السبت، 18 مايو 2013

خياط غازي كنعان الارثوذكسي




ايلي الفرزلي



عفيف دياب
قبل خروج نائب رئيس المجلس النيابي السابق ايلي الفرزلي (64 عاماً) من السلطة إثر انسحاب الجيش السوري من لبنان ربيع عام 2005، حقق نجاحات وإخفاقات متنوعة في مسيرته السياسية الطويلة منذ أن كان طالباً في كلية الحقوق في الجامعة اللبنانية، حيث تخرج منها سنة 1972. برع «الفتى» الفرزلي في أواسط سبعينيات القرن الماضي في اللعبة السياسية المحلية في زحلة. وعندما اندلعت الحرب الأهلية اللبنانية في 1975 تحول إلى «وسيط» غير معلن بين القوات السورية التي دخلت لبنان، وقادة زحلة السياسيين.
في حرب زحلة سنة 1981 أصبحت كلمة السر السورية في جيب الفرزلي. نشط في تدوير زوايا إنقاذ زحلة من التدمير. حقق مع صديقه النائب والوزير السابق خليل الهراوي إنجازات مهمة بعد أن نجح الأخير في إقناع الرئيس الراحل كميل شمعون بوجهة نظره القائلة إن زحلة محاصرة و«الجبهة اللبنانية» لا تستطيع فعل شيء لها، سياسياً وعسكرياً. فطلب شمعون من الهراوي عقد تسوية مع «السوري»، صاغ بنودها لاحقاً المحامي إيلي الفرزلي.
نجاح الفرزلي هذا لم يعطه «النعيم السوري»؛ إذ جاء الاجتياح الإسرائيلي للبنان صيف 1982، معيداً خلط الأوراق، فمكث ابن نجيب الفرزلي في بلدته جب جنين تحت الاحتلال متعرضاً لضغوطات كادت تنهي حياته السياسية قبل أن يبتدع خطة مكنته من الخروج من «سندان» الاحتلال وإعادة التنسيق مع «المطرقة» السورية التي كسرت الأبواب وشرعتها أمام الفرزلي الذي أصبح رقماً صعباً في المعادلة البقاعية، وخصوصاً في زحلة.
المحامي البارع وصاحب النفَس القصير في تدوير الزوايا السياسية، تربع على عرش «الدلال» السوري بإشراف مباشر من اللواء الراحل غازي كنعان الذي كلف الفرزلي بين عامي 1984 و1985 العمل على تعبيد الطريق لوضع الطرحة السورية على رأس عروس البقاع. حقق الفرزلي رغبة كنعان وأنقذ زحلة من حرب كان الجيش السوري سيشنها ما لم تنفذ رغباته الأمنية والسياسية. وجد كنعان في الفرزلي «مبدعاً وفناناً» في صوغ وربط أفكار سياسية، كان الأول يحتاجها لترتيب سلطته المحلية في لبنان عموماً والبقاع خصوصاً، فكانت ولادة «الجبهة الزحلية» سنة 1986 التي كلف الفرزلي رئاستها وضمت إليه خليل الهراوي وحشداً من الناشطين الزحليين في الحقل العام.
نجاحات إيلي الفرزلي على الساحة البقاعية، واحتفاظه بحسن العلاقة مع غازي كنعان وفريقه الأمني، أعطياه أدواراً كبيرة، منها ترتيب إقامة قائد القوات اللبنانية الأسبق إيلي حبيقة في زحلة بعد فشل الاتفاق الثلاثي سنة 1986. تمكن الفرزلي من إقناع الزحليين بإقامة حبيقة في مدينتهم، فكاد يدفع حياته ثمناً لذلك، يوم استهدف قائد القوات اللبنانية سمير جعجع كاتدرائية سيدة النجاة في زحلة بعبوة ناسفة سنة 1987 لاغتيال حبيقة ومعه الفرزلي وخليل الهراوي والمطران حداد. نجا الفرزلي من الاغتيال الجسدي، وبقي عصيّاً على الاغتيال السياسي حتى قفز بالمظلة السورية وعين نائباً عن مدينة زحلة بعد إقرار اتفاق الطائف، محققاً حلم والده نجيب، ووارثاً زعامة آل الفرزلي التاريخية. وتحول الفرزلي رقماً برلمانياً صعباً يمنع على أيّ أحد منافسته في دائرة البقاع الغربي وراشيا بعد نجاحه في انتخابات 1992 وما تلاها. واحتفظ بمنصب نائب رئيس مجلس النواب حتى عيّن وزيراً للإعلام في حكومة الرئيس عمر كرامي بناءً على طلب العميد رستم غزالي الذي ورث رئاسة جهاز الأمن والاستطلاع من سلفه اللواء غازي كنعان الذي كان قد بدأ يضيق على الفرزلي إثر «دعسات» ناقصة أقدم عليها خلافاً لرغبته. ومن هذه «الدعسات» محاولات تقربه من الرئيس أمين الجميّل وعقده لقاءات غير مصرح له بها مع النائب وليد جنبلاط وغبريال المر وبيار أمين الجميّل وآخرين في منزل جورج حاوي ببلدة بتغرين، وأخرى مع سفراء أوروبيين في بيروت.
إيلي الفرزلي الذي أخرِج انتخابياً من السلطة إثر اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وأصبح عدواً لدوداً لتيار المستقبل وجمهوره في البقاع الغربي، اعتكف في دارته في جب جنين مستمتعاً بزراعة الورود. اختلى الرجل بنفسه وأعاد تقويم تجربته السياسية والشعبية. فوجئ بالهجمة الشرسة التي تعرض لها من قبل ناخبيه في البقاع الغربي وراشيا في انتخابات 2005 بعد زلّة اللسان التي سقطت منه حين وصف من اغتال الحريري بـ«الاستشهادي». لم يكن يتوقع أن خدماته لأبناء منطقته يمكن أن تتبخر بسرعة قصوى وتتحول العلاقة معه خيانة بعد أن كانت «حريراً» وبرداً وسلاماً. اختمرت في رأس الفرزلي إثر سقوطه في انتخابات 2005 فكرة «كل مذهب ينتخب نوابه»، فقال حينها في دردشة مع مقربين له في شتورة: «البلد قبائل، وكل قبيلة تنتخب شيوخها». ازدادت قناعة الفرزلي إثر انتخابات 2009 وفشله مرة ثانية في خرق الحصار المذهبي الذي استهدفه في البقاع الغربي وراشيا، وأخذ يعمل على بلورة أفكار و«شقلبتها»، ناسفاً كل أدبياته السياسية.
تلقف الفرزلي مشروع اللقاء الأرثوذكسي وعدّل فيه نسبياً. جاءت الفكرة في توقيت صائب للمحامي الشاطر المحبط من الحياة السياسية اللبنانية. وصل الرجل الليل بالنهار لإقناع الجنرال ميشال عون بفكرته. كان كل همه أن يقتنع الأخير بالاقتراح والباقي سهل الإقناع. «نشّف» الجنرال «ريق» الفرزلي حتى اقتنع ببدعة رجل عرف كيف يدخل خيطه في أصغر خرم إبرة. يوم لبس عون ثوب الفرزلي الانتخابي انفرجت أسارير ابن جب جنين وبدل خطابه الشعبي من وطني نسبياً إلى مذهبي وطائفي بحت. ارتفع الغضب الشعبي في البقاع الغربي على إيلي الفرزلي. نجحت ماكينة آل الحريري المذهبية في استهداف خياط «الأرثوذكسي». لم يعد أبناء كامد اللوز يجدون في إيلي الفرزلي مرجعاً يجب استقباله، ولا راشيا تجد فيه خطيباً يعمل من أجل «العيش المشترك وأهمية وحدة أبناء المنطقة»، حتى إنه خسر حليفه عبد الرحيم مراد الذي رفض بالمطلق اقتراح «إيليا» الذي لا ينقذ لبنان.





الخميس، 16 مايو 2013

لا سبيل لنا الا الحلم


ذكرى النكبة


                       لا سبيل لنا الا الحلم

هؤلاء الذين ترهقنا مفاتيحهم على الشاشات المضيئة
بين وطنين تنازعوا على أقلّ من حياة
حين يضحكون
يسرفون في الأمل
ولكّن دمعهم الخالي من الخوف
يهرب من رحابة تعاطفنا الى نهر قليل
اسمه الخجل
نحن لا نعرف أحجار بيوتهم السوداء
ولا خبزهم الذي ينير
مثل بهاق في العتمة
ونظلّ نأسى لأنّهم يحبّون كثيرا كثيرا
ولا يتعثّرون مثلنا بترف من أدمن اليأس
و لا يكتبون القصص الفاخرة زيادة في ترتيب مشاعرهم
ويصلّون للحزن دون صوت !

                                                                       (بثينة الزغلامي ـ تونس)

الثلاثاء، 23 أبريل 2013

حيّ على الجهاد




             مناصرو «الثورة»: حيّ على الجهاد



عفيف دياب

 «اللهم لا شماته»... لسان حال الشارع في البقاعين الأوسط والغربي حول التطورات الميدانية في ريف القصير والقصف الذي يستهدف مدينة الهرمل وأخواتها. والشماتة هنا لا تنبع من فراغ بالتأكيد، فهي تراكم من الأحقاد المتبادلة بين مناصري «الثورة السورية» ومعارضيها. لا أحد في سهل البقاع اليوم يعبّر عن رأيه في الآخر من دون حقد.

 فيوم قصفت عرسال بصواريخ الطائرات السورية، كانت الضحكة عند مناصري النظام السوري رطلاً، ويوم تعرضت الهرمل وريفها في القصر وحوش السيد علي وسهلات الماء لصواريخ «الجيش الحر»، لم تسمع من العرسالي أو من أحد أبناء البقاع الغربي والاوسط سوى الشماتة.
لم يعد أبناء سهل البقاع في وئام يذكر. قسمت أزمة سوريا المقسم، وأصبحت لغة المذاهب والطوائف خبز الفقراء من أقاصي الهرمل وعرسال شمالاً حتى البقاعين الأوسط والغربي جنوباً. والكل مشارك في جريمة سفك الدماء. لم يعد ابن عرسال ذاك الفقير الذي يشبه فقير الهرمل أو زحلة أو بعلبك. وفقراء حوض العاصي في ريف القصير السورية، لا يستحقون اليوم فعل التضامن من عرسال أو برالياس ومجدل عنجر وجب جنين. فالاشتباك السوري_السوري جزء من يوميات البقاعي وتفاصيل عيشه، حتى لو كان فوق صفيح ساخن ملوث بالدم.
لم يعد حزب الله هذا الحزب المقاوم في أدبيات شارع عرسال والبقاعين الاوسط والغربي. فالحزب اليوم عند مناصري «الثورة السورية» في سهل البقاع ليس إلا شريكاً في سفك دماء أهل «مذهبهم» في سوريا، وخصوصاً في معركة استعادة الجيش السوري لمدينة القصير وريفها الجارية الآن. ففي عرسال ومشاريع القاع وبرالياس وسعدنايل ومجدل عنجر وقب الياس وجب جنين والقرعون والرفيد وكامد اللوز وامتداداتهم الاجتماعية والسياسية، لا مجال لمعالجة الإحباط والتخفيف من حدة النقمة، و«ذبح» أهل القصير السورية ليس إلا ذبحاً لهم بسكاكين حزب الله، كما يقول الشيخ أبو وليد من «تنسيقية» دعم الثورة السورية في عرسال. ولا يكتفي أبو وليد عند هذا الحد من «الاتهام»، فهو لم يعد يجد في عبد الرحيم مراد إلا خائناً لوطنه وأهله وطائفته و«روح خبرو». ولا يجد أبو وليد حرجاً في وصف الشيخ عبد الناصر جبري بـ«المنافق» و«راح مبارح باعنا لبشار الاسد»، معلناً أن عشرات من الشبان سيتوجهون الى القصير للدفاع عنها. موجّها سؤالاً الى حزب الله: «حين قصفت عرسال لماذا لم تدافع عنها أو تطلب من الجيش اللبناني أن يرد على القصف؟». ويختم: «لسنا ضعفاء، وإذا سقطت القصير فلن تسقط الثورة».
«لماذا يريدون قتلنا»؟ يسأل أكثر من عرسالي عن معارك القصير وريفها. ويقول أحد المناصرين للجيش السوري الحر، إنه حين استهدفت عرسال: «لم نسمع من حزب الله وجماعته كلمة واحدة. فلماذا تريد منا أن نتضامن معهم بعد قصف أبطالنا للهرمل؟». وما علاقتك أنت بما يجري في القصير؟ يجيب بحدة: «نحن نتضامن مع القصير ولم نشارك في القتال كما يفعل حزب الله اليوم». ولكن سقط أكثر من شاب عرسالي في مواجهات مع النظام السوري؟ يرد الناشط الاعلامي في «تنسيقية عرسال»: «نحن ضد الظلم»، وحزب الله يقف مع المظلوم في قرى ريف القصير: «هذه كذبة كبيرة. بالنسبة لنا لم يعد هناك نظام أسدي في سوريا. الشعب السوري يقاتل نظام حزب الله».
هذا المشهد العرسالي الصغير، صورته طبق الاصل في البقاعين الاوسط والغربي. فعلى الرغم من أن النقاش مع مجموعة من المناصرين لـ«الثورة السورية» يوحي بأن قراءاتهم لما يجري في سوريا والقصير وريفها على وجه الخصوص، سياسية وليست طائفية، فإن منبع أحاديثهم مذهبي بحت، حتى وإن كان يسارياً سابقاً فقد مخزونه الفكري الوطني تحت تأثيرات موجات التعصب الطائفي الأعمى. يرى أحمد عبدالله الفتاح أن «واجب الجهاد فرض عين علينا»، وأن التوجه الى معركة القصير وريفها «ليس إلا واجباً دينياً وأخلاقياً». ويضيف: «لقد ذهب خمسة من خيرة شبابنا للتصدي لمن يقتل أهلنا في الشام». ويكشف أنه كان سابقاً فاعلاً في هيئة دعم المقاومة الاسلامية «ولست نادماً، ولكن للأسف حزب الله ليس مقاوماً اليوم». ويجد الحقوقي جمال أن ما يجري في سوريا و«قتل أهلنا في القصير وجديدة الفضل، مؤامرة إيرانية ينفذها حزب الله»، معرباً عن اعتقاده أن حزب الله «بدأ يدفع فاتورة نهاية خدمته كحزب مقاوم و«هو يقتل أهلنا في سوريا». ويتابع: «القضية ليست سنية ــ شيعية»، موضحاً بالقول: «النظام السوري نحر الشيعة قبل السنّة، وعلى حزب الله أن يفهم أن انخراطه في الدم السوري لن ينقذ النظام من السقوط». ويختم جمال: «أصبح من حقنا أن نتوجه الى سوريا للقتال والدفاع عن أهلنا».


            

الأحد، 21 أبريل 2013

الشاورما





              صراع الشاورما اللبنانية ـ السورية





 عفيف دياب

مطاعم، مقاه، صالونات حلاقة وحتى وسائل نقل عام. نقل السوريون مهنهم إلى لبنان، وافتتحوها بالعشرات لا سيما في قرى البقاع حيث تقيم النسبة الأكبر منهم. الأسعار المتهاودة التي يتعاملون بها تثير شكوى التجار والمهنيين اللبنانيين في حين تبقى الدولة غائبة حتى عن إحصاء الأعداد..
****
أعداد اللاجئين السوريين على أرض لبنان في ازدياد مطّرد. إحصاءات غير رسمية (حتى الآن) تقول إن أكثر من مليون ونصف مليون سوري دخلوا لبنان من بوابات العبور الشرعية مع بلدهم. منهم ما لا يقلّ عن مليون مواطن هربوا قسراً من الموت والقتل، وعبروا رسمياً بصفة لاجئ، و500 ألف دخلوا لبنان مفضّلين عدم تصنيفهم كلاجئين، وأقل من نصفهم استخدموا مطار بيروت الدولي محطةَ سفر إلى بلاد عربية وأوربية.
وتقول الإحصاءات غير الرسمية إن أكثر من 300 ألف سوري لبنان دخلوا عبر منافذ غير شرعية هرباً من الاشتباكات العسكرية الدائرة في مدنهم وقراهم المتاخمة للحدود مع لبنان بقاعاً وشمالاً.
هذه الأرقام لم تدقق الحكومة اللبنانية فيها، أو تحسم الجدل بشأنها ومدى صحتها، ولا الهيئات الدولية المعنية التي بدأت تقطير تقديماتها الغذائية والطبية. هي مجرد إحصاءات أجهزة أمنية لم تنه تدقيقها بعد. فعلى مدى السنتين الماضيتين، أصيبت الأجهزة الأمنية اللبنانية بشبه عجز عن حصر الأعداد الفعلية للسوريين في لبنان، كلاجئين أو حتى يد عاملة موسمية. وتعرب الأجهزة الأمنية عن اعتقادها أن أكثر من مليون عامل سوري يجب إضافتهم إلى أعداد اليد العاملة السورية الموسمية أو التقليدية في لبنان، التي كانت تقدر سنوياً (قبل انفجار الأزمة السورية) بنحو 600 ألف عامل.
العقم اللبناني واضح في ترتيب أوضاع اللاجئين السوريين، وتوفير داتا واضحة لأعدادهم وانتشارهم، وتالياً دراسة مدى تأثيرهم الإيجابي أو السلبي على الاقتصاد الوطني، واقتصاديات القرى والبلدات التي تحتضنهم. ففي البقاع، حيث اللجوء السوري هو الأكبر نسبيا في لبنان (إحصاءات الهيئات الدولية في البقاع قاصرة عن إعطاء رقم واضح ونهائي) بدأت التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية بالظهور. فعلى سبيل المثال، بات 16% من سكان بلدة المرج من السوريين، وفي سعدنايل 20%، وفي عرسال 32%، وفي مجدل عنجر 17%، وفي برالياس 28%. هذه التركيبة الديموغرافية الجديدة في قرى وبلدات بقاعية، بدأ تتجه أيضاً نحو نمو اقتصادي سوري، مع ارتفاع أعداد المؤسسات التي أطلقوها بعد استشعارهم بأن أزمة بلادهم ستطول، فبدأت المطاعم السورية بالانتشار، وكذلك المؤسسات التجارية وباعة الخضر والفاكهة المتجولون، وصالونات الحلاقة، ومؤسسة حرفية صغيرة ومتوسطة، في القرى والبلدات التي لجأوا إليها قسراً، ما فتح باب المنافسة والمزاحمة بين السوريين، وبينهم وبين اللبنانيين الذين بدأوا أيضاً بتأسيس أعمال تجارية مشتركة مع سوريين متمولين، أو نجحوا في تهريب أموالهم ومعدات مؤسساتهم للاستثمار هنا.
وفي آخر إحصاءات مصلحة الصحة في البقاع، أن منطقة البقاع الأوسط شهدت خلال الأسابيع الماضية افتتاح 260 مطعماً سورياً، ولا سيما في سعدنايل وبرالياس وعلى طريق المصنع الدولية. فيما لم تنجز الإحصائية حول أعداد المطاعم السورية التي افتتحت في البقاع الغربي وراشيا، بينما تشهد منطقة بعلبك نمواً خجولاً في افتتاح مؤسسات سورية. ويكشف أحد العاملين في مصلحة «صحة» البقاع لـ«الأخبار» أن دوريات المصلحة على المطاعم السورية في سهل البقاع، تظهر أن التزامهم القوانين المرعية الإجراء أكثر دقة من تلك التي ينفذها اللبناني، مشيراً إلى أن التقارير التي أعدتها المصلحة لم تلحظ مخالفات لشروط الصحة العامة، ولا في النظافة.
هذا الإقبال السوري على افتتاح مؤسسات وتوفير فرص عمل لسوريين حصراً، بدأ يحدث تململاً في بعض بلدات البقاع. فالمنافسة على أشدّها بين المطاعم اللبنانية والسورية. وأسعار سندويشات الشاورما أصبحت رهن البورصة اليومية للمنافسة غير المشروعة بين الطرفين. ففي جولة ميدانية لمقارنة الأسعار والنوعية والخدمة بين المعطم السوري واللبناني في سهل البقاع الأوسط، يتبين أن الزبون اللبناني يفضل المطعم السوري بسبب السعر الأقل والخدمة الأفضل، وهذا ما فتح المنافسة على مصراعيها، وألزم أصحاب المطاعم اللبنانية بخفض أسعارهم لمواجهة المنافسة السورية. ويقول «الزبون» اللبناني أحمد بو علي إنه يفضل شراء سندويشات الشاورما من مطعم سوري؛ لأنها أرخص وأكثر كرماً. لكن أصحاب المطاعم اللبنانية وجدوا في المنافسة السورية لهم عملاً غير مشروع، ويطالب أحد أصحاب المطاعم في برالياس بإقفال المطاعم السورية فوراً، ويقول إن كل المطاعم السورية تستورد موادها من سوريا، لا من لبنان، والفارق بين الأسعار في البلدين يسمح للسوري بالبيع بسعر أقل.
الواقع التنافسي بين اللبناني والسوري في الطعام على أرض سهل البقاع، ينفيه صاحب مطعم سوري يجد في الهجمة اللبنانية عليهم أنها غير واقعية. ويقول أبو عمار إن مطعمه لا ينافس أي مطعم لبناني، وإن ما يقدّمه غير متوافر في المطاعم اللبنانية هنا، موضحاً أنه افتتح مطعماً في برالياس بعد دراسة أجراها وتبين له أن ما سيقدّمه من أطباق شامية غير متوافر في المطاعم اللبنانية، كالفتة وطبق الغمة المكون من قوائم الخروف وأمعائه المحشوة بالأرز واللحم الناعم والمطيبات. ويلفت أبو عمار إلى أن أغلبية المطاعم اللبنانية في البقاع من السوريين والإدارة فقط لبنانية، معرباً عن اعتقاده أن ارتفاع عدد سكان البقاع بسبب اللجوء السوري «يسمح بافتتاح مؤسسات. فكلما ازداد عدد السكان، تزداد الحاجة إلى افتتاح مطاعم».

الطرطيرة وصالونات الحلاقة
تغزو الأسماء السورية السوق التجارية في البقاع، مثل «بوابة دمشق» و«الشام»، إضافة إلى أسماء المسلسلات السورية. وتتراقص وسيلة النقل الصغيرة، المعروفة شعبياً في سوريا باسم الطرطيرة، على طرقات البقاع الداخلية، مع انتشار مئات عربات بيع الخضر والفاكهة على الطرق ومفارقها. وعدا المطاعم وعربات البيع، بدأت صالونات الحلاقة الرجالية والنسائية السورية بالانتشار. ففي بلدة المرج أكثر من 15 صالون حلاقة لسوريين، وفي سعدنايل أكثر من 5، وفي برالياس افتتح سوريون 6 صالونات حلاقة وبأسعار متهاودة (قص شعر وحلاقة ذقن بـ 3 آلاف ليرة لبنانية).

الأربعاء، 6 مارس 2013

وينام القمر







    .. وينام القمر
 الصيف أسوء مواسم الغياب
كيف أضم يديّ إلى صدري دونكَ.. في هذا الحر
***
كلّما تذكرتكَ تقمّص عطركَ شكل جسدي
فأجمع من بقايا رائحتكَ جداولاً
هربت من ملامحكَ
***
هذه التفاصيل المنثورة على جسدكَ لي
والآه المرتعشة في حقل رغبتكَ لي
وبوح روحكَ لي
ينزف الحنين من أصابعي
فيرتجف الأرجوان النائم فيك
      ***
أشتاقكَ كالشمس التي تبتسم بين أصابعكَ
كالفراش الغافي على عنق السنابل
أشتاقكَ حتى ليكاد الخمر يشرب المطر
***
أيها المتوحد بتعددي ..والمتعدد بوحدتي
دعنا على شقائق شفاهكَ..و نوارس قلبي نصلي
لنخلق أنبياء الوقت والرماد
***
أخلع على هونٍ جسدي وأنا الأشتهيكَ عاري الذاكرة إلا مني
أنحني كما الزنبق على شفتيك..بين يديك
كم أحن إلى صلاتكَ ..قيامكَ.. قعودكَ
وخشوعكَ
وحزنكَ الشتائي الشهي
وجسدكَ القمحي..القصيدة
يحيطكَ بخار أنفاسي ليتشكل الغيم
ويلقيني في أرضكَ شمساً
ويلقيكَ في صدري قمراً
وأغتسل معكَ بكَ ..فتولد الحياة
***
أيها الموغل في الحب هبني من صمتكَ
اليبوحني صوتي
لأوقد القصائد وأهزم السبايا المتعبدات على شرفات عينيك
***
يا قرص شمسكَ
الكلّمات صلّت لعينيّ
قام كأس النبيذ حياً.. وصام المطر
أحبكَ ويغفو الكلام
وينام القمر.
(يسرى)

الثلاثاء، 5 مارس 2013

المطر حين يأتي








           ما أجمل المطر حين يأتي *


قال تسكنيني كالشمس وغاب في صمته
تأوه كأنه يحدث ذاته
ثم قال هذا البحر الذي آتيه لك أنت...
وغاب في صمته يستجدي النفس بأنفاسها
أغلق الهاتف ... دون أن يدرك أنه يعاكس المطر ...
يمسك يد المطر يحاول دونا ألآ يرتجف من رأسه حتى نخاع عقله وحتى قاع حنجرته
يبعثر الكلام ويأتي بقليل كثير..
يترك يد المطر
يدون الكون بحضرتها فوق العمر المتهاود أوله وآخره
وينتظر الى أن يحين موعد المطر
***
قال رافقيني الى حين
فالموج ساكن الآن
وأنت معي أكتشف معنى الابتهالات رغما عن تطرفي
رفعت عيناها بتحد وقالت بكبرياء كل النساء
أنت ما أدراك بالموج ؟؟
لا تتوهم السكون في أي حين
هذا السكون واهم
لا تنفع فيه أي من الأبتهالات
ولا يسعفه حتى تطرفك
قال معذورة أنت
قالت وعذري اليقين
قال وأي يقين هذا؟؟
فأجابت: انه اليقين بالشقاء
لم يستطيع أن يلهث أو يتأوه
بل قال لنا لقاء آخر ..
غادر حاملا معه بعضا من أشياءه وكراكيبه
تاركا وراءه لا شيء وكل شيء...
***
قال: صار انتظامك فيني التزام كالنفس
قالت: أنا ضد كل ألتزام
قال :ما بك يثير حسرة وارتباكا وشكوكا
قالت : في ماذا؟؟
قال : ما أظنك تحبيني ؟؟
وما أظنني رجل أحلامك ؟؟؟
ضحكت بجنون ...
قال محدقا فيها : أخشى الصمت
في عينيك الشقيتين
يقلقني...
قالت : بعض من الصمت جميل
قال : ليس اليوم
قالت: لماذا
قال: انه لقائنا الأخير ما قبل الرحيل
قالت حانقة ولماذا الرحيل ؟؟؟
ردد وراءها لماذا الرحيل ؟؟حتى تلبسي الحداد لأيام
و حتى اكتشف معنى العيش منفيا من دونك
وحتى تعترفي سيدتي
بأن بعض الرحيل جميل ولا بد منه
***
وقال اعذريني
أخاف أن أعد حبات المطر
أخاف أن أكيل المطر كي لا أجف
أخاف أن أبتل بك
أخاف المطر لأني لا أرى من خلاله
..
وأخشى أكثر أن يطهرني من جنوني وذنوبي وما أعود أنا أنا
أخشى أن يسقط المطر ويتوقف
أخشى أن أعاقبك حبا فتهربين
وأن أجاريك مطرا فيفيض الكون ويغرق
أخشى أن يذيب مطرك بدفئه هذا الجليد الرجولي
فأتحضر..
وأتورم ...
وأتعقل..
وأتجرد..
وأتلعثم ...
مازلت سيدتي في طور البدء
وما زلت أتعلم أحرف رجولتي
وما زلت كأول الخليقة
فيك رجل بدائي لا يتقن فن المطر سيدتي
فاعذري خوفي وجهلي بروعة المطر
فعمر رجولتي أبتدأ بك
أعترف سيدتي أني كنت دائما
أدون اللغات
دون أن آهتدي بها
أؤجج الثورات وأخاف أن أعالج ثوراتي
وأخشى أن أتورط بها
وأخشى أكثر أن تسقط ثوراتي عند سطور قدميك
...
تنهدت بعذر الكلام
لاحتقان البلل
واحتكرت في جعبتها طيفا من بعض الكلام
واتدثرت في سكون أوراقها
وأخفت جوعا عتيقا لوهلة الوقت القادم
وانكبت على أوراقها تمحور اكتشافاتها المتأخرة
وتتذكر أحلام وهي تقول لن أكتبه حتى أشفى منه
ولكنها تذكرت توأمها وهي تقول بل أكتبيه حتى تشفي منه.
                                                                    ( جميلة مسلماني )
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  * الى ميسون المطر

الأحد، 24 فبراير 2013

حلم


                      

 ..  و حلم

    وعندما يحين المساء، تهمس لي نجمة من خلف بوابة الليل خلسة, فآتيك مزّينة بزنابق روحك البيضاء.  أنادي بأعلى صوتي ويختنق صوتي ويرتجف الليل ويبدأ الدوران وأنت هناك. أعانق غيمة تائهة في صدى ليل ربيعي، أذهب معها بعيدا هناك خلف طيف برّاق هناك  فيحرقني. وكلما اقتربت منه انهدُّ من تعبي وأعود ووحدي أعود مع تردد صدى صوتي في الأفق البعيد يهتف باسمك ويستمرّ الدوران وأنت هناك. واذنيك خلف السحاب تائهتان .. واهتف باسمك وادور حول نفسي ويأكلني الدوران فأتلاشى كحبة قمح يغطيها تعب الشمس عند عتبات حقول صيفية.. وادور حول نفسي مجددا وأخرج من دوراني ومجددا كقطرة ندى غطاها حنينٌ لاهثٌ الى رمشة عينيك.. وعيناك خلف سياج الليل تحرسان نجما يلهو بوهم يلبسه عباءة حب عندما يحين الحصاد ذات صباح خريفي، ويستمر الدوران وأنت هناك في آخر البحر وأول السماء يداك تراقصان خط الافق الوهمي.. وتذهب بعيدا بعيدا وتصعد مع الأفق نحو شتاء ماطر.. 
  وأصرخ ويختنق صوتي وأركض فوق الماء وخطواتي تغرق بثقلها.. ويعود الدوران ويأكلني الموج.. واجدني هناك في أول  الفجر أرتمي عند أنفاسك  وأنت تحرس نومي من وحشة حلمٍ بقبلة تقطف  ياسمينا من عنقي  ونبض قلبك يعيدني الى سفر التكوين فأولد من جديد.           
                                                                                                                    (ميسون حمزة)

الجمعة، 22 فبراير 2013

القانون الارثوذكسي






  اقرت اللجان النيابية المشتركة في البرلمان اللبناني مشروع اقتراح قانون الانتخابات النيابية المعروف بـ"مشروع اللقاء الارثوذكسي" او "القانون الارثوذكسي". وفي ما يلي النص الكامل للمشروع:




المادة1:
يتألف مجلس النواب من مئة وثمانية وعشرين عضوا تكون مدة ولايتهم أربع سنوات، ويكون الاقتراع عاما وسريا وعلى درجة واحدة.
المادة2:
أ - يحدد عدد المقاعد النيابية وتوزيعها على الطوائف والمناطق بحسب الجدول المرفق بالقانون رقم 25/2008 ويتم الترشيح لهذه المقاعد على أساسه، ويعتبر الجدول جزءا لا يتجزأ من هذا القانون.
ب- يتم انتخاب النواب المحددين لكل طائفة من قبل الناخبين التابعين لها على أساس النظام النسبي ويعتبر لبنان دائرة انتخابية واحدة مع مراعاة منطوق الفقرة ج أدناه وحفظ تمثيل المناطق.
ج - يقترع الناخبون لمرشحين من طائفتهم فقط، أما الناخبون المسيحيون الذين ينتمون إلى طوائف الأقليات فيقترعون إلى مرشحي الأقليات وأما الناخبون المسلمون الذين ينتمون إلى طوائف الأقليات غير المخصص لها أي مقعد في المجلس النيابي فيكون لكل منهم الحق في الاقتراع لمن يختاروهم من المرشحين المسلمين إلى أي طائفة انتموا وأما الناخبون اليهود فيكون لهم الحق في الاقتراع لمن يختاروهم من المرشحين المسلمين أو المسيحيين.
 المادة 3: في لوائح المرشحين:
يتوجب على المرشحين أن ينتظموا في لوائح مكتملة قبل أربعين يوما كحد أقصى من موعد الانتخابات.
يشترط في تشكيل اللوائح بأن تضم اللائحة مرشحين من طائفة واحدة بعدد يوازي العدد المخصص لهذه الطائفة من مجموع أعضاء المجلس النيابي مع مراعاة توزعهم على المناطق.
ولا يعتد بانسحاب أي مرشح من اللائحة بعد تسجيلها ، وعلى وزارة الداخلية والبلديات ان تتقيد بترتيب اللوائح على ورقة الاقتراع وفقا لتاريخ تسجيلها.
 المادة 4: في تسجيل اللوائح:
على المرشحين ان ينضووا في لوائح وان يفوضوا احدهم بموجب توكيل موقع منهم جميعا لدى الكاتب العدل لكي يقوم بتسجيل هذه اللائحة لدى الوزارة وذلك في مهلة اقصاها اربعون يوما قبل الموعد المحدد للانتخابات، ولا يقبل بعد هذا التاريخ تسجيل اللوائح او التعديل في تشكيلها.
وعلى مفوض اللائحة أن يقدم عند تسجيله: الاسم الثلاثي لجميع أعضائها، ايصالات قبول ترشيح الأعضاء، تعيين الدائرة التي تترشح فيها اللائحة، نسخة عن شعار اللائحة اذا ما وجد، لون اللائحة.
تعطي الوزارة ايصالا بقبول تسجيل اللائحة، خلال 24 ساعة، اذا كان الطلب مستوفيا جميع الشروط القانونية، اما اذا لم يكن هذا الطلب مستوفيا كل او بعض هذه الشروط فتعطي الوزارة لاعضاء اللائحة المطلوب تسجيلها مهلة 24 ساعة لاجل تصحيح طلب التسجيل تحت طائلة رفضه.
تسري هذه المهلة اعتبارا من تاريخ ابلاغ مفوض اللائحة المشار اليه في البند أعلاه.
يكون القرار الصادر عن الوزارة برفض التسجيل قابلا للطعن امام مجلس شورى الدولة خلال مهلة 24 ساعة من تاريخ ابلاغ مفوض اللائحة المشار اليه اعلاه على أن يبت مجلس شورى الدولة بالطعن خلال مهلة مماثلة ويكون قراره في هذه الحالة نهائيا لا بقبل اي طريق من طرق المراجعة العادية وغير العادية.
المادة 5: في الاعلان عن اللوائح المقبولة:
فور انتهاء مهلة تسجيل اللوائح المشار اليها تعلن الوزارة اسماء اللوائح المقبول تسجيلها واسماء اعضائها وتبلغها الى المحافظين والقائمقامين وهيئة الاشراف على الانتخابات النيابية وتنشرها حي يلزم.
  
المادة 6: مراكز الاقتراع:
تقسم دائرة لبنان الانتخابية بقرار من الوزير الى عدد من مراكز الاقتراع تتضمن عددا من الاقلام.
يكون لكل قرية يبلغ عدد الناخبين فيها ماية على الاقل اوربعمائة على الاكثر مجموعة واحدة لأقلام اقتراع تضم قلم اقتراع واحد لناخبي كل طائفة من الطوائف التي يتبع لها الناخبون في القرية.
يمكن زيادة هذا العدد الى اكثر من اربعمائة ناخب في مجموعة الأقلام الواحدة اذا اقتضت ذلك سلامة العملية الانتخابية على ان لا يتعدى العدد ستمائة ناخب، ولا يجوز ان يزيد عدد اقلام الاقتراع في كل مركز عن عشرين قلم.
ينشر قرار الوزير بتوزيع الاقلام في الجريدة الرسمية وعلى موقع الوزارة الالكتروني وذلك قبل عشرين يوما على الاقل من التاريخ المقرر لإجراء الانتخابات ولا يجوز تعديل هذا التوزيع خلال الاسبوع الذي يسبق تاريخ اجراء الانتخابات الا لاسباب جدية وبقرار معلل.
 المادة 7: في المندوبين:
1. يحق لكل لائحة ان تنتدب لها ناخبين لدخول قلم الاقتراع بمعدل مندوبين اثنين ثابتين على الأكثر لكل قلم اقتراع ، كما يحق لها ان تختار مندوبين اثنين متجولين لدخول جميع الاقلام من بين الناخبين في هذه الاخيرة وذلك بمعدل مندوب واحد لكل ثلاثة أقلام اقتراع في القرى ومندوب واحد لكل خمسة أقلام اقتراع في المدن.
2. يعطي المحافظ او القائمقام تصاريح خاصة للمندوبين وفقا لاصول تحددها الوزارة.
 المادة 8: في مستلزمات أقلام الاقتراع:
1- تقوم الوزارة بتزويد اقلام الاقتراع بما تقتضيه العملية الانتخابية من لوازم وقرطاسية ومطبوعات، كما تقوم بتزويد كل قلم بصندوق اقتراع مصنوع من مادة صلبة شفافة ذات فوهة واحدة .
2. تقوم الوزارة بتزويد رؤساء الاقلام بعدد من أوراق الاقتراع الرسمية المطبوعة سلفا من قبلها وظروفها الممهورة تعادل تماما عدد الناخبين المقيدين بالنسبة إلى كل طائفة، كما تسلمهم عددا إضافيا من أوراق الاقتراع الرسمية وظروفا غير ممهورة بنسبة 20 % من عدد الناخبين المقيدين.
3 . يكون لقلم الاقتراع معزل واحد او اكثر
4. يحظر اجراء اية عملية انتخابية بدون وجود المعزل تحت طائلة بطلان العملية في القلم المعني.
 المادة 9: في أوراق الاقتراع:
1. يجري الاقتراع بواسطة اوراق الاقتراع الرسمية المنصوص عليها في أعلاه ولتي تضعها الوزارة مسبقا بالنسبة إلى دائرة انتخابية وتوزعها مع المواد الانتخابية الى موظفي اقلام الاقتراع.
2. تتضمن اوراق الاقتراع الرسمية اسماء جميع اللوائح واعضائها كما تتضمن المواصفات المحددة في الانموذج الذي تعده الوزارة لاسيما: لون اللائحة وشعارها ومربع فارغ مخصص لكل واحدة منها، الاسم الثلاثي لكل مرشح وطائفته او القضاءأو المنطقة الذي يترشح عنه . توضع الى جانب اسم كل مرشح صورة شمسية له والى جانبها مربع فارغ يخصص لممارسة الناخب حقه في الادلاء من ضمن اللائحة، بصوته التفضيلي وفقا لاحكام هذا القانون.
3. يقترع الناخب بهذه الأوراق حصرا دون سواها ولا يجوز له استعمال ايةأوراق اخرى لاجل ممارسة حق الاقتراع .
المادة 10: في الإجراءات التحضيرية:
1. قبل الشروع بعملية الاقتراع، يفتح رئيس القلم الصندوق ويتأكد مع هيئة القلم والمندوبين من أنه فارغ، ثم يقفله إقفالا محكما ، بحسب تعليمات الوزارة.
2. طيلة العملية الانتخابية، تنشر على مدخل كل قلم اقتراع نسخة رسمية عن القائمة الانتخابية العائدة له ونسخة عن قرار الوزير القاضي بانشاء القلم وتحديده. وتوضع نسخةعن قانون الانتخاب ولائحة باسماء مندوبي المرشحين على طاولة في غرفة القلم إضافة الى الملصقات اولمواد التوضيحية عن مجرى العملية الانتخابية بحيث يمكن للناخبين وللمرشحين ولمندوبي هؤلاء ان يطلعوا عليها.
تزال من داخل كل قلم، قبل بدء العملية الانتخابية وحتى انتهائها، كل صورة او رمز او كتابة او شعار من أي نوع كان ما خلا المواد التوضيحية التي توفرها الوزارة، وذلك على مسؤولية رئيس القلم.
4- على رئيس القلم قبل الشروع في عملية الاقتراع أن يتحقق من أن عدد أوراق الاقتراع المرقمة والظروف الممهورة يعادل تماما عدد الناخبين المقيدين.
إذا وقع نقص بعدد أوراق الاقتراع والظروف الممهورة بسبب قوة قاهرة ترمي إلى المساس في صحة الإقتراع أو لأي سبب آخر، فعلى رئيس القلم أن يستبدل هذه الأوراق والظروف بالأوراق الاضافية والظروف غير الممهورة التي استلمها والتي يجب أن يمهرها بخاتم القلم مع التاريخ ويشار إلى سبب هذا الإبدال في المحضر. أما أوراق الاقتراع الاضافية والظروف غير الممهورة التي لم تستعمل فتضم إلى المحضر.
المادة 11: في عملية الاقتراع:
1- عند دخول الناخب إلى قلم الاقتراع، يقوم رئيس القلم بالتثبت من هويته، استنادا إلى بطاقة هويته أو جواز سفره اللبناني العادي الصالح وعند وجود اختلاف مادي في الوقوعات بين بطاقة الهوية أو جواز السفر من جهة ولوائح الشطب من جهة أخرى، يعتد برقم بطاقة الهوية أو برقم جواز السفر.
2 .بعد تثبت هيئة القلم من أن إسم الناخب وارد في لوائح الشطب العائدة للقلم وأنه ينتمي إلى الطائفة المخصص لها القلم مع مراعاة اقتراع الاقليات واليهود بحسب ما هو منصوص عنه في المادة 2/ج من هذا القانون، يزود رئيس القلم الناخب بورقة الاقتراع وذلك بعد ان يوقع مع الكاتب على الجانب الخلفي من الورقة وبظرف ممهور بالخاتم الرسمي بعد توقيعه عليه ويطلب اليه التوجه الزاميا الى وراء المعزل لممارسة حقه الانتخابي بحرية، وذلك تحت طائلة منعه من الاقتراع.
3. يضع الناخب ورقة الاقتراع في الظرف وهو لا يزال وراء المعزل بعد ان يختار اللائحة واسماء المرشحين وفقا لهذا القانون.
لا يجوز للناخب ان يضع في الظرف اكثر من ورقة اقتراع واحدة.
يتقدم الناخب من هيئة القلم ويبين لرئيسها انه لا يحمل سوى ظرف واحد مختوم، فيتحقق رئيس القلم من ذلك دون ان يمس الظرف ويأذن له بان يضعه بيده في صندوق الاقتراع.
4. على رئيس القلم ان يتأكد من ان الناخب قد اختلى بنفسه في المعزل تحت طائلة منعه من الاقتراع. ويمنع على الناخب إشهار ورقة الاقتراع عند خروجه من المعزل.
5. يثبت اقتراع الناخب بتوقيعه على لوائح الشطب وبوضع اشارة خاصة على اصبعه توفر موادها الوزارة لجميع الاقلام على ان تكون هذه الاشارة من النوع الذي لا يزول الا بعد 24ساعة على الاقل ، ويمنع أي ناخب يكون حاملا هذه الاشارة على اصبعه من الاقتراع مجددا.
6. يتوجب على رئيس القلم، تحت طائلة المسؤولية، ان يمنع أي ناخب من الادلاء بصوته اذا لم يراع احكام الفقرة الرابعة من هذه المادة.
7. لا يحق للناخب أن يوكل أحدا غيره بممارسة حق الاقتراع.
 المادة 12: في الاقتراع للائحة والصوت التفضيلي:
1. لكل ناخب ان يقترع للائحة واحدة من بين اللوائح المتنافسة، ويحق له الاقتراع بصوت تفضيلي لمرشح من ضمن اللائحة التي يكون قد اختارها.
2. في حال لم يقترع الناخب بالصوت التفضيلي يبقى اقتراعه صحيحا، وتحتسب فقط اللائحة، . اما اذا ادلى بأكثر من صوت تفضيلي ضمن اللائحة، فلا يحتسب أي صوت تفضيلي وتحتسب اللائحة لوحدها.
3. في حال اقترع الناخب للائحة وأدلى بصوت تفضيلي ضمن هذه اللائحة وبصوت تفضيلي او أكثر ضمن لائحة أخرى فلا يحتسب أي صوت تفضيلي وتحتسب اللائحة لوحدها.
4. في حال لم يقترع الناخب لاي لائحة وأدلى بصوت تفضيلي ضمن لائحة واحدة فتحتسب اللائحة والصوت التفضيلي.
 المادة 13: في النظام النسبي
قاعدة الكوتا المزدوجة او قاعدة الكسر الاكبر مع الحاصل الانتخابي
1. يتم تحديد عدد المقاعد العائدة لكل لائحة انطلاقا من الحاصل الانتخابي.
2. لاجل تحديد الحاصل الانتخابي، يصار الى قسمة عدد المقترعين في كل لبنان في ما خص كل طائفة مع مراعاة المادة 2/ج من هذا القانون على عدد المقاعد العائدة للطائفة.
3. يتم اخراج اللوائح التي لم تنل الحاصل الانتخابي من احتساب المقاعد ويعاد مجددا تحديد الحاصل الانتخابي بعد حسم الاصوات التي نالتها هذه اللوائح.
4. تمنح المقاعد المتبقية للوائح المؤهلة التي نالت الكسر الأكبر من الاصوات المتبقية من القسمة الاولى بالتراتبية على ان تتكرر هذه العملية بالطريقة عينها حتى توزيع المقاعد المتبقية كافة.
وفي حال بقاء مقعد واحد وتعادل الكسر الأكبر بين لائحتين مؤهلتين، يصار الى منح المقعد الى اللائحة التي كانت قد حصلت على العدد الأكبر من المقاعد. وفي حالة حيازة اللائحتين على المقاعد ذاتها، )نالتا العدد ذاته من أصوات المقترعين في منح عندها المقعد للائحة التي نال مرشحها، الذي حل أولا، العدد الأعلى من الأصوات التفضيلية. وفي حال تعادل الاصوات التفضيلية لمرشحي المرتبة الاولى في اللائحتين، في منح المقعد للائحة التي نال مرشحها، الذي حل ثانيا، العدد الأعلى من الأصوات التفضيلية. وهكذا دواليك.
5. بعد تحديد عدد المقاعد الذي نالته كل لائحة مؤهلة، يتم ترتيب أسماء المرشحين في اللائحة الواحدة من الاعلى الى الادنى وفقا لما ناله كل مرشح من أصوات تفضيلية.
6. يتم توزيع المرشحين الفائزين في ما خص كل طائفة بحسب الآلية الآتية:
أ - ترتب أسماء المرشحين في جميع اللوائح المؤهلة في قائمة واحدة من الأعلى الى الأدنى، بحسب ما ناله كل مرشح من اصوات تفضيلية.
في حال تعادل عدد الأصوات التفضيلية بين مرشحين، يتقدم في الترتيب المرشح الأكبر سنا، واذا تساووا في السن يلجأ الى القرعة من قبل لجنة القيد العليا.
ب تجري عملية توزيع المقاعد على المرشحين الفائزين بدءا من رأس القائمة الواحدة التي تضم جميع المرشحين في اللوائح، فيعطى المقعد الأول للمرشح الذي حصل على اكبر عدد من الاصوات التفضيلية ويمنح المقعد الثاني للمرشح صاحب المرتبة الثانية في القائمة وذلك لاي لائحة انتمى، وهكذا بالنسبة للمقعد الثالث حتى توزيع كامل مقاعد الدائرة للمرشحين المنتمين لباقي اللوائح المؤهلة.
7. يراعى في توزيع المقاعد على اللوائح الشرطان التاليان :
- ان يكون المقعد شاغرا وفقا للتوزيع المناطقي للمقاعد، اذ بعد اكتمال حصة منطقة ضمن الدائرة الواحدة يخرج حكما من المنافسة باقي مرشحي المنطقة بعد ان يكون استوفت حصتها من المقاعد.
- ان لا تكون اللائحة قد استوفت نصيبها المحدد من المقاعد، فاذا بلغت عملية التوزيع مرشحا ينتمي الى لائحة استوفت حصتها من المقاعد يتم تجاوز هذا المرشح الى المرشح الذي يليه.
المادة 14: تحدد دقائق تطبيق هذا القانون وتوضع قواعد توضيحية وتكميلية له عند الاقتضاء بموجب مراسيم تتخذ في مجلس الوزراء بناء على اقتراح وزير الداخلية والبلديات.
المادة 15: تلغى جميع النصوص المخالفة لأحكام هذا القانون ولا سيما تلك الواردة في القانون رقم 25 تاريخ 8/10/2008.
المادة 16: يعمل بهذا القانون فور نشره في الجريدة الرسمية.
الأسباب الموجبة
بما أن نظامنا الدستوري والسياسي في لبنان لا يزال يعتمد الطائفية، وبما أن المادة 24 من الدستور نصت على أنه "إلى أن يضع مجلس النواب قانون انتخاب خارج القيد الطائفي، توزع المقاعد النيابية وفقا للقواعد الآتية:
 "أ- بالتساوي بين المسيحيين والمسلمين.
 " ب- نسبيا بين طوائف كل من الفئتين.
 " ج- نسبيا بين المناطق "،
وبما أن المادة المذكورة جاءت تكريسا للفقرة 2/أ/5 من البند أولا من وثيقة الوفاق الوطني التي أقرت في الطائف،
وبما أن التساوي بين المسيحيين والمسلمين في توزيع المقاعد النيابية لا يعني التساوي في عدد النواب من الفئتين فقط، بل يعني أيضا وبالضرورة التساوي بين ناخبي الفئتين في إنتاج أعضاء البرلمان، وإلا فقدت هذه المادة معناها وروحها وفعاليتها،
وبما أن ما تقدم ينطبق أيضا على توزيع المقاعد النيابية نسبيا بين طوائف كل من الفئتين،
وبما أن القاعدة المذكورة هي دستورية وميثاقية وتدخل في صلب دعائم الوفاق الوطني وتتعين مراعاتها إلى أقصى درجة ما دام نظامنا السياسي يعتمد الطائفية،
وبما أن قوانين الانتخابات النيابية التي اعتمدت بعد إقرار وثيقة الوفاق الوطني في الطائف ولغاية القانون الحالي رقم 25 الصادر في 8/10/2008 قد انتهكت بصورة صارخة، ولكن بنسب متفاوتة، القاعدة الدستورية والميثاقية المتقدم ذكرها وأوقعتنا في غبن طائفي خطير نجم عن تمكين ناخبي بعض الطوائف من التحكم بفوز عدد وافر من مرشحي طوائف أخرى إلى البرلمان من دون منح الطوائف الأخيرة قدرة مقابلة،
وبما أنه يقتضي تحقيق العدالة بين الطوائف من خلال الحؤول دون تحكم ناخبي طائفة بانتخاب نواب طائفة أخرى،
وبما أن هذا المبدأ سبق واعتمد في النظام الأساسي لمتصرفية جبل لبنان عام 1864 المادة الثانية منه، حيث كانت كل طائفة تنتخب أعضاءها في مجلس الإدارة الكبير المؤلف من 12 عضو موزعين بالتساوي بين المسيحيين والمسلمين (موارنة 2، روم كاثوليك 2، روم أرثوذكس 2، دروز 2، شيعة 2، سنة 2)، ودام هذا النظام معمولا به في عهد المتصرفية أكثر من خمسين عاما.
وبما أنه يقتضي أيضا الحد من الصراعات التي تبدو في بعض الأحيان وكأنها بين الطوائف، من خلال نقل التنافس إلى داخل كل طائفة، فيتحول إلى تنافس تنافس سياسي على الخدمة بين أبناء الطائفة الواحدة بدلا من أن يظهر وكأنه صراع بين هذه الطائفة وتلك ولو من خلال مرشحين ينتمون إلى طائفة واحدة،
وبما أنه لا بد من من تحقيق التوازن الوطني وتوفير التمثيل الصحيح لمختلف الطوائف والفئات داخلها وإلغاء مشاعر الغبن والخوف تمهيدا لبناء المواطنة الصحيحة وبدء البحث بسبل تجاوز الطائفية،
وبما أن إزالة الغبن وتأمين صحة التمثيل من شأنهما حماية الاستقرار،
وبما أن الغايات المنشودة والمعروضة آنفا يحققها نظام انتخابي يقوم على أساس أن ينتخب النواب المحددون لكل طائفة من جانب ناخبيها فقط، مع معالجة مسألة اقتراع الناخبين الذين ينتمون إلى طوائف اسلامية ويهودية غير مخصص لها أي مقعد في المجلس النيابي أو إلى طوائف الأقليات المسيحية المخصص لها مقعد واحد،
وبما انه من جهة ثانية، لقد أثبت نظام الاقتراع الأكثري الذي اعتمدته قوانين الانتخابات النيابية المتعاقبة في لبنان أنه لا يحقق عدالة التمثيل إطلاقا، إذ أنه يقصي شرائح واسعة عن دخول الندوة النيابية وهو ما يضرب صحة التمثيل السياسي والاجتماعي لمختلف فئات المجتمع اللبناني، في حين أن من شأن نظام الاقتراع النسبي أن يؤمن عدالة التمثيل حيث تنال كل لائحة عددا من المقاعد يوازي نسبة الأصوات التي نالتها،
وبما أنه من جهة ثالثة، إن اعتماد لبنان دائرة انتخابية واحدة مع مراعاة تمثيل المناطق من شأنه جعل المرشح والنائب وكذلك التكتلات السياسية والنيابية تهتم بسائر المناطق اللبنانية، الأمر الذي يعزز أواصر التواصل والتنمية الشاملة،
وبما أن ثمة عجلة ملحة في تعديل القانون في ضوء اقتراب موعد الانتخابات النيابية المقبلة وضرورة معرفة الناخبين والمرشحين النظام الانتخابي الذي سيعتمد قبل مدة معقولة من العملية الانتخابية،
لذلك كله، نتقدم من مجلس الكريم باقتراح قانون معجل مكرر يرمي إلى تعديل قانون الانتخابات النيابية الحالي رقم 25/2008 بغية جعل الانتخابات تحصل على أساس انتخاب النواب المحددين لكل طائفة من قبل ناخبيها فقط، مع معالجة اقتراع الناخبين المنتمين الى طوائف الاقليات الاسلامية والمسيحية واليهودية، على أن يعتمد لبنان دائرة واحدة ونظام الاقتراع النسبي ويحفظ تمثيل المناطق اللبنانية وفقا لما هو معمول به في القانون الحالي.
أما بالنسبة لاقتراع اللبنانيين غير المقيمين على الأراضي اللبنانية، تطبق الأحكام العامة التي ترعى اقتراع اللبنانيين المقيمين في لبنان لجهة ممارسة حقهم في الإقتراع في السفارات والقنصليات اللبنانية وفقا لأحكام هذا القانون، آملين إقراره".

ـــــــــــــــــــــــــــــ
      يشار إلى أن اللجان المشتركة تبنت  المادة الأولى منه بعد تعديلها، ليصبح عدد نواب المجلس 134 بدلاً من 128