الأحد، 22 يوليو 2012

النزوح الدمشقي





           معبر المصنع الحدودي...

             بوابة نزوحٍ سوري إلى لبنان






السبت، 21 يوليو 2012

حبيب الشرتوني



مقابلة | 

حبيب الشرتوني: قضيتي سياسية وليست قضائية




لا يخاف الشرتوني على المقاومة في لبنان (أرشيف)
 


عفيف دياب

 أطلقت مجموعة من الناشطين اللبنانيين حملة «العدالة لحبيب الشرتوني» كي لا تدخل قضيته في طيّ النسيان ويبقى طريداً وملاحقاً في «زمن حماية عملاء إسرائيل والإفراج عنهم بسيارات وزراء وبدعم سياسي وإعلامي وقضائي». هنا حوار مع الشرتوني يتحدث فيه عن الماضي والحاضر والمستقبل..
*******
حبيب الشرتوني المتهم باغتيال بشير الجميل الذي انتُخب رئيساً للجمهورية تحت الحراب الإسرائيلية صيف 1982، أراد كسر الصمت الذي يلفّ به نفسه منذ سنوات، ولم يخرقه إلا لماماً. منذ أن خرج من سجن رومية إثر سقوط حكومة العماد ميشال عون سنة 1990، يعيش الشرتوني بعيداً عن الظهور الإعلامي والسياسي والحزبي. يمضي أجمل أوقاته مع عائلته، كاتباً وقارئاً ومتابعاً لأدق التفاصيل اللبنانية والعربية ويوميات فلسطين. تحدّث لـ«الأخبار» عن الماضي والحاضر والمستقبل، وعن ملفه الذي نسيه رفاق الدرب وكل المقاومين والمناضلين عمداً أو تجاهلاً أو عن غير قصد. هو لا يخفي أسئلته الواضحة والصريحة والجريئة عن سرّ تجاهل قضيته منذ 30 سنة.
حبيب الشرتوني المقاوم والرافض أن يحوله الرفاق والأصدقاء والمحبون إلى أيقونة أو رمز، لا يجد سوى المقاومة خياراً وحيداً لإحقاق الحق والانتصار على العدو الإسرائيلي وعملائه في الداخل. وهو لا يخفي فرحته حين تسأله عن رأيه في إطلاق الرفاق والأصدقاء من مختلف العقائد والأيديولوجيات والطوائف حملة العدالة له. يقول: «لا يمكن تسميتها حملة دعم؛ لأنه لا جهة رسمية أو حزبية أو طائفة تقف وراءها، كذلك لا يمكن تسميتها «قضيتي»؛ لأنها ليست قضيتي الشخصية في الأصل، بل هي قضية الوطن والمجتمع الذي كان مهدداً بمرحلة أراد العدو فرض شروطه خلالها على المنطقة بأسرها». ويضيف: «هناك مجموعة أصدقاء من الوطنيين وغير الحزبيين، وإلى جانبها بعض الحزبيين الواعين الذين شعروا بأنهم مدينون لعمل حفظَ كرامتهم الوطنية من إذلال المحتل، وقد جمعهم هاجس مشترك عندما رأوا مستقبلاً غامضاً من خلال ما يحصل من أزمات متنوعة وما يواجهونه من صعوبات وطرق مُغلقة ومسدودة ومن تشجيع للخيانة والعمالة». ورأى أن الحملة التي انطلقت «تخدم إحقاق الحق، وتلتزم الأطر التشريعية والقانونية التي قامت على أساسها الدولة اللبنانية».
لكن لماذا تأخر إنجاز ملف حبيب الشرتوني قضائياً، وهل قوى المقاومة والممانعة مقصرة في هذا الأمر؟ يعترض حبيب هنا على تعبير الممانعة ويقول: «لم أستوعبه حتى الآن في مدى امتناعه عن قبول الأمر الواقع، بينما مقاومة هذا الأمر وهذا الواقع هو التعبير الأدقّ والأصح في رفض ما يُفرض علينا». ويضيف معاتباً أن قوى المقاومة «تجاهلت منذ البداية ملفّي ولم تجده عاملاً أساسياً من عوامل انطلاقتها الوطنية ثم الإسلامية بعد عام 1982 الذي شكّل بحكم توقيت الاجتياح خلاله مفصلاً استراتيجياً، فصلَ بين خطة إنهاء المقاومتين اللبنانية والفلسطينية مع إضعاف الموقف السوري، بغية إدخال المنطقة في عصرٍ إسرائيلي غير واضح الحدود ولا المعالم، وبين دحر الاحتلال بعامل الوقت والدخول في عصر قومي كان بإمكانه أن يحصّن جبهات الداخل ويرفع من شأن الجميع، لولا الأخطاء الفادحة التي وقعت ووضعت المنطقة مجدداً في ظل الهجمة عليها أمام حلقة صراع جديدة، مفتوحة على خيارات واحتمالات عدّة». ويسأل: «تخيل لو بقي الاحتلال جاثماً على ثلثي مساحة لبنان مع حتمية إكماله لما بدأه، وبقي بشير الجميّل على سدة رئاسة مطلقة الصلاحيات الدستورية والميدانية». يؤكد أن ملفه «ليس قضائياً على الإطلاق، بل سياسي بامتياز». ويرى أن «التشريعات اللبنانية التي تجيز في ضوء الدستور المساوي بين جميع اللبنانيين وضع القوانين الصحيحة والعادلة، تؤكد أن كل القوى والأطراف التي استفادت من إزاحة بشير واعتلت السلطة والامتيازات، عادت وتنكرت للملف الذي وجب أن يكون وطنياً لا سياسياً أو قضائياً». وقال إن «عدم إدانة العمالة، ولو كانت في أعلى الهرم، عادت وفتحت الباب واسعاً للعملاء الجدد الذين ظهروا بعد انتهاء الحرب. ولولا اغتيال عمالة رأس الهرم لما أحدثت قوانين في لبنان تدين ــ ولو من حيث المبدأ ــ الخيانة والعمالة، ولما تمّ العمل بأي منها». ويؤكد أن ما قام به لجهة «ضرب رأس العمالة في ذاك الوقت، كان ضرباً لمشروع تهويد المنطقة الساعي إلى إقامة إسرائيل الكُبرى ودويلات تيوقراطية سابحة في فلكها»
هل الرفاق في الحزب السوري القومي مقصرون في متابعة قضيتك؟ يرفض حبيب اتهام الرفاق كـ«أفراد» بالتقصير. «الرفقاء كأفراد لا يلامون على أي تقصير حصل معي أو مع ذوي الشهداء أو حتى مع عائلة أنطون سعاده. وهم طوال تاريخ الحزب لم يقصّروا في أداء واجبهم القومي، بالرغم من التضحيات غير المحسوبة التي تحمّلوها». يضيف: «لكن المؤسسة الحزبية التي تمثلهم رسمياً، كانت قد انحرفت تدريجاً عن المبادئ والهدف الذي وضعه الزعيم، حتى عندما كان لا يزال على قيد الحياة. ووفق تركيبة بلادنا السياسية الزاخرة بالاعتبارات والمصالح الفردية، هي المقصّرة بالدرجة الأولى والأخيرة؛ لأنها أمست في نهاية المطاف مؤسسة سياسية تخدم مصالح أفراد، ولا تتوانى في أية مناسبة عن تباهيها ببطولات القوميين وتنكرها في آن واحد لهم وللذين ضحوا طوال تاريخ الحزب حتى لا تضطر إلى الاعتراف بهم أو التعويض جزئياً عليهم». يستطرد قائلاً: «لن تتوانى غداً عن القول إن حبيب الشرتوني ليس هو المجيب عن أسئلتكم، بل هذا المحاور منتحل صفة، فلا وجود لي بالنسبة إليها منذ 1982».
يؤكد الشرتوني أنه غير مقيم في لبنان منذ عام 1990 و«قبله كنت في المعتقل»، و«أنا بعيد عن الساحة اللبنانية منذ 30 عاماً بالرغم من تصريحات آل الجميل الصحافية ومسؤولي الكتائب عن تجوالي بحرية في لبنان واجتيازي الحدود متى شئت، وعن رؤيتهم لي في الأشرفية وما شابه من كلام لا يهدف إلا إلى إثارة النعرات والغرائز التي تقوي الأحزاب الطائفية التي يفترض تسميتها الأحزاب الدموية».
كيف يرى الشرتوني مشاركة القوات اللبنانية اليوم في السلطة؟ يجيب: «صحيح أن بشير (الجميّل) قد أسس القوات (...) وقد تميّزت كوحدات مركزية تابعة للمجلس الحربي عن بقية الميليشيات اللبنانية بحجم التنظيم لديها وبحجم المجازر والجرائم أيضاً التي ارتكبتها في زمن الحرب، لكن عندما انتهى مشروع بشير الجميّل الذي تحوّل إلى مشروع إسرائيلي ـــ أميركي، ولو بتمويل عربي أحياناً، أمسى حزب القوات حزباً لبنانياً بمكوّنات طائفية كمعظم الأحزاب اللبنانية الأخرى، ولم يعد من الجائز اتهامهم إلى الأبد بالعمالة، وخصوصاً بعد أن نبتَ العملاء من كل حدبٍ وصوب، وصارت هناك أحزاب إسلامية تشاركهم توجههم السياسي المؤيد للاستقلالية، لكن تحت راية السياسة الغربية والخليجية بصفة عامة». يشير إلى انتخابات الكورة الأخيرة كمثال على تنظيم القوات اليوم ويقول: «شاهدنا في الأمس مدى دقّة تنظيمهم ومعرفتهم بإدارة اللعبة السياسية والتأثير على المزاج العام، بحيث استطاعوا الفوز في قضاء يُعَدّ شعبياً أو تاريخياً مؤيداً للحزب القومي، فيما تعرّض هذا القضاء في ما مضى ولهذا السبب تحديداً لعدد من اعتداءاتهم مع حلفائهم».
لا يخاف الشرتوني على المقاومة في لبنان. ويقول: «لست قلقاً عليها؛ لأنها متجذرة من ثلاثينيات القرن الماضي تحت أوجه عقائدية متنوعة». يؤكد أن مرحلة بناء الدولة القادرة على خوض الحرب وامتلاك القدرات الكاملة ومقاومة أعداء البلاد والطامعين بها «هي أشد مقاومة، وهذا ممكن لشعب سطّر أعتى البطولات وأعظمها».
يرفض الخوض في تفاصيل عملية اغتيال بشير الجميّل، فهي تحتاج «إلى سرد طويل، ولذلك سأرجئ الحديث عنه إلى وقت لاحق».
إذا عاد بك الزمن إلى الوراء، فهل ستنفذ عملية الاغتيال؟ يجيب: «لن يعود الزمن إلى الوراء، ولست هاوي اغتيالات، لكن اقتضت مني التضحية؛ لأن مصرعه أنقذ البلاد بالرغم من اعتباره عند أقلية قائداً للمقاومة المسيحية، وكأن هناك احتلالاً إسلامياً للمنطقة استوجب قيام هذه المقاومة أو أننا نعيش في القرون المظلمة وسط حروب دينية، لا في ظلّ جمهوريات أو قوميات أو مجتمعات، إنما فقط وسط فئات دينية متناحرة. أو كأنّ المقاومة تقتل الناس على الهوية وتستبيحُ أملاكهم وأعراضهم وتعادي مداورة كل فئات الشعب، بدل أن تدافع عنها. إنها المدرسة الانعزالية التي أخذت مجدها قبل أن تليها زميلتها السلفيّة أو التكفيرية في صناعة الأمجاد، وكلتاهما خطرٌ على مجتمع مؤلف من الأقليات».


عتب على القومي
حبيب الشرتوني عاتب بشدة على الحزب السوري القومي الاجتماعي. يقول: «اعتبرني الحزب منذ 1982 عبئاً عليه وتنكّر لي إلاّ من باب التباهي بالبطولة الآتية هكذا من خلف الضباب والسحاب وعلم الغيب. بينما كان هاجسي حمايته وعدم تعريضه أو تعريض أي فرد من أفراده لأي أذى. ومع الوقت اقتنع الناس أنني فتحت بطولة على حسابي، وهذا التعبير الساخر لسعيد ميرزا». ويتابع: «بعد ثلاثين عاماً من السجن والتعذيب والنفي وخسارة أهلي وأربعة أفراد من عائلتي وكل ما أملك، وعدم تكبيدهم أي خسارة، انزعجَ خاطرهم من تعبير صغير قلت فيه: نفّذت ما طُلب مني تنفيذه!». ويختم: «أنا أعتبر أن فكر أنطون سعاده ملك الإنسانية، ومسألة الوحدة القومية في بلادنا هي مسألة فلسفية واجتماعية تخاطب زمناً لم يأت بعد، ولن تحتاج تلك الوحدة المستقبلية اليهم ولا إلى جميلهم، بل عندما سيقتنع الشعب بها كما اقتنعت شعوب كثيرة، سيحققها من تلقاء إرادته وذاته، لأن هناك مراحل طويلة لا بدّ من اجتيازها قبل ذلك». 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
سياسة
الاخبار ـ العدد ١٧٦٣ السبت ٢١ تموز ٢٠١٢

الأربعاء، 18 يوليو 2012

مقابلة



  المقابلة | سارة بنت طلال 

            سأحارب الفساد في السعودية

عفيف دياب
 

سارة بنت طلال: المواطن السعودي لا نسمع صوته وأنينه من ممارسات غير اخلاقية أو انسانية
■ الانتقاد السري لم يعد يجدي
■ على السعودية أن تدخل عصر الانتخاب
■ اتخذت قراري بمحاربة الفساد

يبدو أن الأميرة السعودية، سارة بنت طلال بن عبد العزيز، التي طلبت أخيراً اللجوء إلى بريطانيا، قد قررت الانتقال إلى صفوف المعارضة العلنية، مطالبةً السلطات بالإصلاح، ومعلنةً احتمال تأسيس جمعية أو تيار


******
 تصرّ الأميرة السعودية، سارة بنت طلال بن عبد العزيز آل سعود، على موقفها الرافض لمحاولات ثنيها عن قرارها طلب اللجوء السياسي إلى بريطانيا. وجددت تأكيدها، في حوار أجرته معها «الأخبار»، رفضها المساومة على مطلبها بمحاسبة الفاسدين في المملكة ولا سيما في الديوان الملكي وعلى رأسهم رئيس الديوان خالد التويجري، ومحاسبة الفاسدين في الجهاز الدبلوماسي للمملكة وفي القضاء الشرعي. وأكدت أنها ترفض «التخلي عن طلب اللجوء السياسي مقابل اعادة منحها جواز السفر السعودي» بقولها «يريدون الحل فأنا موافقة، ولكن أن يكون شاملاً، وتبدأ عملية محاسبة الفاسدين في أجهزة الدولة فعلاً لا قولاً». وأضافت «الشعب السعودي يريد محاسبة كل من أساء اليه، وأنا اتخذت قراري بمحاربة الفساد في المملكة ولا تراجع عن هذا القرار»، مشيرةً إلى أن هناك فئات واسعة من الشعب السعودي تدعمها معنوياً في معركتها ضد الفاسدين والمفسدين في مؤسسات الدولة.
الأميرة السعودية، التي نفت أن تكون قد غادرت منزلها في العاصمة البريطانية كما أشيع، لفتت إلى أن معركتها ضد الفساد والمفسدين «ليست مرتبطة بما جرى في قضايا الميراث العائلي الخاص بي، وإنما الأمر منفصل تماماً عن هذه القضية ولا علاقة له بطلب اللجوء السياسي في بريطانيا». وأضافت «أرفض التخلي عن طلب اللجوء السياسي مقابل منحي جواز سفر دبلوماسياً»، معلنةً أنها تدرس تأسيس جمعية أو تيار يدير معركة محاربة الفساد والمفسدين في المملكة السعودية. وقالت «أنا من العائلة الملكية وتعرضت لكثير من المضايقات من قبل متنفذين وفاسدين في مؤسسات الدولة»، وأضافت «إذا أنا تعرضت لأفعال كهذه مسيئة لحياتي الانسانية والاجتماعية، فكيف حال المواطن السعودي الذي لا نسمع صوته وأنينه من ممارسات غير اخلاقية أو انسانية؟».
وبعدما شددت على أن «السعودية بحاجة ماسة إلى بدء عملية محاسبة القضاء الفاسد، وطرد القضاة الفاسدين»، أكدت أن واجبها الوطني تجاه بلادها وأمتها «يحتم عليّ أن أبادر إلى العمل في القضايا الحقوقية والاجتماعية والثقافية لخدمة الشعب السعودي وحريته». وأوضحت أن «هناك استحالة في اعطاء نتائج مرجوة اذا بقي انتقادنا سرياً أو في الغرف المغلقة». وأضافت «الانتقاد السري غير العلني يعطي ملاذاً آمناً للفاسدين للاستمرار في أفعالهم السيئة على حساب الوطن والمواطن الذي يتضرر من هذه القوى الخفية الفاسدة التي تعوق التنمية والتطور في بلادي». وأكدت أنها تؤمن بما «أجمع البشر على احترامه وهو العدل والحرية وحفظ الكرامة الانسانية واستقلال القضاء والشفافية في المحاسبة والمشاركة الشعبية في بناء الدولة ومؤسساتها». وأضافت «أؤمن بكل يقين أن الدين الإسلامي فيه منظومة كاملة تحمي هذه المبادئ وتضمن تحقيقها ولكن بشرط أن يجتهد الجميع حكاماً ومحكومين في الأخذ بتعليمات هذه التشريعات التي تضمن تحقيقها ولا يكتفي بزعم تطبيق الشرع بالشعارات».
وتمنت الأميرة سارة على القيادة السياسية في السعودية أن «تعمل فعلياً على استقلال القضاء وفرض سلطته على كل شؤون الدولة»، مشددةً على أن «العدل لا يمكن تحقيقه إلا بذلك». وأضافت «لكي يكتمل هذا المدخل للعدل، لا بد من حل أكثر الملفات سخونة في البلد وهو ملف المعتقلين السياسيين وغير السياسيين». وأعربت عن اعتقادها بأن «أفضل حل لمشكلة المعتقلين هو تطبيق نظام الإجراءات الجزائية»، مبديةً استغرابها «كيف تقره الدولة ويوقع الملك على اعتباره نظاماً ولا يطبق على المعتقلين». وقالت «لقد أخبرني من اطلع على النظام (الاجراءات الاحترازية) أنه جمع بين عدالة الإسلام والتجربة البشرية المفيدة في ضمان حقوق الناس. ولهذا لا أرى أحداً يعترض على تطبيقه على كل المعتقلين مهما كانت اسباب اعتقالهم وفي مقدمتهم من يعتقد أنهم معتقلو الرأي».
ومن بين المطالب الاضافية التي تحدثت عنها الأميرة السعودية، التي ترفض القول إنها انشقت عن العائلة المالكة، المزيد من حرية التعبير في السعودية، وتخفيف قبضة الدولة على الإعلام تدريجياً إلى أن يصبح الإعلام مستقلا كله عن الدولة. وقالت «لا يوجد في العالم حرية مطلقة، وبالتالي فإنني أذكر بأن هذه الحرية يجب أن تكون تحت مظلة القضاء السعودي المستقل الذي ينظمها وينظر في من يخالف بحيادية بدل تركها لمزاجية بعض القضاة الذين يحكمون إما وفق أهوائهم الشخصة أو بتوجيهات سياسية». كذلك شددت سارة على أهمية «حرية إنشاء الجمعيات والمؤسسات الحقوقية والخيرية وغيرها من النشاطات المدنية السلمية التي تشكل بمجملها المجتمع المدني التنموي الذي يدل على الرقي والتطور الحضاري في الدول».
وأكدت سارة بنت طلال أن القضاء على الفساد الاداري في السعودية «يحتاج أولاً إلى الشفافية واطلاع الشعب السعودي على الحقائق الاقتصادية والسياسية والتنموية، وتمكين المواطن من معرفة المعلومة التي يريدها عن وطنه بكل حرية وشفافية». وحذرت من أن «اخفاء الفساد وحماية الفاسدين يعطلان العملية التنموية بشكل كامل لعشرات السنين»، مؤكدةً أن السعودية تمتلك «مقومات لنهضة تنموية جبارة ولا ينقصنا أي أمر سوى التنمية البشرية وتوفير ما يحقق للشعب السعودي تطلعاته من خلال الاستفادة من عوائد النفط بشكل ممنهج وواضح لا استغلال فيه او تضيع الاموال على مشاريع وهمية». وفي السياق، طالبت «بجهاز محاسبة مستقل يشرف على صناديق المشاريع الحقيقية».
وشددت على أن «إنشاء جهات مستقلة تعمل على الرقابة والمحاسبة لا يحصل إلا بمشاركة كاملة من خلال تشكيل هيئات المجتمع المدني حيث تصل للمسؤولية من خلال إحدى وسائل الانتخاب التي تناسب واقع المملكة وطبيعة مجتمعها». وأكدت أن «المجتمع السعودي يتمتع بديناميكية رائعة. وهو مواكب لمتغيرات العصر بشكل يدعو الى الاعجاب ولا ينقصه الا اتخاذ القرار السياسي»، داعيةً إلى «تأسيس مجلس شورى أو مجالس مناطق سعودية منتخبة أو لجان منتخبة». وقالت «على السعودية أن تدخل في عصر الانتخاب، وأن نقبل جميعنا بمبدأ الانتخاب واختيار مجالس تمثيلنا أولاً، ثم نحدد التفاصيل لاحقاً». وأكدت أنه «إذا حققنا الحرية والعدالة والمشاركة السياسية والشفافية والمحاسبة في السعودية، فسوف نحقق التنمية الصحيحة ونستطيع حل مشاكل البطالة والفقر وغيرها من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والتحديات الوطنية».


أوضحت سارة بنت طلال أنها تستمر في تواصلها مع قيادات في السعودية، من دون أن تذكر ما إذا كان الملك عبد الله بن عبد العزيز من بينهم. وأضافت «يتقبلون الانتقاد الذي أقوله، وقد اوصلت من خلالهم أن استغلال النفوذ في مؤسسات المملكة ليس قوة وإنما هو ضعف وعمل جبان وقلة حيلة». 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عربيات
جريدة الاخبار ـ العدد ١٧٦٠ الاربعاء ١٨ تموز ٢٠١٢

الثلاثاء، 10 يوليو 2012

زحلة




زحلة: رقص سياسي على إيقاع طبول الانتخابات



غزل مستقبلي لإلياس سكاف (أرشيف)
 عفيف دياب
تتخبّط القوى والشخصيات الحزبية والسياسية والمالية في زحلة في رسم مسار تحضيراتها للانتخابات النيابية المقبلة. خلافات واختلافات سياسية وغزل مباح وآخر «محرّم»، زادت الأمور تعقيداً في عروس البقاع التي تقرع طبول حربها الانتخابية
تعددت أشكال الزيارات السياسية لعروس البقاع وأهدافها أواخر الشهر الماضي. ضاعت «الطاسة» عند الجمهور الذي لم يخرج بعد من قراءة أسباب هذه الزيارات، وسر الصراع على المدينة ومنطقتها. سرّ تحول الى أحجية تعددت حوارات فك ألغازها، لكنها لم تزدها إلا تعقيداً. زحلة المأزومة سياسياً اليوم، أدخلت كل الاطراف الفاعلة على ارضها في عنق الزجاجة. الإرباك سمة واضحة عند الجميع.
فلا النائب ميشال عون استطاع «ترييح» اجواء المدينة وحسم خياراته الانتخابية التي كانت منتظرة منه، إذ لم يكن متوقعاً أن يقصر هدف زيارته على التحذير من تبعات سقوط النظام السوري. أما رئيس حزب الكتائب أمين الجميل، فلم ينجح في تبديد الغيوم السوداء وإخراج حزبه وجمهوره من المواقف المتنوعة. ولا قائد القوات اللبنانية سمير جعجع حقق ما يريده في المدينة، بسبب تواصله معها من بعيد، وعبر ممثلين لم ينجحوا في تنفيذ أجندته الزحلاوية، كما أن ابن المدينة، رئيس الكتلة الشعبية الياس سكاف، لم يستطع حسم خياراته نهائياً مع 8 أو 14 آذار او في الوسط، ولا الوزير نقولا فتوش يمكنه فتح نقاش حقيقي وصريح مع جمهوره حول سر تحولاته السياسية السريعة والمتناقضة، فيما وضع حزب الله وحركة أمل ليس أفضل حالاً، إذ إنه لا يمكنهما التدخل في ترتيبات البيت السياسي الزحلاوي، لحسابات جد طائفية. وهما وضعا في عقلهما الباطن خطاً أحمر يمنعهما من التدخل الإيجابي الواضح والصريح. حالهما كحال تيار المستقبل، العاجز عن دخول بيوتات زحلة ليقول كلمته غير المسموعة أصلاً في هذه الايام، وضياعه بين الطموح إلى التحالف مع سكاف، أو الاستمرار في «الحلف المقدس» مع القوات اللبنانية.
سكاف وخياره
قوس قزح زحلة هذا، المربك بألوانه السياسية للجميع، استوجب من بعض القوى الحزبية وضع تصورات للمرحلة المقبلة، لتضع الأحجار الأساس لبناء تحالفات انتخابية. وتبرز هنا قراءات الياس سكاف، الذي يتفرج عن بعد على حركة زوار المدينة، ومدى تأثيرها على القواعد الشعبية. وخلصت قراءة سكاف الأولية الى أن افضل السبل لاستعادة موقع تياره النيابي تكون عبر الاستقلالية في اتخاذ القرار الانتخابي المحلي، والوقوف على مسافة واحدة من الجميع، حتى لو أدى ذلك الى «زعل» بعض الأصدقاء والحلفاء. ويكشف سكافيون أن «الكتلة الشعبية» حسمت، حتى الآن، خيارها «المستقل في نسج علاقات تحالفية انتخابية لا تشبه تلك التي حصلت عام 2005، ولا اعادة استنساخ تحالف 2009». ويوضح هؤلاء أن «افضل» ما يمكن فعله اليوم هو «بناء تحالف انتخابي يحاكي مطالب زحليين يفضلون استعادة القرار النيابي الى المدينة». ويؤكدون ان سكاف «قطع شوطاً كبيراً في رسم صورة تحالفاته الانتخابية المفترضة حتى الآن». يلفت مقربون من سكاف الى ان رئيس الكتلة الشعبية أنجز مشاوراته مع قواعده الشعبية في زحلة والبقاع الأوسط، وانه وضع تصوره لشكل تحالفاته ومضمونها، و«لن يعلنها قبل أوانها». ويكشفون أن سكاف التقى جمعاً «لا بأس به من قواعده الشعبية في سعدنايل ومجدل عنجر وبرالياس وقب الياس وجديتا ومن أحياء زحلة، طالبه بالاستمرار في خطه الانتخابي المستقل».
«ضغوط القواعد الشعبية» على سكاف للابتعاد عن تحالفاته الانتخابية السابقة، يتابعها التيار الوطني الحر عن بعد، ومن دون اكتراث أحياناً. فالعونيون في زحلة لا «يستحبون» اعادة التحالف مع سكاف، الذي ذهب، في نظرهم، بعيداً في خياراته السياسية، ولا يمكن الرهان على اعادة بناء علاقة حتى لو كانت انتخابية مرحلية. ويوضح مسؤولون في التيار العوني في المدينة أن التحالف الانتخابي مع سكاف «أصبح معقّداً اكثر بعد زيارة الجنرال الى المدينة، ورفض سكاف لقاءه رغم محاولات التقرب منه». ويكشف هؤلاء أن عون كان ينتظر قبل زيارته الأخيرة الى زحلة اتصالاً هاتفياً من سكاف ودعوته لزيارة منزله و«الجنرال كان قد أبلغنا أنه سيزور سكاف في منزله اذا تلقى دعوة منه». ويؤكدون أن عدم إقدام سكاف على هذا الأمر «أكد لنا أن قرار إنهاء العلاقة في ما بيننا اصبح واقعاً وفعلاً ولسنا مسؤولين عنه».
عونيو العروس
محاولات رأب الصدع بين عون وسكاف التي اصبحت صعبة التحقق، فتحت الباب امام التيار البرتقالي في زحلة لنسج تحالفات انتخابية تبدأ مع فتوش ولا تنتهي عند عائلات سياسية في المدينة والبقاع الأوسط. حتى إن خيار خوض المعركة على نحو منفرد ليس مستبعداً. وفي حال تحقق هذا الخيار، فسيكون مشابهاً لمعركة الانتخابات البلدية في زحلة، حيث خاض مرشح التيار طوني ابي يونس معركة إثبات الوجود العوني، وقد أظهرت الأرقام التي حصدها يومذاك أنه قوة لا يستهان بها. ويقول عونيون في زحلة إنهم يفضلون خوض المعركة الانتخابية النيابية من دون تحالف سياسي مع احد. ويلفتون الى أنه في عام 2005 حقق التيار فوزاً كاسحاً «لأنه رفض الانصياع لقرارات لا تلبي طموحات جمهوره». هذا الرأي العوني يراه بعض البرتقاليين الزحليين بعيداً عن واقع البقاع الأوسط الجديد. فبعض التيار لا يزال يدرس كافة الاحتمالات «الواقعية» مع إطلاق التحضيرات التقنية للانتخابات النيابية المقبلة. وخلصت بعض القراءات العونية في زحلة الى:
1 ــ صعوبة التحالف مع تيار سكاف من دون نيل الحصة الوازنة للتيار في تحالف كهذا: مقعدان للتيار وآخران لسكاف وخامس لإحدى العائلات السنية، والسادس لتحالف امل وحزب الله، والسابع من حصة فتوش.
2 ــ عقد تحالف انتخابي مع فتوش وعائلات زحلية وتنسيق انتخابي مع حزب الله وعدم إحراجه في العلاقة مع سكاف، أو الطلب منه فك التعاون الانتخابي بينهما.
3 ــ خوض الانتخابات على نحو مستقل مع عقد سلسلة من التعاون الانتخابي وتبادل الأصوات مع مختلف القوى السياسية والحزبية.
«المستقبل» وسكاف: الغزل الحرام
الخلاف العوني ــ السكافي يتابعه عن كثب تيار المستقبل، و«يحوم» حوله لتغذيته، ويرسل التيار الأزرق إشارات ايجابية إلى مقربين من سكاف، موحياً من خلالها بإمكان عقد التيار تحالفاً انتخابياً مع الكتلة الشعبية. ووصل البعض إلى حد القول إن تيار المستقبل على استعداد لتحالف كهذا ولفك الارتباط الانتخابي مع القوات اللبنانية وحزب الكتائب في زحلة. هذا الكلام غير الرسمي من تيار «المستقبل»، وإنما الصادر عن مسؤول محلي في البقاع الأوسط، يلقى ترحيباً من قائد مركزي في «المستقبل» رحب بالفكرة وبأهمية البناء عليها خلال الفترة التي تفصل عن الموعد النهائي للانتخابات المقبلة. وينقل زوار هذا «القائد» أنه مع «تطوير فكرة التحالف مع سكاف على أن تنضم القوات اللبنانية اليه اذا وافقا». ويضيف: «سكاف اصبح بعيداً عن 8 آذار وليس مع 14 آذار، ومن مصلحتنا التحالف في زحلة مع مستقلين، وتشكيل لائحة تضم اقلية حزبية». ويردف: «أرسلنا اشارات ايجابية إلى سكاف، لكن حتى الآن لم نتلقَّ منه رداً واحداً. نتفهم حساسية الأمر عنده، لكن لا يمكنه استعادة حضوره السني من خارج تيارنا».
غزل المستقبل مع تيار الياس سكاف في زحلة يقلق القوات اللبنانية وحزب الكتائب، اللذين يتخوفان منه، رغم اقتناع القوات باستحالة تحالف كهذا. ويقول ناشط قواتي في زحلة إنهم يتفهمون غزل تيار المستقبل لإلياس سكاف و«مستحيل أن يوافق (الرئيس) سعد الحريري على فك التحالف الانتخابي معنا في كل لبنان، مقابل التحالف مع سكاف في زحلة». ويكشف أن حزبه يرحب بابتعاد سكاف عن عون «لكن هذا لا يعني ان سكاف صار معنا او نحن معه». ويلفت الى أن القوات اللبنانية وتيار المستقبل وحزب الكتائب سيخوضون الانتخابات في زحلة «كتلة واحدة، ومن يُرِد الانضمام الينا فعليه أن يكون من صلب مشروع 14 آذار». ويضيف «نتفهم حركة حليفنا تيار المستقبل ومساعيه للتقرب من سكاف، ونتابعه عن كثب، لكنه لا يخيفنا، لأننا نعرف أن القرار الانتخابي ليس بيد مسؤول في المستقبل في البقاع».

الحزب الصامت ولمّ الشمل
غزل تيار المستقبل برئيس الكتلة الشعبية في زحلة الياس سكاف، ثم الكلام الإيجابي الذي أطلقه الرئيس أمين الجميّل بـ«الياس بك»، يراقبه حزب الله عن كثب، وهو غير القلق أو الخائف من أن يذهب سكاف بعيداً في خياراته السياسية. الحزب مطمئن كثيراً إلى حركة سكاف ويتفهمها كاملاً. ويقول مقربون من الحزب في البقاع إن «لسكاف حسابات زحلاوية بحتة، والرجل لا يقلقنا أبداً ونتفهم بعض مطالبه». يضيفون أن لرئيس الكتلة الشعبية قراءة للانتخابات النيابية المقبلة، «وهو لم يتخلّ عن قناعاته في السياسات الوطنية الكبرى، أما الدخول في الخصوصيات الزحلاوية، فهذا أمر لا يعنينا».
حزب الله الفاعل على الساحة الانتخابية في البقاع الأوسط من خلال قوته الانتخابية التجييرية، عمل ويعمل على إعادة ترطيب الأجواء بين عون وسكاف. ويقول متابعون إن الحزب يعمل على خط مستقل لتقريب وجهات النظر بعيداً عن الإعلام، وإنه استمع إلى وجهات نظر الطرفين، «لكن لا شيء تحقق حتى الآن، ولا استحالة في إعادة لمّ الشمل».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جريدة الاخبار ـ سياسة
العدد ١٧٥٣ الثلاثاء ١٠ تموز ٢٠١٢

سارة بنت طلال




لهذا طلبت سارة بنت طلال اللجوء


الأميرة السعوديّة تؤكّد التعرّض لمضايقات... وتحمّل رئيس الديوان الملكي المسؤولية 

عفيف دياب
 سارة بنت طلال خاضت معركة قضائية ضد شقيقها الامير تركي في لبنان ومصر وسويسرا
أزمة جديدة داخل العائلة الحاكمة السعودية، بطلتها هذه المرة الأميرة سارة بن طلال بن عبد العزيز، بعدما قدمت طلباً للجوء إلى بريطانيا، متهمةً السلطات السعودية بالتضييق عليها.
*****
أكدت الأميرة السعودية، سارة بنت طلال بن عبد العزيز آل سعود، لـ«الأخبار» الأنباء التي تحدث عنها المغرد السعودي «مجتهد» منذ نهاية الشهر الماضي عن تقدمها بطلب لجوء سياسي إلى المملكة البريطانية المتحدة. وقالت سارة، في اتصال هاتفي مع «الأخبار»، إن تقدمها بالطلب جاء بعد سلسلة مضايقات تعرضت لها من أفراد في العائلة المالكة، فضلاً عن الفساد المستشري داخل أجهزة المملكة. وأوضحت أن السفارة السعودية في العاصمة البريطانية رفضت تجديد جواز سفرها «لأسباب أجهلها»، متحدثةً عن «تصرفات سيئة تحصل داخل مراكز القرار في المملكة السعودية تسيء إلى المملكة ودورها وتاريخها».
وحمّلت أسباب طلبها اللجوء السياسي إلى بريطانيا لرئيس الديوان الملكي خالد التويجري، «الذي فتح على حسابه الخاص ويتصرف بطريقة لا يعرفها الديوان ويعطي أوامره وفق حسابات خاصة به، وأصبح مايسترو في مساعدة الآخرين في التعدي على القضاء (السعودي) والتدخل في عمل سفارات المملكة». وطالبت بردّ اعتبارها المعنوي، مشيرةً إلى أنّ «على المملكة تفسير أسباب عدم تجديد جواز سفري، رغم كل ما قدمته من أوراق ومستندات ثبوتية وقانونية».
وأوضحت سارة بنت طلال أنه «في 15 أيار الماضي، أرسلت رسالة إلى الملك (السعودي) وولي عهده أشرح لهما الوضع المتأزم، وأهمية تدخلهما السريع للحدّ من الحسابات الخاصة في عمل السفارات ومؤسسات الدولة». واستغربت سارة بنت طلال «كيف يسمح لمسؤولين كبار في المملكة السعودية استخدام المرافق الحيوية لمصالحهم الشخصية». واتهمت بعض الوجوه البارزة في المملكة بأنها «تحاول تشويه سمعتي واختلاق أسباب سياسية بعدما ارتفع صوتي مطالبة بوقف الفساد ومحاسبة المخالفين للقوانين المرعية الإجراء»، لافتةً إلى أن مسؤولين كباراً ودبلوماسيين وقضاة شرعيين في السعودية «يشوهون سمعتي وبأني مرتبطة مع إيران وحزب الله وأنفذ أجندة المعارضة السعودية والقول إنني أعمل وفق تعليمات دول وجهات ليست على علاقة طيبة مع المملكة السعودية».
ونفت سارة بنت طلال بن عبد العزيز صحة هذه الاتهامات، مؤكدةً أنها «سياسية، وتهدف إلى حرف الأنظار عن أسباب مطالباتي المتكررة بوضع حد للفساد الإداري في المملكة». وأضافت: «من حقي الدفاع عن نفسي ومواجهة الفساد الإداري في بعض مرافق الدولة»، مشيرةً إلى أن الأسباب المذكورة أعلاه وغيرها من الأسباب الأخرى «هي التي اضطرتني إلى طلب اللجوء السياسي في بريطانيا».
لكن ذلك لم يمنعها من التشديد على «ارتباط وثيق» مع عمها الملك السعودي، بقولها: «أحترمه كثيراً، كما احترم الشعب السعودي الكريم، وطلبي للجوء السياسي لا يغير من احترامي لهما».
الجدير ذكره، أن سارة بنت طلال بن عبد العزيز، خاضت معركة قضائية ضد شقيقها الأمير تركي في لبنان ومصر وسويسرا، إضافة إلى معركة قضائية ضد قاضي العائلة المالكة، أحمد العريني.
وقد روى المغرد السعودي «مجتهد» على حسابه على موقع «تويتر» الكثير من التفاصيل التي دفعت سارة بنت طلال إلى طلبها اللجوء، من بينها تفاصيل ما تعرضت له منذ خروجها من المملكة في عام 2007، ومحاولة تجفيف مصادر أموالها من قبل والدها بالتعاون مع خالد التويجري، قبل أن يفشل هذا المخطط في أعقاب وفاة والدة سارة وتركها إرثاً لها. هذا الإرث كان وفقاً للتفاصيل سبباً في تفاقم الأزمة، وخصوصاً بعدما عمد قاضي العائلة أحمد العريني إلى تزوير صك يفيد بتنازلها عن نصيبها في الإرث، وهو ما أدى إلى رفع دعوى عليه في مصر ولبنان. وبينما نجح تدخل الديوان الملكي في إقفال ملف القضية في مصر، لا تزال الدعوى منظورة أمام القضاء اللبناني. وفي السياق، كشف «مجتهد» عن تعرض القاضي المكلف القضية لمحاولة رشوة قبل أن تقود كافة المحاولات اليائسة إلى عرض شيك على بياض على سارة بنت طلال عبر محاميها «شرط سحب القضية».
لكن الأخيرة رفضت. أما السبب، فلفت «مجتهد» إلى أن «سارة استفسرت عن العرض، هل هو من الملك شخصياً أم من التويجري، وتبين أنه من التويجري، فركبتها نعرة آل سعود، وقالت لو أعطاني التويجري ملياراً فلن أقبل».
ولفت «مجتهد» إلى أن خبر تقديم سارة للجوء أربك الأسرة الحاكمة. ووفقاً لـ«مجتهد»، فإن «رد الفعل الأولي من جهات عليا كان بتكليف السفارة تشويه سمعتها، وقلب القصة عليها وبذل كل جهد لإقناع السلطات البريطانية برفض الطلب من أساسه». كذلك ذكر المغرد السعودي أنه «صدر تكليف من الملك بالتحقيق مع الجهات المعنية التي قامت بتضليله، وقدمت تقديراً خاطئاً بأن تهديد سارة بطلب اللجوء غير جاد».

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جريدة الاخبار ـ عربيات
العدد ١٧٥٣ الثلاثاء ١٠ تموز ٢٠١٢

السبت، 7 يوليو 2012

ارتعاشة الآه





ارتعاشة الآه
الصيف أسوء مواسم الغياب
كيف أضم يديّ إلى صدري دونكَ.. في هذا الحر
................
كلّما تذكرتكَ تقمّص عطركَ شكل جسدي
فأجمع من بقايا رائحتكَ جداولاً
هربت من ملامحكَ
هذه التفاصيل المنثورة على جسدكَ لي
والآه المرتعشة في حقل رغبتكَ لي
وبوح روحكَ لي
ينزف الحنين من أصابعي
فيرتجف الأرجوان النائم فيك
         ............
أشتاقكَ كالشمس التي تبتسم بين أصابعكَ
كالفراش الغافي على عنق السنابل
أشتاقكَ حتى ليكاد الخمر يشرب المطر
               ........
أيها المتوحد بتعددي ..والمتعدد بوحدتي
دعنا على شقائق شفاهكَ..و نوارس قلبي نصلي
لنخلق أنبياء الوقت والرماد
                ........

أخلع على هونٍ جسدي وأنا الأشتهيكَ عاري الذاكرة إلا مني
أنحني كما الزنبق على شفتيك..بين يديك
كم أحن إلى صلاتكَ ..قيامكَ.. قعودكَ
وخشوعكَ
وحزنكَ الشتائي الشهي
وجسدكَ القمحي..القصيدة
يحيطكَ بخار أنفاسي ليتشكل الغيم
ويلقيني في أرضكَ شمساً
ويلقيكَ في صدري قمراً
وأغتسل معكَ بكَ ..فتولد الحياة
        ......
أيها الموغل في الحب هبني من صمتكَ
اليبوحني صوتي
لأوقد القصائد وأهزم السبايا المتعبدات على شرفات عينيك
                   ......
يا قرص شمسكَ
الكلّما صلّت لعينيّ
قام كأس النبيذ حياً.. وصام المطر
أحبكَ ويغفو الكلام
وينام القمر.
(يسرى)

الخميس، 5 يوليو 2012

سورة عمركِ




   
        سورة عمركِ

اكتب سركِ فوق سماء الله..
ترسمين وجهي 
على شاطيء بحركِ
وترفعين السماء.
****
حروف لغتكِ
تمشي فوق صدري العاري
 ****
ارتشف نبيذكِ
ملائكة السماء
تنزل عارية الا من طيف جسدكِ.
****
قمح حقول الله
سنابل فوق سجادة صلاتكِ
اسجد لوجهكِ
واخلع قميصي راية..
فوق سارية قبلتكِ
**** 
انتِ
 صلاة اله في غار محمد..
عليكِ السلام
يوم ارتشف نبيذي
من شفتيكِ
****
تزرعين الحياة
في رمل الصحراء
آية..
وسورة عمركِ
بسملة الله!
(عفيف)

الأحد، 1 يوليو 2012

لو أصغى للموسيقى



لو أصغى للموسيقى



 محمد علي شمس الدين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سيموت الجنرال
وفي جفنيه
حرائق لم يشعلها
وحروبًا
ما زالت تنعق كالغربان بمسمعه
سيموت غدًا
ودماء القتلى
تملأ مخدعه
وتسيل على أطراف أصابعه
سيموت الجنرال
حتمًا سيموت الجنرال
وسيرعبه الموت
كما أرعب في الماضي قتلاه
ويفاجئه
كمفاجأة العسس الليليّ لصرعاه
وسيُنشِب في عينيه
مخالبه الزرقاء
وفي كفّيه مسامير النقمة لكن
لو كان الجنرال
أقلّ علوًا
لو أصغى للموسيقى
لجناح الطائر
وهو يمرّ كسهم فوق الوادي
لغناء الرعيان
وهم خلف القطعان
إلى المرعى
لو كان له قلبٌ
يضحك أو يبكي
ويصلّي حين ينام
لو كان له شعب
غير الأغنام
لغَفا
ولكان الموت
أقلّ سوادًا
في عينيه.





نبض



           نبض

  نبض قلبك يهز السماء.
  كوني فرحاً.. وشمساً.
  رياح الارض تعصف
   بنجمة صوتك..
   تمشين روحاً
  فوق بلاد الاهات..
  قمر وجهكِ
  يرسم حكايات الليل.
 حَملت دوالي كرومنا
عناقيد الملائكة..
  رسمت نبيذا فوق شفتيك  
  وسرقها لاله.
                               (عفيف)

الأحد، 10 يونيو 2012

انت خائن









الى زياد الحمصي: أنت خائن
عفيف دياب
مهما فعل زياد الحمصي، سيبقى في نظر شريحة كبيرة من مجتمعه عميلاً لاسرائيل، وفتح معها قناة اتصال نسفت كل تاريخه النضالي ــ المقاوم. سقطة زياد الذي اعترف بعمالته في الدقائق الاولى لتوقيفه قبل 3 سنوات، اعطى لها تبريرات بقيت من دون ادلة اخلاقية (على الاقل) تعطي تفسيراً واضحاً ومنطقياً، او تبريراً مشروعاً لفعلته التي لن ينساها اهل بلدته المقاومة، ولا رفاق دربه، ولا اصدقاء تاريخه السياسي على طول جبهات مواجهة العدو الاسرائيلي
قرار محكمة التمييز العسكرية باطلاق الحمصي والاكتفاء بمدة توقيفه، لا يعني البراءة من تهمة العمالة او خيانة اهله. زياد يعرف في قرارة نفسه ذلك جيداً. ويعرف أيضاً ان ما يقوله علناً من انه بريء، ليس الا محاولة منه لاعادة تلميع صورته التي تشوهت في وجدان مجتمعه منذ ان اعترف في الدقائق الاولى لتوقيفه بعمالته. وهو يعرف أيضاً ان «خلايا» ضميره تؤنبه على سقطته وهو الذي يملك من الوعي السياسي ما كان يسمح له بالصمود امام هجمة الموساد الاسرائيلي عليه. وهو، أيضاً وأيضاً يعرف انه بمجرد الموافقه على العمل مع الموساد، اتخذ قرار الخيانة عن سابق تصور وتصميم.
خان زياد الحمصي تاريخه اولاً ورفاقه الشهداء ثانياً، وثالثاً كل المقاومين الاحياء، وحكماً لا يحق له اليوم ولا غداً الادعاء انه بريء من فعلته القبيحة. ولا يحق له ايضا تشويه الحقيقة لكي يستعيد صورة جميلة تمزقت، وهو النرجسي في صناعة «ترويج» نفسه مقاوماً بلا حدود.
لن يستطيع زياد الحمصي بعد الافراج عنه ان يغش مجتمعه مرة ثانية. ولن يستطيع بعد اليوم ان «يضحك علينا» واقناعنا بأنه كان سيقلد رأفت الهجان وتنفيذ عمل بطولي تفتخر به الامة، فهو مهما قال وفعل، سيبقى في نظر بيئته الاجتماعية والسياسية التي كانت تحتضنه مقاوماً، عميلاً خانهم من اجل ثلاثين من الفضة. واذا كان فعلاً وفياً لتاريخه النضالي (اصبح هذا التاريخ يحتاج الى نقاش وتدقيق) فان قمة الوفاء تكون اولا الاعتذار العلني امام اهله ومجتمعه عن خيانته الكبرى بدل تشويه الحقيقة التي يعلم تفاصيلها الدقيقة.
لن يصدّق احد في سعدنايل والبقاع، ولا في الجنوب ولبنان، ان زياد لم يسقط في اتون العمالة والخيانة، فلا فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي اعطاه صك البراءة، ولا استخبارات الجيش فبركت له ملفا امنيا، بل هو من اعترف بسقطته. وهو يعرف انه مارس فعل الخيانة لاكثر من سنة قبل ان يلجأ الى اصدقاء له لمساعدته عند حزب الله او الى فرع المعلومات لتبرير فعلته السوداء.
لن يصدق احد في سعدنايل والبقاع، ولا في الجنوب ولبنان ان زياد الحمصي لم يخن تاريخه. واذا قدر له اقناع البعض انه كان بطلاً وخرق العدو، فهو حكماً لن يقنع معن بشور واسماعيل سكرية وبشارة مرهج وهدى جمال عبد الناصر وعبد الرحيم مراد وفاروق دحروج وسامي عبود واحمد الخطيب وانطوانيت بشارة وملحم صليبا ومئات المقاومين في سعدنايل وعرسال والقرعون ومشغرة وبعلبك وكفرشوبا والنبطية وصيدا وو... ولن يستطيع نيل غفران المرحوم المفتي المقاوم رؤوف القادري الذي توفي وهو لا يطيق سماع اسم زياد بعد فعلته، ولا المرحوم محمود الشوباصي الذي رحل قبل اشهر وهو يأسف على خيانة من كان يرى فيه قدوة في المقاومة والنضال.
لن يصدق احد زياد الحمصي بعد اليوم، فلا نحر الخراف والاناشيد الثورية، ولا لافتات التمجيد ستمحو من ذاكرة اهل سعدنايل والبقاع خيانتك لهم. ولن تنفع بعد اليوم صورك امام حطام الدبابات الاسرائيلية في بيادر العدس سنة 1982. واذا كان مجتمعك لا يعرف حقيقة هذه الصور، فإن هناك مقاومين يعرفون سرها يوم كانوا يلملمون اشلاء شهداء الجيش السوري والجبهة الشعبية وفتح والحزب الشيوعي بعدما سطروا ملحمة بطولية ضد العدو الاسرائيلي، فيما أنت سطرت «ملحمة صور» تعرف حقيقتها جيدا.
زياد الحمصي.. اعتذر لأهلك عن فعل خيانتك لهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(الاخبار ـ 2 حزيران 2012 )

انتاج العمالة وحمايتها






نظام إنتاج العمالة.. وحمايتهاSample Image

د. خالد حدادة

(تحية إلى المقاوم عفيف دياب)  

لقد كانت سوريا على الدوام، وفي لحظات تماسكها كدولة، ضامناً مكلفاً من الأطراف الاقليمية والدولية لإبقاء حالة من السلم الأهلي، مضبوطة على إيقاع النظام السوري السائد. وحين يكون التوافق الاقليمي - الدولي غائباً، تتحول النظرة الى سوريا والعلاقة معها الى عامل من عوامل الحرب الأهلية المستمرة في لبنان وتدخل معها دول إقليمية أخرى، من السعودية الى إيران الى الكيان الصهيوني، عوامل مؤثرة في «التوازن الطائفي» اللبناني.
وتكفي الإشارة الى مثلين، الأول في نهاية السبعينيات وخلال الحرب الأهلية، حين تناوبت القوى السياسية - الطائفية في لبنان على نسج العلاقة مع سوريا كأساس في التوازن الداخلي للحرب الأهلية وذلك عبر مسار ما قبل اتفاقية كامب ديفيد وما بعدها. والثاني، خلال مرحلة التوافق الاقليمي - الدولي ضد صدام حسين، والذي أنتج اتفاق الطائف المجير في تطبيقه للنظام السوري.
أما اليوم، فإن لبنان يعيش مرحلة الذروة في ميدان علاقته بسوريا. إجماع على الوصاية من قوى البرجوازية على مختلف استقطاباتها الطائفية وخلاف على طبيعة الوصي، فيندلع الصدام المسلح بخلفية الانحياز، للطرف السوري المعارض أو «الثائر» (مسكين تشي غيفارا) أو للنظام السوري المتمسك بقواعد عمله حتى النهاية.
ويمتد الاصطفاف اللبناني ليتوغل في عمق الانقسام الاقليمي - الدولي، من امتداد حتى تركيا والسعودية والولايات المتحدة (وإسرائيل) الى طرف يمتد من دمشق الى ايران وروسيا والصين.
وفي هذا الإطار، يتحول لبنان مجدداً الى ساحة، وهو في تاريخه الحديث وعلى الأقل منذ انحياز كميل شمعون الى «حلف بغداد»، لم يكن إلا ساحة تشبه كل شيء إلا الوطن...
والسؤال الأهم والمكرر: هل بإمكان هذا النظام وفي ظل الطبيعة الطائفية للدولة أن يكون إلا ساحة... الجواب واضح منذ ما قبل الاستقلال في العام 1943. إن الأساس الطائفي للدولة في لبنان، لا يمكنه تحويل مشروع الوطن، الى وطن وهو سيكون دائماً أداة الاستقطاب الاقليمي لـ«الطوائف»، وسيكون السلم الأهلي فيه غير ممكن لانعدام التوازن في ظل هذا النظام.
فالطبيعة الملازمة لهذا النظام لا تؤمن له الاستقرار إلا في إطار شرطين متلازمين: الأول، وجود طائفة مهيمنة (المارونية السياسية كمثال حتى نهاية الخمسينيات وبوهن حتى نهاية الستينيات) والثاني، توافق إقليمي ـ دولي على هذه الهيمنة وهو ما توافر في الفترة الاولى وأعيد تجديده في ظروف أخرى في أواخر الخمسينيات. ولكن ما هو مؤكد اليوم، أن تحقيق هذين الشرطين، أو أحدهما أصبح صعباً الى حد الاستحالة في الظروف الداخلية والاقليمية، ولذلك فإن محاولات البرجوازية اللبنانية المتكررة منذ ذلك الحين فشلت كلها في إعادة تركيب توازن جديد، يجدد سيطرتها على البلد ومقدراته، عبر ترميم «الدولة الطائفية» المنهارة، ووصل الأمر اليوم، الى ذروة جديدة تتجاوز بعثرة «أسس الدولة»، الى حد تهديد وجود الوطن وإلغاء مشروعه.
[[[[
هذا الكلام ليس انفعالاً، ولكنه تحذير أطلقناه منذ الانتداب الفرنسي ونضال الوطنيين والتقدميين اللبنانيين حينها، وخاصة نضال «حزب الشعب» ضد مشاريع الانتداب الفرنسي وتحديداً مشروع الوظيفة التي حددها هذا الانتداب، «للدولة الطائفية» انسجاماً مع تقسيم المنطقة وخلق الكيان الصهيوني بالتوافق مع الاستعمار البريطاني.
وليس أكثر تعبيراً عما يجري، التحذير- المشروع، الذي حمله الشهيد الكبير فرج الله الحلو والذي عبر عنه «المؤتمر الوطني اللبناني» وما تضمنته رسالته حول مطالب الهيئات الشعبية والسياسية اللبنانية الوطنية والنقابية والاجتماعية والمركزة على ضرورة بناء الدولة الديموقراطية الوطنية كأساس لإنجاح مشروع الوطن وحماية مصالح الشعب اللبناني...
ولكن الانتداب وكل من ورثه من قوى إقليمية آثروا الوظيفة التي ترتكز على «دولة طائفية»، لتأمين مصالح هذه الدول، وليس مصلحة الشعب اللبناني، وليس غريباً في هذا الإطار، أن يبقى الشعار المعتمد هو ان قوة لبنان والمقصود حكماً هو قوة النظام، هو في ضعف دولته. وهذا الضعف هو تجاه التدخلات الخارجية بأشكالها كافة، بما فيها خاصة تجاه العدو الاسرائيلي... وقوته الداخلية بالمجمل تجاه الشعب ومصالحه وحقوقه والقوة المفرطة في حروب اهلية مستمرة دفاعاًً عن توافق مصلحة البرجوازية مع مجريات الصراع الاقليمي وتناقضاته...
إنه مشروع التفتيت المستمر للمنطقة وإن تعددت أشكاله والذي اعتمده الاستعمار منذ سايكس بيكو الى مشروع سايكس - بيكو الجديد بقيادة الولايات المتحدة... وليس أفضل من مناخ «الساحة اللبنانية» للمساعدة في إطار هذا المشروع.
[[[[
في السياق نفسه، لم تعد الخيانة الوطنية جرماً في ظل هذا النظام، فالجرم لمن يتمايز عن مصلحة الجماعة الطائفية وعن رأي زعيمها، فهو «الخائن»، أما من يرتكب فعل العمالة للخارج، لكل الخارج، فهو ليس خائناً وليس مجرماً.
الجديد اليوم، ليس احتضان الدولة بمكوناتها المختلفة للعملاء، فهم في المواقع المتقدمة للنظام ووصلوا الى أعلى الرتب فيه.
الجديد هو مستوى الوقاحة، فالخونة أبطال، ما لم يسيئوا الى «طوائفهم» أو «زعاماتهم». يُسقبلون ويُرفعون على الراحات وينثر عليهم الأرز والورد... ويقمع ويُدان كل من بقي لديه من كرامة وطنية، كما جرى مع المقاوم الاعلامي عفيف دياب، من قبل بلطجية الخائن المخفضة عقوبته زياد الحمصي وهم في الوقت عينه بلطجية القوى المذهبية التي تحتضنهم...
السؤال الطبيعي هنا، الذي يجب ان يطرحه كل المقاومين والوطنيين: هل كان رهانهم في مرحلة سابقة على إمكان بناء الدولة ومؤسساتها بأن تأخذ بعد «الطائف» جانب المقاومة رهاناً صحيحاً؟ ها هو الجيش يتعرض للتدمير المنهجي من داخل بنى الدولة الطائفية ذاتها، والقضاء يقوم بعملية تدمير داخلي متناغمة مع التدمير العام لمشروع الوطن، وربما كان أحد دوافع قرار القضاء بخفض أحكام العميلين فايز كرم وزياد الحمصي، هو إمكان تسلق للمواقع القضائية العليا في إطار توازن سياسي - طائفي، تقتضيه بنية النظام نفسه(...).
إن ما يجري اليوم هو عملية تطبيع تدريجي مع العدو الصهيوني، والتطبيع ليس قراراً مباشراً. القرار القضائي تطبيع، والتبعية الاقتصادية تطبيع، والارتهان للمشروع الاميركي تطبيع. واسمحوا لي بصراحة أكبر، بالقول إن وجود وزراء المقاومة على طاولة واحدة مع نقولا فتوش، هو شكل من أشكال التطبيع.
السؤال الكبير هنا: هل على المقاومين والأسرى وأهالي الشهداء والجرحى أن يواجهوا الأمر، بطريقة اخرى، لقد واجهوا اسرائيل وعملاءها... أما اليوم، فالنظام نفسه هو في موقع إنتاج العمالة والخيانة وحمايتها؟
نعم إن العمل المقاوم للنظام الطائفي نفسه كان وهو الآن بإلحاح أكبر هو المكمل الطبيعي لمقاومة الاحتلال وعملائه... نتمنى ألا يدفع المقاومون لممارسته بأشكال لم يعتمدوها حتى الآن... ولكن سكوتهم لن يكون طويلاً وإلا أصبحوا شركاء في الصمت.
[[[[
في الختام، لا نطلب شيئاً جديداً، اذا قلنا إن الحل يكمن في استعادة روح «المؤتمر الوطني اللبناني» الذي أشرنا اليه، وفي الدعوة الى مؤتمر وطني تأسيسي منتخب، لصياغة دستور الوطن العلماني الديموقراطي... وعبثاً التفتيش عن السلم الأهلي خارج تغيير نظام الحرب الأهلية المستدامة.

([)
الأمين العام لـ«الحزب الشيوعي اللبناني» 
افتتاحية النداء 188/ بالتزامن مع جريدة السفير (9 حزيران 2012)