الأربعاء، 6 يونيو 2012

سيمون





             عن المقاوم سيمون (عفيف دياب(

ابراهيم الأمين
 جميعنا نعرف عفيف دياب إعلامياً نشطاً، يواكب الأحداث من خلال عمله في «الأخبار»، وقبلها ومعها في «النداء» و«صوت الشعب»، وعلى الهامش مع وكالات ومحطات، ومع عشرات الإعلاميين. وعفيف هذا، لم يتخلّ عن قناعات تشكلت في وعيه بالحفر، لا بالصدفة، ولم يعثر عليها في صندوقة على باب منزله أو على قارعة طريق. ابن العرقوب، يعرف لبنان أكثر من غيره. يعرف الناس والمناطق ويدرك الحساسيات. ويعرف كيف يحفظ التوازن في عقله وفي قلبه، فلا تأخذه عاطفة ولا تطيحه عاصفة.
لكنّ قليلين، ربما، يعرفون عفيف، باسمه الآخر. سيمون، الشاب العشريني الذي كان يتفقد الطرقات الموصلة بيروت بالبقاع والجنوب وكل منطقة دخلها الاحتلال. كان من الفتية الأوائل الذين حملوا السلاح. هناك، حيث تعرّف على الأرض حجراً حجراً، وتعرّف على الناس فلاحاً فلاحاً، وتعرّف على الجدران وعلى كل الزرع الذي يقي شمساً قاسية، أو عيناً مؤذية.
ربما قليلون يعرفون أن المقاوم عفيف، الذي أتيح له، ما لم يتح لجيل أو أكثر، أن يحمل السلاح في المكان الصح، وأن يطلق النار في المكان الصح، وأن يهمس في أذن الطلقة فلا تخطئ ما يجب أن تصيبه، حيث العدو المباشر، وحيث الذين يتعاونون معه.
عفيف، أو سيمون، يعرف العدو ويعرف عملاءه منذ أن دخل العدو أرضنا. لم ينس يوماً وجوه مقاومين انتقلوا معه أو نقلهم الى حيث رسموا حرية غالبية أبناء هذا البلد. هو لم ينس يوماً أصوات رفاق له غادروا الى معتقل أو الى حفرة أبدية. وهو لم ينس يوماً ملامح الناس تحت الاحتلال، ولا الوجوه يوم التحرير قبل 12 عاماً. كان يومها عفيف واحداً من الذين يستحقون الشكر، باسم كل شريف في هذا الوطن وجواره. ومع ذلك، قصد قريته في قلب العرقوب، وقصد كل المحيط من حولها. وجال وصال، وأعاد استذكار كل شيء. وعندما خرج أنور ياسين من الاعتقال عاد وتفقد معه المكان نفسه، والطريق نفسه. وظل قلبه يرتجف حباً في لحظة يختفي فيها الإنسان تحت إبط رفيقه، ويذهبان بعيداً، حيث لا صوت غير صوت الأمهات يناجين الله أن يحفظ الأبناء ويعيدهم سالمين. عفيف لم يهرب يوم تلبدت الغيوم في السماء. لم تغلبه كل أصوات الطائفية والمذهبية والمناطقية. كان صبوراً أكثر من الآلاف الذين فروا من تعبهم. بقي قريباً من الناس الذين أحبهم، وناضل ولا يزال من أجلهم. ولم يضعف يوماً أمام كل ما هو حقيقي وواضح. ظلت إسرائيل العدو الذي لا يغير صورته حدث أو طارئ. وظل يعرف كيف يميز بين احترامه وحبه وتعاطفه ـــ وربما أكثر ـــ لمقاومين استمروا في مقارعة العدو، وبين رأيه في قوى وأحزاب وتيارات تنشط في قلب المقاومة.
لا يحتاج عفيف الى من يشرح له حقيقة ما يجري من حولنا اليوم. من سوريا التي يعرف قهر أهلها عن قرب، كما يشعر برائحة قوى الموت التي تحوم حولها. هو يقرأ جيداً الانقسام السياسي في لبنان. لا شيء أجبره في لحظة على ارتداء معطف طائفي أو مذهبي لأجل مراعاة أهل أو أصدقاء أو زملاء أو أحبة. ولا هو اضطر في أي لحظة الى التنازل عن حساسية يسارية عالية تجاه قضايا الناس. لكنه ظل يحتفظ، طوال الوقت، بذلك الخيط الذي يعيده في برهة الى العرقوب، وإلى جنوب العرقوب، الى مزارع شبعا التي تعرف عليها عفيف أرضاً لبنانية قبل أن تعلنها الدولة كذلك، وقبل أن تثبتها المقاومة الإسلامية حقاً أبدياً لنا. ما كان عفيف ليتردد لحظة في القيام بما يجب عليه القيام به في مواجهة العدو وعملائه.
ولأنه كذلك، لم يكن عفيف محايداً في مواجهة قضية العملاء، من أولئك الذين عَذبوا وقَتلوا ومن ثم خرجوا إلينا وكأن لا شيء قد حصل، الى المستجدين حقارة فأدانهم القضاء اللبناني بأحكام سياسية على شكل هذه البلاد التافهة، مروراً بكل الذين لا يزالون يتمتعون بحمايات أهل الطوائف والمذاهب والمال الحرام.
بعد التحرير الكبير عام ألفين، لم يحمل عفيف السلاح ولم يمض للانتقام من عملاء يعرف وجوههم واحداً واحداً، وأسماءهم وأين يبيتون وكيف يتنقلون، وله في رقابهم ألف حساب.
ليس عفيف دياب من يصمت على حقيقة المقاومة. ولأنه كذلك، ما كان ليصمت إزاء حالة زياد الحمصي. لكن الفاجعة في بلاد الجنون أن يتعرض عفيف لمحاكمة واعتداء، لأنه رفض المزيد من المحاباة والمزيد من الكذب والمزيد من التآمر على هذا البلد.
لكن عفيف، كما نحن، لم يكن ليتصور أن يأتي يوم يصبح فيه الصراخ بوجه عميل هو الحرام بعينه. ولم يكن، ولم نكن، نتصور أن يأتي يوم تصبح فيه الكتابة رفضاً لتبرئة عميل هي الجريمة بعينها. ولم يكن، ولم نكن، نتصور أن مخفراً لشرطة لبنانية رسمية يرفض فتح تحقيق، ويبلغ النائب العام أن زميلنا المعتدى عليه لم يحضر إليه، ثم يخرج وزير العدل محتجاً على انتقادنا واحتجاجنا على تلكؤ الدرك.
يبدو أننا بتنا في الموقع الذي لا يحتمل المساومة. ومن الآن فصاعداً، علينا الاستعداد لكي نأخذ حقنا بأيدينا.
أما الذين اعتدوا على عفيف، فما عليهم سوى تحسّس العار كل لحظة، والتذكر أن شيئاً في هذه الدنيا لن يحميهم من العقاب الذي يستحقون!

انه زمن البلطجية




إنه زمن "البلطجية"



 




ماهر ابي نادر
عرفته في منتصف  الثمانينيات من القرن الماضي باسمه الحركي «سيمون». كان فتى يافعاً ذا شخصية هادئة وصوت خافت، لكن عينيه تضجان بحيوية متفجرة وتفضح عناداً في الموقف حيال القضايا التي يؤمن بها. في ذلك الزمان، كانت القضية الأساس لـ «سيمون» هي المقاومة. لم أعرف في حينه أنه ابن بلدة كفرشوبا الحدودية، ذلك أن السؤال عن الانتماء المناطقي لم يكن ذا قيمة في ذلك الزمن المقاوم. كانت سعدنايل مقراً أمامياً ينطلق منه المقاومون الشيوعيون لمطاردة العدو وعملائه داخل الجزء المحتل من منطقة البقاع الغربي. مرّت الأعوام وتلاشى دور الشيوعيين في المقاومة ومضى كل منهم في طريق البحث عن لقمة العيش. وشاءت الصدف أن التقي «سيمون» في أروقة إذاعة «صوت الشعب» في بيروت، حيث اختار أن يعمل مهندساً للصوت. هناك عرفت اسمه الحقيقي: عفيف دياب.
لم يطل الوقت حتى قرر عفيف دياب خلع ثوب «سيمون» المقاوم بالبندقية ليتحوّل إلى ثوب المقاوم بالقلم، ويوقع باسم عفيف دياب بداية كمراسل لـ«صوت الشعب» في منطقة البقاعين الأوسط والغربي ومن ثم لعدد من الوكالات الأجنبية، وهو في موقعه هذا، لم يكن أقل إقداماً منه عندما كان مقاوماً بالبندقية، فلم تثنه غارة إسرائيلية عن مطاردته للحقيقة.
في اليوم الأول للتحرير، أذكر كيف كانت فرحة عفيف عارمة. وعيناه كانتا تشعان فرحاً عندما جلسنا على «مصطبة» منزل أهله المتواضع في كفرشوبا، الذي كان مهجوراً طوال فترة الاحتلال، واحتفلنا معاً بفنجان قهوة على أمل أن يكون الاحتفال أغنى بعد أن يؤهل المنزل، ولكن أخذتنا الأحداث ولم نحتفل أبداً. أن تمتد إليك يد العمالة في وضح النهار، وفي قلب مدينة شتورة، التي أحببت، في وقت تنحر الخراف لعميل إسرائيل زياد الحمصي، ويستقبل بالطبل والزمر، هي ذروة السخرية يا «سيمون». أن يصبح المقاوم مطارداً على أيدي عملاء إسرائيل في قلب الوطن، الذي قالت حكومته الحالية في بيانها الوزاري إنها تؤكد تلازم دور الشعب والجيش والمقاومة في الدفاع عن الوطن، هي ذروة الكذب على الوطن والمقاومة.
إلى السيد حسن نصرالله،
ألا ترى يا سماحة السيد أن بقاءكم في حكومة النأي بالنفس بات مكلفاً جداً ليس لكم فحسب بل لكل الوطن؟ لقد قلتم في إحدى خطبكم إن العمالة للعدو ليست وجهة نظر، ولكن ها انتم اليوم تغضون الطرف عن التعامل معها بهذه الصفة، من يحمي المقاومين من عملاء إسرائيل طالما أن أيدي هؤلاء العملاء باتت تتجرأ على ضرب مقاوم في وضح النهار؟ أعرف أنك لن تجيب على سؤالي. ولكني أعرف أيضاً أنه سيحفر عميقاً في وجدانك، لما للمقاومين عندك من منزلة غالية، فأنا لن أنسى ما حييت كلمات قلتها لي في مكتبك في الضاحية الجنوبية لبيروت قبل ساعات من استقبال جثمان نجلك المقاوم «هادي»، وطلبت مني عدم نشرها في ذلك الحين، والتزمت حينها. ولكني استميحك عذراً بأن أنشرها اليوم فقط لضرورة الموقف ولمرور الزمن على ذلك القول. قلت لي يومها: «لن أدع قادة العدو يتمتعون برؤية دمعتي»، هل ستسمح لقادة العدو أن يتمتعوا برؤية دموعنا، ونحن نذرفها على مقاومين يُعتدى عليهم على أيدي عملاء اسرائيل في ظل حكومة تتفيأ بعباءة المقاومة؟
إلى الرفيق خالد حدادة،
في مثل هذا اليوم قبل ثلاثين عاماً، أطلق الشيوعيون المقاومة الوطنية عندما كانت المقاومة حينها فعل إرهاب وكان عملاء إسرائيل يقودون أجهزة الدولة الرسمية من أعلى قمة الهرم إلى أسفله. وحققوا إنجازات على طريق التحرير لا يمكن أن تلغيها إنجازات «المقاومة الإسلامية» التي أكملت الطريق. يومها قال الشيوعيون لكل الوطن: إلى السلاح دفاعاً عن الأرض والكرامة الوطنية. اليوم ومع الموجة المتصاعدة لإطلاق عملاء إسرائيل من السجون ووصف الفارين منهم إلى عمق الكيان بـ «بالمبعَدين» بدأ العملاء يتجرأون على مد اليد على المقاومين في وضح النهار، هل يتجرأ الشيوعيون بالدعوة مجدداً إلى السلاح، دفاعاً عن المقاومين وعقاباً للخونة والجواسيس؟
إلى الدكتور أمين وهبي،
أمضينا عمرنا معاً في مواقع النضال، وأنت لم تكن في البلاد عندما كانت المقاومة الوطنية في أوجها، لكن ما أبعدك عن بلدتك لبايا هو أنك انطلقت في مهمة لا تقل نبلاً عن العمل المقاوم في ذلك الحين، إذ توجّهت إلى موسكو لتحصيل العلم لمساعدة أبناء الفقراء في البقاع الغربي عند عودتك. غير أن عائلتك الكريمة لم تبخل في دعم المقاومة ولم تبخل في بذل الدماء من أجلها، خاصة أن شقيقك «اسحق» أحد الشهداء الذين رووا تراب تلة برغز بدمائه في مواجهة بطولية مشهودة مع نخبة من جنود لواء «جولاني». فماذا تقول اليوم أيها «الرفيق» السابق في الاعتداء على الرفيق «سيمون» على أيدي عميل إسرائيلي، مع العلم ان ليس «سيمون» مَن أكد عمالته في مقالة صحافية بل تأكدت عمالته بالأدلة الدامغة، خاصة أن المعتدي وبلطجيته يتلطون بعباءة التيار السياسي الذي بتّ تنتمي إليه؟

الخميس، 31 مايو 2012

الى الشهيد يزن..







                                 يزن .. لك المجد ولنا الدموع

 (إلى يزن الشهيد الذي أخذ معه كل المجد والنصر)

عندما تقترب السماء من ظلكَ الغافي على وطني أدرك أن لا عيد يعبق خمراً .. إلا إذا صليت بإسمكَ وكأن همسكَ الـ" يرتل" إسمي إنشودة مطر وهيل  مد لي  يد السماء ما قبل المطر.. وما قبل ولادة الغيمة:
 لتشرب الحوريات ظل كأسكَ
هو الأنتَ على فم الوقت..
وهي الأنا  لغة  تتجلى  فوق  حسدكَ
وأسبقكَ إلى الصيف الذي يسكنكَ
في دهشة الماء..
وأحرس تفاحي الـ "يتعرى" من إحمراركَ
لأجمعك ضوءاً .. ضوءاً
وإنني بعضكَ الينسج على خمركَ..
رغبة صلاة

(يسرى)

الجمعة، 25 مايو 2012

جلم



     
                                          حلم          

              (ع) 

كيف لي أن أتجنّب العشق وأنت لا تكف ّعن جمالك ؟

            (ف)


مزاجي طيّب اليوم
لن أغار عليك من قريتك التّي يكثر فيها
الزّبيب والتّين
فعلى كتفي حيث يدك التّي إتّكأت طويلا
نبتت دالية !!


             (ي)


ما زلت تلك الغجريّة التّي تخطف من السّماء
نجمة بإسمك
فتومض حين تدخل أنت أحلامي
وأهمس لك: لا ترحل عن تراب الغجر
فطيني مجبول بمائك
وهذه أنفاسك فاكهة
والحبّ رئتيك

           (ف)


لي ما أعشقه
فيروزيّات الصّباح
والصّحف التّي تهرشها أنت عمدا
وتحيك الشدة فوق الحروف
وقهوتي التّي تتسلّل إليها كقطع السكّر
كلّما نظرت إلى عروق يديك تنبض بي
تصبح أجمل أكثر فأكثر !!


                                                    (بثينة الزغلامي ـ تونس)

الجمعة، 18 مايو 2012

متعة الريح




 متعة الريح

يا لمسائك  كم هو شهيّ !!
مثل نيران تنقدح من قهقهات غجريّ أرعن
يداعب قلبي فتستفيق تلك الأنثى التّي نسيت أن تكبر
وتعبّئ ثغرها بسكريّ النجّوم والضّحكات
وتستدين متعة الرّيح وهي تراقص ظفائرها وتنّورتها التّي لا تلين
فينقدح تحت خطوها الطّريق !

        
        ( بثينة الزغلامي ـ تونس )

الخميس، 17 مايو 2012

اشتعال




 
اشـــــــــــــــتعال

على ضفاف احلامي
تبـــــــدّى صمــــــــــتٌ  صـــــــــــارخٌ
فـــــــــــارتبكـــــــــــــت حـــــــــــروفي خفـــــــــراً
تنــــــــــــــادَت الغيمـــــــــــــات ... لتظلّــــــــــــــــــل اشتعـــــــــــال العبارات
تغـــــــــــــامـــــــــزَت نجمـــــــــــــات
وشـــــــــــــــــــــربّت نخبهــــــــــــــــا المجـــــــــــــــرّات
فتــــــــــــراكضـــــت العبـــــــــــــارات مُتـــــــــــرعة
حبــــّاً وهــــــــــــــوى
وتفلّتــــــت من قيـــــــــــــــــدها الكلمــــــــــــــــــــــــات

                                                           ( إخلاص الشاب )

الاثنين، 14 مايو 2012

عرسال تستقبل امانة 14 اذار



            عرسال تستقبل «حجّاج» أمانة 14 آذار

عفيف دياب
  لم تجد قوى 14 آذار سوى عرسال لزيارتها في زمن مناصرة الثورات العربية. زيارة تقدّمها فارس سعيد، من دون أن يحمل معه «أمانة» الوعود التي أغدقت على البلدة المشاكسة لتطوير مستوى الخدمات فيها، حيث فوجئ الرجل ورفاقه بالحرمان الكمي والنوعي الذي تعانيه «قبلتهم» الجديدة
****
  مسكينة عرسال، البلدة البقاعية المنسية عند الحدود مع سوريا. لم يكن ينقص العراسلة بعد الا زيارة الأمانة العامة لقوى 14 آذار حتى تكتمل يومياتهم المرة والصعبة. صقور 14 آذار من الغرب ونسور سوريا من الشرق يحاصرون البلدة التي لم تكن تنتظر من الأمانة العامة الا حمل «الأمانات» التي وعدت بها منذ 2005، إذ لا همّ للعراسلة اليوم الا واحداً، وهو رفع مستوى الخدمات في مدينتهم وتطوير بناها التحتية وغيرها من الأحلام الوردية. لا يخفي بعض العراسلة أن زيارة التضامن كان يجب أن تكون معهم قبل أن تكون مع غيرهم، وإن كانوا شركاء في الهم والأوجاع. فهم وحدهم في أعالي الجبال القاحلة، ولا أحد في بيروت او باريس او الرياض ولا حتى في دمشق وطهران وموسكو وبكين، يسمع أنين أوجاعهم كحال أقرانهم من النازحين السوريين الذين هربوا من فقرهم وموتهم الى بلاد أفقر منهم يتشاركون مع أهلها الخبز المر وتقاسيم الوجوه الواحدة.
لم يكن ينقص مآسي عرسال أمس، إلا زيارة الأمانة العامة لـ14 آذار وبعض نواب مدينة زحلة والبقاع الأوسط والغربي، لرفع مستوى الحزن من جديد. فرح العراسلة بوسائل الإعلام التي زارت بلدتهم مواكبة لرحلة «حج» فارس سعيد ورفاقه، إذ اعتقدوا، للوهلة الأولى، أن قافلة الأمانة العامة ووسائل الاعلام المرافقة جاءت لنقل أوجاعهم، أو أن فارس سعيد وايلي ماروني وجمال الجراح وعاصم عراجي وانطوان سعد وطوني ابو خاطر وزياد القادري وشانت جنجنيان وامين وهبي وإدي ابي اللمع، يحملون في سياراتهم الفخمة وجيباتهم المصفحة وعود الشيخ سعد الحريري و«ثوار» 14 آذار ببناء مستشفى، او على الأقل إعادة افتتاح مستوصف تيار المستقبل الذي أُقفل من دون مبررات مقنعة، او مشروع شبكة صرف صحي ومياه شفة، او خرائط تعبيد وتوسعة طرقات، او ترميم مدرسة رسمية وتأمين فرص عمل وتصريف منتجاتهم الزراعية.
فارس سعيد أكد أنه ورفاقه جاؤوا الى عرسال «لبنانيين من مختلف المناطق والطوائف والأحزاب في إطار 14 آذار للتضامن مع أهلها، وزيارة عائلاتها وزيارة العائلات السورية النازحة». أضاف: «جئنا لنقول من عرسال وعبرها، الى من يهمه الأمر، إننا نطالب الحكومة بالاهتمام الفوري بأهالي عرسال والبقاع، كما بوضع العائلات النازحة من سوريا من خلال تأمين الحاجات لها عبر الهيئة العليا للإغاثة». وطالب وزارة الصحة بتحمل مسؤولية تأمين الجرحى والمصابين في المستشفيات على نفقتها، ودعا الحكومة الى «التدخل الفوري لوقف انتهاك سيادة لبنان من جيش النظام السوري بإرهاب اللبنانيين ومنعهم من استثمار اراضيهم الزراعية». واكد أن قوى 14 آذار «تعدّ عرسال ووادي خالد وجبل الشيخ والعريضة ومنطقة القاع، مناطق مستهدفة من جيش النظام السوري»، آملاً من نواب 14 آذار «تأليف لجنة متابعة من اجل تأمين التواصل مع كل المعنيين لدعم صمود هذه المناطق وغيرها التي تستقبل النازحين السوريين، وتقدم إليهم المساعدات الإنسانية».
كلام سعيد لم يرقَ إلى حدّة كلام رئيس بلدية عرسال علي الحجيري، الذي دعا «كل عرسالي» الى وضع بندقية حربية في سيارته للدفاع عن نفسه ضد موجات الخطف في المنطقة و«يا قاتل يا مقتول»، مؤكداً «وقوف عرسال مع الثورة السورية»، ومطالباً الدولة بحماية الحدود في منطقة عرسال. ودعا منسق تيار المستقبل في عرسال الى «الانتصار لقوى 14 آذار للوصول الى السلطة».
وبعد انتهاء الاستقبال وإلقاء الكلمات «العنيفة»، دار نقاش بشأن عمليات الخطف التي تحصل في منطقة عرسال وبعلبك والهرمل، إذ طالب البعض من وفد الأمانة العامة بمعرفة مصير المواطن العرسالي خالد عز الدين الذي خطف في منطقة النبي عثمان. وقالت معلومات لـ «الأخبار» إن خطف عز الدين «يعود لأسباب مالية»، فيما أشارت معلومات غير مؤكدة إلى أن عز الدين يتعاون مع مقاتلين سوريين يناوئون النظام السوري.
خطف عز الدين ليست الحادثة الوحيدة التي سجلت في شمال سهل البقاع، ففي داخل الأراضي السورية المتاخمة للحدود مع لبنان أقدم لبنانيون على خطف 15 سورياً من آل رحيل، رداً على خطف مسلحين من العائلة الأخيرة لثلاثة من آل جعفر الذين يقطنون داخل الأراضي السورية في مزرعة تعود ملكيتها إليهم. وقال مصدر امني لبناني لـ «الأخبار» إن اتصالات سياسية وامنية أُجريت للإفراج عن السوريين المخطوفين، موضحاً أن هذه الاتصالات لم تثمر نتائج تذكر لاشتراط إتمام العملية بالإفراج عن المخطوفين من آل جعفر. وكشف المصدر أن اتصالات أجريت مع الجانب السوري الرسمي و«ننتظر الرد لإتمام الصفقة». وأكد المصدر الأمني أن السوريين المخطوفين «ليسوا داخل الاراضي اللبنانية، بل هم في مكان يعدّ ضمن الأراضي السورية وهو خارج عن نطاق السيطرة الأمنية السورية الرسمية».

في وجه ماروني
خلال عودته من عرسال اخترقت سيارة موكب النائب إيلي ماروني في زحلة قرب بيت الكتائب، حيث شهر أحد ركّابها مسدسه الحربي بوجه المرافقين. وقال ماروني لـ «الأخبار» إن الاختراق كان عرضياً، ولن ادّعي على سائق السيارة حيث أصبح الملف بعهدة الأجهزة الأمنية الرسمية التي باشرت تحقيقاتها، وقد أوقفت سائق السيارة المدعو ب. هـ.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
سياسة
الاخبار ـ العدد ١٧٠٦ الاثنين ١٤ أيار ٢٠١٢
  

حمص




حمص





أيها الإله الهرم
أيها النبي الأعزل إلا من ذاكرة محطمة.. معلّقة على بقايا السور..
أيها اليتيم حديثاً إلا من فضول مصور أو بضع شاشات صغيرة ..
هل تعنيك مبادراتهم وخططهم ومراقبيهم؟!
أيها الأب.. أيها الأبي:
هل يكفيك رؤوسهم إن علقناها على بقايا العمود كي يطغى حلو القهوة على مرار الريق؟؟!!

                                            (يسرى)