الاثنين، 28 نوفمبر 2011
الأحد، 27 نوفمبر 2011
ابو قيس (قصة قصيرة)
ابو قيس
الأمّ حين لا تلد طفلها تظلّ تتلمّسه، تشمّه، تلعقه، تقرأ تفاصيله طيلة حياتها . فتصاب بثورة داخلها لفراغ أحشاءها من ربيع تتخيّل قدومه كلّ تسعة أشهر. ترسمه في دواخلها و في الحدائق و الطّرقات.. تشتري له ثياب العيد باختلاف موضاتها و تقصّ شعره و تقبّله بتعدّد ساعات انتظارها... هي كالمراهقة التّي تنظم نصّا: تخربشه، تفترضه، تتخيّله وتخفيه من ذاكرتها لأنّها عندما تفيق من غيبوبة ورديّة المحتوى .. تعرف حينها أنّها توهّمت ولادة حبّ في حشى قلبها ،و أنّ الفراش الذّي كان يطير بها سراب، حتّى لو كانت صيرورته قيصريّة و محطّات قطاره متوقّفة أو لا تعمل أصلا...
هذه أطوار حكاية تشبه الحالتين في الحبّ، بطلتها طفلة في الثّلاثين و بطلها تجاوز قطاره الأربعين بمحطّتين... هو عاشق خطّاط حسب تعريفه لنفسه. يرسم خطوطا في السّماء و يركبها: خطوطا هوائيّة، يعرفّها بالهوى المقدّس حيث تعمّدُ كائناته فيها بالعشق اللّاملموس و اللّامحسوس وبماء لا يشبه الأرض في شيء .. هي مراجيح تعلَّقُ في فضاءها ساحابات عرق و إعجاب الطّبقة الوسطى بحبّ إستهلاكيّ تغنّى به و داسه، ثمّ ألّهه وعبده على أنّه إله لا صورة تجملّه و لا جنس له و لا يلده أحد و لا يولد.... حسنا، خطّاطنا وافق و عارض أن أنقل صورة عن ليلة حبّ جمعته بشهرزاده.... وهو من سمّى نفسه و سمح أن أناديه بأبي قيس...
جاءتني في أحد الأيّام رسالة جاء فيها: "أشكرُ ثقتكِ و إنّه ليشرّفني أن أتعرّف بكِ أكثر... هل يمكن أن تخبريني عن سبب إضافتكِ لي لزمرة أصدقائكِ.. وهل من الممكن أن تذكري تفاصيل عنكِ ؟؟؟؟"
هذه أطوار حكاية تشبه الحالتين في الحبّ، بطلتها طفلة في الثّلاثين و بطلها تجاوز قطاره الأربعين بمحطّتين... هو عاشق خطّاط حسب تعريفه لنفسه. يرسم خطوطا في السّماء و يركبها: خطوطا هوائيّة، يعرفّها بالهوى المقدّس حيث تعمّدُ كائناته فيها بالعشق اللّاملموس و اللّامحسوس وبماء لا يشبه الأرض في شيء .. هي مراجيح تعلَّقُ في فضاءها ساحابات عرق و إعجاب الطّبقة الوسطى بحبّ إستهلاكيّ تغنّى به و داسه، ثمّ ألّهه وعبده على أنّه إله لا صورة تجملّه و لا جنس له و لا يلده أحد و لا يولد.... حسنا، خطّاطنا وافق و عارض أن أنقل صورة عن ليلة حبّ جمعته بشهرزاده.... وهو من سمّى نفسه و سمح أن أناديه بأبي قيس...
جاءتني في أحد الأيّام رسالة جاء فيها: "أشكرُ ثقتكِ و إنّه ليشرّفني أن أتعرّف بكِ أكثر... هل يمكن أن تخبريني عن سبب إضافتكِ لي لزمرة أصدقائكِ.. وهل من الممكن أن تذكري تفاصيل عنكِ ؟؟؟؟"
الأسماء كانت تشبه بعضها.. و أنا لم أكن أعرف حتّى من هو أو من يكون.. ظهر على صفحتي كما غيره و لكن كان يحمل صحيفة وقلما ...و لأنّه كان من ضمن قدر مثقّفٍ من النّاس أضفته للوحي و قائمتي وسمحتُ له أن يقيم بين بنات أفكاري و أن يعبر إلى ذكرياتي دون سفر.... العلاقات أصبحت صورا و النّاس سجلّات متنوّعة.. و أنا كالآخرين حيّنتُنِي و أردت تجاوز حدود إقامتي و زياراتي الميدانيّة إلى أخرى افتراضيّة.....فما المانع أن تعرف امرأة صديقا فايسبوكيّا؟؟؟؟!!!!!!!!!
أجبتُه أن لا مانع عندي، فكما رحّب بي سأبادله الصّداقة من قصر الجمّ الشّهير إلى جنّات و أحصنة بعلبك و من النّخيل إلى الأرز و من بلد الجبال و الياسمين إلى سماء و زيتون الخضراء .. من الدرّر إلى الزّبرجد .. من بلد ابن خلدون و حنّبعل والحضارة القديمة الجديدة إلى بلد تاريخه سنّة و أدبه و فنّه عيون يرعاها اللّه و تسقيها محبّة شعوبه.......من أليسار إلى علّيسة و من مواني صيدا إلى أحضان قرطاج.....
تعدّدت مواضيع حديثنا بين ماض وحاضر و مستقبل... إلى أن قال: "بحثت عنكِ لمدّة اثني و أربعين عاما.. ناديتكِ عند ولادتي و كتبتُ اسمكِ ببنان أمّي .. تزوّجتُ و أنا شابّ.. هُجّرت من أرضي و أنا في عمر الزّهور...ناضلتُ مذ كنت صغير و ها أنا طفل رضيع بين يديك.. فصيّريني كيفما شئتِ، يا حوّاء جناني و يا مصدر الإلهام.. يا إلهةَ الخصوبة و المطر و الحبّ معا.. يا حوريّة فراديسي و ياقارئة فنجاني"....
كيف يمكننيي أن أكون عشتار أو أسطورة كاهنة و أقمار؟؟ كيف لي أنا التّي تخيط كلام الحبّ أن أرفض أن أنجب إعصارا؟؟ كيف لي أن أرفض دعوة أن أكون امرأة في حضرة سيّد قال فيَّي أجمل الأشعار؟؟
كتبنا معا معاني اللّقاء الأوّل و السّطور الأولى كانت تنام بين أحضان الفراش و تنام بين نهدي الطّبيعة... ترتوي أحلامنا من رحيق شفاهنا و تسافر بنا في فضاءها.. كانت نجومنا بألوان أزهار عيوننا و نبرات أصواتنا بخرير مياهنا و تغريد البلابل في رسومات خيالنا..... إذ كنتُ حقّا فراشته: نمت بين ألوانه و بين جناحي أغصانه و سافرت بين زوارق شطآنه.. وتلوّنت بربيعه و سكنت في وروده.... ثمّ صيّرني "بيسته": لاعبني بكفوفه و خربشت جذوعه و نمت في سريره و تصّورت مع أوراقه و لعبت بلفافات سجائره و طيّرتُ مقالات صحفه وتطعّمتُ عبير دخانه ..... و أخيرا صيّرني صديقتهُ.... هههههههههههه
يااللّه كيف يقرئني بين سطوره و يقبّلني بفتوره؟؟؟؟ كيف يمزج الملح و السكّر؟؟؟ و يخلط الشّمبانيا بالماء؟؟؟ كيف يكفّر من أحبّه و يصدّق من يدنّس الحبّ بالأوهام ؟؟ كيف و لماذا و هل؟؟؟ هل كتُ حقّا حبيبتهُ....؟؟؟!!!!!!!! هل كنت حلقة في مسلسله أو غانية في قصائده يتصيّد من خلالها القرّاء؟؟؟ ربّما كنت فقط عشيقتهُ....أو عابرة في سبيله.. لا أدري ما كنتُ و ما أصبحتُ عليه...
أجبتُه أن لا مانع عندي، فكما رحّب بي سأبادله الصّداقة من قصر الجمّ الشّهير إلى جنّات و أحصنة بعلبك و من النّخيل إلى الأرز و من بلد الجبال و الياسمين إلى سماء و زيتون الخضراء .. من الدرّر إلى الزّبرجد .. من بلد ابن خلدون و حنّبعل والحضارة القديمة الجديدة إلى بلد تاريخه سنّة و أدبه و فنّه عيون يرعاها اللّه و تسقيها محبّة شعوبه.......من أليسار إلى علّيسة و من مواني صيدا إلى أحضان قرطاج.....
تعدّدت مواضيع حديثنا بين ماض وحاضر و مستقبل... إلى أن قال: "بحثت عنكِ لمدّة اثني و أربعين عاما.. ناديتكِ عند ولادتي و كتبتُ اسمكِ ببنان أمّي .. تزوّجتُ و أنا شابّ.. هُجّرت من أرضي و أنا في عمر الزّهور...ناضلتُ مذ كنت صغير و ها أنا طفل رضيع بين يديك.. فصيّريني كيفما شئتِ، يا حوّاء جناني و يا مصدر الإلهام.. يا إلهةَ الخصوبة و المطر و الحبّ معا.. يا حوريّة فراديسي و ياقارئة فنجاني"....
كيف يمكننيي أن أكون عشتار أو أسطورة كاهنة و أقمار؟؟ كيف لي أنا التّي تخيط كلام الحبّ أن أرفض أن أنجب إعصارا؟؟ كيف لي أن أرفض دعوة أن أكون امرأة في حضرة سيّد قال فيَّي أجمل الأشعار؟؟
كتبنا معا معاني اللّقاء الأوّل و السّطور الأولى كانت تنام بين أحضان الفراش و تنام بين نهدي الطّبيعة... ترتوي أحلامنا من رحيق شفاهنا و تسافر بنا في فضاءها.. كانت نجومنا بألوان أزهار عيوننا و نبرات أصواتنا بخرير مياهنا و تغريد البلابل في رسومات خيالنا..... إذ كنتُ حقّا فراشته: نمت بين ألوانه و بين جناحي أغصانه و سافرت بين زوارق شطآنه.. وتلوّنت بربيعه و سكنت في وروده.... ثمّ صيّرني "بيسته": لاعبني بكفوفه و خربشت جذوعه و نمت في سريره و تصّورت مع أوراقه و لعبت بلفافات سجائره و طيّرتُ مقالات صحفه وتطعّمتُ عبير دخانه ..... و أخيرا صيّرني صديقتهُ.... هههههههههههه
يااللّه كيف يقرئني بين سطوره و يقبّلني بفتوره؟؟؟؟ كيف يمزج الملح و السكّر؟؟؟ و يخلط الشّمبانيا بالماء؟؟؟ كيف يكفّر من أحبّه و يصدّق من يدنّس الحبّ بالأوهام ؟؟ كيف و لماذا و هل؟؟؟ هل كتُ حقّا حبيبتهُ....؟؟؟!!!!!!!! هل كنت حلقة في مسلسله أو غانية في قصائده يتصيّد من خلالها القرّاء؟؟؟ ربّما كنت فقط عشيقتهُ....أو عابرة في سبيله.. لا أدري ما كنتُ و ما أصبحتُ عليه...
نزّلني في منزلة "أنتِ كلّ شيء... أموتُ دونكِ.... أنتِ أمّ قيس- نسبة إلى امرئ القيس، حيث كان يعشق شعراء الجاهليّة ( اللّه، الله.. هذا يعني هو عنترة و أنا عبلاه أو هو جميل و أنا بثيناه أو هو عمر و أنا سلماه هههههه ) - و إذا رحلتُ عنكِ.. فآتي لقبري و انثري عليّ دمعتين واكتبي على لوحه بلون الحبّ و ريق العمر و طول الصّبر و دموع القمر و قولي: هذا من أحبّني قبل أن يراني..."
لا أنكرُ أنّي أحببتُ حبّه لي... لا أنكرُ أنّه زيّن صباحي و مسائي و ليلي... لا أنكرُ أنّني كنت أوقّع معه مواعيد دخوله و انصرافه من عمله بل حتّى مواعيد أكله و نومه و قيامه.. مارست الحبّ الأسطوريّ معه.. انتشينا سويّا.. كنّا ندخل معا قاعات السّينما و مجالس الأدب و نسافر إلى الأندلس و نكتب قصائدنا ونثبّت مواعيدنا.. لا أنكر أنّني أحببتٌ شَعره التّقليديّ إذ كانت خصلة واحدة في مفرقه وشِعره الذّي كنتُ صدره و أبوابه ... كلّ تفاصيله كانت معي.. أحاديثه كلّها.. حتّى مصروفه و ظروفه و مشاكله و نفره من روتين حياته اليوميّة... عشقتُ منظار حبّه لي و قسمات صوته وهو يهاتفني.... ولم أكن أعرف أنّ من يشمّ من أحبّ ليس كمن يتذوّقه... في لحظة تكتشف أن لا طعم له و لا رائحة فقط شكله التّجريبيّ يزيّنه...
كم أحببتُ خصامي له و عتابي له و بكائي عليه إذ يمتلكني كلامه عن عشقه لي و بكائه لفراقي و شهقاته و نومه في شرفة بيته حزنا عليّ......
كان يذهب إلى المحلّ العموميّ لنتحدّث عبر الشّبكة العنكبوتيّة... فكنت أوّل الواقعات في شراك هذا الرّجل... إذ كان الصّيف أوّل فصولنا و أوّل ضمير تصرّف فيه أفعالنا... عشنا الخريف معا و تواعدنا على أن يكون الرّبيع أوّل مواعيد لقائنا و تناسينا كوارث الشّتاء و عواصف الغدر و الأمطار معا....
جاءني في يوم ليقول لي:"لقد اشتركت في النات لنتكلّم للصّباح دون مقاطعة أحد...!!!!!!!!!!!!!!!!!"... فقلتُ: "آه.. فعلا؟؟؟!!!!!!!"... قال: "نعم...."... يا ليته ما فعل.....كان كلامه المختزل يكفيني.. كنت الأميرة والسّلطانة والفاتنة والشّاعرة والآمرة والنّاهية و الأكيد الثّانية....
الفصل الثّاني بدأ بعاصفة القلق...
تجرّأت أن أنعته بكلام لم أكن أقصده أو أعنيه بعد غيابه المتكرّر... محوته من حسابي بعد أن حتّى وروده أصبحت بألوان المقابر بل بلون كفن أمواتها باردة و تصقع و لم و لن تتغيّر... آسف و لكن حتّى الحجر يتكلّم و أنت تعشق القراءة و تكتب... فكيف حتّى عن الكره لا تعبّر؟؟... بل عبّرتَ.. يال ضعف ذاكرتي... بعد أن قلتُ انتهى... قلتَ: مبروك ... يال تغيّر المفردات في حدائقه!!!! أصبحتْ فقط بضع حروف: أنتِ صديقتي...
قال عن عباراتي قاسية، عن اتّهاماتي صاعقة، عن اختياراتي خاطئة، عن أمومتي اللّاحقة عقيمة.. أصبحت امرأة في عيونه عاقر.. هل لن أنجب أبدا؟؟ لقد تلفت أجزاء قيس... مات وليدي دون أن يسجد.. مات رضيعي دون أن يعقل.. من القتلة.. ؟؟؟من القاتل؟؟؟
أجبتهُ :"أنتَ من علّم قلبه القسوة... كلامي كلّه دار و يدور حولك... أنت لم ترني... أنت لا تعرف أنّي عاقبت نفسي لغيرتي عليك و لحبّي الشّديد لكَ.. أنت تعرف أنّي متّ تحت قدميك عشقا.. لذلك تعاقب قلبي.. خسارة.. خسارة... خسارة أن ترى الحبّ ضعفا أو ترى شوقي إليك تهمة..."
لم أكن أعرفُ وقتها أنّ منظارهُ كان يبحثُ عن أخرى ولا أنّ تفاصيل الأخريات تهمّه... لذلك حسبتُ أنّ مشاكلنا هي من فلسفة كياني كامرأة تغار على شبلها أو دلال شابّة مع حبيبها أواحتواء شجرة لثمارها... فأضفت بعد خصام آخر شديد: "لو عرفتني لعملت بما قلته لك... في عزّ ثورتي قل أحبّكِ.... النّساء كائنات ناعمة، شوكها يضمّد جرحاه عند ارتوائه بالعشق..... أنتَ ماذا فعلت؟؟؟؟؟ غادرت الحلبة و تركت الثّور وحده يصارع نفسه.. إنّها خيبتي أنا و ليست خيبتك... إذ أصبحتَ لا تذكر ما أعطيت.. فقط تصنع تواريخا وهميّة لخصومات غير التّي حصلت..."
قال:"سأعوّضك بالصّداقة و الأخوّة"، فأجبته: ممكن... هذا رأيك... أنا لا أراك في منزلة الخادم لأوقات فراغي و مشاكلي و حكاياتي التافهة بعد أن قاسمتك العرش... كنت تركتك تشاركني الصّداقة بعد وقت أطول من هذا لتعرفني.... ليس أن تعرف أغلب تفاصيلي و ثوراتي و قوّتي و ضعفي في وقت قصير.. غريب أمرك و اللّه هدّدتني برحيلك من هذه الدّنيا عندما قلت لك فلنكن أصدقاء... والآن تطلب الصّداقة بمنزلة تاج تضعه على رأس خادمة....أنا لم أقل لك أعدني لحياتك أو أحبّني لأن الكأس لا يصلح إذا انكسر.. فهل سهل تلصيقه ؟؟.. أنا أسمّي الأشياء بأسماءها و عندما ترى ذلك بعينيك ستدرك واقع ما فعلت.. لأنّك لن تستمرّ في قول أنا جرحتك... أنا طلبت منك احتمالي و الصّبر ... صدّقت وعودك... و أنا أنتظر الرّبيع القاحل.... ألم تر كيف أحرقته شمسه؟؟؟؟ أو ستصمت أمام هذه الحقائق؟؟؟
ليس من السّهل أن ترى حبيبك في أحضان أخرى.. أن تتغزّل به امرأة كانت أو طفلة.. من غير المعقول أن تمشّط شعره بعيون لا عسل فيها أو خمرة.. ليس من المنطقيّ أن تلعق رسوماته فرشاة أنثويّة عبقة أو أن يشتعل له فتيل شمعة تذوب في شحمه بالفطرة..
لا أنكرُ أنّي أحببتُ حبّه لي... لا أنكرُ أنّه زيّن صباحي و مسائي و ليلي... لا أنكرُ أنّني كنت أوقّع معه مواعيد دخوله و انصرافه من عمله بل حتّى مواعيد أكله و نومه و قيامه.. مارست الحبّ الأسطوريّ معه.. انتشينا سويّا.. كنّا ندخل معا قاعات السّينما و مجالس الأدب و نسافر إلى الأندلس و نكتب قصائدنا ونثبّت مواعيدنا.. لا أنكر أنّني أحببتٌ شَعره التّقليديّ إذ كانت خصلة واحدة في مفرقه وشِعره الذّي كنتُ صدره و أبوابه ... كلّ تفاصيله كانت معي.. أحاديثه كلّها.. حتّى مصروفه و ظروفه و مشاكله و نفره من روتين حياته اليوميّة... عشقتُ منظار حبّه لي و قسمات صوته وهو يهاتفني.... ولم أكن أعرف أنّ من يشمّ من أحبّ ليس كمن يتذوّقه... في لحظة تكتشف أن لا طعم له و لا رائحة فقط شكله التّجريبيّ يزيّنه...
كم أحببتُ خصامي له و عتابي له و بكائي عليه إذ يمتلكني كلامه عن عشقه لي و بكائه لفراقي و شهقاته و نومه في شرفة بيته حزنا عليّ......
كان يذهب إلى المحلّ العموميّ لنتحدّث عبر الشّبكة العنكبوتيّة... فكنت أوّل الواقعات في شراك هذا الرّجل... إذ كان الصّيف أوّل فصولنا و أوّل ضمير تصرّف فيه أفعالنا... عشنا الخريف معا و تواعدنا على أن يكون الرّبيع أوّل مواعيد لقائنا و تناسينا كوارث الشّتاء و عواصف الغدر و الأمطار معا....
جاءني في يوم ليقول لي:"لقد اشتركت في النات لنتكلّم للصّباح دون مقاطعة أحد...!!!!!!!!!!!!!!!!!"... فقلتُ: "آه.. فعلا؟؟؟!!!!!!!"... قال: "نعم...."... يا ليته ما فعل.....كان كلامه المختزل يكفيني.. كنت الأميرة والسّلطانة والفاتنة والشّاعرة والآمرة والنّاهية و الأكيد الثّانية....
الفصل الثّاني بدأ بعاصفة القلق...
تجرّأت أن أنعته بكلام لم أكن أقصده أو أعنيه بعد غيابه المتكرّر... محوته من حسابي بعد أن حتّى وروده أصبحت بألوان المقابر بل بلون كفن أمواتها باردة و تصقع و لم و لن تتغيّر... آسف و لكن حتّى الحجر يتكلّم و أنت تعشق القراءة و تكتب... فكيف حتّى عن الكره لا تعبّر؟؟... بل عبّرتَ.. يال ضعف ذاكرتي... بعد أن قلتُ انتهى... قلتَ: مبروك ... يال تغيّر المفردات في حدائقه!!!! أصبحتْ فقط بضع حروف: أنتِ صديقتي...
قال عن عباراتي قاسية، عن اتّهاماتي صاعقة، عن اختياراتي خاطئة، عن أمومتي اللّاحقة عقيمة.. أصبحت امرأة في عيونه عاقر.. هل لن أنجب أبدا؟؟ لقد تلفت أجزاء قيس... مات وليدي دون أن يسجد.. مات رضيعي دون أن يعقل.. من القتلة.. ؟؟؟من القاتل؟؟؟
أجبتهُ :"أنتَ من علّم قلبه القسوة... كلامي كلّه دار و يدور حولك... أنت لم ترني... أنت لا تعرف أنّي عاقبت نفسي لغيرتي عليك و لحبّي الشّديد لكَ.. أنت تعرف أنّي متّ تحت قدميك عشقا.. لذلك تعاقب قلبي.. خسارة.. خسارة... خسارة أن ترى الحبّ ضعفا أو ترى شوقي إليك تهمة..."
لم أكن أعرفُ وقتها أنّ منظارهُ كان يبحثُ عن أخرى ولا أنّ تفاصيل الأخريات تهمّه... لذلك حسبتُ أنّ مشاكلنا هي من فلسفة كياني كامرأة تغار على شبلها أو دلال شابّة مع حبيبها أواحتواء شجرة لثمارها... فأضفت بعد خصام آخر شديد: "لو عرفتني لعملت بما قلته لك... في عزّ ثورتي قل أحبّكِ.... النّساء كائنات ناعمة، شوكها يضمّد جرحاه عند ارتوائه بالعشق..... أنتَ ماذا فعلت؟؟؟؟؟ غادرت الحلبة و تركت الثّور وحده يصارع نفسه.. إنّها خيبتي أنا و ليست خيبتك... إذ أصبحتَ لا تذكر ما أعطيت.. فقط تصنع تواريخا وهميّة لخصومات غير التّي حصلت..."
قال:"سأعوّضك بالصّداقة و الأخوّة"، فأجبته: ممكن... هذا رأيك... أنا لا أراك في منزلة الخادم لأوقات فراغي و مشاكلي و حكاياتي التافهة بعد أن قاسمتك العرش... كنت تركتك تشاركني الصّداقة بعد وقت أطول من هذا لتعرفني.... ليس أن تعرف أغلب تفاصيلي و ثوراتي و قوّتي و ضعفي في وقت قصير.. غريب أمرك و اللّه هدّدتني برحيلك من هذه الدّنيا عندما قلت لك فلنكن أصدقاء... والآن تطلب الصّداقة بمنزلة تاج تضعه على رأس خادمة....أنا لم أقل لك أعدني لحياتك أو أحبّني لأن الكأس لا يصلح إذا انكسر.. فهل سهل تلصيقه ؟؟.. أنا أسمّي الأشياء بأسماءها و عندما ترى ذلك بعينيك ستدرك واقع ما فعلت.. لأنّك لن تستمرّ في قول أنا جرحتك... أنا طلبت منك احتمالي و الصّبر ... صدّقت وعودك... و أنا أنتظر الرّبيع القاحل.... ألم تر كيف أحرقته شمسه؟؟؟؟ أو ستصمت أمام هذه الحقائق؟؟؟
ليس من السّهل أن ترى حبيبك في أحضان أخرى.. أن تتغزّل به امرأة كانت أو طفلة.. من غير المعقول أن تمشّط شعره بعيون لا عسل فيها أو خمرة.. ليس من المنطقيّ أن تلعق رسوماته فرشاة أنثويّة عبقة أو أن يشتعل له فتيل شمعة تذوب في شحمه بالفطرة..
أنا أذكّرك بكلماتك فقط... إذ قطعتَ نصف طريق.... أين ما وعدتني به وهو أنّك ستعذرني لأنّك تعرف أنّي مزاجيّة و لست خبيثة... سمعت بكائي مرّة فبكيت.. أين دموعك بينما كنت فعلا أحتضر أم تعتقد أنّي كنت أمثّل.؟؟؟ أين قلبك و حبّك و لهفتك و أنت تصفني بالصّديقة؟؟؟؟ أين أنا بين مشاريعك و أنتَ تقول اصبري؟؟؟ أين عطش فساتيني الزّهريّة وخربشات أناملي فيك.. ؟؟؟ أين عبث طفولة أنوثتي و قهقهات مراهقتي؟؟؟ أين عطوري وغرامي؟؟؟؟ أين فصولي القمريّة؟؟ أين أمطاري و أنهاري في جذوعك و جفاف صيفي في حلقك؟؟ أين هبوب أوراق شعرك و تناثر خريفي على زندك؟؟ و أنا أقول لك سآتي أنا للقاءك.. فتجيب لن أكلّمك بعدها أبدا..هل أنت من أحبّني أم آخر؟؟؟...."
رفضت منصب الوصيفة الأولى في مسابقات غرامه....رفضتُ المشي بين النّاس دون تاج المرأة الملكة.... رفضتُ أن لا أدفن معه مباشرة في قبره... رفضتُ أن أتنازل على لقب السيّدة الأولى في مملكة ديمقراطيّة الطّابع... رفضتُ أن يفرغ سريري من عطره.... فهل أجرمتُ؟؟؟؟؟
قال:"لن أجيب وأظن أننا ندور في حلقة مفرغة ...."
جرحتني عباراته فثرت عليه كالأفعى:
" أنا لا أدور في حلقات مفرغة لأنّك من ملأها.....و أنت أعلم منّي بكلامك و ما أقوله لك له معنى واحد...ما تدور فيه أنت هو ذلك المارد الشرقيّ الشرعيّ الذّي لا تردّ له كلمة و الذي يعشق النّساء النّعاج اللّواتي يستسلمن لأدواره كلّها... أنا جرحتك حرفا أي كلاما و أنت أجهزت عليّ فعلا لأنّك عرفت وقتها أنّني أحببتك... ومن يقتل امرأة يقتل جنينها و من يعبث بقلبها تدوس على رجولته و تنحرها نحرا..".
قتلتُه.. نعم قتلتُه.. في يمّ حبّي أغرقْته... في بئري النّاري أحرقْته... بعتُ كلّ ما كتبته و حبيبي السّابع و السّابق و المخلوع سميّته...رفضت منصب الوصيفة الأولى في مسابقات غرامه....رفضتُ المشي بين النّاس دون تاج المرأة الملكة.... رفضتُ أن لا أدفن معه مباشرة في قبره... رفضتُ أن أتنازل على لقب السيّدة الأولى في مملكة ديمقراطيّة الطّابع... رفضتُ أن يفرغ سريري من عطره.... فهل أجرمتُ؟؟؟؟؟
قال:"لن أجيب وأظن أننا ندور في حلقة مفرغة ...."
جرحتني عباراته فثرت عليه كالأفعى:
" أنا لا أدور في حلقات مفرغة لأنّك من ملأها.....و أنت أعلم منّي بكلامك و ما أقوله لك له معنى واحد...ما تدور فيه أنت هو ذلك المارد الشرقيّ الشرعيّ الذّي لا تردّ له كلمة و الذي يعشق النّساء النّعاج اللّواتي يستسلمن لأدواره كلّها... أنا جرحتك حرفا أي كلاما و أنت أجهزت عليّ فعلا لأنّك عرفت وقتها أنّني أحببتك... ومن يقتل امرأة يقتل جنينها و من يعبث بقلبها تدوس على رجولته و تنحرها نحرا..".
كتبتُ له وداعا على لوح أبيض بين الشّعر و النّثر و الدّعاء.. تلبسه امرأة بيضاء، خرقاء كانت بلهاء.. تعيش قصص العشق بحذافيرها كما الرّوح العمياء.. :
أنا أحبّكَ صدّقت أم لم تصدّقْ...أحبّك جدّا و جدّا و جدّا...
أحبّك و لن تكُ إلّا حبيبي ما دمت حيّة...
أنتَ وحدَكَ البيتَ الذّي قُرآني يحفظه وهو "أُحِبُّكَ أكثَرْ"....
أنا يا وحيدي غزال شريد.. عمره بعمر هذا الحبّ الشّهيد ....
كنتُ في ديوانك كلّ الحروف حتّى الكسوف...
كنْت العناوين و القوافي و الصّدر و السّيوف...
و ها أنا مثل امرأة تعبث بالدّفوف....
تقرع دويّ الحبّ بالحرف و بين الأنامل و الكفوف...
فالِردَّةُ في الحبّ كما في الإيمان، يا حبيبي، كفرٌ و إيلاف مقروف....
(رحاب السوسي ـ تونس )
أقلام وأسماء اربكت الرئيس السابق
أقلام وأسماء اربكت الرئيس السابق
تونس ـ من بثينة الزغلامي
ذكرت كتب التاريخ ان ما يفعله الغزاة حين يدخلون مدينة ما حرق مكتباتها والتنكيل بمثقفيها وان كان الكتاب الممنوع رمزا للحرية المقموعة ولم تشذ الدكتاتوريات عن هذه القاعدة حيث ان تونس شهدت عهودا من قمع الكتاب ومصادرته ولم تفلح سابقا دعوات المنظمات الحقوقية واصوات المثقفين سواء داخل البلاد او خارجها في الدفع بعملية المنع نحو التحرر لان تكبيل العقول مؤشر لقيود اكبر وقد طال المنع جميع اصناف الكتب وان نجحت بعض المدونات في ازاحة جدار الحجب عنها وعن مؤلفيها الا ان ما شاهده المواطن التونسي على واجهات المكتبات حاليا يدل على ان تونس قطعت مع العهد السابق.
كتاب «صديقنا بن علي وجه المعجزة التونسية الحقيقي» لـ «بو» وجون توكوا يحتوي معلومات عن الرئيس المخلوع تتعلق بطفولته ومستواه الاجتماعي حتىّ اعتبر الكتاب شخصيا للغاية حسب الإعلاميين خارج تونس وهو ما انعكس على سلوك بن علي الذي استبد بالحكم. ويلاحق الكاتبان مسيرة الرئيس التونسي السابق منذ ان كان في صلب الدولة حتى عين على رأسها كما لا يتجاهلان الاجراءات التي تمتع بها التونسيون في اوائل حكمه فقد سمياه ربيع الديمقراطية في تونس لما إتسم به من انصات للاصوات المعارضة ومحاولة لاعطاء مساحة للإعلام الحر بعيدا عن الرقابة الصارمة التي عرف بها اثناء حكمه كما شملت الإصلاحات التي قام بها واعتبرت مؤشرات هامة لارساء دولة القانون والحفاظ على الحقوق المدنية للاشخاص الغاء محكمة امن الدولة وألغي التعذيب رسميا كما تأسس احد فروع منظمة العفو الدولية بتونس وغيرها من الإجراءات التي جعلت شخصيات وطنية وحقوقية واسماء بارزة تؤيد بن علي لكن حسب الكاتبين «جون بيار توكوا» و«تيكولا بو» فإن ربيع تونس لم يستمر طويلا إذ سرعان ما ألقي القبض على بعض اسماء المعارضة بينما تعرض جلهم لمضايقات واحكام جزائية مما اضطرهم للهروب والنشاط خارج البلاد كما تقلص عدد الصحف المعارضة وعصفت رياح القمع بالاصوات الفاضحة للرئيس المخلوع بينما تدنى مستوى الإعلام حيث صارت اخبار الرئيس وعائلته تتصدر الوسائل الاعلامية الرسمية.
كتاب «ديكتاتورية جدّ لذيذة» لتوفيق بن بريك يفضح الكتاب القمع المسلط على الشعب التونسي في عهد الرئيس السابق كما يسلط الضوء على مختلف مظاهر الفقر التي ترزح تحتها الطبقات الضعيفة من المجتمع ويسلط الضوء على عدم المساواة بين الجهات من حيث البنية التحتية واستفحال جيوب الخصاصة والمهن الهامشية التي يمارسها هؤلاء الذين يعيشون في الظل بينما تنجز المشاريع في مناطق متخمة باستثمارات تعود بالربح على دائرة الرئيس السابق العائلية كما يسلط الكتاب الضوء على شريحة كبيرة من التونسيين هؤلاء الذين اكتسحتهم رياح الهجرة وقوارب الموت نحو الضفة الاخرى للمتوسط بينما تعيش الاصوات المغردة خارج سرب الموالاة تضييقات وتهميشا كبيرين. في هذا الكتاب يطارد الكاتب والصحفي ممارسات الرئيس المخلوع واستفراده بالسلطة وتدخله في اغلب القرارات وأهمها كما يرسم شخصية مهووسة بالحكم والنفوذ.
بن بريك في القصر
في اطار كوميدي ساخر يرسم الكتاب رحلة توفيق بن بريك الخيالية الى قصر قرطاج كما يمزج الخطاب الشعبي بالفصحى البسيطة ومما ورد في توطئة الشاعر اولاد احمد لهذا الكتاب « ها هو توفيق بن بريك يمزج الاجناس واللهجات والاساليب ويخلط الادبي بالشعري بالسياسي كما فعل من قبله الجاحظ والتوحيدي ونيتشه وبرناردشو» ويقول في موضع آخر «اكتب اكتب فالخطبة جاهزة... والقبر ودمعات سرقت من مجلس زهو ... وابنك يهتف بالنقاد «هذا ليس ابي » تونس البلاد التي يرسمها الكاتب هي تونس الفقراء والجياع الذين ثاروا على الرئيس المخلوع واطاحوا به بعد ان هبت فيهم رياح الثورية فانطلقوا من كل فج عميق ومن هنا بدأت الاحداث تتسارع وفي جو غرائبي ينفصل عن الزمن الموضوعي ليتحول الى فضاء زمني غير خاضع لمنطق البشر وهنا مفارقة عجيبة يرسمها الكاتب عبر شخصية الزعيم السرمدي الملهم والذي خلد في السلطة لكن الكتاب يستند في الاثناء الى نصوص من التراث كأنما هي اشارات الى قتامة الحاضر الذي لا يختلف عن الماضي ومن هنا جاء التلاعب بالزمن ليتحول الى شاهد على ديمومة الزعيم.
Arms smugglers thrive on Syrian uprising
Arms smugglers thrive on Syrian uprising
By Afif Diab
BAALBEK, Lebanon | Fri Nov 25, 2011 3:39pm EST
(Reuters) - Weapons dealer Abu Wael has traded guns in Lebanon's Bekaa valley since the last days of his country's civil war, nearly a quarter of a century ago.This has been his busiest year ever.
In the first six months of the protests, Abu Wael sold 2,000 Kalashnikovs and M16 rifles, the highest turnover of his long years in an underground arms business that has operated for decades across porous Middle East borders.
Prices for Kalashnikovs have risen 75 percent to as much as $2,000 each, while M16s doubled to $2,500, reflecting the surge in demand for arms. The biggest jump was in the price of rocket-propelled grenades, which together with a launcher now cost $2,500 compared with $400 before, when demand was minimal.
"I buy weapons from Lebanese people and sell them to traders who in turn pass them on to Syrian merchants," said 63-year-old Abu Wael, who declined to give his full name.
He spoke to Reuters with his face covered by an Arab keffiyeh headdress, clutching one of his rifles. He said he deliberately dressed in the scruffy clothes of a Bekaa farmer to avoid attracting attention, never spoke by telephone, and declined to be identified by his full name.
"There is an organized network between Lebanon and Syria dealing with the purchase and sale of weapons of various kinds, especially rifles," he said.
The emergence of anti-Assad fighters calling themselves the Free Syrian Army, attacking Syrian troops, tanks, and even an intelligence building on the outskirts of Damascus, has led Syria to revive accusations of foreign arms trafficking.
Damascus says it has thwarted many attempts to smuggle in weapons. Shortly after protests broke out in March, authorities accused an anti-Syrian Lebanese politician of funding arms traffickers to supply Assad's opponents, and earlier this month Foreign Minister Walid al-Moualem accused northern neighbor Turkey of failing to cut the flow of guns.
But dealers, diplomats and analysts say that weapons coming across Syria's borders with Lebanon, Turkey, Jordan and Iraq may form only a small part of a rebel arsenal that is also supplied by army deserters who bring weapons when they defect, and by raids on, or even purchases from, army depots.
Activists play down the role of arms trafficking, possibly to emphasize the peaceful side of the Syrian uprising.
"NO GUNS, BUT MONEY"
Syrian army deserters on the Turkish side of the border insist arms smuggling into the country is negligible, but they say expatriate Syrians who support the uprising have sent electronic equipment to help communications as well as cash used to bribe security officers to hand over weapons.
"Turkey is not allowing us the opportunity to send weapons inside," Captain Ayham al-Kurdi, who heads the Abu Fida brigade of the Syrian Free Army, told Reuters.
Another defector who declined to reveal his identity said $2 million was recently sent across the border "to help our brothers set up better communication links."
Several defectors involved in what they insist is a small-scale arms trail say most weapons that do reach Syria are brought across from northern Lebanon, where the remote, undemarcated frontier has for decades been a haven for smugglers ferrying subsidized goods from Syria and weapons from Lebanon.
They say there has also been an increasing flow of guns and RPGs into Syria from the Sunni Muslim tribes of Iraq's Western Anbar province, who have close ties with their brethren in eastern Syria, hundreds of miles (kilometers) from Damascus.
"Due to the inter-tribal ties across the border, Iraqi tribes are helping defecting groups in the Deir al-Zor area. But the quantities remain small and the long distances make it difficult to transport many arms," Kurdi added.
A tribal figure from the eastern Syrian province of Deir al-Zor, who identified himself as Sheikh Abu Ismail, said more weapons might be supplied in future "depending on developments on the ground and what turn the revolution takes."
"The borders are not sealed... so arms flows would accelerate in the future if the regime continues its repression and killings," he told Reuters by telephone.
The United Nations says more than 3,500 people have been killed in Assad's crackdown on protests. Authorities have since the start of the unrest blamed armed groups for the bloodshed, saying they have killed 1,100 soldiers and police.
Sheikh Abu Ismail said money to finance the trafficking was coming from Sunni Muslim Gulf countries, particularly Saudi Arabia, which sees Assad's alliance with Shi'ite Iran as a challenge to its regional clout.
INSIDE SUPPLIES
Western diplomats say there is no proof of any state role in directly financing or arming the rebels, suggesting they have so far been able to rely primarily on guns already in the country.
"It's not unreasonable to assume that a lot of the stuff they get is from inside," a Damascus-based diplomat said.
"I don't think there has been mass, coordinated gun-running. But I suspect that if there are tribal members across the border asking for help, they will get it," he said, citing the Jordanian and Iraqi frontiers with southern Syria.
"There's no sense yet that governments have been (involved). There's been saber-rattling - saying this is what we could do - but we haven't seen that yet."
Jordan says smuggling across its border took place before the uprising and has continued, but only in very limited cases. "Authorities have always had an iron grip on the borders," Information Minister Rakan al-Majali told Reuters.
A Syrian man involved in arming the deserters said the main source for weapons "is the Syrian army itself."
"With the corruption that has infested the country, you can buy a lot from the army," he said. "I heard of one case where a whole arms depot was being offered to be cleared but there were no takers because it was feared it could be a trap."
Efforts to play down the role of arms trafficking may be a deliberate policy by activists who have relentlessly sought to accentuate the peaceful side of the Syrian uprising.
"I think there is an effort by activists helping the defectors to cover up the fact they are smuggling weapons," said one Assad opponent from the central city of Homs.
"They want to keep the media focused on the peaceful revolution happening, not on the armed rebels fighting the army. They are definitely smuggling weapons, I'm sure of it."
In Baalbek, Abu Wael complains that business has dried up in the last two months, as Lebanese authorities clamped down on the trade and Syria started planting mines on the border.
"The arms market in Lebanon today is frozen. Buying and selling has almost stopped."
(Additional reporting by Suleiman al-Khalidi in Hatay, Turkey, Khaled Yacoub Oweis in Amman and Dominic Evans and Erika Solomon in Beirut; Writing by Dominic Evans; Editing by Alessandra Rizzo)
الجمعة، 25 نوفمبر 2011
الحلم في خرم إبرة
علي المصري: الحلم في خرم إبرة
عفيف دياب
لم يتعب الخياط علي المصري من لغة «الإبرة والخيط» بعد. أكثر من 5 عقود والرجل يروي يومياً سيرة حياته وحلمه بأن يكون من أشهر مصممي الازياء. قتلت الحرب الاهلية اللبنانية حلم حياته، لكنها لم تمنعه من البحث عن سعادته خلف ماكينات الخياطة وتطريز علاقات إنسانية ملونة..
*****
«العدالة تنام لكنها لا تموت». قول يرفعه الخياط «العتيق» علي المصري في محله الصغير في بلدة تعلبايا البقاعية. إنها العدالة الاجتماعية التي أمضى المعلّم علي نصف قرن من الزمن باحثاً عنها خلف ماكينات الخياطة وفي خرم الإبرة. لم يكلّ أو يتعب بعد من رسم مشهد يومياته بالإبرة والخيط. مهنة عشقها حتى الثمالة، منذ أدخله والده في العام 1960 إلى معمل صغير في زحلة ليتعلّمها عند خياط أرمني وهو لم يتجاوز السنوات التسع. منذ ذلك التاريخ، بدأ الطفل علي يحلم بأن يبني مصنعاً وأن يدخل عالم تصميم الأزياء، ولا يزال الأمر حلماً إلى اليوم، ذلك أن «طغاة الحرب الأهلية دمروا طموحي وحلمي سنة 1975 تاريخ اندلاع حربهم».
قبل ذلك بقليل كان علي قد افتتح محلاً صغيراً في حوش الأمراء، على أمل أن ينطلق منه نحو «احتراف فن اللعب بالقماش»، كما يقول، متذكراً سنوات الحرب الأهلية وما فعلته بمشروعه الحلم الذي «تبدّد مع سحب دخان حرائق الحرب الأهلية العبثية». يومها صار همّه، كما كلّ اللبنانيين، أن يبقى مع زوجته وطفليه أحياء يرزقون... من الإبرة والخيط. لذلك كان لا بد من الحفاظ على المحل أيضاً. يقول: «خلال الحرب الأهلية التي دمّرت كلّ شيء، أصبح همي أن أحافظ على أمن عائلتي وأمن ماكينات الخياطة والعدّة التي أعمل بها». ويكشف أنه تعلّم الصبر من هذ المهنة: «صبرت على الحرب وخرابها، وصبرت على تحطيمها حلمي بعالم الأزياء، كما تعلمت في المقابل كيف أحافظ على هذه المهنة التي لن أتركها على الرغم من أنها أصبحت متعبة ولا تنتج كثيراً في ظل تطور صناعة الألبسة الجاهزة». يعرف علي أن كثيرين لا يوافقون على قراره هذا الاستمرار في مهنة لم تعد تطعم خبزاً، «وهناك من يقول عني اليوم أنني دقة قديمة، لكنني لا أريد أن أخون مهنتي». يتذكر جيداً أن هذه المهنة كان لها عزّ في السابق: «كان عندي خمسة عمّال في الماضي يساعدونني في العمل. أما اليوم فقد أصبحت وحيداً في المحل ولم يعد أحد يريد تعلّم هذه المهنة حتى أولادي». وهنا يعترف «بصراحة أنا لم أورثها لأحد من أولادي. هم أخذوا خياراتهم المهنية واستقرارهم الاقتصادي من مهن أخرى». ربما كان خياره صائباً، إذ إنه اليوم الخياط الوحيد في هذه المنطقة، «لكنني طبعاً لم أعد أقوم بأعمال الخياطة الكاملة من تفصيل للبدلات والسراويل والقمصان، بل يقتصر العمل على إنجاز بعض التصليحات». لكن هذا العمل الذي قد يبدو بسيطاً للبعض، يحتاج إلى وقت وصبر، إذ يقول علي: «شغلتنا بدها صبر وطولة بال... أنا اليوم الخياط الوحيد هنا. خياط الفقراء والناس اللي متلنا. والبعض يسمونني الخياط الشعبي».
وعلى الرغم من أنه الخياط الوحيد، فإن علي المصري لا يتقاضى المال من زبائن ــ أصدقاء بدل تصليح بنطال أو قميص، علماً أن معظم زبائنه قد يكونون من أصدقائه. يشرح وضع مهنته اليوم بالقول: «الزبون اليوم هو زبون تصليح بنطلون، واللي بيجي لعندي هو إما صديق أو قريب، أو زبون حالته متل حالتنا. ما إلك عين تاخذ منو. كلها شوية قصّ ودرزة صغيرة. عيب تاخذ مصاري». في المقابل، لا ينفي أن صداقاته ساعدته في الاستمرار بهذه المهنة: «علاقتي الاجتماعية الطيبة مع الناس ساعدتني كثيراً، إضافة إلى اني أتمتع بالصبر وطولة البال وهما صفتا عملي». وهنا يشرح ضاحكاً نظريته الخاصة في طولة الباب «هي مثل المغيطة... عليك أن تعرف متى تضبط نفسك ومتى تطلق لها العنان». وبما أنه يحكي عن النظريات، يطلق نظرية خاصة بالخياطة، أو أحد أسرار المهنة: «عليك أن تعرف أن للجسد حقه وللقماش حقه، ومتى نجحت في التوفيق بينهما تكون قد عرفت سر هذه المهنة. القماش يحكي معك ويقول لك أريد هذا الجسد أو ذاك».
لغة علي المصري في الخياطة وأسرار «خط سير الإبرة والخيط» كما يقول، لا تتوقف هنا فقط. للرجل الستيني لغة سياسية وفنية وأدبية أيضاً، إذ يشعر زائر المحل بأنه دخل إلى صالون سياسي وثقافي وأدبي وفني. صور فيروز وعاصي وزياد الرحباني وجوزف صقر ومارسيل خليفة وأميمة الخليل وغيرهم من الموسيقيين والفنانيين اللبنانيين والعرب، منتشرة على جدران المحل وبين الأقمشة وأكياس ثياب الزبائن وعلب الإبر والخيوط الملونة، إضافة إلى عشرات الجمل والعبر والأقوال السياسية المنتقاة بعناية فائقة، والتي تنمّ عن سعة ثقافة هذا الخياط وقراءاته المتنوعة. لم يمنعه جلوسه الطويل خلف ماكينات الخياطة من قراءة كتب التاريخ والأدب والفن والفكر والسياسة والاقتصاد والفلسفة. حتى «إبرة» الراديو الصغير، الذي يرافقه، لا تخيّب ظنه فلا تلتقط إلا موجة إذاعات تبث أغاني قديمة أو «راقية» كما يصفها.
إضافة إلى عشق علي المصري للإبرة والخيط، والموسيقى، يبقى للكتاب حصة الأسد في منزله. ساعات العمل الطويلة التي يمضيها في الخياطة والقص والتقصير والتضييق، يختمها ليلاً في القراءة قبل أن يخلد للنوم بانتظار شمس نهار جديد يبدأ مع فيروز وينتهي بأم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وما بينهم من نشرات أخبار لمتابعة «تطورات البلاد والعباد» كما يقول. يحفظ أقوالاً مأثورة لعدد من الكتاب ويستشهد بها، ويحرص في إطار لقائنا معه على التذكير بقول للكاتب السوري محمد الماغوط «الطغاة كالأرقام القياسية لا بد أن تتحطم في يوم من الأيام»، وقول آخر للروائي والكاتب الفرنسي إميل زولا «الحوادث الكبرى لا يتحكم بها الزعماء، بل الجماهير وعامة الناس الذين يجدون مصير العالم وفقاً لآمالهم وأحلامهم». ولذا يفصل علي الحياة السياسية العربية واللبنانية ويقدّم لها قراءاته الخاصة وفق حسابات «متره» السياسي. يقول: «قراءاتي السياسية والفكرية والأدبية من الفكر الإسلامي إلى الماركسي وما بينهما من أفكار وايديولوجيات، ساهمت في تطوير المعرفة عندي أنا الذي غادرت المدرسة من الصف الخامس ابتدائي». ويتابع «يجب أن تكون الجريدة معي يومياً. لا أبدأ العمل قبل قراءة الصحيفة لأن ما يفصّل للبنان والمنطقة يحتاج الى متابعة يومية». ويختم «هلق خلصنا تزبيط البنطلون.. لا تنس أن الطغاة مثل الارقام القياسية».
مهنة علّمت 5 أولاد
تلقى الخياط علي المصري عروضاً مغرية للسفر والعمل في الخليج العربي، لكنه سافر مرة واحدة في حياته إلى الأردن و«صمدت هناك 10 أيام فقط. شعرت بأنني في الموقع الخطأ». ويحنّ كثيراً الى ايام زمان «كانت ايام العز، من هذه المهنة علمت اولادي الخمسة وأخذوا خياراتهم التعليمية والمهنية. أفرح حين يزورني احفادي في المحل».
الأحد، 20 نوفمبر 2011
تـــــريــــــاق
وهَــــــــــرعَت الى دواخلـهـــــــــــــا
تَنثـــــــــــــرُ شــــــــــــــعاعه فوق صفحـــــات قلبهــــــا
أغلقــــت عينيهــــا تلـــــوذُ بصورتــــه الماثِلــــة أمام فؤادها
وانتبهـــت ...الى تفتّـــح زهـــــرات اللوتس بين جنبـــات قلبها المُتـــرعِ عشقـــاً
والتفّــــت بالآهــــات المتدليّــــة حول حنايا الروح
وراحــــت في إغفــــــاءة تتســـــلّل بين نُواح الاحاسيس الحُبلــــى بقبلات مرسومة
في أحــــداق العيون ...
فتنســــــاب في غيـــــاهب اللامعقول ...
لترسو عند جزيرة أحلامهـــــا ...
تائهـــــة في عطــــــر الاحاسيس
تتبســــّم الاســــــــــــارير
وتنســـــــــــــدل في أحضــــــــــــان الذات
تــــرتشِــــــف من تريــــــاق الحيـــــاة ...
( إخلاص الشاب)
نسمة
نسمة
تربّعتُ على عرش الهواء أحزم أمتعتي للسّفر...
دون وجهة و دون عجل...
فهبّتْ نسمةُ ترتعش تبحث لأخّياتِها عن مقرّ...
سلكتْ دروبا كثيرة، فيها العطش و الضّجر...
و هاهي تنتعش بعد هبوب الرّياح و أفول البدر...
تسّلقتْ أشجارا كثيرة و حفرت كثيرا من الحفر...
فما وجدت غير انتعاش بين حبيباتِ المطر...
إذ تنزل في غير انحاء و في كلّ اتّجاه غير رسومات ضعيفة البصر...
فهي ترتعش حينا و أحيانا تختبئ بين ثريّات الزّهر...
فتذهب بالماء فوق سطح الحجر...
فتذيبُ قلبه و تشاطره العمر...
فيصبح ذرّاتا تتبعثر مع وريقات في المنحدر...
إذ تلفّ أصفرها مع أخضرها لتعيش أحلى سفر..
فتغذّي الأرض و تزكّي التّراب بحوريّات سُمر...
هاهي الأمطار تنزل لتعلن بعد بزوغ الشّمس قدوم الخريف المنتظر....
سرتُ كيفما شئتُ بين صروف القدر...
أهيّج دمع النّساء و ثياب القمر...
أعبث بنقل حديث كتمه البشر...
حريّتي في أن ألبس يوما ثوب رجل...
فماذا أفعل لاستئصال أنوثتي و أجعلها دون وبر؟؟؟؟
هل أنحني لساسة اللّحية و عشّاق الزّنى مع القصّر؟؟؟
هل أركع لطائفة تدفن البنات دون شهادة في المقابر؟؟؟
هل أعيش في خلافات تهدي الزّهور للبقر؟؟
هل أجالس شبابا يضاجعن امرأة الفايسبوك عبر الصّور؟؟؟؟
حبّذا لو كنت نسمة تعبث بها الرّمال فتسكن في رحم البحر،
فترتمي في قاعه... فترى كلابا لا تنبح و نعاجا لا تجترّ..
ليتني رصاصا كاتما للصّوتِ.. فأفجّر تاريخ أمّة تتغزّل بالصّفر...
ليتني أخترق أحلامهم .. فأرى مفعول الفيغارا في أعشاش لا تثمر..
ليتني أشمّ رائحة أفواه تحرّم المنكر ....
أو تشرب شراب الشّعير الممزوج بالسّكر...
ليتني برعما تلقّح جيوبي الرّياح أو أجنحة أخَر...
ليتني أبيضُ فلا تُرى مفاتني، فيقولون هذه أنثى الصّقر...
ليتني أتقن صلاة الجبال و دعاء الشّجر...
ليت جبريل قرأ كلام اللّه على الرّسل لا كلام البشر...
و ليت الحريّة تُبَثُّ في تلفزاتنا دون مقصّ أو إشهار تدعّمه بنوك قطر...
ليت الجاهليّة تاريخ و ليس خطاب أمّة تخاف فقط عزرائيل وتنسى أنّ الشّيطان أمّه امرأة و أبوه رجل...
(رحاب السوسي)
تونس
الثلاثاء، 15 نوفمبر 2011
عاشق يتلظّى...
عاشق يتلظّى...
شددتُ رحالي إلى امرأة أعجبتني.. قرّرتُ أن أسمعَها ندائي... علّها تسمعني أو حتّى تراني بين أحرف كتاباتها....
فقلْتُ لها في خطابيَ الأوّل:
أستهلّ حديثي إليكِ بتحيّة صباحيّة .. حيث تشرق الشّمس في وجهك:
صباحكِ أمطار و نور...
صباحكِ أطفال و حبور...
صباحكِ بإشراق العبير،
زقزقته بلابل من حرير......
ألوانه تلال و بحور...
رأيتها تنظُرُ لشابّ جالس على مقعد بعيد هو عنها.. فأضفتُ:
لست أدري ما الذّي يميّزكِ...؟؟؟ !!!!!!!!!!!!
ففيكِ النّدى و فيك الوجل...
فيك مقامات الغزل...
تتربّع السّماوات فيك .. فتُسكرين الخجل..
فيك ارتواء الكلام و عطش الأمل...
تقام الصّلاوات على شفتيك و يسكن الحمام و الحجل...
و تشرق الأنوار من عينيك و يرحل الملل...
أعيد السّجود بين فكّيكِ..
فالفوقيّ سمائي و التحتيّ بيت العسل...
غابت عنّي قليلا.. فناديتها..
يا سيّدتي... أنا ...أنا أناديكِ:
فتعالِي... قلتٌ تعااااااالي... لا تبرحيني و لااااااااا لا تقسمِي أنّ تركي من المحالِ.... دوري أيّتها الشّمس فوق التّلال.. و دعيني أراني فوق الظّلال... تعالي...تعالي، أرسميني و غازلي ريحي فوق ارتجالي... و أمشي الهوينة بين نعالي و لا تبرحي، يا سيّدتي، قرص ابتهالي.. أنا سنواتكِ متى هرمتِ يا جبالي... و ارتعي ما شئتِ بين كرومي.. و اشربي ما شئت من غلالي فهي حلّ حلال.. و اركضي بين ربوعي .. ففيكِ يرتع الرّبيع مثل الرّجال....
رأيتُ دمع كحلها يسيل و احمرارا في عينيها يميل إلى الحزن و إلى المغيب.. ذلك الشّاب غادر... يا ويلتي...ماذا أضيف؟؟؟!!!!!!!!!
تأنّيتُ ثمّ تجشّعتُ و نطقتُ:
أنا بحاجة إلى ظلالك و لا حاجة لي حتّى بثيابك.. أنا مطرود من وطني ..فآويني إليكِ و امسحي بمنديلي دمعتيْكِ... أنا طلبتُ اللّجوء العاطفي و الشّبقي إلى ضفّتيكِ... أرسميني بين عقارب معصميكِ و أشّري للدّخول إلى مقلتيكِ...
لا تهجري قبل أن تعرفيني أو قبل مسامحتي لعدم معرفة اسمكِ أو لنضال لم يدم إلّا دقيقتين ..و إذا كانت أزمنتكٍ تشبه مرايا العَرَبِ.. فاطحنيها و آتي لي بماء يطهّر قلبكٍ الذّهبي.. و ضعيه على يمينكِ ليدقّ متى توقّفت ساعة نبضكِ عن الدقّ... فإنّ أعمدتي شاءت أن أكتبكِ في دفاتر عمري.. و متى تذكّرتكِ سأستعين بمرآتي التّى منعت الصّفر من العدّ.. و سأسقي بألوانكِ مافات قوس قزح... فانحناءه لكِ بشرى لبداية النّور في الشّهب..
ابتعدتْ و كأنّها لم تلمح طيفي و غادرت الحديقة العامّة...فطار بصري و سمعي و كلامي إليها وهم يهتفون مع قلبي..
أرجوكِ اسمعيني آخرا و ليس أخيراَ....
سمّيتكِ آلهتي ...
فإنّي أتلظّى لكِ عشقا...
إنّي أستسلم لكِ قتلا...
بل شنقا...
فارجميني بقبلاتكِ رجما...
وعنّفيني حبّا،
فإنّي صرت في ملكوتكِ من الأسرى...
سمعتُ وقع أقدامها و رنين حذاءها، فالتفت إليّ و يدي ممدودة إلى جمالها بجمل كتبتْ على شرفها مرفوقة برقم هاتفي، فقالت: هذا فلسٌ وهو آخر ما عندي.. أعانكَ اللّه، يا أخي....
(رحاب السّوسي)
تونس
الأحد، 13 نوفمبر 2011
زهرة الجسد
زهرة الجسد
(1)
العشق أنت؟
كلّما كتبت عنك جنّ الكلام
فاليمام يدّعي أنّه الغيم..
والقصيدة تقول أنها أصابعكَ ..
وحقول صدركَ تصرخ أنا سرب الحمام..
وترفّ أجنحتها فيهدأ الكلام..
كلّما كتبت عنك جنّ الكلام
فاليمام يدّعي أنّه الغيم..
والقصيدة تقول أنها أصابعكَ ..
وحقول صدركَ تصرخ أنا سرب الحمام..
وترفّ أجنحتها فيهدأ الكلام..
(2)
وأضمّكَ لتزهر أجسادنا.. ليهطل المطر
وينحدر الماء من الماء ..
وتصير يدانا سنابل ..
يا صدركَ يبعثني موتاً بعد موت!
يا شفاهكَ الحلم الندي ..
يحلو في عينيكَ السهر عاشقاً يغار منه القمر.
(يسرى)
العشق أنت؟
العشق أنت؟
كلّما كتبت عنك جنّ الكلام
فاليمام يدّعي أنّه الغيم..
والقصيدة تقول أنها أصابعكَ ..
وحقول صدركَ تصرخ أنا سرب الحمام..
وترفّ أجنحتها فيهدأ الكلام..
كلّما كتبت عنك جنّ الكلام
فاليمام يدّعي أنّه الغيم..
والقصيدة تقول أنها أصابعكَ ..
وحقول صدركَ تصرخ أنا سرب الحمام..
وترفّ أجنحتها فيهدأ الكلام..
(2)
وأضمّكَ لتزهر أجسادنا.. ليهطل المطر
وينحدر الماء من الماء ..
وتصير يدانا سنابل ..
يا صدركَ يبعثني موتاً بعد موت!
يا شفاهكَ الحلم الندي ..
يحلو في عينيكَ السهر عاشقاً يغار منه القمر.
(يسرى)
الثلاثاء، 8 نوفمبر 2011
زهر القلب
زهر القلب
سأغيّر مواقيت الحياة ومواعيد الأمل
وأذان العشق وأحرف الكتب السماوية
وأنتظر وحيكَ في غار القلب..
ثم أعلنكَ اَخر الآلهة..
وأكتبكَ همساً ولمساً وعشقاً.. وفي بسملة حبكَ أتناثر وبكوثر أيامكَ أغفو.
(يسرى)
الاثنين، 7 نوفمبر 2011
غجريّة
غجريّة
غجريّة أنا غجريّة...
طباعي حادّة وثنيّة..
عمري أقفاصه حريّة
و قصصه حكايات وهميّة...
غجريّة في رقصي مع الرّيح
وهوائي عطوره صيفيّة...
غجريّة...
أمتطي حصاني في شوق
لمحاربة أوهام العنصريّة...
عقول مدجّجة بسحر أنماط قصريّة...
بنيتْ في قلوب الجهالة و تسوّقها المنفعيّة...
أراقب اللّيل حين يطلّ و أسبح كتعويذة بين أوصال إباحيّة...
أقبّل العذارى في نهري و أفقد بكارة الشرعيّة...
تغازلني القيثارة في شوق و يحملني الياسمين إلى اشبيليّة...
رقصت بين مائين و طويت الأرض تحت أقدامي
لأرسم براكيني الثوريّة....
أنا الغجريّة...
جدائلي نهر مملوء بسلال ليليّة...
يسافر لأكوان أسطوريّة...
يداعبك في صمت و يثور لَعَمْرٍي
ببراكين بنفسجيّة و بورود ناريّة...
أمّا عيوني فتصيد مراكب ضوئيّة....
يسكنها السّنونو و حجر التّوباز و..
الرّماد المتناثر بين ضفافي الحجليّة...
أنا الغجريّة...
أقاتل الجفاف في حلقي و أنثر له سنابل قمحيّة
لا طحينا أبيض و أحليّه بعسل القوميّة...
ووصفاتي القبليّة...
أقبّل عنك شراب الورد في غرف نومي السريّة...
و يأتيني شيخ القبيلة لأقوم بأعمالي العاديّة...
فأعادي النّاس بأكملهم و أفرّ مع غريب في أمسيّة...
فيراقُ دمي كما غيري ذلك لأنّي من أعداء التعدديّة....
أنا الغجريّة...
( رحاب السّوسي )
تونس
غجريّة أنا غجريّة...
طباعي حادّة وثنيّة..
عمري أقفاصه حريّة
و قصصه حكايات وهميّة...
غجريّة في رقصي مع الرّيح
وهوائي عطوره صيفيّة...
غجريّة...
أمتطي حصاني في شوق
لمحاربة أوهام العنصريّة...
عقول مدجّجة بسحر أنماط قصريّة...
بنيتْ في قلوب الجهالة و تسوّقها المنفعيّة...
أراقب اللّيل حين يطلّ و أسبح كتعويذة بين أوصال إباحيّة...
أقبّل العذارى في نهري و أفقد بكارة الشرعيّة...
تغازلني القيثارة في شوق و يحملني الياسمين إلى اشبيليّة...
رقصت بين مائين و طويت الأرض تحت أقدامي
لأرسم براكيني الثوريّة....
أنا الغجريّة...
جدائلي نهر مملوء بسلال ليليّة...
يسافر لأكوان أسطوريّة...
يداعبك في صمت و يثور لَعَمْرٍي
ببراكين بنفسجيّة و بورود ناريّة...
أمّا عيوني فتصيد مراكب ضوئيّة....
يسكنها السّنونو و حجر التّوباز و..
الرّماد المتناثر بين ضفافي الحجليّة...
أنا الغجريّة...
أقاتل الجفاف في حلقي و أنثر له سنابل قمحيّة
لا طحينا أبيض و أحليّه بعسل القوميّة...
ووصفاتي القبليّة...
أقبّل عنك شراب الورد في غرف نومي السريّة...
و يأتيني شيخ القبيلة لأقوم بأعمالي العاديّة...
فأعادي النّاس بأكملهم و أفرّ مع غريب في أمسيّة...
فيراقُ دمي كما غيري ذلك لأنّي من أعداء التعدديّة....
أنا الغجريّة...
( رحاب السّوسي )
تونس
كعبة
كعبة
وجدي يطوف بكِ..
نرمي شياطين الصحراء بقطرات نبيذنا
اتسمعين صوت قهر النار للحطب؟
اولاد آدم يحتفلون بيوم النحر
ونحن .. على سرير العشق
نرسم كعبة..
(عفيف)
السبت، 5 نوفمبر 2011
عزف صباحي
عزف صباحي
كلّما أسرجت أحرفي على صهوتها تأتي أنتَ إلى القصيدة..
أنتَ من منحني زبد العمر فبتُّ أرقص على فتنة أمواجك كقصيدة..
وكلّما همستَ لي أحبّكِ تقرع أجراس بنفسجي وتشرق القصيدة..
أنتَ من منحني زبد العمر فبتُّ أرقص على فتنة أمواجك كقصيدة..
وكلّما همستَ لي أحبّكِ تقرع أجراس بنفسجي وتشرق القصيدة..
إني أقتفي أثري من خلف إبتسامتكَ..
شجرتي التي إستحمَت بضوء فجرك بدأت بالحفيف عندما داعبتها ذكورة صباحكَ..
كنجمة سهرت لما بعد الشوق ..كنجمة نسيت أن تنام عندما لاح حضوركَ في الأفق..
و تسلقتني اللهفة ورقصت كرومي
وتفتّح زهر القلب ..نرجساً على مدّ الغياب..
وكلّما شعرت أن فراشات قلبي تعبت ..أوي إلى شجركَ.
شجرتي التي إستحمَت بضوء فجرك بدأت بالحفيف عندما داعبتها ذكورة صباحكَ..
كنجمة سهرت لما بعد الشوق ..كنجمة نسيت أن تنام عندما لاح حضوركَ في الأفق..
و تسلقتني اللهفة ورقصت كرومي
وتفتّح زهر القلب ..نرجساً على مدّ الغياب..
وكلّما شعرت أن فراشات قلبي تعبت ..أوي إلى شجركَ.
(يسرى)
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)