤلف من 12 عضو موزعين بالتساوي بين المسيحيين والمسلمين (موارنة 2، روم كاثوليك 2، روم أرثوذكس 2، دروز 2، شيعة 2، سنة 2)، ودام هذا النظام معمولا به في عهد المتصرفية أكثر من خمسين عاما.
وبما أنه يقتضي أيضا الحد من الصراعات التي تبدو في بعض الأحيان وكأنها بين الطوائف، من خلال نقل التنافس إلى داخل كل طائفة، فيتحول إلى تنافس تنافس سياسي على الخدمة بين أبناء الطائفة الواحدة بدلا من أن يظهر وكأنه صراع بين هذه الطائفة وتلك ولو من خلال مرشحين ينتمون إلى طائفة واحدة،
وبما أنه لا بد من من تحقيق التوازن الوطني وتوفير التمثيل الصحيح لمختلف الطوائف والفئات داخلها وإلغاء مشاعر الغبن والخوف تمهيدا لبناء المواطنة الصحيحة وبدء البحث بسبل تجاوز الطائفية،
وبما أن إزالة الغبن وتأمين صحة التمثيل من شأنهما حماية الاستقرار،
وبما أن الغايات المنشودة والمعروضة آنفا يحققها نظام انتخابي يقوم على أساس أن ينتخب النواب المحددون لكل طائفة من جانب ناخبيها فقط، مع معالجة مسألة اقتراع الناخبين الذين ينتمون إلى طوائف اسلامية ويهودية غير مخصص لها أي مقعد في المجلس النيابي أو إلى طوائف الأقليات المسيحية المخصص لها مقعد واحد،
وبما انه من جهة ثانية، لقد أثبت نظام الاقتراع الأكثري الذي اعتمدته قوانين الانتخابات النيابية المتعاقبة في لبنان أنه لا يحقق عدالة التمثيل إطلاقا، إذ أنه يقصي شرائح واسعة عن دخول الندوة النيابية وهو ما يضرب صحة التمثيل السياسي والاجتماعي لمختلف فئات المجتمع اللبناني، في حين أن من شأن نظام الاقتراع النسبي أن يؤمن عدالة التمثيل حيث تنال كل لائحة عددا من المقاعد يوازي نسبة الأصوات التي نالتها،
وبما أنه من جهة ثالثة، إن اعتماد لبنان دائرة انتخابية واحدة مع مراعاة تمثيل المناطق من شأنه جعل المرشح والنائب وكذلك التكتلات السياسية والنيابية تهتم بسائر المناطق اللبنانية، الأمر الذي يعزز أواصر التواصل والتنمية الشاملة،
وبما أن ثمة عجلة ملحة في تعديل القانون في ضوء اقتراب موعد الانتخابات النيابية المقبلة وضرورة معرفة الناخبين والمرشحين النظام الانتخابي الذي سيعتمد قبل مدة معقولة من العملية الانتخابية،
لذلك كله، نتقدم من مجلس الكريم باقتراح قانون معجل مكرر يرمي إلى تعديل قانون الانتخابات النيابية الحالي رقم 25/2008 بغية جعل الانتخابات تحصل على أساس انتخاب النواب المحددين لكل طائفة من قبل ناخبيها فقط، مع معالجة اقتراع الناخبين المنتمين الى طوائف الاقليات الاسلامية والمسيحية واليهودية، على أن يعتمد لبنان دائرة واحدة ونظام الاقتراع النسبي ويحفظ تمثيل المناطق اللبنانية وفقا لما هو معمول به في القانون الحالي.
أما بالنسبة لاقتراع اللبنانيين غير المقيمين على الأراضي اللبنانية، تطبق الأحكام العامة التي ترعى اقتراع اللبنانيين المقيمين في لبنان لجهة ممارسة حقهم في الإقتراع في السفارات والقنصليات اللبنانية وفقا لأحكام هذا القانون، آملين إقراره".

ـــــــــــــــــــــــــــــ
      يشار إلى أن اللجان المشتركة تبنت  المادة الأولى منه بعد تعديلها، ليصبح عدد نواب المجلس 134 بدلاً من 128




السبت، 2 فبراير 2013

عرسال





                                "الشبيحة"  يضربون في عرسال




 
عفيف دياب
لوّن دم الجيش اللبناني المسفوك بياض ثلوج عرسال. تحولت الارض القاحلة هناك الى جدول احمر. مجزرة الموت الغامض ادخلت عرسال من جديد في اتون التباس العلاقة بعد وئام لم يدم اشهراً. علاقة لا احد يعرف كم من دماء تحتاج حتى تستقر على ودّ وانسجام. لا احد في عرسال كان يريد هذه «المقتلة» للجيش اللبناني، ولم يكن الجيش في وارد إشهار بندقيته في وجه عرسالي واحد. ربما هو سوء فهم اصبح احجية اكثر تعقيداً بعد ما جرى، امس، على مقربة من سوريا المأزومة وجبهات نصرة اهلها ونظامها. أو ربما، هو نتيجة «طبيعية» لاستقالة الدولة اللبنانية من مهماتها، وتخليها ـــ منذ نشوئها ـــ عن تلك البلدة الواقعة عملياً في قلب الأحداث السورية. أو ربما هو التراكم المنطقي لإعلان جزء من عرسال، بقيادة رئيس بلديتها علي الحجيري، الالتحاق بالثورة السورية بكل أشكالها، والتمرد على سلطة الأجهزة الأمنية اللبنانية بحضور أركان من فريق 14 آذار في أيار الماضي. أو ربما... أو ربما... التحليلات كثيرة. لكن الواقع يبقى ان أرض عرسال شهدت امس معركة بين الجيش اللبناني وبعض أبناء البلدة، ذهب ضحيتها ضابط ورتيب ومطلوب.
ماذا جرى على ارض عرسال؟
لا احد يملك الجواب الشافي او الكافي لقول حقيقة الواقعة. لا اهالي البلدة الذين اذهلتهم صدمة الموت غير المحتسب، ولا الجيش اللبناني المصدوم من فعل اهله وناسه. ولكن يبقى السؤال المشروع: هل من طرف ثالث دخل على خط ازمة عرسال ــ الجيش اللبناني لإشعال نار الفتنة بين الطرفين؟ وهل من جهة داخلية او خارجية لها حساباتها التخريبية اوصلت عرسال والجيش اللبناني الى رفعهما المتاريس بعضاً ضد بعض؟
تكثر الاسئلة ولا اجوبة حاسمة تنهي مفاعيل ازمة بين طرفين لا يريدانها.
قبل موعد صلاة الجمعة بلحظات، غصت مساجد عرسال بالمصلين. انه يوم الصلاة والعطلة الرسمية. لم يكن احد في البلدة يحتسب ان يوم عطلتهم من حفر الارض وتحطيم الصخور، سيتحول الى يوم لحفر الموت. هول الصدمة مما جرى لم يسمح في الساعات الاولى للاشتباك مع الجيش اللبناني في قصّ حكاية الرصاص. تعددت الروايات، ولكل طرف روايته. للأهالي قصة، وللجيش اللبناني قصته، وما بينهما 3 قتلى و10 جرحى. يقول اهالي عرسال ان سيارة B.M.W واخرى من نوع تويوتا (فان مقفل) دخلتا البلدة لتوقيف المطلوب للقضاء اللبناني خالد احمد حميد، وان مسلحي السيارتين بادروا فوراً الى إطلاق الرصاص على حميد الذي قتل قبل وصوله الى المسجد لأداء صلاة يوم الجمعة. وتضيف رواية عدد من الاهالي ان المسلحين حملوا جثة حميد وتوجهوا نحو جرد عرسال، ما أثار الريبة والشك، واعتقد البعض ان المسلحين من الاستخبارات السورية اقدموا على خطف حميد المناصر للثورة السورية ويشارك في بعض اعمالها. ويتابع البعض من عرسال ان اتصالات اجريت بالجيش اللبناني الذي نفى وجود دورية له في عرسال، وان هذا النفي رسّخ قناعة عند العراسلة بأن طرفاً ثالثاً دخل على الخط ويريد العبث بأمن عرسال، فحصل الاصطدام مع دورية للجيش من طريق الخطأ.
هذه الرواية ينفيها الجيش اللبناني، ويؤكد ان دورية له تعرضت لهجوم مسلح إثر توقيفه المطلوب للقضاء اللبناني خالد حميد على ما تشير مصادر أمنية متابعة لـ«الأخبار». وقالت ان خالد احمد حميد المتهم بقضية اختطاف الأستونيين السبعة قبل نحو سنتين، كان محل ملاحقة امنية من مختلف الاجهزة اللبنانية. وبحسب المعلومات المتداولة بشأنه، فإن الرجل مرتبط بالمدعو حسين الحجيري، العقل اللبناني المدبر لعملية خطف الأستونيين، والمرتبط برجالات من تنظيم القاعدة في العراق. وحميد أيضاً، له صلة بما جرى في عرسال عندما حاول الجيش اللبناني توقيف المطلوب السوري حمزة القرقوز قبل 13 شهراً. حينذاك، تعرضت دورية استخبارات الجيش للحصار والتجريد من السلاح وتخريب آلياتها ومنعها من توقيف القرقوز. وتضيف المصادر الامنية أن حميد الذي يناصر الثورة السورية ويدعمها ميدانياً، وصل الى عرسال من سوريا قبل يومين، وان التحريات لحظت وجوده فوضعت خطة امنية لإلقاء القبض عليه. وتتابع هذه المصادر قائلة إنّ دورية استخبارات الجيش دخلت عرسال وحاولت توقيف المطلوب، ولكن اثناء فراره اصيب بطلق ناري، وغادرت الدورية بعد اعتقاله ولكنها ضلت طريقها، فطلبت المؤازرة من دورية مؤللة كانت جاهزة للتدخل في لحظة الطوارئ. وتوضح المصادر الامنية ان خط سير الدورية والخروج بالموقوف كانت محددة مسبقاً عبر طرق فرعية لاسباب امنية بحتة، مشيرة الى ان عشرات المسلحين طاردوا الدورية الاولى واصطدموا بالدورية الثانية، ما ادى الى وقوع اشتباك لاكثر من 20 دقيقة نجم عنه استشهاد نقيب ورتيب وجرح اكثر من 8 عناصر.
هذه الرواية شبه الرسمية عمّا جرى في عرسال وجردها، لم ترض العراسلة الذين يصرّ بعضهم على وجود طرف ثالث. ويؤكد أعضاء في بلدية عرسال لـ«الأخبار» أن الأهالي فور معرفتهم بما جرى، توجهوا الى مكان الاشتباك وعملوا على نقل جثتي شهيدي الجيش والجرحى الى مبنى البلدية وتقديم الإسعافات الاولية للجرحى ونقل الآليات الى باحة البلدية، مشيرين الى ان الظهور المسلح الذي سجل في البلدة كان ردّ فعل وليس موجهاً ضد الجيش اللبناني، وانه جاء مرافقاً لتشييع خالد حميد.
لكن ما قاله أعضاء البلدية يتناقض مع ما أعلنه رئيسها علي الحجيري، الذي قال في أكثر من إطلالة إعلامية امس إن مسلحين مجهولين اجبروا ناطور مبنى البلدية على فتح أبوابه حيث وضعوا جثتي شهيدي الجيش والجرحى. ورئيس البلدية الذي تحدّث أمس عن أن من أطلقوا النار على الدورية لم يكونوا على علم بأنها تابعة للجيش، سبق له أن تذرّع بالأمر ذاته قبل 13 شهراً، عندما جُرّد عناصر استخبارات الجيش من سلاحهم في البلدة، ومُنعوا من توقيف مطلوب. ورئيس البلدية هو ذاته الذي أعلن في أيار الماضي، في خطاب نقلته معظم وسائل الإعلام اللبنانية، أن أهالي البلدة سيتصدون بالسلاح لكل محاولة توقيف لأحدهم. وهو، بحسب تقارير الأجهزة الامنية، يوفّر الحماية لمجموعة تعمل على دعم المعارضة السورية المسلحة، يمكن تسميتها بسهولة «تنسيقية عرسال للثورة السورية». ورغم كل ما صرّح به أعضاء في المجلس البلدي أمس للإعلام بإيجابية تجاه الجيش، فإن اللافت أن القوة الأمنية التي دخلت عرسال لتسلم جثمانَي شهيدَي الجيش وجرحاه، كانت من فرع المعلومات التابع لقوى الأمن الداخلي، لا من الجيش.
وليل أمس، تفاعل ما جرى في عرسال سلباً في منطقة البقاع، إذ قطع أهالي بلدة المريجات طريق ضهر البيدر ـــ شتورا احتجاجاً على استشهاد الضابط (ابن البلدة). وكذلك قُطعت طرقات قرب أبلح وبعلبك واللبوة، احتجاجاً على ما تعرض له الجيش في عرسال.
وكانت مديرية التوجيه في الجيش اللبناني قد قالت في بيان لها انه «بعد ظهر اليوم (أمس)، وأثناء قيام دورية من الجيش في أطراف بلدة عرسال بملاحقة أحد المطلوبين للعدالة بتهمة القيام بعدة عمليات إرهابية، تعرضت لكمين مسلح، حيث دارت اشتباكات بين عناصر الدورية والمسلحين أدت إلى استشهاد ضابط برتبة نقيب ورتيب، وعن جرح عدد من العسكريين وتعرض بعض الآليات العسكرية لأضرار جسيمة، بالاضافة الى اصابة عدد من المسلحين». واضاف البيان أنه «على أثر ذلك، توجهت قوة كبيرة من الجيش الى المنطقة، وفرضت طوقاً أمنياً حولها، كما باشرت عمليات دهم واسعة بحثاً عن مطلقي النار». ودعت قيادة الجيش أهالي عرسال الى «التجاوب الكامل مع الاجراءات التي ستتخذها قوى الجيش تباعاً لتوقيف جميع مطلقي النار».

الجمعة، 18 يناير 2013

اصابع شرهة





           أصابع شرهة 

ثمّة أصابع لا يراها أحد
بذات الخفّة
توسوس لأقراط القبلات
تبعثر الشوق والعتاب وألأرق
مثل سلة فاكهة
بذات الخفّة
تحشو الوسائد والشراشف الغافية
طيورا من غيم حين يمطر وعرق
ثمّ تفرّ..

فهل عرفتها؟!
                               (بثينة الزغلامي)

الأربعاء، 16 يناير 2013

ابيض حلو




                     أبيض حلو 


« أرسم على شبّاكي
حقلا يتبعك
بنهار يشرق جيّدا
أناملك نواقيس خفيفة
تفضح شهقتي وأنفاسك
مثل ثلج ناعس
يعلو سابحا فوق وجيب مكتوم
نتعمّد أن نذيب بياضه
في شتاء عالق بممرّات الموت
بحرائق أكثر
وحزن أقلّ!!

                                                  (بثينة الزغلامي)

الثلاثاء، 15 يناير 2013

شهوة النار





                شهوة النار 


لا تفكّر في المساء
أنا سأختار من الألوان
ما أظنّه شبيها بشهوة النّار
وأنت ستحتال على الأشكال
لا بأس بحبّة جوز جدّ فاضحة
مثل أربعة شفاه رعناء »

                                        (بثينة الزغلامي)
 

الخميس، 10 يناير 2013

مع الجيش الحر



               

 

                ضغط العمليات ألزم النظام على إعادة التموضع 

60 كيلومتراً مع لبنان أصبحت تحت إشراف الثوار وأنصارهم من المدنيين

سهل رنكوس
سهل رنكوس
| عفيف دياب |

حقّق «الجيش السوري الحر» إنجازات عسكرية مهمة على مسافة لا تقل عن 60 كيلومتراً مع الحدود اللبنانية وبعمق حوالي 25 كيلومتراً في المناطق التابعة لريف دمشق الغربي.
وكشفت مصادر عسكرية في الجيش الحر لـ «الراي» ان «كتائب متنوّعة من الفرقة الرابعة التابعة للجيش النظامي انسحبت تحت وطأة هجمات «الحرّ» من عشرات المواقع القتالية ومن نقاط حدودية مع لبنان».
واوضح المصدر العسكري الذي جالت معه «الراي» في عدد من المواقع التي اخليت وأصبحت تحت سيطرة فصائل من «الجيش الحر» ان «الجيش النظامي لم يعد قادراً على تأمين وحماية قواته المنتشرة في مناطق مختلفة من بلاد القلمون السورية»، كاشفاً ان «العمليات النوعية للجيش الحر في محيط ريف دمشق، ألزمت قوات النظام على إعادة التموضع وسحب قوات قتالية من مواقع انتشارها على الحدود مع لبنان».
واكد المصدر ان «طرق الامداد التابعة للجيش النظامي سيطر عليها الجيش الحر، وان اكثر من 60 كيلومتراً مع لبنان اصبحت تحت اشراف مجموعات من الثوار وأنصارهم من المدنيين، وان عشرات المعابر في الجبال والاودية المتّصلة مع لبنان هي اليوم تحت عهدة الجيش الحر».
إنجازات الجيش الحر شملت السيطرة على اكثر من 14 حاجزاً عسكرياً للجيش النظامي تمتدّ من يبرود شمالاً الى رنكوس ومزارعها جنوباً مروراً بعسال الورد وأطرافها وعشرات المزارع والقرى الاخرى اضافة الى تحقيق تقدم عسكري في منطقة النبك حيث سيطر الجيش الحر على عدد من مواقع الجيش النظامي.
وكشفت مصادر عسكرية في الجيش الحر لـ «الراي» ان «جميع الطرق في منطقة القلمون اصبحت تحت عهدة الجيش الحر، وان الجيش النظامي لم يعد قادراً على استعادة ما خسره من مواقع»، مؤكدة ان «ضغط الجيش الحر وحصاره لمواقع عائدة للجيش النظامي ألزمت الاخير بالانسحاب من جرد تل فيتا وحلبون المتاخم للبنان والمتصل مباشرة بسهل رنكوس».
واوضحت مصادر «الحر» ان «عديد وعتاد لواء كامل من الفرقة الرابعة تم سحبه، وان غنائم عسكرية كثيرة استطاع «الحر» السيطرة عليها، معدِّدةً اهم الحواجز التي تمت السيطرة عليها وابرزها حواجز الصهريج والبهتون والــقــاقية والقوز وجب مرهج والمنطار والجوزة والقنجة وقرنة وسبنا وموقع عريض عسال الورد»، ولافتة الى انه «تمت السيطرة ايضاً على مرابض مدفعية متوسطة، كما غنم الجيش الحر دبابات وعربات قتالية وآليات عسكرية اخرى».
ولكن لماذا انسحب الجيش النظامي من منطقة حدودية مع لبنان تعتبر استراتيجية؟ يقول مصدر عسكري في الجيش السوري الحر لـ «الراي» ان «ضغط عمليات «الحر» ألزمت النظام على اعادة التموضع، وان معركة دمشق الفاصلة قد بدأت»، مؤكداً ان «الجيش الحر لم يدخل القرى والمزارع «المحررة» انما ترك الامر للجان الشعبية التي تتولى التنظيم ومتابعة الشؤون اليومية للاهالي».
وكشف المصدر ان «الجيش النظامي بدأ بتنظيم خط دفاعي جديد يشكل حماية للريف الشمالي ـ الغربي لدمشق، وانه باشر جمع قواته للتقليل من الخسائر والحدّ من التوسع العسكري له بعد ان مني بعجز كبير في تأمين الامدادات لوحداته التي تقطعت اوصالها كنتيجة طبيعية لهجمات الجيش الحر».
وتحدّث المصدر نفسه عن ان قوات النظام السوري بدأت بتعزيز تواجدها في جعبدين وتلال معلولا واكوبر وتوانة وسهل صيدنايا ومنين والتل ومعربة، مشيراً الى ان «هذه التعزيزات التي تشمل بناء خط دفاعي جديد عن شمال ـ غرب دمشق وريفها، يهدف الى الاستعداد للمعركة المقبلة على دمشق»، وكاشفاً ان الجيش الحر «عزز وجوده في ريف دمشق الجنوبي والشرقي».
سيطرة «الجيش الحر» على اكثر من 60 كيلومتراً كخط حدودي مع لبنان في جانبه السوري، سمح للمواطنين السوريين بهامش واسع من الحركة وتفقُّد ممتلكاتهم وتبادُل الزيارات بين القرى بعد طول منعٍ وحصار.
وتحدث أكثر من مواطن عن بدء عودة الحياة الى طبيعتها بعد حصار شديد تعرّضوا له من جيش النظام الذي كان يمنع التجوال والحركة ويستهدف القرى بالقصف المدفعي او بالرشاشات والاقتحامات.
ففي عسال الورد اخذت الحركة تعود الى طبيعتها، وهكذا الحال في رنكوس وحوش عرب وجبة الصرخة ورأس معرة وغيرها من القرى والمزارع. فيما باشرت اللجان الاهلية باعادة ترميم شبكات خطوط التيار الكهربائي وترميم الطرق وبدأ عمل مخابز الافران ومحطات وقود يؤمن لها الجيش الحر ما أمكن من بنزين ومازوت.
هذه التطورات العسكرية القريبة من حدود لبنان الشرقية، ستسمح للجيش الحر بتعزيز وجوده والعمل على تحرير مساحات من المــناطــق الحـــدوديـــة مـع لبنان.
وقد كشفت مصادر عسكرية في «الجيش الحر» ان الظروف المناخية والطقس البارد سيسمحان للحر بالتقدم اكثر نحو مواقع جديدة للنظام تُعتبر محاصرة والامدادات لا تصلها، وان عجز جيش النظام عن دعم قواته سيرفع من حالات الانشقاق «حيث سجلت مئات حالات الفرار من مواقع عسكرية استراتيجية والتحاق الفارين بالجيش الحر ومجموعات الثوار».
واعربت هذه المصادر عن اعتقادها ان الجيش الحر على وشك السيطرة على اكثر من 20 كيلومتراً اخرى مع لبنان تابعة لمحافظتيْ ريف دمشق وحمص في الجانب السوري من سلسلة جبال لبنان الشرقية.
وبإزاء هذه الانجازات العسكرية، وفتْح الجيش الحر كوّة كبرى مع حدود لبنان، وُضعت القوى الامنية اللبنانية في حال جهوزية ومتابعة دقيقة لما يجري على الجانب السوري من الحدود.
وقالت مصادر امنية لبنانية لـ «الراي» ان سيطرة الجيش السوري الحر على اكثر من 60 كيلومتراً من مناطق حدودية مع لبنان، سيؤدي الى رفع جهوزيتنا لمراقبة الحدود، رغم ان الثلوج والطقس العاصف سيؤديان الى الحد من العمليات العسكرية السورية.
واوضحت هذه المصادر ان القوات العسكرية اللبنانية عزّزت من مراقبتها للحدود، كاشفة ان عمليات التهريب تراجعت الى حدود الصفر، مؤكدة ان عمليات تهريب الاسلحة الى سورية من لبنان تراجعت بنسبة 90 في المئة، وان السوق السورية لم تعد بحاجة الى سلاح فردي بعد تزايد السيطرة من المسلحين السوريين على مخازن تابعة للجيش السوري (النظامي).
وقالت هذه المصادر ان تهريب الاسلحة الثقيلة من لبنان أمر غير وارد نظراً لعدم توافره في السوق المحلية، معربة عن اعتقادها ان سيطرة الجيش الحر على خط حدودي واسع مع لبنان لا يمكن ان يؤدي الى تغيير المعادلة من الجانب اللبناني، لافتة الى ان «اهتمامات الجيش الحر منصبّة الان نحو الداخل السوري وليس نحو لبنان»، ولذا ترى هذه المصادر الامنية اللبنانية ان لا تغييرات طارئة على الحدود مع لبنان من الجانب السوري.






حاجز تفتيش في رنكوس
حاجز تفتيش في رنكوس
موقع لحرس الحدود
موقع لحرس الحدود
في عسال الورد
في عسال الورد
موقع سابق قرب الطفيل
موقع سابق قرب الطفيل
 موقع آخر لحرس الحدود
موقع آخر لحرس الحدود