السبت، 30 يوليو 2011

الحدود الشرقية مع سوريا: الأهالي حماة ديار

الحدود الشرقية مع سوريا: الأهالي حماة ديار

اليات سورية قرب دير العشاير


 عفيف دياب
تحول سكان بلدات وقرى لبنانية متاخمة مباشرة للحدود مع سوريا إلى «حرس للحدود» مع تزايد وتيرة الاحتجاجات في الداخل السوري. العلاقة بين هؤلاء السكان وجيرانهم السوريين ليست اجتماعية واقتصادية فحسب، بل لها جوانب سياسية ــ أمنية، وجد فيها الجيش اللبناني ونظيره السوري عوامل مساعدة في ضبط الحدود، في زمن الحديث عن «مندسين» يسعون إلى استهداف الأمن القومي للبلدين واستغلال العلاقة الملتبسة بينهما 
****
لم تكن الجولة الميدانية على طول خط الحدود مع سوريا في مرتفعات سلسلة جبال لبنان الشرقية، من جبل الشيخ جنوباً وحتى عرسال شمالاً، سهلة وآمنة. فالاستطلاع الميداني لحال الحدود الوعرة وما يجري في أوديتها وتلالها وجبالها العالية، في زمن الحراك الشعبي والأمني والعسكري في الداخل السوري، يبقى محفوفاً بالمخاطر والقلق من أن «تندس» فجأة داخل الأراضي السورية من دون انتباه، أو أن تثير ريبة عناصر الجيش السوري المستنفرين، الذين لا يجدون حرجاً في مطاردة أي مشتبه فيه، ولو شكلاً، على المقلب الآخر من تخوم خط الحدود الضائعة المعالم. الاستنفار العسكري السوري الذي أنهى شهره الرابع يتابع عن كثب كل حركة «تدب» على حدوده المفتوحة مع لبنان، ومناظير المراقبة وانطلاق الآليات العسكرية وفرق «الهجانة» أصبحت، جميعها، سريعة الحركة بعدما كانت بطيئة طوال السنوات الماضية.
النشاط العسكري السوري على الحدود مع لبنان لا يقل شأناً عن التحرك العسكري اللبناني؛ فقد نجح الجيش اللبناني في ترميم السواتر الترابية التي كانت مرفوعة سابقاً على أكثر من 360 معبراً أو منفذاً غير شرعي منتشرة على طول خط الحدود الشرقية، إضافة إلى رفع سواتر ترابية جديدة داخل أودية وهضاب يعتقد أنها قد تصلح للاستخدام في أعمال تهريب متنوعة، ولقطع الطريق مسبقاً على مهربين مفترضين بين لبنان وسوريا، فضلاً عن زرع كمائن وتسيير دوريات راجلة ومؤللة على أكثر من محور. وأكد مصدر أمني لـ«الأخبار» أن الوحدات العسكرية التابعة للجيش اللبناني نجحت، بنسبة كبيرة، في ضبط خط الحدود البرية مع سوريا على طول مرتفعات وجبال سلسلة جبال لبنان الشرقية. ولفت إلى أن الأحداث في سوريا رفعت من مستوى العمل العسكري اللبناني وإجراءاته الأمنية والاستخبارية، موضحاً أن تنسيقاً «يجري بين الجيشين اللبناني والسوري في أكثر من نقطة حدودية، وأن تبادل المعلومات ليس سراً لما فيه مصلحة أمن البلدين». وتابع المصدر قائلاً إن التهريب التقليدي تراجع كثيراً، و«يمكن القول إنه معدوم نهائياً في هذه الأيام»، لافتاً إلى أن من يعمل في التهريب التقليدي «يرفض القيام اليوم بمغامرات مصيرها السلبي معروف سلفاً. فالتوتر داخل سوريا لا يسمح للمهربين على جانبي الحدود بحرية الحركة أو «الزعبرة»؛ لأن الأمر الآن ليس لعبة أو تسلية»، مؤكدا أن «القرار هنا وهناك واضح جداً: قمع هذه الظاهرة بشدة، وتحديداً في هذه الأيام، والغلط ممنوع».
الاستنفار العسكري والأمني على جانبي الحدود اللبنانية ـــــ السورية على طول الخط الشرقي منها، ألحق الضرر الكبير بمهربين يعتاشون من هذه المهنة. يقول شاب من بلدة عرسال كان يقطف الكرز في جرد بلدته، إنه كان يقوم بين يوم وآخر بعملية تهريب لمواد غذائية وكميات قليلة من المازوت و«لكن منذ بدء الثورة الشعبية على النظام السوري توقفت عن العمل حتى تتضح الأمور». ويتابع: «الإجراءات العسكرية السورية قوية جداً. أصبح صعباً علينا الدخول أو حتى دفع رشوة للهجانة من أجل غض الطرف عن عبورنا». ويضيف الشاب ضاحكاً: «هلق ما في مزح. القصة ما بدها بطولات. الرصاصة ببيت النار على راسك دغري». وينفي الشاب الثلاثيني علمه بأي أعمال تهريب أسلحة عبرت من جرد عرسال إلى سوريا، فـ«الجيش اللبناني يدقق كثيراً. وهون ما حدا بيسترجي يهرّب سلاح».

قلق وتعاون شعبي
عرسال الهادئة في هذه الأيام، لا يخفي أهلها قلقهم مما يجري في «الشقيقة سوريا». ويقول محمد عز الدين إنه منذ بدء الأحداث هناك «تراجع نشاطنا هنا. لم نعد نعرف العمل»، مؤكداً أن «التطورات السورية تنعكس علينا كثيراً؛ فالتهريب توقف نهائياً، ولا نخفي أننا نعتمد كثيراً على السوق السورية لشراء المواد التموينية وغيرها». ويوضح أن تصنيف عرسال أنها بلدة «معادية» لسوريا «ليس صحيحاً. نحن نحرص على أمن سوريا؛ لأنه من أمننا». ويتابع: «الإجراءات الأمنية اللبنانية على تخوم عرسال وغيابها نسبياً عن مناطق أخرى مجاورة لنا، يوحي أننا جانب غير موثوق به، وهذا مقلق لنا».
الكلام «العرسالي» ليس نابعاً من فراغ. فالنقاش بشأن حجم الإجراءات الأمنية اللبنانية الرسمية، وتشددها في موقع حدودي وتراخيها في آخر، ظاهر للعيان بوضوح. ولا ينفي مصدر أمني لـ«الأخبار» وجود إجراءات أمنية أكثر تشدداً في مناطق حدودية عنها في نقاط أخرى. ويوضح: «الأمر متعلق بالطبيعة الجغرافية. وليس صحيحاً على الإطلاق أن السياسة هي التي تتحكم بإجراءات أمنية كهذه». ويتابع: «المناطق الوعرة هي الأكثر احتمالاً لاستخدامها في أعمال تهريب، بينما الأكثر انكشافاً وسهولة في التحرك لا تستخدم عادة كمعابر تهريب. لذا، تكون مراقبة المناطق الوعرة والأودية النائية وغير المأهولة بالسكان أكثر متابعة».
ويشير متابعون لملف الحدود بين البلدين إلى أن «المناصرين» للنظام السوري في لبنان يراقبون عن كثب خط الحدود، ويمثّلون عنصراً مساعداً للجيش السوري و«قد قمعوا عمليات تهريب أسلحة وممنوعات أخرى، وأوقفوا أشخاصاً شاركوا في تهريب أسلحة إلى الداخل السوري في بدايات التطورات الأمنية هناك». ويضيف هؤلاء أن تعاطف غالبية سكان خط الحدود في شمال سهل البقاع مع سوريا «أحبط أكثر من عملية تهريب أسلحة» وأن الجيش السوري يجد الحدود آمنة على طول الخط الممتد من القاع شرقاً وحتى جرود الهرمل غرباً. ويشير المتابعون إلى أن مناصري حزب الله وحركة أمل والحزب القومي السوري «يؤلفون مجموعات غير منظورة تسهم في ضبط الحدود هناك»، وأن «السلطات الأمنية اللبنانية تعرف ذلك وتبدي ارتياحاً ملحوظاً لهذا التعاون الشعبي غير المعلن».

دير العشاير وأخواتها
التعاون الشعبي المساهم إلى حد كبير في ضبط حدود سوريا في شمال سهل البقاع، لا يختلف كثيراً عن نظيره في دير العشاير وينطا وحلوة في قضاء راشيا. فالبلدات المذكورة لا تبعد عن دمشق سوى رمية حجر، ومنها يرى الأهالي التحركات العسكرية السورية بالعين المجردة، ويبدون اطمئنانهم إلى هذه التحركات التي تقابلها في الجانب اللبناني إجراءات مماثلة لا تقل قيمة أمنية. فالجيش اللبناني يراقب عن كثب خط الحدود في الأودية الوعرة الممتدة من حلوة إلى دير العشاير وخراج ينطا وكفرقوق، واضعاً المزيد من السواتر الترابية وحواجز التفتيش والتدقيق الأمني. ويقول مصدر أمني إن وحدات الجيش اللبناني المنتشرة على أطراف حلوة ودير العشاير وفي أودية ينطا وكفرقوق «كثفت من إجراءاتها التي أسهمت كثيراً في ضبط خط الحدود»، مبدياً تقديره لـ«تعاون السكان وتفهمهم للوضع الجديد».
الارتياح العسكري اللبناني لاستقرار الحدود، و«التفهم» الأهلي رغم الضرر الاقتصادي الذي أصاب بعض السكان في القرى المنسية في جنوب شرق البقاع، لا يخفيان القلق عند الجانب السوري من الحدود هناك. فالانتشار العسكري السوري في وادي ميسلون، وصولاً إلى أطراف دير العشاير كان واضحاً وجلياً. وفرق الهجانة المعززة بمفارز استخبارية تقيم حواجزها على المعابر غير الشرعية المفتوحة نحو لبنان، وهي ناشطة على مدار الساعة خلافاً لما كان سابقاً. ويقول طارق الداوود من قرية حلوة إن الوضع هادئ جداً على محور حلوة ـــــ وادي ميسلون و«نحن هنا لا نميز أنفسنا عن السوريين. مصيرنا من مصيرهم وأمنهم من أمننا». ويتابع: «نفتخر بأننا هنا حراس حدود لسوريا، ولن نسمح لأحد بزعزعة الاستقرار في سوريا، انطلاقاً من لبنان».
«حرس حدود سوريا» في حلوة اللبنانية، قائم أيضاً في دير العشاير التي تعدّ دمشق أقرب إليها من بيروت، ولا تحتاج إلى أكثر من نصف ساعة حتى تكون في ساحة المرجة، بحسب ما يقول رئيس البلدية أحمد نصر الذي يصف أجواء حدود قريته مع سوريا بالطبيعية والهادئة؛ فـ«نحن في تعاطف وانسجام تامين مع سوريا. أهالي دير العشاير حرصاء على أمن عمقنا القومي والسياسي والاقتصادي». ويتابع: «الثقة بيننا وبين الإخوة في سوريا قائمة منذ زمن طويل. ونحن نحمي حدود سوريا من هنا». ويؤكد نصر أن حركة عبور الأشخاص على جانبي الحدود «تراجعت كثيراً، ولكن يسمح فقط للعمال الزراعيين السوريين باجتياز نقاط الحدود للعمل في سهل البلدة المشترك مع سوريا».


تقرير تلفزيوني «مندس»؟
يتعاطى سكان القرى المتاخمة للحدود مع سوريا بحذر شديد مع وسائل الإعلام التي تزورهم، ويدققون في أسباب مهمة الزائر. القلق من الإعلاميين ليس نابعاً من «فراغ»؛ فقد أحدث بث قناة لبنانية تقريراً عن تهريب أسلحة من دير العشاير إلى سوريا قلقاً عند الأهالي الذين صدموا من هذا التقرير «غير المستند إلى وقائع حقيقية» كما يقول رئيس البلدية أحمد نصر. ويضيف: «للأسف، سألتني المراسلة عن تهريب أسلحة من هنا إلى سوريا. وحين سجلت نفيي القاطع لهذا الأمر، امتنعت عن بث كلامي واكتفت ببث كلام غير دقيق وإذاعة أسماء تبين أنها وهمية».
ويتابع الرجل: «جاءت المراسلة وبثت قصة خيالية. وحين تابعنا مع الجانبين السوري واللبناني الأمر، تبين أن لا صحة للمعلومات نهائياً، وهذا ما أكده الجيش اللبناني لاحقاً».
ويختم: «ما بث ليس إلا من قبيل التهويل الإعلامي وادعاءات باطلة لها حسابات سياسية جد محلية. لذا، الأهالي حذرون من الإعلاميين».


رقابة مسبقة
تراقب الاستخبارات اللبنانية المتعددة والمتنوعة المهام، حركة دخول وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية الى قرى وبلدات لبنانية على تماس مباشر مع الجوار السوري وتشهد تقليدياً حركة تنقل لأسباب اجتماعية أو اقتصادية محدودة جداً، حيث تمنع هذه الأجهزة الأمنية اللبنانية وسائل الإعلام، وخصوصاً الفضائيات العربية منها، من التصوير أو الدخول الى القرى الحدودية من دون إذن مسبق رسمي تحدد فيه أهداف الزيارة، على أن تواكب دورية عسكرية الفريق الإعلامي منذ لحظة دخوله حتى خروجه من القرية أو البلدة المقصودة لإجراء تقارير إعلامية. وقد أدى هذا الإجراء الى تراجع توجه مؤسسات تلفزيونية عربية ودولية الى المناطق الحدودية لإجراء تقارير إخبارية عن مدى تأثر سكان القرى اللبنانية الحدودية بمجريات التطورات الداخلية السورية. ولوحظ خلال جولة لفضائية عربية داخل بعض قرى الحدودية رفض السكان الإدلاء بتصريحات عن مدى تأثرهم اجتماعياً وأمنياً واقتصادياً جراء ما يجري في سوريا. ولم يخف متابعون لهذا الأمر أن تمنيات من قادة أمنيين لبنانيين كانت قد أرسلت الى وجهاء وفاعليات القرى الحدودية بأهمية الامتناع عن التحدث إعلامياً عما يجري في الداخل السوري أو عن الإجراءات العسكرية والأمنية السورية على تخوم قراهم وبلداتهم، وخصوصاً مع مؤسسات فضائية عربية تعتبر على علاقة غير «ودية» مع دمشق.
هذه الإجراءات الأمنية اللبنانية، وشكل ومضمون التعاطي مع مؤسسات مرئية على وجه الخصوص، أسهمت في الحد من بث تقارير إعلامية تتحدث عن أوضاع سكان الحدود اللبنانية ـ السورية. ويقول مصدر أمني لـ«الأخبار» إن هذا الإجراء ونيل الموافقة المسبقة قبل الدخول الى القرى والبلدات الحدودية، ليس هو الوحيد نسبياً، فهناك شرط إضافي يقضي على كل محطة مرئية تدخل الى مناطق «حساسة» تسليم التقرير المنجز الى الأجهزة الأمنية المعنية قبل بثه على الهواء، «لكن أحياناً يصلنا التقرير المرئي بعد بثه». 

(الاخبار 30 \7\2011 )

الأربعاء، 20 يوليو 2011

المدن النازفة


المدن النازفة

شروق احمر
 دموع أمهاتهم تحرق جفوني كأنهم يبكون بدموعي..
يكبّلك موتهم وتفرج عنكَ حناجر رفاقهم الذين يزفوهم في اليوم التالي.. أصبح الشهيد يشيّع الشهيد.
تسكركَ رائحة الدم التي تعبق من على مساحة الوطن ويعيدكَ إلى رشدكَ..
حقول شقائق النعمان التي تتفتح على أجسادهم المرمية في ساحات الحرية  لا وقت لدى الأحرار للعيش في الحاضر ..إنهم يجتمعون في ساحات الوطن ويصيروا غيمة في سماء المدن النازفة ليمطروا مستقبلاً ظاهره أحمر اللون وباطنه أزرق كالحياة وأخضر كالأمل
فعلاً..إنهم أكرم من في الأرض لا مانع لديهم أن يعطوا شركائهم بالوطن (الذين يذبحوهم)حصتهم بدمائهم قبل أن يرحلوا.. أليسوا شركاء في السراء والضرّاء؟
يجتاحون الساحات لأن الثورة لا توضع أمام خيارات محدودة فهي تصنع الخيارات.
الثورة لا تخطب ودّ أحد.. الثورة يُخطب ودّها
ماذا أقول بعد..يا دمعة القلب ونبض العين ياشباب الروح وهامات الحرية
يا صدانا وحلمنا بالحياة..يا رائحة الغائبين خلف المدى
أنتم الحلم والواقع ..أنتم النسور واليمام
......
يا شباب بلادي بي رغبةٌ بالوضوء من عرق جباهكم السُمر والصلاة لعيونكم.. لعيونكم الثائرة.
يا شباب سوريا..يا سنابل الحرية وبيادر الأمل..
دمشق 19\تموز\2011

السبت، 16 يوليو 2011

يلتهمني الغياب

                          يلتهمني الغياب


رجلاً يُمارسُ العشقَ من الوريد إلى عنقِ الإشتياق
قضيتُ عمري..أرتّب تفاصيلَكَ النائمة على كتف أيامي
كيفَ تركتَ المدى يمدّ عتمته ببطء على صوتي وأنا أناديكَ؟
لماذا تركتَ الشوق يثملُ بي؟؟؟
***
كلّما إحتضنتُ غيابكَ يفيضُ الغيم بخشوعٍ فيخرّ ساجداً لحزني وتنحني
الزنابق لإمرأةٍ خلعت روحها وهي تحبو على جسدكَ بوجعِ الشوق.
***
يا أراكَ رغم الغياب..تتلعثم أنفاسي قي الصامت من حضوركَ..
يا أراكَ رغم الغياب..أُشرّع نوافذَ غيابكَ في أفق لهفتي عليكَ..فيحرقني الشوق
***
كالخيط الأبيض حين يكبح شبقَ المساء
كاللحن المسفوحِ على قارعةِ ناي شجيّ
كالحياةِ أوقفها فاصل غيابكَ ولم تعد تواصل
كالضوءِ حين يفضحُ أنّ للقصة التي نداريها بالعتم يدُ مبتورة
كالبداياتِ المتعثّرة بعناوين رسائل الشوق
كتلكَ الأشياءِ..إستحالت أيامي لغيابكَ
يا من أحبّ وأحب..يلتهمني الغياب ثم يغسل إثمه بدموعي
يا من أحبّ وأحب..أكادُ أن انتهي لولا رواسب قبلتكَ ما بعد الأخيرة
يا من أحب من على بُعد قبلتين وقصيدة ..
ما زلتُ على قيد الشوق.
                                                              (يسرى)



الاثنين، 4 يوليو 2011

ردني إليك

ردّني إليك
 آتٍ من البعد , كابتسامة الصبا المفقود..
كلمسة العمر الجميل التي هرم العمر بحثا عنها..
آتٍ في ظلال أيامي , تأبى المرور بقافلتي..
أنتَ يا من عشقت دون أن أرى..
ردّ إليّ قبلتك التي لم تكن إلاّ طيفا..
ردّ إليّ أحلامي التي لم تكتمل يوماً..
أسمعني أنفاسك وهي تغرق في بحري من جديد..
أنت..
يا أجمل حروفي وكلماتي..
ردّني إليك.
                                                                  (سها)

الجمعة، 1 يوليو 2011

لقاء



أسعد طه.. يشبه الحلم     
 
،، كلٌّ يفسرّه كما يريد
   وأنا أفسرّه دفء ومطر،،
  ـ ـــــ ــــ  يسرى عقيلي 

 - يامن تفترش المطارات وتسكن بالإيجار أوطاناً لا يربطك بها إلا الإنسانية ماذا تعلّمت من هذه الأوطان غير الألم وهل تعبت؟؟
 تعلمت الكثير الكثير ، أعتبر أن ولادتي الحقيقية يوم خرجت من بلدي ، أعشق الحرية حتى بت مريضا بها ، في السفر أشعر أنني أسكن في عالم كبير جدا ، في الطائرة أشعر أنني أقترتبت من أن أحلق وحدي دون مساعدة هذه الماكينات ، أقتربت من الطيور ، في كرتنا الأرضية متسع للجميع ، ألوان وأشكال ، لكن الناس من داخلها واحد على أختلاف اللون والمعتقد ، عم أحمد والست أنيسة والواد سعيد والبنت سهام ، نفس هذه النماذج المصرية أجدها بغلاف آخر لكنه ذات الجوهر ، صحيح حيث أسافر أجد الألم ، ألم يصيب البشر مما أكتسبت أياديهم ومن طلم أخوانهم البشر وعشرات عشرات القصص من النضال والصمود ، الإنسان هو أحلى ما في العالم أحيانا وأحيانا أخرى هو أسوأ ما فيه ، كل حجر ، كل شبر ، كل شجرة ، كل سمكة ، كل ركن في هذه الأرض لا يفعل سوى أن يزيد إيماني بالخالق العظيم ، وبأن رسالته أعظم وأجل من هؤلاء الذين باسمه يتقاتلون.
ـ هل وجدت شيئاً تصنعه بيديك أم أن الحياة أفقدت يديك مرونتها وقوتها؟؟
 لا .. لم أجد شيئا أصنعه بيدي ، غير الكتابة ، الكتابة ليست مهنة ، الكتابة عشق وحب وسلاح أحارب به معركتي.
- أعرف أنّك تكره الحديث عن الآخرين لكن بالمطلق وبدون الإشارة بوضوح أو بتلميح لماذا تكون محطة الجزيرة للإعلاميين هي الرجاء والمنتهى وعندما يصبحوا أعلاماً فيها تتحوّل المحطة إلى درجة وطأتها يوماً أقدامهم؟؟
 ثمة لوم على الجزيرة التي تفرط أحيانا في أبنائها وثمة لوم على بعض من أبنائها الذين لا يحفظون جميلها ، وهو مثال لما يحدث في كل مكان فليس بمستغرب أن يحدث هنا.
- هل تجرؤ على وضع أسعد طه تحت مجهرك وتحدثنا عنه ولو بشكل مختصر؟؟
  نعم أضعني دوما تحت المجهر .. لكن لا أظن أن لدي الشجاعة لمواجهة الفضيح
 - هل بنيت صداقات مع أشخاص لم تعرفهم يوماً على صفحتك بالفيسبوك؟؟؟
    نعم نمت بيني وبين أناس لا أعرفهم صداقات عبر هذا الفيس بوك العجيب .. مازال بعضهم لم ألتق به حتى الآن ومازلت آمل بذلك.
  ـ هل أعجبتك فكرة هذا اللقاء مع غريبة لا تعرف عنها إلاّ ما أعلمتك به؟؟ أخيراً أشكرك على تحمّلي.
     اللقاء في حد ذاته تواصل والتذكير به تواصل وردي تواصل .. وهل هناك أحلى من التواصل بين البشر.

الثلاثاء، 21 يونيو 2011

نافذة العمر


نافذة العمر

 كلّما ناديتك يرقص قلبي
 يمنةً ويسرى..
 كلّما فقدت ُالرغبة بالحياة
 تسلّقني وجهكَ..
 راغباً بكل شيء
 شكراً لأنكَ تعيد إليّ الحياة.
****
وجهكِ غصن عمري
يسري كوثرا..
يرفع ثغركِ
نحو وجه الله
ابن آدم
يقضم تفاحة
تسقط افواه الرب وملائكته.
اديمكِ.. قشرة بيضاء
ترسمينها قبلة
فوق صدري

****
كيف جعلتَ  العنبَ على شفاهي
نبيذاً وبقبلةٍ واحدة؟
بي رغبة أن أحتضن روحكَ وأذهب في سبات
****
سباتكِ رغبة في صدري
وعنبكِ يتدلى فوق احتضانكِ
مشوار قبلتكِ .. اسراء
معراج سركِ يحتضن سري

****
على مشارف العقد الرابع من عطشكَ
قابَ حنينيّن أو أدنى
أتيتُكَ ملبّدةٌ بالحب والجنون
يا من أحبّ وأحب
لماذا تشتعلُ كلماتي
حين أسمع دويّ حضوركَ ؟
****
سهام حنينكِ
قوس اشتياقي
ترمينها .. قبلة
فوق ظلال العمر
في بحر بلا موج.
ترمي بقوسي
كلمات عشقكِ..
فجركِ..
صوت صياح صوتي
ينهمر صداه..
فوق نبيذ قبلتكِ

****
أحتاجُ كفيّكَ لتمسحا ضباب
الحزن المتراكم على نافذة العمر..
بإنتظاركَ أرتّق ثوب الفرح ..
وفي غيابكَ تفتحُ جروحاً بحجم الزمن
يا كلي وبعضي ..
لماذا تأخرتَ عني كل تلكَ الحياة؟
                                                                  (عيناك فهرس يفسر فراغي)
                                                                      a&y           

الاثنين، 13 يونيو 2011

افتحي عينيك قليلا ـ غسان جواد

       افتحي عينيكِ                                                                   
                                  *غسان جواد                                             
 كان اسمك اجنبيا..
وحين لفظته اضاء القصيدة..
 جعلها اكثر بلاغة..
 صارت تسير بين القصائد..
 كمن يحمل الجنسية الاميركية..
عيناك اللتان كتبت عنهما كثيرا..
حبر قلمي الذي يجف.. كلما غفوت ..
او انزلت جفنيك نحو بعضهما
افتحي عينيك قليلا.. فينزلق القلم..
ويكسر يديه..
العالم مستيقظ في الدماء التي تسيل كزقزقة العصافير
من سيحصي عدد القتلى والجروح؟
من سيرتاح على تلك الدماء
دون ان يخاف؟
في وسعك ان تستسلم..
لكنك لن تحلم احلاما سعيدة.
 وصارت قصيدتي ترتجف من البرد والجوع..
والشوق والفقدان
مثل مهاجر غير شرعي
على جزيرة متنازع عليها
وسط بحر هائج من الازهار النادرة..
5ـ 
 صباح جديد
لا صورة في رأسي لعينيك الخادعتين
لا شغف .. لا ذكريات
اقلّبها كرغيف ساخن حتى لا تحترق..
صباح جلّه مطر خفيف..
وافكارٌ احدّث بها نفسي..
سأمشي هذا الصباح
سأزور طبيب الاسنان
سأقرأ اليافطات على الطريق
ثمّ سأرقص مثل "زوربا"
لقد ابصرت اخيرا
وصرت استيقظ كل صباح...
اسمع اغنية قديمة
افكر بما سأفعله هذا النهار
انفضك عن ثيابي
حياتي وافكاري..
...انت عالقة على عيني وقلبي وانفاسي
وانا اخوض معركة كي افتح عيني.. وامضي
لم يقل الرواة انهم مذنبون، سردوا الحكايات ،
كتبوا اسطرا طويلة لا تنتهي.
 نسجوا احلاما على شكل انفجارات مدوية في النص..
لكنّ احدهم لم ينتبه ان في عينيك صراخا غريبا
وانها اقتراح جديد على رتابة هذا العالم..
اليست الروايات احداثا وشخصيات؟؟
 انا شخصية روائية وعيناك حدث عظيم..

ان 
احبك يعني ان اراك من بعيد
وانت تحملين طفلا لم تلديه
وانت تقولين صباح الخير للغرباء
للاصدقاء
للصدفة التي تنتظرينها.
...
وحدي اعرفك جيدا
الاخرون يربّتون على كتفيك.. كتمثال جميل
ان احبك.. يعني ان انتظر "مجيئك الثاني".
وطفل السماء لتحمليه
9-
كلّما سمعت صوتك بعد انقطاع طويل
اعرف كم يعاني المؤلفون
في ابتكار لحن جميل..
شفتاك صفحة للنغم
وانا مستمع ضرير..
10ـ
كنت تفسحين الطريق لعينيّ نحو قميصك الرقيق
وتتنفّسين كياسمينة نبتت على يديّ وصدري.
رأيتك في الظلام..
وعطرك لا ينطفيء
11ـ
حيثما اكون..
يلاحقني وجهك ويمنعني من الفرح.
انا لا اكتب كي تقرأي..
لقد امتلأت بك
كما تمتليء الاسماء بمواليدها الجدد..
......احبك
مثلما يحب هاربٌ ضوء المنارات البعيدة
12ـ
          
كلّما احسست انني اضعتك
بحثت عن صوتك في سماعة الهاتف
كلماتك ترفرف مثل علم فوق صدري
يجمعنا كل شيء
انت جنرال منتصر
...وانا ارضك التي تحررت
13ـ
ثمّة ظلمة واحدة تعرفني
انا شاعر الروح العتيقة كالجحيم
ارفعك فوق قلبي
وانتظر بالفرح نفسه الذي حدثتك عنه يوما
عندما امسكت كلمة واحدة
...ونزعتها عن وجهي بقسوة
واخبرتك انني احيك..
أن احبك
يعني ان اثبّت اصابعي على خدي
واقطع انفاسي
واحلم.

السبت، 4 يونيو 2011

همس الانبياء

همس الانبياء


أخطو باتجاهكَ
 وأحتار من أين أجتاحكَ
من عمق روحي..
***
الى عمق روحي؟
***
لا اريد فقط في العمق،
على السطح والشرفات والزوايا
أريد أن أحدكَ من كل الجهات!
***
حين تدخلين الى عمق روحي..
تصبحين كل زوايا عمري!
***
أشتاق وجهكَ الملون بحنطة الرب
***
أشتاق وجهكِ الملون بسر الرب..
***
وشفتيكَ المبللتين أبداً بنبيذ العشق.
****
ورائحة جسدكِ المبلل بعرق عمري..
***
لم أعد أكتفي برائحة الشوق .. وهي تأتي من صوتكَ!
***
خذي رائحة جسدي من قميصي المبلل بعطر وجهكِ..
***
كل الطرقات تأخذني اليكَ.. كل الصور صورتكَ.
***
كل صوري.. انتِ.
***
لم أعد أكتفي بصوتكض ولا كلماتكَ وهي تمسح
ندى حنيني من على مقعدكَ في حديقة القلب..
كل صباح أبكي عندما يتعثر وجهكَ،
 وهو يغادر حلمي بغصن حنين..
 سقط من بين دموعي وهي تناديكَ.
***
حديقة القلب مقعدكِ وندى حنينكِ دمعة خدي.
نداؤكِ يطلع مني..ووجهكِ مرآة وجهي.. ودموعكِ حنين شجرة.
****
يخطر لي أحياناً أن أمحي صوتكَ من داخلي
حرفاً حرفاً.. نقطة نقطة
لم أعد أحتمل صداكَ
أين أنتَ يا انا؟
أين ذهبت بكَ آفاق الغياب؟
كلما حل شتاء غيابك أهرب..
 إلى حضن الغيوم فنسقط بالبكاء.
كل مساء أتعمد بدموع غيابكَ
كم أنت بعيد،وكم هذا الشوق لا يتعب؟!
***
حضن غيومكِ سجادة صلاتي.. ودموعكِ مياه عطشي.  
اطوف بكِ فوق تفاصيل جسدي..
اتعبد وجهكِ..
 اشم رائحة شرق لونكِ
ولونكِ ؟
 مفتاح باب اقلامي
ورقة بيضاء ..انتِ حبرها!!
***
بكل إنتظارات اليأس
المنساب بين طقوس التكرار
 ما زلت أنتظركَ..
بقبضة تعتصر الإنتظار
حتى آخر نبيذ الحلم. .أنتظرككَ.
***
انتظركِ على باب عمري..
 تتسللين كنسمة جنة تلون صحراء رملي
 تعبت من الانتظار..
 مفتاح بابكِ معلق في بابي..
 انتظركِ كي تمشي فوق عتبة عمري.
   
                                                                                                                           (عيناك فهرس يفسر فراغي)
                                                                                                                           a&y