الثلاثاء، 5 مارس 2013

المطر حين يأتي








           ما أجمل المطر حين يأتي *


قال تسكنيني كالشمس وغاب في صمته
تأوه كأنه يحدث ذاته
ثم قال هذا البحر الذي آتيه لك أنت...
وغاب في صمته يستجدي النفس بأنفاسها
أغلق الهاتف ... دون أن يدرك أنه يعاكس المطر ...
يمسك يد المطر يحاول دونا ألآ يرتجف من رأسه حتى نخاع عقله وحتى قاع حنجرته
يبعثر الكلام ويأتي بقليل كثير..
يترك يد المطر
يدون الكون بحضرتها فوق العمر المتهاود أوله وآخره
وينتظر الى أن يحين موعد المطر
***
قال رافقيني الى حين
فالموج ساكن الآن
وأنت معي أكتشف معنى الابتهالات رغما عن تطرفي
رفعت عيناها بتحد وقالت بكبرياء كل النساء
أنت ما أدراك بالموج ؟؟
لا تتوهم السكون في أي حين
هذا السكون واهم
لا تنفع فيه أي من الأبتهالات
ولا يسعفه حتى تطرفك
قال معذورة أنت
قالت وعذري اليقين
قال وأي يقين هذا؟؟
فأجابت: انه اليقين بالشقاء
لم يستطيع أن يلهث أو يتأوه
بل قال لنا لقاء آخر ..
غادر حاملا معه بعضا من أشياءه وكراكيبه
تاركا وراءه لا شيء وكل شيء...
***
قال: صار انتظامك فيني التزام كالنفس
قالت: أنا ضد كل ألتزام
قال :ما بك يثير حسرة وارتباكا وشكوكا
قالت : في ماذا؟؟
قال : ما أظنك تحبيني ؟؟
وما أظنني رجل أحلامك ؟؟؟
ضحكت بجنون ...
قال محدقا فيها : أخشى الصمت
في عينيك الشقيتين
يقلقني...
قالت : بعض من الصمت جميل
قال : ليس اليوم
قالت: لماذا
قال: انه لقائنا الأخير ما قبل الرحيل
قالت حانقة ولماذا الرحيل ؟؟؟
ردد وراءها لماذا الرحيل ؟؟حتى تلبسي الحداد لأيام
و حتى اكتشف معنى العيش منفيا من دونك
وحتى تعترفي سيدتي
بأن بعض الرحيل جميل ولا بد منه
***
وقال اعذريني
أخاف أن أعد حبات المطر
أخاف أن أكيل المطر كي لا أجف
أخاف أن أبتل بك
أخاف المطر لأني لا أرى من خلاله
..
وأخشى أكثر أن يطهرني من جنوني وذنوبي وما أعود أنا أنا
أخشى أن يسقط المطر ويتوقف
أخشى أن أعاقبك حبا فتهربين
وأن أجاريك مطرا فيفيض الكون ويغرق
أخشى أن يذيب مطرك بدفئه هذا الجليد الرجولي
فأتحضر..
وأتورم ...
وأتعقل..
وأتجرد..
وأتلعثم ...
مازلت سيدتي في طور البدء
وما زلت أتعلم أحرف رجولتي
وما زلت كأول الخليقة
فيك رجل بدائي لا يتقن فن المطر سيدتي
فاعذري خوفي وجهلي بروعة المطر
فعمر رجولتي أبتدأ بك
أعترف سيدتي أني كنت دائما
أدون اللغات
دون أن آهتدي بها
أؤجج الثورات وأخاف أن أعالج ثوراتي
وأخشى أن أتورط بها
وأخشى أكثر أن تسقط ثوراتي عند سطور قدميك
...
تنهدت بعذر الكلام
لاحتقان البلل
واحتكرت في جعبتها طيفا من بعض الكلام
واتدثرت في سكون أوراقها
وأخفت جوعا عتيقا لوهلة الوقت القادم
وانكبت على أوراقها تمحور اكتشافاتها المتأخرة
وتتذكر أحلام وهي تقول لن أكتبه حتى أشفى منه
ولكنها تذكرت توأمها وهي تقول بل أكتبيه حتى تشفي منه.
                                                                    ( جميلة مسلماني )
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  * الى ميسون المطر

ليست هناك تعليقات: