فؤاد الترك: النأي بالنفس خيار سليم

يؤكد المدير العام السابق لوزارة الخارجية فؤاد الترك أن قرار الحكومة
النأي بالنفس حيال الملف السوري كان صائباً، مبدياً أسفه لانتصار الأعراف
في وزارة الخارجية على القوانين، و«تطويب» السفارات للطوائف

عفيف دياب
يستغرب المدير العام السابق لوزارة
الخارجية اللبنانية السفير فؤاد الترك انهماك الدولة اللبنانية في البحث عن
مقر بديل لوزارة الخارجية، وهي التي تملك مبنى مؤلفاً من 6 طبقات في بعبدا
منجزاً منذ سنوات للعمل. ويوضح في حوار مع «الأخبار» أن المبنى المذكور في
عهدة الحرس الجمهوري، و«لا أعتقد، إذا طلبت وزارة الخارجية مبناها، بأن
الجيش سيرفض طلبها». ويضيف، في معرض قراءته لواقع الدولة اللبنانية
ومؤسساتها، «إننا نعيش في قصر ينهار ويتداعى»، لافتاً إلى «أنه لا رجال
دولة في لبنان اليوم. جميعهم موظفون عند طوائفهم ومذاهبهم.
في لبنان رجال سياسة فقط، وهؤلاء يعملون من أجل مصالحهم الانتخابية والاقتصادية، بينما رجل الدولة يعمل للأجيال المقبلة». ويضيف: «في لبنان اليوم أذكياء لا عباقرة»، والفرق بينهما هو أن «الذكي يعرف كيف يوصل نفسه ويحمي مصالحه السياسية والاقتصادية (أي بجيبها من قلب السبع)، بينما العبقري هو الذي يوصل وطنه إلى غايته». ويتابع ضاحكاً: «شبعنا أذكياء. أصبحت لدينا تخمة منهم (...) للأسف رجل السياسة اليوم يعتبر لبنان ملكاً له، ولا يعرف كيف يميّز بين الشأن الوطني والشأن السياسي».
يؤكد الترك، المنكبّ حالياً على كتابة مذكراته وإعداد كتاب عن الوثائق السرية التي كان يرسلها من طهران إلى وزارة الخارجية إثر انتصار الثورة الإسلامية وثالت أدبي ــــ ثقافي، أن أفضل موقف سياسي اتخذه لبنان حيال الأزمة السورية «كان النأي بالنفس». ويوضح: «في الظروف الراهنة التي نمر بها، أعتقد أن قرار النأي بالنفس يعتبر حكمة، نظراً إلى تعقيدات الوضع اللبناني وعلاقته بسوريا». ويقول إن وزير الخارجية عدنان منصور، الذي كان مديراً لمكتبه سابقاً، «يطبّق مقولة إن لبنان مع الإجماع العربي في الملف السوري، ولأن الملف السوري لم ينل يوماً إجماعاً عربياً، فإن منصور ملتزم بتطبيق هذا المبدأ»، مشيراً إلى أن معلوماته تؤكد أن منصور «لا يقدم على خطوة من دون استشارة الرؤساء الثلاثة وإجماعهم عليها».
يأسف الأمين العام الأسبق للخارجية لشغور المنصب وعجز الحكومة عن تعيين مدير جرّاء الخلاف على الحصص. ويقول: «الأمين العام للخارجية هو الذي يصنع الوزارة. السياسون في لبنان شغلتهم فقط أن يختلفوا بعضهم مع بعض». ويتساءل: «إذا عيّن مثلاً شخص كاثوليكي سفيراً للبنان في الباراغواي، فهل سينتعش وضع الكاثوليك هناك؟»، كاشفاً أن وزيراً لخارجية الفاتيكان أخبره أنهم يريدون سفيراً لبنانياً مسلماً، و«لكن للأسف عندنا هنا يعتقدون أنه يجب أن يكون مسيحياً». يضيف الترك: «لا يجوز القول إذا عيّن فلان في هذا المنصب أو ذاك تكون طائفته قد نالت حقوقها»، مبدياً أسفه الشديد لانتصار الأعراف داخل وزارة الخارجية، «فلا يجوز للعمل الدبلوماسي تطويب هذه السفارة أو تلك لهذا المرجع أو تلك الطائفة والمذهب والحزب»، مؤكداً أن حقوق «شعوب» الطوائف في لبنان «تكون إذا أمنت لها الكهرباء والمياه والتعليم والسكن والخدمات العامة الأخرى، لا أن تسند إلى هذه الطائفة أو ذاك المذهب منصباً إدارياً في الدولة». ويتابع: «علينا تغيير المصطلحات في الخطاب السياسي اللبناني»، مشيراً إلى أن مشاكل لبنان تنبع من «ستة ولاءات: الشخص والعائلة والطائفة والحزب والجيبة والخارج». وانتقد مقولة «لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه»، لأن «هذا يدل بوضوح على أن ثمة فريقاً يشكّك في نهائيّته». كذلك يأسف لأن بلداً تصبح فيه «الآدمية» فضيلة وعبارة «لبناني صميم» ميزة، و«هذا يدل على أن بلدنا مريض»، مبدياً أسفه لوجود سفراء في الخارجية اللبنانية «يعملون في التهريب ويهدرون المال العام».
الترك الذي ترشح مرتين للانتخابات النيابية في دائرة زحلة ولم يحالفه الحظ (دورتي 2005 و2009) يؤكد أن مدينته زحلة «لم تعد مقبرة للأحزاب»، وأن هذه «المقولة سقطت». ويضيف موضحاً أن «الأحزاب في زحلة ناشطة ولها جمهورها، ولكن عليها أن تولي مصلحة زحلة ومنطقتها الاهتمام اللازم وتحفظ عن ظهر قلب سرّ تركيبتها الاجتماعية وحمايتها من التطرف والتعصب».
الدبلوماسي السابق يؤكد أنه ليس مع 8 أو 14 آذار، ففناجين الشاي (ماغ) داخل مكتبته في منزله ببعبدا مطبوع عليها صور نبيه بري ورفيق الحريري ونجله سعد وميشال عون وحسن نصر الله وسمير جعجع وأمين الجميّل والياس سكاف، موضحاً أنه ليس في وارد الترشح مرة أخرى للانتخابات النيابية، و«ربما أخطأت في الترشح سابقاً، لكنني لا أخفي أنني أدعم الكتلة الشعبية»، مؤكّداً أنه لم يعمل على تقريب المسافة بين «صديقيّ» النائب ميشال عون والوزير السابق الياس سكاف، و«أتمنى أن تعود الأمور بينهما إلى موقعها الصحيح والسليم».
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في لبنان رجال سياسة فقط، وهؤلاء يعملون من أجل مصالحهم الانتخابية والاقتصادية، بينما رجل الدولة يعمل للأجيال المقبلة». ويضيف: «في لبنان اليوم أذكياء لا عباقرة»، والفرق بينهما هو أن «الذكي يعرف كيف يوصل نفسه ويحمي مصالحه السياسية والاقتصادية (أي بجيبها من قلب السبع)، بينما العبقري هو الذي يوصل وطنه إلى غايته». ويتابع ضاحكاً: «شبعنا أذكياء. أصبحت لدينا تخمة منهم (...) للأسف رجل السياسة اليوم يعتبر لبنان ملكاً له، ولا يعرف كيف يميّز بين الشأن الوطني والشأن السياسي».
يؤكد الترك، المنكبّ حالياً على كتابة مذكراته وإعداد كتاب عن الوثائق السرية التي كان يرسلها من طهران إلى وزارة الخارجية إثر انتصار الثورة الإسلامية وثالت أدبي ــــ ثقافي، أن أفضل موقف سياسي اتخذه لبنان حيال الأزمة السورية «كان النأي بالنفس». ويوضح: «في الظروف الراهنة التي نمر بها، أعتقد أن قرار النأي بالنفس يعتبر حكمة، نظراً إلى تعقيدات الوضع اللبناني وعلاقته بسوريا». ويقول إن وزير الخارجية عدنان منصور، الذي كان مديراً لمكتبه سابقاً، «يطبّق مقولة إن لبنان مع الإجماع العربي في الملف السوري، ولأن الملف السوري لم ينل يوماً إجماعاً عربياً، فإن منصور ملتزم بتطبيق هذا المبدأ»، مشيراً إلى أن معلوماته تؤكد أن منصور «لا يقدم على خطوة من دون استشارة الرؤساء الثلاثة وإجماعهم عليها».
يأسف الأمين العام الأسبق للخارجية لشغور المنصب وعجز الحكومة عن تعيين مدير جرّاء الخلاف على الحصص. ويقول: «الأمين العام للخارجية هو الذي يصنع الوزارة. السياسون في لبنان شغلتهم فقط أن يختلفوا بعضهم مع بعض». ويتساءل: «إذا عيّن مثلاً شخص كاثوليكي سفيراً للبنان في الباراغواي، فهل سينتعش وضع الكاثوليك هناك؟»، كاشفاً أن وزيراً لخارجية الفاتيكان أخبره أنهم يريدون سفيراً لبنانياً مسلماً، و«لكن للأسف عندنا هنا يعتقدون أنه يجب أن يكون مسيحياً». يضيف الترك: «لا يجوز القول إذا عيّن فلان في هذا المنصب أو ذاك تكون طائفته قد نالت حقوقها»، مبدياً أسفه الشديد لانتصار الأعراف داخل وزارة الخارجية، «فلا يجوز للعمل الدبلوماسي تطويب هذه السفارة أو تلك لهذا المرجع أو تلك الطائفة والمذهب والحزب»، مؤكداً أن حقوق «شعوب» الطوائف في لبنان «تكون إذا أمنت لها الكهرباء والمياه والتعليم والسكن والخدمات العامة الأخرى، لا أن تسند إلى هذه الطائفة أو ذاك المذهب منصباً إدارياً في الدولة». ويتابع: «علينا تغيير المصطلحات في الخطاب السياسي اللبناني»، مشيراً إلى أن مشاكل لبنان تنبع من «ستة ولاءات: الشخص والعائلة والطائفة والحزب والجيبة والخارج». وانتقد مقولة «لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه»، لأن «هذا يدل بوضوح على أن ثمة فريقاً يشكّك في نهائيّته». كذلك يأسف لأن بلداً تصبح فيه «الآدمية» فضيلة وعبارة «لبناني صميم» ميزة، و«هذا يدل على أن بلدنا مريض»، مبدياً أسفه لوجود سفراء في الخارجية اللبنانية «يعملون في التهريب ويهدرون المال العام».
الترك الذي ترشح مرتين للانتخابات النيابية في دائرة زحلة ولم يحالفه الحظ (دورتي 2005 و2009) يؤكد أن مدينته زحلة «لم تعد مقبرة للأحزاب»، وأن هذه «المقولة سقطت». ويضيف موضحاً أن «الأحزاب في زحلة ناشطة ولها جمهورها، ولكن عليها أن تولي مصلحة زحلة ومنطقتها الاهتمام اللازم وتحفظ عن ظهر قلب سرّ تركيبتها الاجتماعية وحمايتها من التطرف والتعصب».
الدبلوماسي السابق يؤكد أنه ليس مع 8 أو 14 آذار، ففناجين الشاي (ماغ) داخل مكتبته في منزله ببعبدا مطبوع عليها صور نبيه بري ورفيق الحريري ونجله سعد وميشال عون وحسن نصر الله وسمير جعجع وأمين الجميّل والياس سكاف، موضحاً أنه ليس في وارد الترشح مرة أخرى للانتخابات النيابية، و«ربما أخطأت في الترشح سابقاً، لكنني لا أخفي أنني أدعم الكتلة الشعبية»، مؤكّداً أنه لم يعمل على تقريب المسافة بين «صديقيّ» النائب ميشال عون والوزير السابق الياس سكاف، و«أتمنى أن تعود الأمور بينهما إلى موقعها الصحيح والسليم».
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
http://www.al-akhbar.com/node/62858
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق