الثلاثاء، 21 يونيو 2011

نافذة العمر


نافذة العمر

 كلّما ناديتك يرقص قلبي
 يمنةً ويسرى..
 كلّما فقدت ُالرغبة بالحياة
 تسلّقني وجهكَ..
 راغباً بكل شيء
 شكراً لأنكَ تعيد إليّ الحياة.
****
وجهكِ غصن عمري
يسري كوثرا..
يرفع ثغركِ
نحو وجه الله
ابن آدم
يقضم تفاحة
تسقط افواه الرب وملائكته.
اديمكِ.. قشرة بيضاء
ترسمينها قبلة
فوق صدري

****
كيف جعلتَ  العنبَ على شفاهي
نبيذاً وبقبلةٍ واحدة؟
بي رغبة أن أحتضن روحكَ وأذهب في سبات
****
سباتكِ رغبة في صدري
وعنبكِ يتدلى فوق احتضانكِ
مشوار قبلتكِ .. اسراء
معراج سركِ يحتضن سري

****
على مشارف العقد الرابع من عطشكَ
قابَ حنينيّن أو أدنى
أتيتُكَ ملبّدةٌ بالحب والجنون
يا من أحبّ وأحب
لماذا تشتعلُ كلماتي
حين أسمع دويّ حضوركَ ؟
****
سهام حنينكِ
قوس اشتياقي
ترمينها .. قبلة
فوق ظلال العمر
في بحر بلا موج.
ترمي بقوسي
كلمات عشقكِ..
فجركِ..
صوت صياح صوتي
ينهمر صداه..
فوق نبيذ قبلتكِ

****
أحتاجُ كفيّكَ لتمسحا ضباب
الحزن المتراكم على نافذة العمر..
بإنتظاركَ أرتّق ثوب الفرح ..
وفي غيابكَ تفتحُ جروحاً بحجم الزمن
يا كلي وبعضي ..
لماذا تأخرتَ عني كل تلكَ الحياة؟
                                                                  (عيناك فهرس يفسر فراغي)
                                                                      a&y           

الاثنين، 13 يونيو 2011

افتحي عينيك قليلا ـ غسان جواد

       افتحي عينيكِ                                                                   
                                  *غسان جواد                                             
 كان اسمك اجنبيا..
وحين لفظته اضاء القصيدة..
 جعلها اكثر بلاغة..
 صارت تسير بين القصائد..
 كمن يحمل الجنسية الاميركية..
عيناك اللتان كتبت عنهما كثيرا..
حبر قلمي الذي يجف.. كلما غفوت ..
او انزلت جفنيك نحو بعضهما
افتحي عينيك قليلا.. فينزلق القلم..
ويكسر يديه..
العالم مستيقظ في الدماء التي تسيل كزقزقة العصافير
من سيحصي عدد القتلى والجروح؟
من سيرتاح على تلك الدماء
دون ان يخاف؟
في وسعك ان تستسلم..
لكنك لن تحلم احلاما سعيدة.
 وصارت قصيدتي ترتجف من البرد والجوع..
والشوق والفقدان
مثل مهاجر غير شرعي
على جزيرة متنازع عليها
وسط بحر هائج من الازهار النادرة..
5ـ 
 صباح جديد
لا صورة في رأسي لعينيك الخادعتين
لا شغف .. لا ذكريات
اقلّبها كرغيف ساخن حتى لا تحترق..
صباح جلّه مطر خفيف..
وافكارٌ احدّث بها نفسي..
سأمشي هذا الصباح
سأزور طبيب الاسنان
سأقرأ اليافطات على الطريق
ثمّ سأرقص مثل "زوربا"
لقد ابصرت اخيرا
وصرت استيقظ كل صباح...
اسمع اغنية قديمة
افكر بما سأفعله هذا النهار
انفضك عن ثيابي
حياتي وافكاري..
...انت عالقة على عيني وقلبي وانفاسي
وانا اخوض معركة كي افتح عيني.. وامضي
لم يقل الرواة انهم مذنبون، سردوا الحكايات ،
كتبوا اسطرا طويلة لا تنتهي.
 نسجوا احلاما على شكل انفجارات مدوية في النص..
لكنّ احدهم لم ينتبه ان في عينيك صراخا غريبا
وانها اقتراح جديد على رتابة هذا العالم..
اليست الروايات احداثا وشخصيات؟؟
 انا شخصية روائية وعيناك حدث عظيم..

ان 
احبك يعني ان اراك من بعيد
وانت تحملين طفلا لم تلديه
وانت تقولين صباح الخير للغرباء
للاصدقاء
للصدفة التي تنتظرينها.
...
وحدي اعرفك جيدا
الاخرون يربّتون على كتفيك.. كتمثال جميل
ان احبك.. يعني ان انتظر "مجيئك الثاني".
وطفل السماء لتحمليه
9-
كلّما سمعت صوتك بعد انقطاع طويل
اعرف كم يعاني المؤلفون
في ابتكار لحن جميل..
شفتاك صفحة للنغم
وانا مستمع ضرير..
10ـ
كنت تفسحين الطريق لعينيّ نحو قميصك الرقيق
وتتنفّسين كياسمينة نبتت على يديّ وصدري.
رأيتك في الظلام..
وعطرك لا ينطفيء
11ـ
حيثما اكون..
يلاحقني وجهك ويمنعني من الفرح.
انا لا اكتب كي تقرأي..
لقد امتلأت بك
كما تمتليء الاسماء بمواليدها الجدد..
......احبك
مثلما يحب هاربٌ ضوء المنارات البعيدة
12ـ
          
كلّما احسست انني اضعتك
بحثت عن صوتك في سماعة الهاتف
كلماتك ترفرف مثل علم فوق صدري
يجمعنا كل شيء
انت جنرال منتصر
...وانا ارضك التي تحررت
13ـ
ثمّة ظلمة واحدة تعرفني
انا شاعر الروح العتيقة كالجحيم
ارفعك فوق قلبي
وانتظر بالفرح نفسه الذي حدثتك عنه يوما
عندما امسكت كلمة واحدة
...ونزعتها عن وجهي بقسوة
واخبرتك انني احيك..
أن احبك
يعني ان اثبّت اصابعي على خدي
واقطع انفاسي
واحلم.

السبت، 4 يونيو 2011

همس الانبياء

همس الانبياء


أخطو باتجاهكَ
 وأحتار من أين أجتاحكَ
من عمق روحي..
***
الى عمق روحي؟
***
لا اريد فقط في العمق،
على السطح والشرفات والزوايا
أريد أن أحدكَ من كل الجهات!
***
حين تدخلين الى عمق روحي..
تصبحين كل زوايا عمري!
***
أشتاق وجهكَ الملون بحنطة الرب
***
أشتاق وجهكِ الملون بسر الرب..
***
وشفتيكَ المبللتين أبداً بنبيذ العشق.
****
ورائحة جسدكِ المبلل بعرق عمري..
***
لم أعد أكتفي برائحة الشوق .. وهي تأتي من صوتكَ!
***
خذي رائحة جسدي من قميصي المبلل بعطر وجهكِ..
***
كل الطرقات تأخذني اليكَ.. كل الصور صورتكَ.
***
كل صوري.. انتِ.
***
لم أعد أكتفي بصوتكض ولا كلماتكَ وهي تمسح
ندى حنيني من على مقعدكَ في حديقة القلب..
كل صباح أبكي عندما يتعثر وجهكَ،
 وهو يغادر حلمي بغصن حنين..
 سقط من بين دموعي وهي تناديكَ.
***
حديقة القلب مقعدكِ وندى حنينكِ دمعة خدي.
نداؤكِ يطلع مني..ووجهكِ مرآة وجهي.. ودموعكِ حنين شجرة.
****
يخطر لي أحياناً أن أمحي صوتكَ من داخلي
حرفاً حرفاً.. نقطة نقطة
لم أعد أحتمل صداكَ
أين أنتَ يا انا؟
أين ذهبت بكَ آفاق الغياب؟
كلما حل شتاء غيابك أهرب..
 إلى حضن الغيوم فنسقط بالبكاء.
كل مساء أتعمد بدموع غيابكَ
كم أنت بعيد،وكم هذا الشوق لا يتعب؟!
***
حضن غيومكِ سجادة صلاتي.. ودموعكِ مياه عطشي.  
اطوف بكِ فوق تفاصيل جسدي..
اتعبد وجهكِ..
 اشم رائحة شرق لونكِ
ولونكِ ؟
 مفتاح باب اقلامي
ورقة بيضاء ..انتِ حبرها!!
***
بكل إنتظارات اليأس
المنساب بين طقوس التكرار
 ما زلت أنتظركَ..
بقبضة تعتصر الإنتظار
حتى آخر نبيذ الحلم. .أنتظرككَ.
***
انتظركِ على باب عمري..
 تتسللين كنسمة جنة تلون صحراء رملي
 تعبت من الانتظار..
 مفتاح بابكِ معلق في بابي..
 انتظركِ كي تمشي فوق عتبة عمري.
   
                                                                                                                           (عيناك فهرس يفسر فراغي)
                                                                                                                           a&y

الأربعاء، 1 يونيو 2011

صوت دمشقي: اريد حريتي

صوت دمشقي: اريد حريتي

 عفيف دياب
 قالت شروق احمر كل شيء على الهاتف. انكسر حاجز الخوف عندها.. قالت ان الصمت لم يعد لغتها. حكت  شروق خلافا لعادة الحوار الهاتفي  اليومي "الحذر" معها. "الرفيقة" الدمشقية ابنة الشام اباً عن جد لم تعد تستوعب ما يجري في بلادها. فجرت غضبها بصوتٍ عال على هاتف كان يخضع حكما للتنصت الامني. كانت اكثر جرأة مني حين قالت  بثقة :"اكتب انت ورجل الامن الذي يتنصت.. لم اعد خائفة من السجن .. لقد تعبت من الصمت"!
   رفضت  شروق احمر التزام الحذر في الحوار الهاتفي :" اكتب كل كلمة ولا تخف علّي.. لن اخاف بعد اليوم. لقد اصبح القتل سيد ساحات وميادين سوريا .. لم يعد الخوف ممكنا هنا.  فقط حلوا عنا انتم في لبنان واخرسوا قليلا، وقل لقناة (...) في بيروت  ان تعود الى رشدها السياسي،  وان لا تكون بوقاً مزيفاً للحقيقة. قل لجماعة 8 و14 آذار انهم لا يعرفون حقيقة الدم المسفوك هنا. لقد تعبنا منكم ومن اعلامكم السيء والكاذب اكثر مما تعبنا من زخات رصاص  الامن وبعض الجيش ضد الابرياء والفقراء".
  لم تترك شروق مجالا للحوار الهاتفي الهاديء والاكتفاء بكلام عام. فهي منذ "عمر" لم تحكِ اوجاعها "السياسية" واوجاع بلادها. كان اتصالي الهاتفي بها، امس، للاطمئنان فقط عنها وعن دمشق التي نحب رغم طول الغياب عن شوارعها وحاراتها القديمة. قالت انها لا تصدق ان مؤامرة تحاك ضد بلادها :" انتو سخيفين بلبنان، مؤامرة شو.. صدقتوا انو في مؤامرة؟ تعوا شوفوا الناس كيف عم تموت بالشوارع!. خلي (...) و(...) يجوا يشوفوا ويسمعوا. حلوا عنا بقا. خليهن يسكتوا جماعة الفاسدين عندكن.. مش ناقصنا ابواق تزايد علينا بالعروبة والوطنية والقومية وحب فلسطين والمقاومة. هم لا يحبون سوريا اكثر مني. قل لهم ان يسكتوا ويحلوا عنا".
    صوت شروق احمر من دمشق، كان   مختلفا عن بقية الايام. كان تعباً جداً وكأنها لم تنم منذ زمن طويل، او ان البكاء كان رفيقها منذ ان ولدت. قالت: "اكتب ما اقوله لك ": نحن في سوريا مع الحرية والكرامة. نرفض الذل. لم نعد نخاف من الاعتقال. لقد زرت كل فروع الامن. لن اصمت بعد اليوم. اكتب انا شروق احمر : اريد الحرية، واريد تحرير  رفاقي من الاعتقال وتحرير الجولان. اريد نظاماً مقاوماً لا ممانعاً. اريد ديموقراطية وخبزاً وكتاباً. اريد ان احكي بلا خوف. اريد ان ازور بيروت ساعة احب. اريد ان امشي بلا خوف في شوارع الشام. اريد خطيبي الان. اريد الوفاء لابي الذي استشهد في حرب تشرين ضد العدو الاسرائيلي. اريد فلسطين.. كل فلسطين". وتابعت "اكتب ايضا :انا مواطنة سورية ـ عربية  اسمي شروق احمر .. ارفض السلام العادل والشامل مع اسرائيل. انني ضد الهيمنة الاميركية وسرقة ثرواتنا. وانني ضد الاصوليين في النظام وخارجه. اكتب الان انني اريد حريتي.. واريد ان ازور حمص ودرعا".
  صبت شروق احمر جام غضبها على  "ازلام" اليسار واليمين والوسط في سوريا، وعلى 8 و14 آذار في  لبنان. لم تستطع "ضبط" انفعالاتها المتأتية من حال دمشق واخواتها، ومن ارتفاع معدل القتل اليومي :"عم يتصيدوا الناس متل العصافير". لم تستوعب مدربة الاطفال المعوقين   ان ما يجري في بلادها من تحرك شعبي يطالب بالحدود الدنيا من الحرية يستحق كل هذا القتل :" ما كنت اعرف انو الموت رخيص هالقد بسوريا. كنت مفكري انو القمع متل ما كان يصير معي.. روح على التحقيق كم يوم.. وكفين على الماشي وارجع على البيت.. كان اللي يصير معي دلال قدام اللي عم بصير اليوم" تقول "الدمشقية" باكية وتتابع "انتم جبناء في لبنان. نحن هنا اكثر حرية منكم. ندفع ثمنها دما.. المشوار على درعا صار حقو دم. انتو ما بتعرفوا هالشي ابدا. اكتب ما اقول والا سأقفل الخط".
  لم تستطع شروق ان تصل الى درعا منذ يومين للاطمئنان على رفاق فقدت الاتصال بهم قبل اسبوع، وعدلت عن التوجه الى حمص للاطمئنان على خطيبها الذي لا احد في منزل اهله يجيب على رنين الهاتف وجواله خارج التغطية وتعتقد انه في الاعتقال. وقالت انها  لم تتعب من التجوال  في شوراع دمشق بحثا عن رفيقتها منى التي اختفت فجأة خلال توجهها من كفرسوسة الى حي المزرعة، ولا تعرف شيئا عن ابن عمتها الذي رفض تنفيذ اوامر الضابط باطلاق الرصاص على متظاهرين في بانياس، ولا عن جارها طبيب الاطفال الذي غادر منزله  الى عيادته ولم يعد و:"بعدكن بتقولوا مؤامرة.. كل اللي بعرفن ما بعرف وينن. انتم في لبنان شاطرين بالحكي فقط .. قل لشبيحة الأقلام والاعلام ان يخرسوا".