الجمعة، 17 أغسطس 2012

السوري الأجمل





السوري الأجمل

  لم تكن بلادك رحيمة معك. حملت تعبك من ضواحي مدن السلطان المسروقة من خبزك وأحلامك، ومشيت عارياً إلا من كرامتك نحو بلاد مأزومة أفسدتها الكتب السماوية وصغار جلادك.
***
  لقد سرق سلطان الزمان في الشام  تعبك أيها السوري الجميل. حقول قمحك تحرثها صواريخ عامود الأبد.. وفي بلاد الأ رز المريضة يقتلونك بشظايا حقدهم الاعمى.
***
 أيها السوري الحزين.. لا تحقد علينا. قالوا لنا أن لا وجود لك. لم نكن نعلم أن في بلادك فقراء يبحثون عن الخبز.
 أيها السوري الحزين.. لا تحقد علينا. قالوا لنا أنك مؤامرة كونية. فخطفناك من خلف عربة التفاح.. ومن حقولنا.
***
 أيها السوري الجميل.. سلطان الزمان قتلك وقتلنا.
أيها السوري الجميل.. سلطان الزمان قتل حلمك وحلمنا فحطم قيود عنصريتنا وجشعنا وفساد اولاد جلادك.
**
أيها السوري الأسمر .. لا تكن مثلنا.  صلاتك في بساتين الشوك لا يعرفها لصوص الله هنا.
أيها السوري الأسمر.. لا تكن مثلنا. سجادة صلاتك قمح جوعنا.

(عفيف)






الخميس، 9 أغسطس 2012

دعما للانتفاضة السورية




                                    بيان من  الامين وفحص دعما للانتفاضة السورية

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
   إننا نحن الموقعَيْنِ المعروفَيْن أدناه محمد حسن الأمين وهاني فحص ، المعروفين للقاصي والداني شكلاً ومضموناً ونهجاً وسيرة .. واختياراً نهائياً للاعتدال والتوسط والنسبية والتسوية .. انسجاماً مع مكوناتنا وخياراتنا الإيمانية والإنسانية والوطنية وا

لعربية ، وانتمائنا الاسلامي العام ، الذي لم نشعر مرة أننا مضطرون ولا طلب منا احد ، أن نتنصل من خصوصيتنا الشيعية من أجله ، وكنا دائماً على يقين انه لا يناسب التشيع أن نجافي روحية الاسلام التوحيدية الوحدوية ومترتباتها الفقهية القائمة على القبول المتبادل وتصحيح المسالك المختلفة في الفضاء الاسلامي الرحب والجامع ، وتواصلاً مع موروثنا الشيعي في مقارعة الظالمين ، أياً كانوا ، ونصرة المظلوم أياً وأينما كان ، والتزاماً منا بموجبات موقعنا الديني المنتقص من دون أن ينقص ، بالقوة والجمهرة والكلام التعبوي اليومي والزبائنية السياسية والعلاقة الريعية ، وحرصاً منا على دورنا الفكري الشيعي الاسلامي العربي والتنويري الذي لا ينكره الا مكابر أو غوغائي .. وتجسيداً لميلنا المعروف الى الاعتراض الجهير على الخطأ ، مهما يكن مرتكبه قريباً أو بعيداً .. وجلاءً لاختيارنا للوقوف المشهور في الزمن الصعب ، الوقوف الى جانب المقاومين للاحتلال الصهيوني لفلسطين ولبنان ، وضد الاحتلالات الوطنية ، التي استخدمت فلسطين والعروبة والممانعة ضد شعوبها فقط ..
ومن دون تفريق بين ظالم وظالم ومستبد ومستبد وشعب وشعب .. ندعو أهلنا الى الانسجام مع أنفسهم في تأييد الانتفاضات العربية والإطمئنان اليها والخوف العقلاني الأخوي عليها .. وخاصة الانتفاضة السورية المحقة والمنتصرة بإذن الله والمطالبة بالاستمرار وعدم الالتفات الى الدعوات المشبوهة بالتنازل من أجل تسوية جائرة في حق الشعب السوري ومناضليه وشهدائه مع ما يجب ويلزم ويحسن ويليق بنا وبالشعب السوري الشاهد الشهيد من الغضب والحزن والوجع والدعم والرجاء والدعاء ، أن يتوقف هذا الفتك الذريع بالوطن السوري والمواطن السوري .. وبنا في المحصلة قطعاً .. لأن من أهم ضمانات سلام مستقبلنا في لبنان أن تكون سوريا مستقرة وحرة تحكمها دولة ديموقراطية تعددية وجامعة وعصرية .
إننا نفصح بلا غموض أو عدوانية عن موقفنا المناصر غير المتردد للانتفاضة السورية ، كما ناصرنا الثورة الفلسطينية والإيرانية والمصرية والتونسية واليمنية والليبية ، وتعاطفنا مع التيار الإصلاحي والحركة الشعبية المعارضة في إيران وحركة المطالبة الإصلاحية في البحرين وموريتانيا والسودان .. مع استعدادنا لمناصرة أي حركة شعبية ضد أي نظام لا يسارع الى الإصلاح العميق تفادياً للثورة عليه وإسقاطه .. لقد زهق الباطل الذي كان دائماً زهوقاً ، أما إحقاق الحق فطريقه طويل ومعقد ومتعرج ، وفيه كمائن ومطبات كثيرة ، ويحتاج الى صبر وحكمة ويقظة وحراسة لدم الشهداء ، حتى لا يسطو عليها خفافيش الليل وقطعان الكواسر .. ويحتاج الى شفافية وحوار وود ونقد .. ولن نبخل بالود الخالص والنقد المخلص .. آتين الى الحق والحقيقة والنضال والشهادة من ذاكرتنا الاسلامية النقية ومن رجائنا بالله ومن كربلاء الشهادة التي تجمع الموحدين وتبرأ الى الله من الظالمين .

الجمعة، 27 يوليو 2012

النزوح الدمشقي 2







              بين الفقراء وأهل السلطة والمال

عفيف دياب


تتعدّد حكايات النزوح السوري إلى لبنان. للفقراء مطارحهم وحكاياتهم المحزنة، وللأغنياء فنادقهم وشققهم وحكاياتهم غير الأنيقة. وجهان لصراع تراكم صمته إلى أن بكته دمشق دماً في قصة نزوح أهلها نحو بلاد مأزومة نأت بنفسها عن مساعدتهم
*****
دموع ليلى ق. الدمشقية وهي تروي قصة هروبها من حي المزرعة الراقي في العاصمة السورية، لا تسمح لمحاورها بأن يطرح عليها سؤالاً واحداً عن أحوال الشام. تجلس السيدة فوق حقيبة عند معبر المصنع الحدودي قرب والدها العاجز عن المشي. يتوسل الأخير، المستند إلى عكازه، ابنته أن تكف عن البكاء. تتدخل شقيقتها منى، وتأخذ المبادرة لتوجز باختصار سبب نزوح العائلة من حي المزرعة العريق في دمشق الى بيروت.
«لا يحدث شيء عندنا في الحي، لكننا قررنا المجيء الى بيروت تحسباً» تقول، وتعود لتنتظر مع شقيقتيها ووالدهن وخادمة فيلبينية سيارة الأجرة اللبنانية التي ستقلّهم من المصنع إلى بيروت. تقصّ منى حكاية دمشقية لا تشبه حكايات فقراء دمشق في أحياء كفرسوسة والميدان والقدم والقابون والسيدة زينب وغيرها من مناطق التوتر. تقول إنه لا شيء يحدث في دمشق: «بس جايين كرمال نرتاح شوي ببيروت حتى عيد الفطر». وتضيف: «عادي ما في شي... متل ما عم تسمعوا». وتختم: «في مشاكل بالأحياء التانية. حوادث صغيرة وبتخلص. عنا ما في شي. مرتاحين».
ما لم تقله منى ابنة حي المزرعة في دمشق، ترويه عشرات النسوة في مراكز تجمّعات النازحين السوريين في سهل البقاع. فمنى وليلى وخادمتهما لا تسمح لهن المكانة الاجتماعية بالإقامة في مدرسة، كما فعلت أم سعد مع زوجها وأولادهما الثلاثة بعد رحلة هروب من الأحداث التي وقعت أخيراً في السيدة زينب إلى البقاع الغربي. أم سعد لم تنتظر سيارة أجرة لتقلها إلى منزل في بيروت. لم يكن عندها حرج أن تصعد في شاحنة «بيك ـــ آب» إلى مأوى للنازحين. لم تخف إلا على حياة أولادها ومصيرهم. رسمت مع زوجها خط سير النزوح القسري الى البقاع الأقرب إليهما من أي مكان آخر. يقول أبو سعد، المقيم في غرفة داخل ثانوية المرج الرسمية، إنه سمع نداءات من مكبرات صوت المساجد تطلب من الأهالي مغادرة الحي. ويضيف: «مشينا في البراري حتى وصلنا إلى منطقة في السويداء... نمنا في العراء، ولكن طائرة جاءت وقصفت بالصواريخ موقعاً فهربنا إلى أن وصلنا إلى هنا». يروي أبو سعد حكايات الحزن والموت في أحياء دمشق الفقيرة. وحكايات هروب الناس الى لبنان والسويداء «لم يبق أحد في السيدة زينب. معظم السكان نزحوا بسبب القصف والاشتباكات بين الجيش (النظامي) والجيش الحر»، أمضى خلالها الرجل 3 ايام سوداء في حياته: «ما خلصنا من القصف والموت حتى علقنا على معبر جديدة يابوس». ويضيف «وصلنا الى المصنع اللبناني وفتنا دغري على لبنان». خاتماً حديثه بالقول: «الله ينصر الجيش الحر عمّي».
حكاية أبو سعد وعائلته لا تختلف عن حكاية أحمد م. النازح من حي التضامن الدمشقي إلى البقاع: «خرجت مع زوجتي العراقية وابني من الحي حتى وصلنا إلى طريق المطار الدولي، ومن هناك استقللت سيارة الى جديدة يابوس حتى وصلت إلى المرج في البقاع». يضيف: «عند المصنع رفضوا إدخال زوجتي من دون فيزا، فجاء لبنانيون وتبرّعوا لي بالمال وساعدوني حتى وصلنا الى المدرسة». أما زوجته، فتروي كيف توفي طفلها في حي القدم جراء ضغط انفجار صاروخ. العراقية الهاربة من الموت في بلادها، حصد ابنها في ريف دمشق: «سقط صاروخ على الحارة فمات ابني من الضغط وعمره 4 اشهر». تتابع باكية: «ما صدقت انو هربت من العراق لارتاح حتى وجدت الموت أمامي في الشام».
جار لها في غرفة ثانوية المرج، خليل ع. يحكي بدوره قصة هروبه من بابيلا (ريف دمشق) ليلة الجمعة الماضية مع زوجته وأولاده الأربعة تحت القصف المدفعي المتبادل بين الجيشين النظامي والحر: «ما قدرنا نتحمل القصف فهربنا. بابيلا مدينة أشباح».
عشرات الحكايات عن القتل والموت يرويها النازحون من دمشق إلى البقاع. أكثر من 30 ألف سوري غادروا عاصمتهم وريفها خلال الأيام الماضية إلى البقاع ومختلف المناطق اللبنانية. أصحاب المال الذين اختفوا سريعا في الفنادق والشقق المفروشة لهم حكاياتهم المختلفة. لا تكترث جميلة ابو ح. التي تعرّف عن نفسها بأنها سيدة أعمال، بما يحكى عن شامها «شوية زعران لازم ينقلعوا يفلوا». تضيف من فندق 5 نجوم الذي أقامت فيه في البقاع الأوسط: «كنا مرتاحين وفجأة تغيرت الأحوال. اصطحبت الأولاد وأتينا إلى شتورة لنرتاح قليلاً. زوجي لا يزال في الشام. أمامه الكثير من العمل وهو ليس قادراً على تضييع الوقت وخسارة المال كرمى كم أزعر». سيدة الاعمال الدمشقية لا يعنيها إن سقط نظام الرئيس بشار الأسد أو بقي «مو فرقانة معي. آخر همي. المهم عايشين وما بتعنيني الحرية كثير». تتابع: «زوجي تعب كثيراً حتى نعيش مرتاحين. ولا أخفي أنه استفاد من قربه من النظام، لكن لم يعد يعنيني أمر النظام إن سقط، أو قصف الزعران بالصواريخ ودمّر منازل».
بخلافها، لا تخفي زميلتها في الفندق الحاجة ام محمد التقي خوفها على دمشق وسوريا. تتحدث عن أهمية الاصلاح السياسي والاقتصادي و«شوية حرية للشباب». وتضيف بلهجتها الشامية الجميلة «يعني يا ابني ما فينا نعطي حرية كبيرة لاولادنا.. هادول ما بيعرفوا كيف يشتغلوا. خرّبوا البلد كرمى لشي ما كتير مهم هلق». وتردف وهي تضحك: «الشام كتير حلوة. حرام اللي عم بيصير فيها». السيدة التي تفضل قضاء شهر رمضان بعيدا عن «القصف والرصاص» تؤكد أنها لا تحتاج إلى مساعدة من احد: «رزقنا كبير يا ابني، ونحنا مع النظام بس مع شوية اصلاحات وكل واحد هيك بياخذ حقو».
حكايات فقراء دمشق وأصحاب المال والسلطة، تعرفها الحكومة اللبنانية بكامل تفاصيلها. فالذين نزحوا قسراً من أصحاب المال والسلطة في سوريا لهم صداقات مع وزراء في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، حتى ان بعضهم يقيم في منازل وزراء وشخصيات مقرّبة من الحكومة. أصحاب المال تتحدث عنهم سياراتهم الفارهة وحركة تسوّقهم في شتورة وزحلة. ويمكن للمراقب في سهل البقاع أن يميز بوضوح بين قرب هذا الدمشقي من السلطة ومدى قرب الآخر من الثورة. حيث للفقراء مقار جهزت على عجل لإقاماتهم، وفنادق حجزت مسبقا لأغنياء الشام. وفي هذا الإطار يقول مصدر أمني في البقاع لـ«الأخبار» إن النظام السوري أبلغ جميع المقرّبين منه بوجوب إجلاء عائلاتهم مؤقتا إلى لبنان حتى تنتهي العملية الأمنية. ويضيف إن عشرات السوريين المقيمين في دمشق حجزوا غرفهم في الفنادق اللبنانية مسبقاً، فيما تولت مؤسسات أهلية ومدنية وخيرية مهمة تأمين مأوى للنازحين من أحياء دمشق الفقيرة. ويكشف أن جهازه الأمني رصد وجود شخصيات سورية مرموقة وبارزة في النظام: «وصلت الى البقاع وبيروت وكسروان والمتن خلال الأسبوع الماضي».
العبور السوري الى لبنان عبر بوابة المصنع، الذي تراجع على نحو كبير في الأيام القليلة الماضية، أحصته أجهزة رسمية لبنانية ومؤسسات إغاثة دولية. ويكشف مصدر في الامن العام اللبناني لـ«الأخبار» أن حركة العبور السوري تراجعت نحو لبنان مقارنة بما جرى في الأسبوع الماضي. ويضيف «سُجّلت حركة مغادرة خلال يومي الاحد والاثنين الماضيين، لكنها كانت خجولة». موضحاً أن نسبة مغادرة السوريين لبنان عبر المصنع «لا تتجاوز 10 في المئة ممن دخلوا مؤخراً». لافتا الى عبور 31 الف سوري الاسبوع الماضي.
هذا النزوح من دمشق نحو سهل البقاع والداخل اللبناني، أربك المؤسسات الانسانية الدولية مع تمنّع المؤسسات الرسمية اللبنانية عن متابعة الملف وإجراء إحصاء دقيق وموثق للنازحين الفعليين. ويقول ناشط في مؤسسة دولية لـ«الأخبار» إن فريقه أجرى إحصاءً أولياً أظهر وجود حوالى عشرة آلاف نازح سوري من دمشق وريفها «بحاجة ماسة الى مساعدات وطبابة»، موضحاً أن وزارة الشؤون الاجتماعية «أرسلت فريقاً طبياً عاين بعض الأطفال والمرضى السوريين في البقاعين الاوسط والغربي»، معرباً عن اعتقاده بأن «التوتر الامني في سوريا سيدخل لبنان والمؤسسات الاجتماعية الدولية في أزمة علاقة بسبب سوء التنسيق والمتابعة المشتركة».
سوء التنسيق اللبناني الرسمي في متابعة شؤون النازحين اللبنانيين، فتح الباب واسعاً أمام مؤسسات دينية واجتماعية لبنانية وهيئات بلدية للعمل وفق الإمكانات المتوافرة. يقول رئيس بلدية المرج في البقاع الغربي عماد الشموري إن بلدته استقبلت خلال الأيام الماضية 113 عائلة سورية نازحة من دمشق وريفها، موضحاً أن أكثر من 30 عائلة تقيم في ثانوية البلدة الرسمية، فيما توزعت بقية العائلات على منازل قدمها الأهالي، لافتاً إلى أن أهالي بلدته المرج يقدمون وجبات غذائية يومياً للعائلات النازحة. ويلفت الشموري إلى أن الحكومة اللبنانية لم ترسل أحداً لإجراء إحصاء «وحده الوزير وائل ابو فاعور أرسل أطباء وكميات من الادوية من وزارة الشؤون لمعاينة النازحين المرضى».
ــــــــــــــــــــــــــــــ
 الاخبار ـ العدد ١٧٦٧ الخميس ٢٦ تموز ٢٠١٢

الأحد، 22 يوليو 2012

النزوح الدمشقي





           معبر المصنع الحدودي...

             بوابة نزوحٍ سوري إلى لبنان






السبت، 21 يوليو 2012

حبيب الشرتوني



مقابلة | 

حبيب الشرتوني: قضيتي سياسية وليست قضائية




لا يخاف الشرتوني على المقاومة في لبنان (أرشيف)
 


عفيف دياب

 أطلقت مجموعة من الناشطين اللبنانيين حملة «العدالة لحبيب الشرتوني» كي لا تدخل قضيته في طيّ النسيان ويبقى طريداً وملاحقاً في «زمن حماية عملاء إسرائيل والإفراج عنهم بسيارات وزراء وبدعم سياسي وإعلامي وقضائي». هنا حوار مع الشرتوني يتحدث فيه عن الماضي والحاضر والمستقبل..
*******
حبيب الشرتوني المتهم باغتيال بشير الجميل الذي انتُخب رئيساً للجمهورية تحت الحراب الإسرائيلية صيف 1982، أراد كسر الصمت الذي يلفّ به نفسه منذ سنوات، ولم يخرقه إلا لماماً. منذ أن خرج من سجن رومية إثر سقوط حكومة العماد ميشال عون سنة 1990، يعيش الشرتوني بعيداً عن الظهور الإعلامي والسياسي والحزبي. يمضي أجمل أوقاته مع عائلته، كاتباً وقارئاً ومتابعاً لأدق التفاصيل اللبنانية والعربية ويوميات فلسطين. تحدّث لـ«الأخبار» عن الماضي والحاضر والمستقبل، وعن ملفه الذي نسيه رفاق الدرب وكل المقاومين والمناضلين عمداً أو تجاهلاً أو عن غير قصد. هو لا يخفي أسئلته الواضحة والصريحة والجريئة عن سرّ تجاهل قضيته منذ 30 سنة.
حبيب الشرتوني المقاوم والرافض أن يحوله الرفاق والأصدقاء والمحبون إلى أيقونة أو رمز، لا يجد سوى المقاومة خياراً وحيداً لإحقاق الحق والانتصار على العدو الإسرائيلي وعملائه في الداخل. وهو لا يخفي فرحته حين تسأله عن رأيه في إطلاق الرفاق والأصدقاء من مختلف العقائد والأيديولوجيات والطوائف حملة العدالة له. يقول: «لا يمكن تسميتها حملة دعم؛ لأنه لا جهة رسمية أو حزبية أو طائفة تقف وراءها، كذلك لا يمكن تسميتها «قضيتي»؛ لأنها ليست قضيتي الشخصية في الأصل، بل هي قضية الوطن والمجتمع الذي كان مهدداً بمرحلة أراد العدو فرض شروطه خلالها على المنطقة بأسرها». ويضيف: «هناك مجموعة أصدقاء من الوطنيين وغير الحزبيين، وإلى جانبها بعض الحزبيين الواعين الذين شعروا بأنهم مدينون لعمل حفظَ كرامتهم الوطنية من إذلال المحتل، وقد جمعهم هاجس مشترك عندما رأوا مستقبلاً غامضاً من خلال ما يحصل من أزمات متنوعة وما يواجهونه من صعوبات وطرق مُغلقة ومسدودة ومن تشجيع للخيانة والعمالة». ورأى أن الحملة التي انطلقت «تخدم إحقاق الحق، وتلتزم الأطر التشريعية والقانونية التي قامت على أساسها الدولة اللبنانية».
لكن لماذا تأخر إنجاز ملف حبيب الشرتوني قضائياً، وهل قوى المقاومة والممانعة مقصرة في هذا الأمر؟ يعترض حبيب هنا على تعبير الممانعة ويقول: «لم أستوعبه حتى الآن في مدى امتناعه عن قبول الأمر الواقع، بينما مقاومة هذا الأمر وهذا الواقع هو التعبير الأدقّ والأصح في رفض ما يُفرض علينا». ويضيف معاتباً أن قوى المقاومة «تجاهلت منذ البداية ملفّي ولم تجده عاملاً أساسياً من عوامل انطلاقتها الوطنية ثم الإسلامية بعد عام 1982 الذي شكّل بحكم توقيت الاجتياح خلاله مفصلاً استراتيجياً، فصلَ بين خطة إنهاء المقاومتين اللبنانية والفلسطينية مع إضعاف الموقف السوري، بغية إدخال المنطقة في عصرٍ إسرائيلي غير واضح الحدود ولا المعالم، وبين دحر الاحتلال بعامل الوقت والدخول في عصر قومي كان بإمكانه أن يحصّن جبهات الداخل ويرفع من شأن الجميع، لولا الأخطاء الفادحة التي وقعت ووضعت المنطقة مجدداً في ظل الهجمة عليها أمام حلقة صراع جديدة، مفتوحة على خيارات واحتمالات عدّة». ويسأل: «تخيل لو بقي الاحتلال جاثماً على ثلثي مساحة لبنان مع حتمية إكماله لما بدأه، وبقي بشير الجميّل على سدة رئاسة مطلقة الصلاحيات الدستورية والميدانية». يؤكد أن ملفه «ليس قضائياً على الإطلاق، بل سياسي بامتياز». ويرى أن «التشريعات اللبنانية التي تجيز في ضوء الدستور المساوي بين جميع اللبنانيين وضع القوانين الصحيحة والعادلة، تؤكد أن كل القوى والأطراف التي استفادت من إزاحة بشير واعتلت السلطة والامتيازات، عادت وتنكرت للملف الذي وجب أن يكون وطنياً لا سياسياً أو قضائياً». وقال إن «عدم إدانة العمالة، ولو كانت في أعلى الهرم، عادت وفتحت الباب واسعاً للعملاء الجدد الذين ظهروا بعد انتهاء الحرب. ولولا اغتيال عمالة رأس الهرم لما أحدثت قوانين في لبنان تدين ــ ولو من حيث المبدأ ــ الخيانة والعمالة، ولما تمّ العمل بأي منها». ويؤكد أن ما قام به لجهة «ضرب رأس العمالة في ذاك الوقت، كان ضرباً لمشروع تهويد المنطقة الساعي إلى إقامة إسرائيل الكُبرى ودويلات تيوقراطية سابحة في فلكها»
هل الرفاق في الحزب السوري القومي مقصرون في متابعة قضيتك؟ يرفض حبيب اتهام الرفاق كـ«أفراد» بالتقصير. «الرفقاء كأفراد لا يلامون على أي تقصير حصل معي أو مع ذوي الشهداء أو حتى مع عائلة أنطون سعاده. وهم طوال تاريخ الحزب لم يقصّروا في أداء واجبهم القومي، بالرغم من التضحيات غير المحسوبة التي تحمّلوها». يضيف: «لكن المؤسسة الحزبية التي تمثلهم رسمياً، كانت قد انحرفت تدريجاً عن المبادئ والهدف الذي وضعه الزعيم، حتى عندما كان لا يزال على قيد الحياة. ووفق تركيبة بلادنا السياسية الزاخرة بالاعتبارات والمصالح الفردية، هي المقصّرة بالدرجة الأولى والأخيرة؛ لأنها أمست في نهاية المطاف مؤسسة سياسية تخدم مصالح أفراد، ولا تتوانى في أية مناسبة عن تباهيها ببطولات القوميين وتنكرها في آن واحد لهم وللذين ضحوا طوال تاريخ الحزب حتى لا تضطر إلى الاعتراف بهم أو التعويض جزئياً عليهم». يستطرد قائلاً: «لن تتوانى غداً عن القول إن حبيب الشرتوني ليس هو المجيب عن أسئلتكم، بل هذا المحاور منتحل صفة، فلا وجود لي بالنسبة إليها منذ 1982».
يؤكد الشرتوني أنه غير مقيم في لبنان منذ عام 1990 و«قبله كنت في المعتقل»، و«أنا بعيد عن الساحة اللبنانية منذ 30 عاماً بالرغم من تصريحات آل الجميل الصحافية ومسؤولي الكتائب عن تجوالي بحرية في لبنان واجتيازي الحدود متى شئت، وعن رؤيتهم لي في الأشرفية وما شابه من كلام لا يهدف إلا إلى إثارة النعرات والغرائز التي تقوي الأحزاب الطائفية التي يفترض تسميتها الأحزاب الدموية».
كيف يرى الشرتوني مشاركة القوات اللبنانية اليوم في السلطة؟ يجيب: «صحيح أن بشير (الجميّل) قد أسس القوات (...) وقد تميّزت كوحدات مركزية تابعة للمجلس الحربي عن بقية الميليشيات اللبنانية بحجم التنظيم لديها وبحجم المجازر والجرائم أيضاً التي ارتكبتها في زمن الحرب، لكن عندما انتهى مشروع بشير الجميّل الذي تحوّل إلى مشروع إسرائيلي ـــ أميركي، ولو بتمويل عربي أحياناً، أمسى حزب القوات حزباً لبنانياً بمكوّنات طائفية كمعظم الأحزاب اللبنانية الأخرى، ولم يعد من الجائز اتهامهم إلى الأبد بالعمالة، وخصوصاً بعد أن نبتَ العملاء من كل حدبٍ وصوب، وصارت هناك أحزاب إسلامية تشاركهم توجههم السياسي المؤيد للاستقلالية، لكن تحت راية السياسة الغربية والخليجية بصفة عامة». يشير إلى انتخابات الكورة الأخيرة كمثال على تنظيم القوات اليوم ويقول: «شاهدنا في الأمس مدى دقّة تنظيمهم ومعرفتهم بإدارة اللعبة السياسية والتأثير على المزاج العام، بحيث استطاعوا الفوز في قضاء يُعَدّ شعبياً أو تاريخياً مؤيداً للحزب القومي، فيما تعرّض هذا القضاء في ما مضى ولهذا السبب تحديداً لعدد من اعتداءاتهم مع حلفائهم».
لا يخاف الشرتوني على المقاومة في لبنان. ويقول: «لست قلقاً عليها؛ لأنها متجذرة من ثلاثينيات القرن الماضي تحت أوجه عقائدية متنوعة». يؤكد أن مرحلة بناء الدولة القادرة على خوض الحرب وامتلاك القدرات الكاملة ومقاومة أعداء البلاد والطامعين بها «هي أشد مقاومة، وهذا ممكن لشعب سطّر أعتى البطولات وأعظمها».
يرفض الخوض في تفاصيل عملية اغتيال بشير الجميّل، فهي تحتاج «إلى سرد طويل، ولذلك سأرجئ الحديث عنه إلى وقت لاحق».
إذا عاد بك الزمن إلى الوراء، فهل ستنفذ عملية الاغتيال؟ يجيب: «لن يعود الزمن إلى الوراء، ولست هاوي اغتيالات، لكن اقتضت مني التضحية؛ لأن مصرعه أنقذ البلاد بالرغم من اعتباره عند أقلية قائداً للمقاومة المسيحية، وكأن هناك احتلالاً إسلامياً للمنطقة استوجب قيام هذه المقاومة أو أننا نعيش في القرون المظلمة وسط حروب دينية، لا في ظلّ جمهوريات أو قوميات أو مجتمعات، إنما فقط وسط فئات دينية متناحرة. أو كأنّ المقاومة تقتل الناس على الهوية وتستبيحُ أملاكهم وأعراضهم وتعادي مداورة كل فئات الشعب، بدل أن تدافع عنها. إنها المدرسة الانعزالية التي أخذت مجدها قبل أن تليها زميلتها السلفيّة أو التكفيرية في صناعة الأمجاد، وكلتاهما خطرٌ على مجتمع مؤلف من الأقليات».


عتب على القومي
حبيب الشرتوني عاتب بشدة على الحزب السوري القومي الاجتماعي. يقول: «اعتبرني الحزب منذ 1982 عبئاً عليه وتنكّر لي إلاّ من باب التباهي بالبطولة الآتية هكذا من خلف الضباب والسحاب وعلم الغيب. بينما كان هاجسي حمايته وعدم تعريضه أو تعريض أي فرد من أفراده لأي أذى. ومع الوقت اقتنع الناس أنني فتحت بطولة على حسابي، وهذا التعبير الساخر لسعيد ميرزا». ويتابع: «بعد ثلاثين عاماً من السجن والتعذيب والنفي وخسارة أهلي وأربعة أفراد من عائلتي وكل ما أملك، وعدم تكبيدهم أي خسارة، انزعجَ خاطرهم من تعبير صغير قلت فيه: نفّذت ما طُلب مني تنفيذه!». ويختم: «أنا أعتبر أن فكر أنطون سعاده ملك الإنسانية، ومسألة الوحدة القومية في بلادنا هي مسألة فلسفية واجتماعية تخاطب زمناً لم يأت بعد، ولن تحتاج تلك الوحدة المستقبلية اليهم ولا إلى جميلهم، بل عندما سيقتنع الشعب بها كما اقتنعت شعوب كثيرة، سيحققها من تلقاء إرادته وذاته، لأن هناك مراحل طويلة لا بدّ من اجتيازها قبل ذلك». 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
سياسة
الاخبار ـ العدد ١٧٦٣ السبت ٢١ تموز ٢٠١٢

الأربعاء، 18 يوليو 2012

مقابلة



  المقابلة | سارة بنت طلال 

            سأحارب الفساد في السعودية

عفيف دياب
 

سارة بنت طلال: المواطن السعودي لا نسمع صوته وأنينه من ممارسات غير اخلاقية أو انسانية
■ الانتقاد السري لم يعد يجدي
■ على السعودية أن تدخل عصر الانتخاب
■ اتخذت قراري بمحاربة الفساد

يبدو أن الأميرة السعودية، سارة بنت طلال بن عبد العزيز، التي طلبت أخيراً اللجوء إلى بريطانيا، قد قررت الانتقال إلى صفوف المعارضة العلنية، مطالبةً السلطات بالإصلاح، ومعلنةً احتمال تأسيس جمعية أو تيار


******
 تصرّ الأميرة السعودية، سارة بنت طلال بن عبد العزيز آل سعود، على موقفها الرافض لمحاولات ثنيها عن قرارها طلب اللجوء السياسي إلى بريطانيا. وجددت تأكيدها، في حوار أجرته معها «الأخبار»، رفضها المساومة على مطلبها بمحاسبة الفاسدين في المملكة ولا سيما في الديوان الملكي وعلى رأسهم رئيس الديوان خالد التويجري، ومحاسبة الفاسدين في الجهاز الدبلوماسي للمملكة وفي القضاء الشرعي. وأكدت أنها ترفض «التخلي عن طلب اللجوء السياسي مقابل اعادة منحها جواز السفر السعودي» بقولها «يريدون الحل فأنا موافقة، ولكن أن يكون شاملاً، وتبدأ عملية محاسبة الفاسدين في أجهزة الدولة فعلاً لا قولاً». وأضافت «الشعب السعودي يريد محاسبة كل من أساء اليه، وأنا اتخذت قراري بمحاربة الفساد في المملكة ولا تراجع عن هذا القرار»، مشيرةً إلى أن هناك فئات واسعة من الشعب السعودي تدعمها معنوياً في معركتها ضد الفاسدين والمفسدين في مؤسسات الدولة.
الأميرة السعودية، التي نفت أن تكون قد غادرت منزلها في العاصمة البريطانية كما أشيع، لفتت إلى أن معركتها ضد الفساد والمفسدين «ليست مرتبطة بما جرى في قضايا الميراث العائلي الخاص بي، وإنما الأمر منفصل تماماً عن هذه القضية ولا علاقة له بطلب اللجوء السياسي في بريطانيا». وأضافت «أرفض التخلي عن طلب اللجوء السياسي مقابل منحي جواز سفر دبلوماسياً»، معلنةً أنها تدرس تأسيس جمعية أو تيار يدير معركة محاربة الفساد والمفسدين في المملكة السعودية. وقالت «أنا من العائلة الملكية وتعرضت لكثير من المضايقات من قبل متنفذين وفاسدين في مؤسسات الدولة»، وأضافت «إذا أنا تعرضت لأفعال كهذه مسيئة لحياتي الانسانية والاجتماعية، فكيف حال المواطن السعودي الذي لا نسمع صوته وأنينه من ممارسات غير اخلاقية أو انسانية؟».
وبعدما شددت على أن «السعودية بحاجة ماسة إلى بدء عملية محاسبة القضاء الفاسد، وطرد القضاة الفاسدين»، أكدت أن واجبها الوطني تجاه بلادها وأمتها «يحتم عليّ أن أبادر إلى العمل في القضايا الحقوقية والاجتماعية والثقافية لخدمة الشعب السعودي وحريته». وأوضحت أن «هناك استحالة في اعطاء نتائج مرجوة اذا بقي انتقادنا سرياً أو في الغرف المغلقة». وأضافت «الانتقاد السري غير العلني يعطي ملاذاً آمناً للفاسدين للاستمرار في أفعالهم السيئة على حساب الوطن والمواطن الذي يتضرر من هذه القوى الخفية الفاسدة التي تعوق التنمية والتطور في بلادي». وأكدت أنها تؤمن بما «أجمع البشر على احترامه وهو العدل والحرية وحفظ الكرامة الانسانية واستقلال القضاء والشفافية في المحاسبة والمشاركة الشعبية في بناء الدولة ومؤسساتها». وأضافت «أؤمن بكل يقين أن الدين الإسلامي فيه منظومة كاملة تحمي هذه المبادئ وتضمن تحقيقها ولكن بشرط أن يجتهد الجميع حكاماً ومحكومين في الأخذ بتعليمات هذه التشريعات التي تضمن تحقيقها ولا يكتفي بزعم تطبيق الشرع بالشعارات».
وتمنت الأميرة سارة على القيادة السياسية في السعودية أن «تعمل فعلياً على استقلال القضاء وفرض سلطته على كل شؤون الدولة»، مشددةً على أن «العدل لا يمكن تحقيقه إلا بذلك». وأضافت «لكي يكتمل هذا المدخل للعدل، لا بد من حل أكثر الملفات سخونة في البلد وهو ملف المعتقلين السياسيين وغير السياسيين». وأعربت عن اعتقادها بأن «أفضل حل لمشكلة المعتقلين هو تطبيق نظام الإجراءات الجزائية»، مبديةً استغرابها «كيف تقره الدولة ويوقع الملك على اعتباره نظاماً ولا يطبق على المعتقلين». وقالت «لقد أخبرني من اطلع على النظام (الاجراءات الاحترازية) أنه جمع بين عدالة الإسلام والتجربة البشرية المفيدة في ضمان حقوق الناس. ولهذا لا أرى أحداً يعترض على تطبيقه على كل المعتقلين مهما كانت اسباب اعتقالهم وفي مقدمتهم من يعتقد أنهم معتقلو الرأي».
ومن بين المطالب الاضافية التي تحدثت عنها الأميرة السعودية، التي ترفض القول إنها انشقت عن العائلة المالكة، المزيد من حرية التعبير في السعودية، وتخفيف قبضة الدولة على الإعلام تدريجياً إلى أن يصبح الإعلام مستقلا كله عن الدولة. وقالت «لا يوجد في العالم حرية مطلقة، وبالتالي فإنني أذكر بأن هذه الحرية يجب أن تكون تحت مظلة القضاء السعودي المستقل الذي ينظمها وينظر في من يخالف بحيادية بدل تركها لمزاجية بعض القضاة الذين يحكمون إما وفق أهوائهم الشخصة أو بتوجيهات سياسية». كذلك شددت سارة على أهمية «حرية إنشاء الجمعيات والمؤسسات الحقوقية والخيرية وغيرها من النشاطات المدنية السلمية التي تشكل بمجملها المجتمع المدني التنموي الذي يدل على الرقي والتطور الحضاري في الدول».
وأكدت سارة بنت طلال أن القضاء على الفساد الاداري في السعودية «يحتاج أولاً إلى الشفافية واطلاع الشعب السعودي على الحقائق الاقتصادية والسياسية والتنموية، وتمكين المواطن من معرفة المعلومة التي يريدها عن وطنه بكل حرية وشفافية». وحذرت من أن «اخفاء الفساد وحماية الفاسدين يعطلان العملية التنموية بشكل كامل لعشرات السنين»، مؤكدةً أن السعودية تمتلك «مقومات لنهضة تنموية جبارة ولا ينقصنا أي أمر سوى التنمية البشرية وتوفير ما يحقق للشعب السعودي تطلعاته من خلال الاستفادة من عوائد النفط بشكل ممنهج وواضح لا استغلال فيه او تضيع الاموال على مشاريع وهمية». وفي السياق، طالبت «بجهاز محاسبة مستقل يشرف على صناديق المشاريع الحقيقية».
وشددت على أن «إنشاء جهات مستقلة تعمل على الرقابة والمحاسبة لا يحصل إلا بمشاركة كاملة من خلال تشكيل هيئات المجتمع المدني حيث تصل للمسؤولية من خلال إحدى وسائل الانتخاب التي تناسب واقع المملكة وطبيعة مجتمعها». وأكدت أن «المجتمع السعودي يتمتع بديناميكية رائعة. وهو مواكب لمتغيرات العصر بشكل يدعو الى الاعجاب ولا ينقصه الا اتخاذ القرار السياسي»، داعيةً إلى «تأسيس مجلس شورى أو مجالس مناطق سعودية منتخبة أو لجان منتخبة». وقالت «على السعودية أن تدخل في عصر الانتخاب، وأن نقبل جميعنا بمبدأ الانتخاب واختيار مجالس تمثيلنا أولاً، ثم نحدد التفاصيل لاحقاً». وأكدت أنه «إذا حققنا الحرية والعدالة والمشاركة السياسية والشفافية والمحاسبة في السعودية، فسوف نحقق التنمية الصحيحة ونستطيع حل مشاكل البطالة والفقر وغيرها من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والتحديات الوطنية».


أوضحت سارة بنت طلال أنها تستمر في تواصلها مع قيادات في السعودية، من دون أن تذكر ما إذا كان الملك عبد الله بن عبد العزيز من بينهم. وأضافت «يتقبلون الانتقاد الذي أقوله، وقد اوصلت من خلالهم أن استغلال النفوذ في مؤسسات المملكة ليس قوة وإنما هو ضعف وعمل جبان وقلة حيلة». 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عربيات
جريدة الاخبار ـ العدد ١٧٦٠ الاربعاء ١٨ تموز ٢٠١٢

الثلاثاء، 10 يوليو 2012

زحلة




زحلة: رقص سياسي على إيقاع طبول الانتخابات



غزل مستقبلي لإلياس سكاف (أرشيف)
 عفيف دياب
تتخبّط القوى والشخصيات الحزبية والسياسية والمالية في زحلة في رسم مسار تحضيراتها للانتخابات النيابية المقبلة. خلافات واختلافات سياسية وغزل مباح وآخر «محرّم»، زادت الأمور تعقيداً في عروس البقاع التي تقرع طبول حربها الانتخابية
تعددت أشكال الزيارات السياسية لعروس البقاع وأهدافها أواخر الشهر الماضي. ضاعت «الطاسة» عند الجمهور الذي لم يخرج بعد من قراءة أسباب هذه الزيارات، وسر الصراع على المدينة ومنطقتها. سرّ تحول الى أحجية تعددت حوارات فك ألغازها، لكنها لم تزدها إلا تعقيداً. زحلة المأزومة سياسياً اليوم، أدخلت كل الاطراف الفاعلة على ارضها في عنق الزجاجة. الإرباك سمة واضحة عند الجميع.
فلا النائب ميشال عون استطاع «ترييح» اجواء المدينة وحسم خياراته الانتخابية التي كانت منتظرة منه، إذ لم يكن متوقعاً أن يقصر هدف زيارته على التحذير من تبعات سقوط النظام السوري. أما رئيس حزب الكتائب أمين الجميل، فلم ينجح في تبديد الغيوم السوداء وإخراج حزبه وجمهوره من المواقف المتنوعة. ولا قائد القوات اللبنانية سمير جعجع حقق ما يريده في المدينة، بسبب تواصله معها من بعيد، وعبر ممثلين لم ينجحوا في تنفيذ أجندته الزحلاوية، كما أن ابن المدينة، رئيس الكتلة الشعبية الياس سكاف، لم يستطع حسم خياراته نهائياً مع 8 أو 14 آذار او في الوسط، ولا الوزير نقولا فتوش يمكنه فتح نقاش حقيقي وصريح مع جمهوره حول سر تحولاته السياسية السريعة والمتناقضة، فيما وضع حزب الله وحركة أمل ليس أفضل حالاً، إذ إنه لا يمكنهما التدخل في ترتيبات البيت السياسي الزحلاوي، لحسابات جد طائفية. وهما وضعا في عقلهما الباطن خطاً أحمر يمنعهما من التدخل الإيجابي الواضح والصريح. حالهما كحال تيار المستقبل، العاجز عن دخول بيوتات زحلة ليقول كلمته غير المسموعة أصلاً في هذه الايام، وضياعه بين الطموح إلى التحالف مع سكاف، أو الاستمرار في «الحلف المقدس» مع القوات اللبنانية.
سكاف وخياره
قوس قزح زحلة هذا، المربك بألوانه السياسية للجميع، استوجب من بعض القوى الحزبية وضع تصورات للمرحلة المقبلة، لتضع الأحجار الأساس لبناء تحالفات انتخابية. وتبرز هنا قراءات الياس سكاف، الذي يتفرج عن بعد على حركة زوار المدينة، ومدى تأثيرها على القواعد الشعبية. وخلصت قراءة سكاف الأولية الى أن افضل السبل لاستعادة موقع تياره النيابي تكون عبر الاستقلالية في اتخاذ القرار الانتخابي المحلي، والوقوف على مسافة واحدة من الجميع، حتى لو أدى ذلك الى «زعل» بعض الأصدقاء والحلفاء. ويكشف سكافيون أن «الكتلة الشعبية» حسمت، حتى الآن، خيارها «المستقل في نسج علاقات تحالفية انتخابية لا تشبه تلك التي حصلت عام 2005، ولا اعادة استنساخ تحالف 2009». ويوضح هؤلاء أن «افضل» ما يمكن فعله اليوم هو «بناء تحالف انتخابي يحاكي مطالب زحليين يفضلون استعادة القرار النيابي الى المدينة». ويؤكدون ان سكاف «قطع شوطاً كبيراً في رسم صورة تحالفاته الانتخابية المفترضة حتى الآن». يلفت مقربون من سكاف الى ان رئيس الكتلة الشعبية أنجز مشاوراته مع قواعده الشعبية في زحلة والبقاع الأوسط، وانه وضع تصوره لشكل تحالفاته ومضمونها، و«لن يعلنها قبل أوانها». ويكشفون أن سكاف التقى جمعاً «لا بأس به من قواعده الشعبية في سعدنايل ومجدل عنجر وبرالياس وقب الياس وجديتا ومن أحياء زحلة، طالبه بالاستمرار في خطه الانتخابي المستقل».
«ضغوط القواعد الشعبية» على سكاف للابتعاد عن تحالفاته الانتخابية السابقة، يتابعها التيار الوطني الحر عن بعد، ومن دون اكتراث أحياناً. فالعونيون في زحلة لا «يستحبون» اعادة التحالف مع سكاف، الذي ذهب، في نظرهم، بعيداً في خياراته السياسية، ولا يمكن الرهان على اعادة بناء علاقة حتى لو كانت انتخابية مرحلية. ويوضح مسؤولون في التيار العوني في المدينة أن التحالف الانتخابي مع سكاف «أصبح معقّداً اكثر بعد زيارة الجنرال الى المدينة، ورفض سكاف لقاءه رغم محاولات التقرب منه». ويكشف هؤلاء أن عون كان ينتظر قبل زيارته الأخيرة الى زحلة اتصالاً هاتفياً من سكاف ودعوته لزيارة منزله و«الجنرال كان قد أبلغنا أنه سيزور سكاف في منزله اذا تلقى دعوة منه». ويؤكدون أن عدم إقدام سكاف على هذا الأمر «أكد لنا أن قرار إنهاء العلاقة في ما بيننا اصبح واقعاً وفعلاً ولسنا مسؤولين عنه».
عونيو العروس
محاولات رأب الصدع بين عون وسكاف التي اصبحت صعبة التحقق، فتحت الباب امام التيار البرتقالي في زحلة لنسج تحالفات انتخابية تبدأ مع فتوش ولا تنتهي عند عائلات سياسية في المدينة والبقاع الأوسط. حتى إن خيار خوض المعركة على نحو منفرد ليس مستبعداً. وفي حال تحقق هذا الخيار، فسيكون مشابهاً لمعركة الانتخابات البلدية في زحلة، حيث خاض مرشح التيار طوني ابي يونس معركة إثبات الوجود العوني، وقد أظهرت الأرقام التي حصدها يومذاك أنه قوة لا يستهان بها. ويقول عونيون في زحلة إنهم يفضلون خوض المعركة الانتخابية النيابية من دون تحالف سياسي مع احد. ويلفتون الى أنه في عام 2005 حقق التيار فوزاً كاسحاً «لأنه رفض الانصياع لقرارات لا تلبي طموحات جمهوره». هذا الرأي العوني يراه بعض البرتقاليين الزحليين بعيداً عن واقع البقاع الأوسط الجديد. فبعض التيار لا يزال يدرس كافة الاحتمالات «الواقعية» مع إطلاق التحضيرات التقنية للانتخابات النيابية المقبلة. وخلصت بعض القراءات العونية في زحلة الى:
1 ــ صعوبة التحالف مع تيار سكاف من دون نيل الحصة الوازنة للتيار في تحالف كهذا: مقعدان للتيار وآخران لسكاف وخامس لإحدى العائلات السنية، والسادس لتحالف امل وحزب الله، والسابع من حصة فتوش.
2 ــ عقد تحالف انتخابي مع فتوش وعائلات زحلية وتنسيق انتخابي مع حزب الله وعدم إحراجه في العلاقة مع سكاف، أو الطلب منه فك التعاون الانتخابي بينهما.
3 ــ خوض الانتخابات على نحو مستقل مع عقد سلسلة من التعاون الانتخابي وتبادل الأصوات مع مختلف القوى السياسية والحزبية.
«المستقبل» وسكاف: الغزل الحرام
الخلاف العوني ــ السكافي يتابعه عن كثب تيار المستقبل، و«يحوم» حوله لتغذيته، ويرسل التيار الأزرق إشارات ايجابية إلى مقربين من سكاف، موحياً من خلالها بإمكان عقد التيار تحالفاً انتخابياً مع الكتلة الشعبية. ووصل البعض إلى حد القول إن تيار المستقبل على استعداد لتحالف كهذا ولفك الارتباط الانتخابي مع القوات اللبنانية وحزب الكتائب في زحلة. هذا الكلام غير الرسمي من تيار «المستقبل»، وإنما الصادر عن مسؤول محلي في البقاع الأوسط، يلقى ترحيباً من قائد مركزي في «المستقبل» رحب بالفكرة وبأهمية البناء عليها خلال الفترة التي تفصل عن الموعد النهائي للانتخابات المقبلة. وينقل زوار هذا «القائد» أنه مع «تطوير فكرة التحالف مع سكاف على أن تنضم القوات اللبنانية اليه اذا وافقا». ويضيف: «سكاف اصبح بعيداً عن 8 آذار وليس مع 14 آذار، ومن مصلحتنا التحالف في زحلة مع مستقلين، وتشكيل لائحة تضم اقلية حزبية». ويردف: «أرسلنا اشارات ايجابية إلى سكاف، لكن حتى الآن لم نتلقَّ منه رداً واحداً. نتفهم حساسية الأمر عنده، لكن لا يمكنه استعادة حضوره السني من خارج تيارنا».
غزل المستقبل مع تيار الياس سكاف في زحلة يقلق القوات اللبنانية وحزب الكتائب، اللذين يتخوفان منه، رغم اقتناع القوات باستحالة تحالف كهذا. ويقول ناشط قواتي في زحلة إنهم يتفهمون غزل تيار المستقبل لإلياس سكاف و«مستحيل أن يوافق (الرئيس) سعد الحريري على فك التحالف الانتخابي معنا في كل لبنان، مقابل التحالف مع سكاف في زحلة». ويكشف أن حزبه يرحب بابتعاد سكاف عن عون «لكن هذا لا يعني ان سكاف صار معنا او نحن معه». ويلفت الى أن القوات اللبنانية وتيار المستقبل وحزب الكتائب سيخوضون الانتخابات في زحلة «كتلة واحدة، ومن يُرِد الانضمام الينا فعليه أن يكون من صلب مشروع 14 آذار». ويضيف «نتفهم حركة حليفنا تيار المستقبل ومساعيه للتقرب من سكاف، ونتابعه عن كثب، لكنه لا يخيفنا، لأننا نعرف أن القرار الانتخابي ليس بيد مسؤول في المستقبل في البقاع».

الحزب الصامت ولمّ الشمل
غزل تيار المستقبل برئيس الكتلة الشعبية في زحلة الياس سكاف، ثم الكلام الإيجابي الذي أطلقه الرئيس أمين الجميّل بـ«الياس بك»، يراقبه حزب الله عن كثب، وهو غير القلق أو الخائف من أن يذهب سكاف بعيداً في خياراته السياسية. الحزب مطمئن كثيراً إلى حركة سكاف ويتفهمها كاملاً. ويقول مقربون من الحزب في البقاع إن «لسكاف حسابات زحلاوية بحتة، والرجل لا يقلقنا أبداً ونتفهم بعض مطالبه». يضيفون أن لرئيس الكتلة الشعبية قراءة للانتخابات النيابية المقبلة، «وهو لم يتخلّ عن قناعاته في السياسات الوطنية الكبرى، أما الدخول في الخصوصيات الزحلاوية، فهذا أمر لا يعنينا».
حزب الله الفاعل على الساحة الانتخابية في البقاع الأوسط من خلال قوته الانتخابية التجييرية، عمل ويعمل على إعادة ترطيب الأجواء بين عون وسكاف. ويقول متابعون إن الحزب يعمل على خط مستقل لتقريب وجهات النظر بعيداً عن الإعلام، وإنه استمع إلى وجهات نظر الطرفين، «لكن لا شيء تحقق حتى الآن، ولا استحالة في إعادة لمّ الشمل».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جريدة الاخبار ـ سياسة
العدد ١٧٥٣ الثلاثاء ١٠ تموز ٢٠١٢

سارة بنت طلال




لهذا طلبت سارة بنت طلال اللجوء


الأميرة السعوديّة تؤكّد التعرّض لمضايقات... وتحمّل رئيس الديوان الملكي المسؤولية 

عفيف دياب
 سارة بنت طلال خاضت معركة قضائية ضد شقيقها الامير تركي في لبنان ومصر وسويسرا
أزمة جديدة داخل العائلة الحاكمة السعودية، بطلتها هذه المرة الأميرة سارة بن طلال بن عبد العزيز، بعدما قدمت طلباً للجوء إلى بريطانيا، متهمةً السلطات السعودية بالتضييق عليها.
*****
أكدت الأميرة السعودية، سارة بنت طلال بن عبد العزيز آل سعود، لـ«الأخبار» الأنباء التي تحدث عنها المغرد السعودي «مجتهد» منذ نهاية الشهر الماضي عن تقدمها بطلب لجوء سياسي إلى المملكة البريطانية المتحدة. وقالت سارة، في اتصال هاتفي مع «الأخبار»، إن تقدمها بالطلب جاء بعد سلسلة مضايقات تعرضت لها من أفراد في العائلة المالكة، فضلاً عن الفساد المستشري داخل أجهزة المملكة. وأوضحت أن السفارة السعودية في العاصمة البريطانية رفضت تجديد جواز سفرها «لأسباب أجهلها»، متحدثةً عن «تصرفات سيئة تحصل داخل مراكز القرار في المملكة السعودية تسيء إلى المملكة ودورها وتاريخها».
وحمّلت أسباب طلبها اللجوء السياسي إلى بريطانيا لرئيس الديوان الملكي خالد التويجري، «الذي فتح على حسابه الخاص ويتصرف بطريقة لا يعرفها الديوان ويعطي أوامره وفق حسابات خاصة به، وأصبح مايسترو في مساعدة الآخرين في التعدي على القضاء (السعودي) والتدخل في عمل سفارات المملكة». وطالبت بردّ اعتبارها المعنوي، مشيرةً إلى أنّ «على المملكة تفسير أسباب عدم تجديد جواز سفري، رغم كل ما قدمته من أوراق ومستندات ثبوتية وقانونية».
وأوضحت سارة بنت طلال أنه «في 15 أيار الماضي، أرسلت رسالة إلى الملك (السعودي) وولي عهده أشرح لهما الوضع المتأزم، وأهمية تدخلهما السريع للحدّ من الحسابات الخاصة في عمل السفارات ومؤسسات الدولة». واستغربت سارة بنت طلال «كيف يسمح لمسؤولين كبار في المملكة السعودية استخدام المرافق الحيوية لمصالحهم الشخصية». واتهمت بعض الوجوه البارزة في المملكة بأنها «تحاول تشويه سمعتي واختلاق أسباب سياسية بعدما ارتفع صوتي مطالبة بوقف الفساد ومحاسبة المخالفين للقوانين المرعية الإجراء»، لافتةً إلى أن مسؤولين كباراً ودبلوماسيين وقضاة شرعيين في السعودية «يشوهون سمعتي وبأني مرتبطة مع إيران وحزب الله وأنفذ أجندة المعارضة السعودية والقول إنني أعمل وفق تعليمات دول وجهات ليست على علاقة طيبة مع المملكة السعودية».
ونفت سارة بنت طلال بن عبد العزيز صحة هذه الاتهامات، مؤكدةً أنها «سياسية، وتهدف إلى حرف الأنظار عن أسباب مطالباتي المتكررة بوضع حد للفساد الإداري في المملكة». وأضافت: «من حقي الدفاع عن نفسي ومواجهة الفساد الإداري في بعض مرافق الدولة»، مشيرةً إلى أن الأسباب المذكورة أعلاه وغيرها من الأسباب الأخرى «هي التي اضطرتني إلى طلب اللجوء السياسي في بريطانيا».
لكن ذلك لم يمنعها من التشديد على «ارتباط وثيق» مع عمها الملك السعودي، بقولها: «أحترمه كثيراً، كما احترم الشعب السعودي الكريم، وطلبي للجوء السياسي لا يغير من احترامي لهما».
الجدير ذكره، أن سارة بنت طلال بن عبد العزيز، خاضت معركة قضائية ضد شقيقها الأمير تركي في لبنان ومصر وسويسرا، إضافة إلى معركة قضائية ضد قاضي العائلة المالكة، أحمد العريني.
وقد روى المغرد السعودي «مجتهد» على حسابه على موقع «تويتر» الكثير من التفاصيل التي دفعت سارة بنت طلال إلى طلبها اللجوء، من بينها تفاصيل ما تعرضت له منذ خروجها من المملكة في عام 2007، ومحاولة تجفيف مصادر أموالها من قبل والدها بالتعاون مع خالد التويجري، قبل أن يفشل هذا المخطط في أعقاب وفاة والدة سارة وتركها إرثاً لها. هذا الإرث كان وفقاً للتفاصيل سبباً في تفاقم الأزمة، وخصوصاً بعدما عمد قاضي العائلة أحمد العريني إلى تزوير صك يفيد بتنازلها عن نصيبها في الإرث، وهو ما أدى إلى رفع دعوى عليه في مصر ولبنان. وبينما نجح تدخل الديوان الملكي في إقفال ملف القضية في مصر، لا تزال الدعوى منظورة أمام القضاء اللبناني. وفي السياق، كشف «مجتهد» عن تعرض القاضي المكلف القضية لمحاولة رشوة قبل أن تقود كافة المحاولات اليائسة إلى عرض شيك على بياض على سارة بنت طلال عبر محاميها «شرط سحب القضية».
لكن الأخيرة رفضت. أما السبب، فلفت «مجتهد» إلى أن «سارة استفسرت عن العرض، هل هو من الملك شخصياً أم من التويجري، وتبين أنه من التويجري، فركبتها نعرة آل سعود، وقالت لو أعطاني التويجري ملياراً فلن أقبل».
ولفت «مجتهد» إلى أن خبر تقديم سارة للجوء أربك الأسرة الحاكمة. ووفقاً لـ«مجتهد»، فإن «رد الفعل الأولي من جهات عليا كان بتكليف السفارة تشويه سمعتها، وقلب القصة عليها وبذل كل جهد لإقناع السلطات البريطانية برفض الطلب من أساسه». كذلك ذكر المغرد السعودي أنه «صدر تكليف من الملك بالتحقيق مع الجهات المعنية التي قامت بتضليله، وقدمت تقديراً خاطئاً بأن تهديد سارة بطلب اللجوء غير جاد».

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جريدة الاخبار ـ عربيات
العدد ١٧٥٣ الثلاثاء ١٠ تموز ٢٠١٢

السبت، 7 يوليو 2012

ارتعاشة الآه





ارتعاشة الآه
الصيف أسوء مواسم الغياب
كيف أضم يديّ إلى صدري دونكَ.. في هذا الحر
................
كلّما تذكرتكَ تقمّص عطركَ شكل جسدي
فأجمع من بقايا رائحتكَ جداولاً
هربت من ملامحكَ
هذه التفاصيل المنثورة على جسدكَ لي
والآه المرتعشة في حقل رغبتكَ لي
وبوح روحكَ لي
ينزف الحنين من أصابعي
فيرتجف الأرجوان النائم فيك
         ............
أشتاقكَ كالشمس التي تبتسم بين أصابعكَ
كالفراش الغافي على عنق السنابل
أشتاقكَ حتى ليكاد الخمر يشرب المطر
               ........
أيها المتوحد بتعددي ..والمتعدد بوحدتي
دعنا على شقائق شفاهكَ..و نوارس قلبي نصلي
لنخلق أنبياء الوقت والرماد
                ........

أخلع على هونٍ جسدي وأنا الأشتهيكَ عاري الذاكرة إلا مني
أنحني كما الزنبق على شفتيك..بين يديك
كم أحن إلى صلاتكَ ..قيامكَ.. قعودكَ
وخشوعكَ
وحزنكَ الشتائي الشهي
وجسدكَ القمحي..القصيدة
يحيطكَ بخار أنفاسي ليتشكل الغيم
ويلقيني في أرضكَ شمساً
ويلقيكَ في صدري قمراً
وأغتسل معكَ بكَ ..فتولد الحياة
        ......
أيها الموغل في الحب هبني من صمتكَ
اليبوحني صوتي
لأوقد القصائد وأهزم السبايا المتعبدات على شرفات عينيك
                   ......
يا قرص شمسكَ
الكلّما صلّت لعينيّ
قام كأس النبيذ حياً.. وصام المطر
أحبكَ ويغفو الكلام
وينام القمر.
(يسرى)

الخميس، 5 يوليو 2012

سورة عمركِ




   
        سورة عمركِ

اكتب سركِ فوق سماء الله..
ترسمين وجهي 
على شاطيء بحركِ
وترفعين السماء.
****
حروف لغتكِ
تمشي فوق صدري العاري
 ****
ارتشف نبيذكِ
ملائكة السماء
تنزل عارية الا من طيف جسدكِ.
****
قمح حقول الله
سنابل فوق سجادة صلاتكِ
اسجد لوجهكِ
واخلع قميصي راية..
فوق سارية قبلتكِ
**** 
انتِ
 صلاة اله في غار محمد..
عليكِ السلام
يوم ارتشف نبيذي
من شفتيكِ
****
تزرعين الحياة
في رمل الصحراء
آية..
وسورة عمركِ
بسملة الله!
(عفيف)

الأحد، 1 يوليو 2012

لو أصغى للموسيقى



لو أصغى للموسيقى



 محمد علي شمس الدين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سيموت الجنرال
وفي جفنيه
حرائق لم يشعلها
وحروبًا
ما زالت تنعق كالغربان بمسمعه
سيموت غدًا
ودماء القتلى
تملأ مخدعه
وتسيل على أطراف أصابعه
سيموت الجنرال
حتمًا سيموت الجنرال
وسيرعبه الموت
كما أرعب في الماضي قتلاه
ويفاجئه
كمفاجأة العسس الليليّ لصرعاه
وسيُنشِب في عينيه
مخالبه الزرقاء
وفي كفّيه مسامير النقمة لكن
لو كان الجنرال
أقلّ علوًا
لو أصغى للموسيقى
لجناح الطائر
وهو يمرّ كسهم فوق الوادي
لغناء الرعيان
وهم خلف القطعان
إلى المرعى
لو كان له قلبٌ
يضحك أو يبكي
ويصلّي حين ينام
لو كان له شعب
غير الأغنام
لغَفا
ولكان الموت
أقلّ سوادًا
في عينيه.





نبض



           نبض

  نبض قلبك يهز السماء.
  كوني فرحاً.. وشمساً.
  رياح الارض تعصف
   بنجمة صوتك..
   تمشين روحاً
  فوق بلاد الاهات..
  قمر وجهكِ
  يرسم حكايات الليل.
 حَملت دوالي كرومنا
عناقيد الملائكة..
  رسمت نبيذا فوق شفتيك  
  وسرقها لاله.
                               (عفيف)

الأحد، 10 يونيو 2012

انت خائن









الى زياد الحمصي: أنت خائن
عفيف دياب
مهما فعل زياد الحمصي، سيبقى في نظر شريحة كبيرة من مجتمعه عميلاً لاسرائيل، وفتح معها قناة اتصال نسفت كل تاريخه النضالي ــ المقاوم. سقطة زياد الذي اعترف بعمالته في الدقائق الاولى لتوقيفه قبل 3 سنوات، اعطى لها تبريرات بقيت من دون ادلة اخلاقية (على الاقل) تعطي تفسيراً واضحاً ومنطقياً، او تبريراً مشروعاً لفعلته التي لن ينساها اهل بلدته المقاومة، ولا رفاق دربه، ولا اصدقاء تاريخه السياسي على طول جبهات مواجهة العدو الاسرائيلي
قرار محكمة التمييز العسكرية باطلاق الحمصي والاكتفاء بمدة توقيفه، لا يعني البراءة من تهمة العمالة او خيانة اهله. زياد يعرف في قرارة نفسه ذلك جيداً. ويعرف أيضاً ان ما يقوله علناً من انه بريء، ليس الا محاولة منه لاعادة تلميع صورته التي تشوهت في وجدان مجتمعه منذ ان اعترف في الدقائق الاولى لتوقيفه بعمالته. وهو يعرف أيضاً ان «خلايا» ضميره تؤنبه على سقطته وهو الذي يملك من الوعي السياسي ما كان يسمح له بالصمود امام هجمة الموساد الاسرائيلي عليه. وهو، أيضاً وأيضاً يعرف انه بمجرد الموافقه على العمل مع الموساد، اتخذ قرار الخيانة عن سابق تصور وتصميم.
خان زياد الحمصي تاريخه اولاً ورفاقه الشهداء ثانياً، وثالثاً كل المقاومين الاحياء، وحكماً لا يحق له اليوم ولا غداً الادعاء انه بريء من فعلته القبيحة. ولا يحق له ايضا تشويه الحقيقة لكي يستعيد صورة جميلة تمزقت، وهو النرجسي في صناعة «ترويج» نفسه مقاوماً بلا حدود.
لن يستطيع زياد الحمصي بعد الافراج عنه ان يغش مجتمعه مرة ثانية. ولن يستطيع بعد اليوم ان «يضحك علينا» واقناعنا بأنه كان سيقلد رأفت الهجان وتنفيذ عمل بطولي تفتخر به الامة، فهو مهما قال وفعل، سيبقى في نظر بيئته الاجتماعية والسياسية التي كانت تحتضنه مقاوماً، عميلاً خانهم من اجل ثلاثين من الفضة. واذا كان فعلاً وفياً لتاريخه النضالي (اصبح هذا التاريخ يحتاج الى نقاش وتدقيق) فان قمة الوفاء تكون اولا الاعتذار العلني امام اهله ومجتمعه عن خيانته الكبرى بدل تشويه الحقيقة التي يعلم تفاصيلها الدقيقة.
لن يصدّق احد في سعدنايل والبقاع، ولا في الجنوب ولبنان، ان زياد لم يسقط في اتون العمالة والخيانة، فلا فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي اعطاه صك البراءة، ولا استخبارات الجيش فبركت له ملفا امنيا، بل هو من اعترف بسقطته. وهو يعرف انه مارس فعل الخيانة لاكثر من سنة قبل ان يلجأ الى اصدقاء له لمساعدته عند حزب الله او الى فرع المعلومات لتبرير فعلته السوداء.
لن يصدق احد في سعدنايل والبقاع، ولا في الجنوب ولبنان ان زياد الحمصي لم يخن تاريخه. واذا قدر له اقناع البعض انه كان بطلاً وخرق العدو، فهو حكماً لن يقنع معن بشور واسماعيل سكرية وبشارة مرهج وهدى جمال عبد الناصر وعبد الرحيم مراد وفاروق دحروج وسامي عبود واحمد الخطيب وانطوانيت بشارة وملحم صليبا ومئات المقاومين في سعدنايل وعرسال والقرعون ومشغرة وبعلبك وكفرشوبا والنبطية وصيدا وو... ولن يستطيع نيل غفران المرحوم المفتي المقاوم رؤوف القادري الذي توفي وهو لا يطيق سماع اسم زياد بعد فعلته، ولا المرحوم محمود الشوباصي الذي رحل قبل اشهر وهو يأسف على خيانة من كان يرى فيه قدوة في المقاومة والنضال.
لن يصدق احد زياد الحمصي بعد اليوم، فلا نحر الخراف والاناشيد الثورية، ولا لافتات التمجيد ستمحو من ذاكرة اهل سعدنايل والبقاع خيانتك لهم. ولن تنفع بعد اليوم صورك امام حطام الدبابات الاسرائيلية في بيادر العدس سنة 1982. واذا كان مجتمعك لا يعرف حقيقة هذه الصور، فإن هناك مقاومين يعرفون سرها يوم كانوا يلملمون اشلاء شهداء الجيش السوري والجبهة الشعبية وفتح والحزب الشيوعي بعدما سطروا ملحمة بطولية ضد العدو الاسرائيلي، فيما أنت سطرت «ملحمة صور» تعرف حقيقتها جيدا.
زياد الحمصي.. اعتذر لأهلك عن فعل خيانتك لهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(الاخبار ـ 2 حزيران 2012 )