الجمعة، 30 نوفمبر 2012

منير بركات







            منير بركات (أبو الثوار):

              لسنا يساراً درزياً أو جنبلاطياً


عفيف دياب
تغلب قائد «الحركة اليسارية اللبنانية» منير بركات (ابو الثوار) على المرض الذي كاد يفتك به قبل سنوات. المتمرد «صاحب الارواح السبعة» الذي طرد من الحزب الشيوعي عام 2005، يتهمه شيوعيو لبنان بأنه «صنيعة» النائب وليد جنبلاط لاثارة البلبلة داخل الحزب وتقسيمه مجموعات. ولأن «اكرام الميت دفنه»، كانت لدى جنبلاط وبعض الشيوعيين داخل الحزب وخارجه نظرية تتحدث عن «موت الحزب» ووجوب تقاسمه حصصاً وفق الالوان المذهبية، فكانت مجموعة منير بركات من حصة النائب الاشتراكي ومجموعة اليسار الديموقراطي من حصة تيار المستقبل، الى مجموعات خرجت من الحزب والتقت مع التيار الوطني الحر وحزب الله وصولا الى نيل النظام السوري حصته من الحزب أيضاً. هذه النظرية يرفضها بركات جملة وتفصيلاً، ويتهم قادة في الحزب بـ «فبركتها» لتشويه حركته الاعتراضية او حركة رفاق آخرين انشقوا عن الحزب «نتيجة فشل محاولات التطوير الديموقراطي داخل الحزب، وهيمنة المتشددين عليه وخطفه الى مواقع سياسية وتحالفات طائفية لا تعبّر عن موقف الشيوعيين اللبنانيين، كحال تحالفه اليوم مع حزب الله والنظام السوري».
في مدينة عاليه، حيث يقطن بركات ويتخذ من منزله مقراً رئيسياً لحركته و«أبيع ارضاً ورثتها عن اهلي لاعيش»، يرفض اتهامه بأنه «صنيعة جنبلاطية»، ويقول: «لست منير بركات جنبلاط كما اتهمني الرفيق زياد الرحباني على اذاعة صوت الشعب». ويضيف: «انفصلنا عن الحزب لاسباب منها التنظيمي والفكري والسياسي، وحركتنا الاعتراضية داخل الحزب تعود الى ما قبل 2005»، لافتاً الى ان خلافه مع الحزب الذي انتسب اليه «شبلاً مقاتلاً في الجنوب» سنة 1969 يعود الى قناعته بأن «التغيير من داخل الحزب أصبح مستحيلاً». يرفض بركات بشدّة أن تكون «انتفاضته» قد جاءت بدعم وتحريض من جنبلاط لتصفية حساباته مع الحزب الشيوعي، مؤكّداً ان علاقته بالزعيم الدرزي «تعود الى ايام الطفولة في المختارة». ويشدّد على ان جنبلاط «اكثر حرصاً مني»، مؤكّداً ان «مشاكل الحزب الداخلية من مسؤولية الحزب أولاً وأخيراً».
«قصر نظر» 14 آذار في القراءة السياسية، يسمح لمنير بركات بانتقادها بشدة، ولا سيما أن قوى هذا التجمع «خانت مبادئ ثورة الارز واضاعت فرصا كثيرة على لبنان». ويقول: «رفضنا ان نكون في الامانة العامة لقوى 14 آذار، وهم يعتبرون الرفيق الياس عطا الله ممثلا لليسار ولا يريدون الاعتراف بغيره». يؤكد بركات ان بين حركته اليسارية و14 آذار «نقاطاً خلافية ابرزها التراجع عن مشروع بناء الدولة»، ويقول: «لا وجود اليوم لـ14 آذار الا بالعودة الى مشروع بناء الدولة»، نافيا ان يكون انتقاده نابعا من عدم تلقي حركته دعما ماليا من تيار المستقبل. واعتبر ان موقف جنبلاط من اغتيال اللواء وسام الحسن «كان عاقلا اكثر من موقف تيار المستقبل وبقية مكونات 14 آذار»، مشيراً الى أن «14 آذار ادارت معركتها بطريقة خاطئة. وحده جنبلاط ادارها على نحو صحيح. فسدّد سياسياً على رأس المتهم بالاغتيال (النظام السوري) وهادن الاطراف الداخلية (حزب الله) منظماً الخلاف معه». ويلفت الى ان 14 آذار «تريد فتح معركة على كافة المحاور وتهديد السلم الاهلي، بينما الرفيق وليد (جنبلاط) يريد حماية البلد ويرفض الحروب الداخلية المجانية».
«ابو الثوار» يؤكد ان حركته «اقوى مما يعتقد البعض، وهي منتشرة في كل لبنان وتضم المئات من مختلف الطوائف والمذاهب»، موضحاً ان «الثقل» يتركز في جبل لبنان الجنوبي، من دون أن يعني ذلك أن حركته درزية، لافتاً الى أن البيئة السياسية التي تعيش فيها «تتميز بطيف سياسي وطائفي متنوع»، لكن «بحكم وجودنا في جبل لبنان الجنوبي فان انتشارنا اكبر في الوسط الدرزي والسني والمسيحي».

ليست هناك تعليقات: