شو همّ الناس اليوم ؟
د. نقولا ألوف
بتكون قاعد بالسهرة وفجأة بيعتم البيت، شو صار؟ شو ها السؤال، وينك إنت، نحنا بلبنان وهيدي مش اول مرّة بتنقطع فيها الكهربا. وبعد القطعة وبعد لحظة بيجي السؤال: شو كان جايي، الكهربا الاصلية امّا الموتير؟ يعني كهربة الشركة صاحبة الامتياز امّ كهربة المولد الرديف؟ كانت الاصلية.
بسيطة، انطروا شواي وبيدور الموتير. فعلاً لحظات ونوّر البيت عن جديد. اوف مين بعد بيقدر يعيش بالعتمة، ها الموتيرات رحمة لولاها لكنا رجعنا لأيام القنديل والشمعة ينذكروا ولا ينعادوا. بس لا طال الزمان ولا تهنينا، كام تكة وبتنقطع الكهربا عن جديد.
ساعتها بيطلع الصوت: يلعن ساعة الكهربا والموتيرات اي متى راح ترجع الكهربا الاصلية لنتخلص من الموتيرات. يللا قوموا طفوا، شوفوا شو في شغّال، شوفوا شو في داير. خفّفوا، هيدي كهربة الموتير مش الكهربا الاصلية. دخلكم لشو بتكفي الخمس امبيرات؟ ليش هودي الخمسة امبير خمسة مظبوطين مش شايف كيف عم تلعب الكهربا والضو بيروح وبيجي؟
شو العمل، الكهربا الاصلية مقننة والموتير عم يعرج والحل؟ سمعت أنو واحد من الجيران ركّب UPS وصار عنده كهربا عا طول، لنعمل مثله لنتخلص من التقنين ومن الموتير. بس ليمشي المشروع مثل ما لازم، لازم نركب بطاريات كبيرة وكَفو لتخزين الكمية اللازمة من الطاقة الكهربائية لتغطي كامل فترة التقنين.
بس يا ترى فينا نعرف اي متى في تقنين وأي متى بتجي الكهربا؟ يا ترى عم تلتزم الشركة بفترات التغذية؟ كام مرّة إجت الكهربا، يعني للاصلية، خمس دقايق وبعدها انقطعت، كام مرّة إجت نص ساعة بس ورجعت انقطعت، كام مرّة بغتتنا وغابت ساعات وساعات. ساعتها كيف بدنا نشحن ونعبي البطاريات؟ مشروع ال UPS بينفع لقطعة كهربا بو ربع لنص ساعة مش اكتر وشو بنعمل إن الكهربا انقطعت اكتر، منعيش على العتمة، شو منكون عملنا؟
طيب إذا كان مشروع ال UPS مش عملي شو البديل؟
ولو ما سمعتو بالطاقة الشمسية يللي بتعطيك ماي سخنة ببلاش كل السنة، ركّبها وشوف، بيكفي تفتح الحنفية لتنزل الماي سخنة بدون قازان على الكهربا ولا على المازوت ولا على الحطب. طيب صار عنا ماي سخنة بس شو منعل بالضو والتلفزيون وبالحاسوب يعني الكمبيوتر وتوابعه من انترنت وتويتر وفيسبوك الخ...؟
هات لنستعمل اشعة الشمس لإنتاج الكهربا. في خلايا حسّاسة على الضو، بيكفي تضربها اشعة الشمس حتى تحوّل الطاقة الاشعاعية لطاقة كهربائية. كل خلية كفيلة بإنتاج تيار كهربائي بقوة فولت واحد. يعني وبحساب بسيط لازم مئة خلية لإنتاج مئة فولت كافية لإضائة لمبة واحدة قوتها مئة شمعة ولازم على الاقل الف خلية لإنتاج خمسة امبير.
ومتل ما بيدل اسمهم عليهم بتشتغل الخلايا الشمسية وتنتج الكهربا ساعة اللي بتتعرض لأشعة الشمس، يعني بالنهار. وبالنهار ما منعوز الضو. فينا نشعل الآلات الكهربائية من برّاد وتلفزيون وحاسوب الخ بس شو منعمل بالليل، كيف منضوّي البيت؟ لازم التخزين للاحتفاظ بالطاقة المجمعة خلال النهار. لازم نوصّل الخلايا الشمسية على ال UPS لاستعمال الطاقة المخزنة نهاراً خلال الليل. نظرياً كله حلو بس يا ترى إن غيمت واكفهر الجو بيضل الإنتاج على ما هو أو بيخف، ساعتها شو منعمل بالليالي؟ وهل ينتاسب الاستثمار مع المردود لأنو الخلايا الضوئية غالية ومكلفة.
تُنتج الكهربا في لبنان وفي العالم بواسطة تربينات اللي بتشغلها شلالات الماي ومن التربينات اللي بتشغلها المحركات العاملة على المازوت أو الغاز أو البنزين. آخر المشاريع تشغيل التربين والدينامو بواسطة مراوح بتبرّمها الرياح وبتحول طاقة الرياح إلى طاقة كهربائية, هيدي المروحة الموصولة بالدينامو بتضل تنتج كهربا طالما عم بتبرم وما بتتعرف على الليل ولا على النهار. يعني فيها تنتج كهربا اربعة وعشرين ساعة على اربعة وعشرين طالما الريح قايمة. بس شو العمل ساعة بتهمد الريح بيوقف كل شي ومنرجع لقصة التخزين و ال UPS.
ركّبت المراجع المختصة خلايا ضوئية ووصلتها مع مراوح لإنتاج الكهربا على عواميد الطريق الدولية بضهر البيدر بهدف الاستفادة من الاشعة الشمسية بالنهار ومن طاقة الرياح اللي بتهب ليلاً نهاراً لتنوير الطريق بالليل بدون حاجة لكهربا المولدات. بالنتيجة وبعد التجربة بتضل اغلب الاضوية مطفية بعد كام ساعة عتمة.
ها الحلول البديلة المطروحة لقطعة الكهربا كلفتها عالية ومردودها قليل لأنها محدودة بالاستهلاك المنزلي. كما أنه مشروع انتاجها، إن كان من اشعة الشمس أو من الريح مش متوفر إلا لمين عنده الامكانيات المالية والمساحة اللازمة بسكنه لتركيبهم. يعني القصة بعيدة عن سكّان الشقق وأهل المدينة.
ومن الامكانيات المتوفرة لاصحاب البيوت إنتاج الكهربا بتحويل مباشر للطاقة الشمسية، أي اشعة الشمس، لطاقة كهربائية بواسطة الخلايا الضوئية. دشّن وزير الطاقة مؤخراً مشروع من هذا النوع غطّت فيه الخلايا الضوئية مساحة 180 متر مربع، يعني مش بمتناول الكل.
اخيراً، وعلى سيرة الطاقة الشمسية المتجددة كل يوم، في مشاريع دراسات لتحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة حرارية ومن ثم إلى طاقة كهربائية بواسطة محركات خاصة.
كل هاالمشاريع البديلة ما بتحل مشكلة الكهربا في لبنان وتبقى المشكلة كاملة وما بيكون حلها إلا على مستوى المجتمع ككل إن كان من حيث الانتاج أو التوزيع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق