قمر أسود
كانت تصطاد النّجوم .. بين نجم ونجم ضاع بريقها...
كانت تنسج من أضواءها مسبحة تدعوها عمرا و من ليلها سجّادة صلاة...
كانت تركع له و تنتظره من الدّجى إلى تبعثر شعاع شمسها...
كانت ترقبه كلّما اكتمل و أينع ربيعه في ظلامها...
إنّه القمر ترسل له مع هلاله موعدا...
سألته مرّة: أينك؟؟؟ فأجاب:
أكرهكِ، أنا أكره كلّ دمعة نزلت في حقّي و كلّ أصواتكِ التّي تعوّدتُ أن أسمعها لترسم لي مملكة دون قلوع... سأمسحكِ كالطّبشور من ألواح ذاكرتي وسأغسل بالورد جفوني.. و سأقلع عن تدخينكِ مرّة واحدة.. فحبّكٍ مرّ و حرف مسموم..
همهمت لحظة، ثمّ تبسّمت و قالت:
انظر كيف ينزل الغيم في عتم ليال شرقيّة..كيف الرّياح تغفو في بؤبؤ عينيك العسليّة... لا حاجة لي بأزمنة تفترش أقدارا وهميّة... فبوقع دقّاتك أمشي إلى آخر الدّنيا بسرعة سنوات محيطاتك الضوئيّة و براكين الفجر و الضحى في ابتسامات ثغرك الصوتيّة...
أردفت و أضافت:
أنا سيّدتكَ الجبال.. فارفعني لأسكن السّحاب و أتقن الغياب بين غيمة و غيمة...فألواني كلّها ساطعة لا تحجبها الحجب الماطرة...ارفعني و دعني أرى ظهور الشّمس دون شروق .. فضوء عينيكَ يكفيني لأراكَ دون سواء بعد نزع كلّ الأقنعة.....
أنتَ سمائي و فصولي الأربعة.. إذ أزهر الرّبيع في عينيك.. فرفيف جناحي فراشكَ يضحك..
أينعت، في أحداقك، ورودا لم أعرف غيراللّون اللّيلكي...
بل حتّى شعاع القمر تغيّر... بين أزرق و أخضر و عسليّ..
كيف لا و كلّ الفراشات على نهري ربيعك تسجد..
وأنا مثلهم أعشق قمرا أسود...
كانت تصطاد النّجوم .. بين نجم ونجم ضاع بريقها...
كانت تنسج من أضواءها مسبحة تدعوها عمرا و من ليلها سجّادة صلاة...
كانت تركع له و تنتظره من الدّجى إلى تبعثر شعاع شمسها...
كانت ترقبه كلّما اكتمل و أينع ربيعه في ظلامها...
إنّه القمر ترسل له مع هلاله موعدا...
سألته مرّة: أينك؟؟؟ فأجاب:
أكرهكِ، أنا أكره كلّ دمعة نزلت في حقّي و كلّ أصواتكِ التّي تعوّدتُ أن أسمعها لترسم لي مملكة دون قلوع... سأمسحكِ كالطّبشور من ألواح ذاكرتي وسأغسل بالورد جفوني.. و سأقلع عن تدخينكِ مرّة واحدة.. فحبّكٍ مرّ و حرف مسموم..
همهمت لحظة، ثمّ تبسّمت و قالت:
انظر كيف ينزل الغيم في عتم ليال شرقيّة..كيف الرّياح تغفو في بؤبؤ عينيك العسليّة... لا حاجة لي بأزمنة تفترش أقدارا وهميّة... فبوقع دقّاتك أمشي إلى آخر الدّنيا بسرعة سنوات محيطاتك الضوئيّة و براكين الفجر و الضحى في ابتسامات ثغرك الصوتيّة...
أردفت و أضافت:
أنا سيّدتكَ الجبال.. فارفعني لأسكن السّحاب و أتقن الغياب بين غيمة و غيمة...فألواني كلّها ساطعة لا تحجبها الحجب الماطرة...ارفعني و دعني أرى ظهور الشّمس دون شروق .. فضوء عينيكَ يكفيني لأراكَ دون سواء بعد نزع كلّ الأقنعة.....
أنتَ سمائي و فصولي الأربعة.. إذ أزهر الرّبيع في عينيك.. فرفيف جناحي فراشكَ يضحك..
أينعت، في أحداقك، ورودا لم أعرف غيراللّون اللّيلكي...
بل حتّى شعاع القمر تغيّر... بين أزرق و أخضر و عسليّ..
كيف لا و كلّ الفراشات على نهري ربيعك تسجد..
وأنا مثلهم أعشق قمرا أسود...
رحاب السّوسي
(تونس)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق