الأربعاء، 13 أبريل 2011

ما تيسّر من سورة الحريّة

دمشق
ما تيسّر من سورة الحريّة
  كنت أعتقد أنّ لحظة الصمت أعظم إن صدقت إلاّ أن تكدّس على أوتار صوتي مئات الشهداء مطالبين بهِ.
السماء تمطر شهداء. والأطفال أصبحوا أرباب سوابق ومطلوبين أمنياً..أكفّهم الصغيرة تصفّق للموت وحناجرهم الغضّة تهتف للحرية ..شلال دماء اَبائهم ينير وجوههم وقلوب أمهاتهم تدفعهم إلى الأمام.
أطفال بلادي تفتّحت سنابلهم قبل الأوان لهذا مواسم الخير ستكون وفيرة ..أعرف أنّ التغني بما سبق لا يعفيني من الإختباء وراء هاماتهم الغضّة وأعرف أن أمطار البكاء التي تعصف بالقلب لا تبرر السكوت الذي أصبح من خيانة وليس من ذهب.
ماذا بعد..
ـ أعلن أنا الموقّع أدناه المقهور..المقتول..الظالم المظلوم..الصامت الباكي ..الميت الحي ..الخانع الشاكي..السميع اللامجيب..الشيطان الأخرس..الحكيم الغبي.. "أعلن ثورتي على ضعفي وإنتفاضتي على قلمي
ـ أعلن توبتي عن صمتي وأصلي تحت أقدام أطفالٍ إختصرت كل الأنبياء وكتبهم بنبوءةٍ أكثر عفّةً وطهراً من كل دعواتهم السماوية".
ـ أعلن أنا المواطن المندس بعبق دماء الشهداء أنني لن أمانع في حبي لوطني لأنني راغبةٌ فيه وبه.
ـ أعلن أنني سأظل أتنفس رغم أنّ في وطني كلّ حيٍّ مطلوب.
ـ أعلن أنّ درعا ستكون الساحة الأولى في موطئ القدم الأول للشهيد الأول والكتاب المقدّس للحالمين العاشقين للحرية.
ـ أعلن أنني أعشق حمص ودوما و اللاذقية و بانياس ودير الزور إلى أن يُشفى جرحاهم ويعود شهداؤهم ويكبُر صغارهم.
وأنتَ أيها الصامت لن يلومك أحد إذا جلست في الزاوية وتأمّلتَ ..المهم أنّك تتأمّل وتتألم.
راقب جيداً كيف تنهار الدوائر لكن لا تتأخر كثيراً لتستطيع على الأقل أن تشارك بإنهيار الدائرة الأخيرة كي لا تعيش بقيّة عمرك تحرقك الحسرة لأنك لم تساهم في صنع الحرية.
شروق احمر
دمشق
11\4\2011

ليست هناك تعليقات: