الاثنين، 5 سبتمبر 2011

قطرة عشقٍ



قطرة عشقٍ
همس: أحبكِ
همست: أحبك كموج البحر
همس: إنتظرتكِ على شاطيء
همست: أنا رملكَ
همس: وأنا مطركِ
همست: يا ندايَ وكل بللي
همس: أحبّكِ كمدى السماء
همست: أتعجّب كيف تتحول سمائي بين يديكَ
إلى قطرة عشقٍ تروي الكون..
يا أنتَ؟
التيمم بكلماتكَ يحيي ويميت فكيفَ الوضوء بمائكَ
......
همس: نسي الله نبي الشعراء في قصيدتنا!
همست: بوجودنا لملم الله أسراره واَياته..لأننا نضاهيه قدسيةً!
همس: نحن يا حبيبتي من نلملم أوراق عشقنا..
وننزلها اَياتٍ مقدسات للعاشقين والعاشقات.
همست:أحبّ كيف أجعلكَ تمطر على مساحاتي
أحبُّ كيف تحدد لي طريقي إليكَ..
وأعشقُ كيف ألقاك من طرقاتٍ مختلفة..ونلتقي.
همس: أحبّكِ روحاً تنطقُ همساً..
ولمسة حنين..
حين تقولينَ أحبّكَ ..
أشعرُ روحي تنبضُ رغبةً.. وجسدي يرتعشُ سمواً
.......
همس: ككمشةِ ترابٍ إلهيّ أنتِ
كخيطٍ من ثوب عيسى..
وحدكِ تمشين بين الأنبياء
يسترقون النظرَ .. ولا تكترثين.
وحدكِ تمشينَ بين أسطر الآيات
سورة النساء أنتِ.. فاتحة أبواب السماء.
همست: رفقاً بي حبيبي لا تهمس هكذا
أخاف أني لن أحدّثَ سواك.
......
همس: إتركِ النبي يعشقك..
إتركيهِ يطوف حول وجهكِ ليسرقَ قبلة.
همست: يا أيها الأول.. يا أيها الآخر
سرقتَ العمر وتستأذنني بسرقة تفاصيلهُ؟
.....
همس: أنتِ جنّة الله العاشقة لربّ يجدل من شَعركِ سنبلةً..
ومن بياضِ روحكِ قصيدة.
همست: يا مكان السر من روحي
أنا التي كلّما مررتَ بي تناثرت سنابلي
وباتت لا تعّد ولا تحصى.
....
همس: لقد جِئتي وحياً..
إلهاً.. رسولاً
كتاباً مقدّساً
تمشينَ بينَ اَياتِه
وجهكِ فاتحته..
وروحكِ النساء .. كل النساء.

....
لم تهمس.. ويمّمَت وجهها نحوه لتتوضّأ!
......
همس: اكتبيني على مساحاتكِ
همست: أكتبكَ حبيبي ..من النهد إلى اللحد
......
همس: لم أكن أعرفُ يوم رسمتُ وجهكِ على طرقاتي
أنّه سيكون قبلتي.
ولم أعرفُ يوم إنحنيتُ لأحضنكِ
أنّ السجود لكِ سيصبحُ وصية إله

....
لم تستطع أن تهمسَ له.. 

وتلاشت روحها ببهاءاته
......
همست: غفا رأسي على صدركَ فهوى بالغياب..
همس: أصحو على صدركِ فيجيء الإله .
                                                                ع \ ي

الأحد، 28 أغسطس 2011

قصيدة مرتبكة

قصيدة مرتبكة
زمرة من كتب ممدّدة
كامرأة على فراش محموم
تطاردُ لهاث البحّار
آتياً من صوب العدم!

كتبٌ تستلقي على ظهرها
بخبث أنثويّ مقصود
و أخرى تتأوّه
ببراعة غانية عطشى
تخاف ليلة شحّ عنيد
يربك رغبة.. يطفئ حمم!

و كتبٌ أخرى
لا تشبه الدّمى
تتثاءب كملاك منهك
أعياه شوق الخطيئة
رائحة التفاح الأحمر
إغراء جنيّة في ثوب مثير
لكنه يقاوم الخطيئة
بصلاة رتيبة
تصيّره ليثا
يهدّئ الشهوات بالزئير!

و كتبٌ خجلى
كعينيّ لحظة التقينا
لحظة اختفينا
في لحظ العيون
في دفء السكون
يومها ..أتذكُر؟ إنهمر المطر!
مطر..مطر..
صاحَ اهربوا
تسكعوا في الشوارع
كالجياع
تعرّوا كزهر اللوز
سأكسيكم ..بالمطر
يومها ..أتذكُر؟ ..سقط المطر

و كتبٌ ثكلى ..
كشفتيّ ..
ساعة افترقنا
فانشقّت الدروب
و زحف الضباب
خلف السحاب
يتبع الهباء
ينشد العدم!
و كتب ثكلى
كشفتيّ
ساعة افترقنا
فاعتصم الحمام
في رحم السلام
عبثا
لا صوت للحمام
كلّ الصوت للقدر
كلّ الجور للقدر
أهطل يا مطر
يا أغنية الجياع
تلوح في الأفق شريدة
أهطل يا مطر
شاركني المصيبة
كآبتي في أرض غريبة
وطنا كان بحّاري
على صدره غفوت
فانشقّ الجماد
من لحده الصخري
و قام الرماد
خاصر الجمرات
و صهيل خيول دوى
و شهقة أخيرة
تعلن البداية
عاصفة و خيل و صهيل
ومطر ..مطر ..
أتذكر ؟..يومها سقط المطر

و كتبٌ رمادية كوجعي
قديم جديد وجعي
امتداد للعصور
جسر للعبور
صراع أزمنة
أنين لا يبور!
رماديّ اللون يا وجعي
و رؤيتي ضعيفة..
حواسي تتآكل
مذ رحل البحّار
يجمع المحار
في مرايا الماء!

زمرة من كتب ممدّدة
مبعثرة كالرياح الهاربات
أتعثر بها في ليلي
تملء غرفتي السوداء
فأهرب منّي إليها
و أعود جريحة
مصلوبة
على خشبة الكلمة
فكلّ الكلمات أنت
و كلّ القصص أنت
و كلّ الروايات أسطورتنا
رحماك أيّها الأدب!
دانا تقي))                                                       

السبت، 27 أغسطس 2011

لقاء ـ أميمة الخليل

ِلقاء  ـ أميمة الخليل
مداها الأفق وصوتها المدى ..
 يخجل الوتر من عذوبة صوتها فتحتويه وتشدو

حوار يسرى عقيلي
@أعرف أن السؤال عن تجربتك مع مارسيل خليفة أصبح ممّلاً، أو الأصح متعباً. لكن من أدمن الوفاء مكتوب عليه أن يتعب لهذا أسألك:  كنت غيمةً ممطرةً في سماء مارسيل خليفة هل تتوقين لسماء لك وحدك؟
     مع مارسيل أنا أحلّق في سمائه وبحريّة كبيرة وقناعة أكبر. أما منفردةً فالمساحة أكبر هي مساحة حضور صوتي إن على خشبة المسرح أو في التسجيلات، فلا أتقاسم هذه المساحة مع صوت اَخر لأ أكثر ولا أقل. إذن السماء سمائي منفردة أو بصحبة مارسيل العزيز.
@سؤالي السابق فرض نفسه بعدما سمعتك في دار الأوبرا السورية(في ذاكرتي). كنت  تستحقين هذا الحفل الخاص بك لأنّك مع مارسيل كنت صدى أغانيه أمّا بدونه كنت الأغنية بكل أصدائها هكذا أحسسناك أمّا ماذا أحسست أنت فهذا ما أنتظر إجابته ؟
   أنا جزء من مشروع مارسيل خليفة الفني والثقافي وبالتالي لي حضوري معه ضمن رؤية شاملة لهذا المشروع تتمّمه عناصر عدّة ومكونات متنوعة في الأداء، ولكن في حفلاتي المنفردة أقدّم نفسي بالإضافة لرؤية مارسيل نفسه بإطار ومفهوم عملت على إنشائه مع موسيقيين اَخرين منهم هاني سبليني وعبود السعدي وعبدالله المصري وبول سالم، وشعراء اَخرين منهم محمد العبدالله وجرمانوس ونزار الهندي وعبيدو باشا وزاهي وهبي. وبطبيعة الحال الأمر يفرض نفسه في حفلاتي كوني مسؤولة كل المسؤولية عنها وعن صدى  أغنياتي وبكل تفاصيلها. وفي نهاية الأمر أستمتع بعملي إستمتاعاً حقيقياً غير مرفق بالحسابات والمعادلات المرهقة، والتي لا توصل إلى مكانٍ مرجوٍ. هذه أنا وهذه طبيعتي أما كيف يصل إلى المتلقي فهذا يتعلّق بالمتلقي نفسه ولا أدّعي اليقين بما يحسّ هذا المتلقي عندما يشاهد هذا العرض الذي أقدمه ولا أجزم بمعرفتي إلى أين سأصل به.
 @ ألقيتِ عباءة اللحن عنكِ وغنيّتِ في حفلة دمشق أغنيةً عاريةً إلّا من صوتك. أعرف أنّك لست بحاحة إلى إثبات عذوبة صوتك لكن هل أردت أن تثبتي أنّ سكوت  الموسيقى يفضح عورات أصواتهم ويلبس صوتك بهاء المدى الحر ؟
   اللحن هو ما يحملني على الغناء وبحريّة ضمن خطوطه الواضحة. تعبيري أيضاً في غناء اللحن أيضاً حر وواضح في كثافته الحسيّة. هذا التعبير يكون كافياً أحياناً وأحياناً أُخرى أرى أنّه يحتاجها لإكتمالها، وهذا يرتبط بطبيعة اللحن أو المقطوعة بالنسبة لي أفضّل غناء الـAcappela بدون اَلات موسيقية، لا لعرض العضلات أبداً، فبرأيي كل من لديه صوت قوي قادر على الأداء المنفرد إنّما أنا أميل لهذا النوع من التعبير الفني الذي هو أقرب ما يكون إلى طبيعتي. فالهدوء والتعبير الموغل في العمق .. عمق الحس الإنساني البعيد عن بهورة العضلات والقشور هما عنصران أساسيّان في تركيبة هذا النوع من التعبير.
  @الإلتزام موجع وقد كبّرك قبل أوانك. أعرف أنّك لست نادمة لكنّي أعرف أنّه حصرك بالنخبة. هل تأخّرت حتى تداركت ذلك ؟ وهل لوجود هاني سبليني فضلٌ بذلك ؟
   الإلتزام واحد من عدّة مكوّنات لشخصيتي. عندما كنت طفلة ولاحقاً مراهقة تعمل مع فنان جاد وجد فيها ما يكفي من الجديّة ليثق بها و يحمّل صوتها موسيقاه لتشاركه في أدائها بطبيعتي جديّة..لاهية أحياناً لكن في حدود حياتي الخاصة أمّا فيما يخص فني فالموضوع ليس موضوع هزل ولهو إنّه ممتع بجديته والتسلية لها أوقاتها وأمكنتها. وإذا كانت النخبة هي من تقدّس الفن بإحترامه وتحديثه بما يحمل من قيّم إنسانية موّحدة للبشر فليكن. أنا مع  هذه الفكرة عن الفن وكيّفية تقديمه للناس.  هاني يشاركني هذه الرؤية للفن وما حققناه معاً حتى الآن يجيب عن هذا السؤال. فالموسيقى فضاء رحب نريد أن ننهل منه ما إستطعنا لإغناء حياتنا وتجاربنا الموسيقية، وهنا لا نستبعد أيّ نوع من أنواع الموسيقى أو الإيقاعات .. إيقاعات الحياة ولكننا نطوّعها بما يتلاءم مع أفكارنا وتعبيرنا وطريقة عرضنا إيّاها.  بالنهاية الإلتزام غني ومحاولة حقيقية وجادّة لمعرفة كينونة الإنسان الآخر وفهمها واحترامها هذا ما قصدته.
 @ أصبح لكل حزب في لبنان مغنون ولكل طائفة عازفون وما يجمعهم واحدٌ وهو الثورة حتى النصر على بعضهم البعض. أميمة الخليل لمن تغنين ؟ وكيف ستغيّرين ذاك التحزّب حتى في الغناء والموسيقى ؟
  لا أحبّ التعصّب مهما كان ولا حتى بالموسيقى، وليس فقط بالسياسة والأديان. ما أفعله هو التعاطي بهدوء وتفهم لخوف أي إنسان يجهل فكرة أو طريقة إعطاء الآخر فرصة للتعبير عن نفسه، فلا يجد سبيلاً إلّا التعصّب، وبالتالي أغني لكل أنواع البشر الذين يتشابهون أينما وجدوا مع إختلاف حضاراتهم. طبعاً بإستثناء سياسيّ ما يُسمى الدولة اليهودية الذين أعتبرهم من كوكب غير كوكب البشر.  فالقيم الإنسانية خطوطها العريضة(فاقعة الوضوح)أغني لكل من يلتزم في حياته هذه القيم ويتعاطى مع الآخر على اساسها. لست ممن يتوهمون القدرة على التغيير. أنا أعمل وأقدّم نفسي ضمن هذه المفاهيم ،وما تسمعونه أو ترونه عني هو إنعكاس هذا العمل أو هذا المفهوم، وإن كنت قدوة كفنانة هذا شيء يفرحني طبعاً، لكني لا أتحرك بهاجس أن أكون قدوة للغير.
 @ أميمة الخليل هل هناك أمل ؟؟؟
    طبعاً الأمل موجود دائماً طالما أنّ هناك أمهات متنورات يربين أجيالهن على الخير وحب الوطن ورفض الذل. وطالما أنّ هناك مثقفين ينيرون دربنا بالحب والسلام سيظل هناك يوم جديد اَتٍ.

الجمعة، 26 أغسطس 2011

قصيدتكما كل مرة /إلى ضياء وسامر

 

 

قصيدتكما كل مرة /إلى ضياء وسامر

يحفزني ألم في قصيدة
لأسأل :
هل يلتهم الحبُّ قلوب العاشقين
كما العقرب الأم ،
تقدم لحمها وجبةً لصغارها ؟
هل يصبح العاشقون أهدافاً
لقناص ماهر كان عاطلاً عن العمل ؟
هل يحزن الله لأمرهم
أم أنه حين يرفعون رؤوسهم الى السماء
يشير بسبابته إلى اليافطة مذّكراً :
نهاياتُكم لا تُرد ولا تُبدل
وانتظروا ثلاث حيوات لتشفوا !
وها نحن الآن ننتظر ،
نفّرغ احشاء ثلاجة الطعام في احشائنا
ونضغط على أزرار الريموت كونترول
كمن يضغط على الزناد
ونغتسل بمياه حارة كالجحيم
لعلّنا نحترق ..
وها نحن ننتظر في حانة
صديقاً سعيداً يبتسم كأبله
يسألنا مئة مرة ،كيف الحال
فنقسم بأننا لن نرى وجهه ثانيةً
في كل مرة ...
و في المكتب ننتظر
نشوّه الحكمة الهندية
"إعمل كأنك تلعب " 
ونكتب رسالة استقالتنا
كلّ مرة ..
وحين نفتح باب منزل في انتظارنا
في المساء
يغشو عيوننا بياض متسخ
بسبب شجاراتنا كل صباح
ونرغب لو نعود أدراجنا
كلّ مرة ...
وها نحن ننتظر في السرير
نعدُّ "نجوم الظهر" في الليل
ونسأل :
هل سنشفى من الألم
ام أن حيوات ثلاث
مرت ككل مرة دون ان ننتبه؟ 


(هيفاء راضي)











الأربعاء، 24 أغسطس 2011

خمرة اللقاء




              خمرة اللقاء



 أتهجّد بإسمكَ وأستغفرُ صدود الزمن
فأسبّح لإقترابه وأصلي لدنو المسافة
ثم أنوي صيام عمرٍ من ربيع كي تحلّقَ في شتائي.
***
على صدرِ إفتقادكَ..أعانقني
وأبحثُ عن الهدوء في وجنتي صدركَ
أئن تحت خط الغياب منذُ هبوبكَ بي مطلعُ الحب الفائت.
....
أعشاش شموسي ترتوي من ماء نهركَ
والمطر ينحاز لإغتسال حرائقها..
ترى كم قمراً ستمنحني إبتسامتكَ؟؟
كرعشةِ عشقٍ..كنورس في جعبته عشبة الخلود
مبحوحة الإيقاع عند نحيب مإذنةِ الشوق
على تخوم خمرةِ اللقاء أصلي كي نبقى
....
أيها الغافي على قلبي..
كيف إستطعنا أن نخترعَ
حبّاً من التوّ البعيد؟!
يا كلّ حبي وهمسي..
يكتبكَ حرفي ويأخذكَ حيث ولّى.
(يسرى)




الأربعاء، 17 أغسطس 2011

لولا الشعر لماتت الآلهة





                                              لولا الشعر لماتت الآلهة



يا للحزن الذي لا يغادرنا
كـمحطة دائمة..
الحزن لا يستبق مجيئه بتذكرة
ولا يتأخر أبدا..

الحزن الذي يجعلنا جميلين في حياة بشعة
يتركنا ننوء تحت صخرة
ونكتب قصيدة ذابلة
يعلقها على الباب
ويمضي..

الحزن الذي لا يملك أجنحة
يتسلقنا مثل عشب المقبرة
مثل عفن خبز الفقير
مثل دماء الشهداء على ملابس أحبتهم..

الحزن..
الحزن
هو كل ما نهرب منه
وكل ما نقع فيه..

الحزن الذي يكره الفرح فلا نعود نعرفه
حاضرا أم غائبا..
ودائما في المقعد المجاور
الرفيق الذي لا يبادلنا التحية
الرفيق الذي نرمقه بنظرة
نلقيها على غلاف الكتاب الذي يقرأ
ونبتسم لبلاهة ما يقرأ..

الحزن..
يجبرنا أن نكون سكيرين وشعراء..
يا للحزن أن نكون شعراء
يا للحزن الذي لم يغادرنا
فأصبحنا شعراء..


(مريم عبدالله)