.. و حلم
وعندما يحين المساء، تهمس لي نجمة من خلف بوابة الليل خلسة, فآتيك
مزّينة بزنابق روحك البيضاء. أنادي بأعلى صوتي ويختنق صوتي ويرتجف الليل
ويبدأ الدوران وأنت هناك. أعانق غيمة تائهة في صدى ليل ربيعي، أذهب
معها بعيدا هناك خلف طيف برّاق هناك فيحرقني. وكلما اقتربت منه
انهدُّ من تعبي وأعود ووحدي أعود مع تردد صدى صوتي في الأفق
البعيد يهتف باسمك ويستمرّ الدوران وأنت هناك. واذنيك خلف السحاب
تائهتان .. واهتف باسمك وادور حول نفسي ويأكلني الدوران فأتلاشى كحبة قمح
يغطيها تعب الشمس عند عتبات حقول صيفية.. وادور حول نفسي مجددا وأخرج
من دوراني ومجددا كقطرة ندى غطاها حنينٌ لاهثٌ الى رمشة عينيك.. وعيناك خلف
سياج الليل تحرسان نجما يلهو بوهم يلبسه عباءة حب عندما يحين الحصاد ذات
صباح خريفي، ويستمر الدوران وأنت هناك في آخر البحر وأول السماء يداك
تراقصان خط الافق الوهمي.. وتذهب بعيدا بعيدا وتصعد مع الأفق نحو
شتاء ماطر..
وأصرخ ويختنق صوتي وأركض فوق الماء وخطواتي تغرق بثقلها..
ويعود الدوران ويأكلني الموج.. واجدني هناك في أول الفجر أرتمي
عند أنفاسك وأنت تحرس نومي من وحشة حلمٍ بقبلة تقطف ياسمينا من عنقي
ونبض قلبك يعيدني الى سفر التكوين فأولد من جديد.
(ميسون حمزة)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق