الثلاثاء، 19 أبريل 2011

"حراك" امني سوري ـ لبناني مشترك على طول الحدود

«حراك» أمني سوري ـ لبناني مشترك على طول الحدود

كثر الحديث الإعلامي والسياسي في الآونة الأخيرة عن عمليات تهريب أسلحة من لبنان الى سوريا مع تصاعد الاحتجاجات الشعبية والأعمال الأمنية هناك. حديث له وقائع ميدانية في لبنان وفق معلومات الاستخبارات السورية التي تتواصل مع نظيرتها اللبنانية وتمدّها بالمعلومات المطلوبة للمساعدة
عفيف دياب
يروي بقاعي «عتيق» في العمل السياسي قصة طريفة عن التدخلات السورية في لبنان، وتدخلات لبنان في سوريا. تعود «واقعة» القصة الى أيام ثورة 1958 اللبنانية. تقول الرواية إن مواطناً بقاعياً يدعى (م. ح.) زار دمشق إبان الثورة اللبنانية بطريقة غير شرعية، فألقي القبض عليه حيث خضع لتحقيق أمني طويل ومتعب. انتهى التحقيق الأمني السوري يومذاك مع المواطن اللبناني البسيط بموافقته على مرافقة بغل محمل بمتفجرات يضعه قرب هدف محدد في سوق زحلة. عبر الرجل الحدود مع البغل، وحين وصل الى بلدة الصويري اللبنانية قرر بيع البغل بمئتي ليرة واستبداله بحمار سعره 50 ليرة بعدما وضع «خرج» المتفجرات على ظهر الحمار. انفجر الحمار في سوق زحلة بعدما أنجز الرجل مهمته بربطه بعمود وتولّى آخر تفجيره. شاع الخبر بأن حماراً انفجر في المدينة، فاستدرج الأمن السوري المواطن البقاعي ليستفهم منه كيف تحول البغل الى حمار، وحين اعترف ببيعه البغل واستبداله بحمار عوقب بالسجن قبل أن تنجح «الوساطات» السياسية مع عبد الحميد السراج في إطلاق سراحه ما دام الهدف تحقق إن كان عبر انفجار بغل أو حمار.
هذه الرواية التي تعود وقائعها الى أكثر من نصف قرن، تختصر قصة التدخلات الأمنية والسياسية بين بلدين متجاورين. وتختصر قصة «البيع والشراء» في علاقة ملتبسة لم تنجح أنظمة الحكم المختلفة في سوريا في رسم مسارها الصحيح. وكان الجار الصغير متهماً دوماً بالتآمر على أمن سوريا، أو بحضن هذا التآمر، كما جرى خلال الأسبوع الماضي.
هذه الاتهامات السورية (بعضها صحيح وبعضها الآخر بحاجة الى تدقيق وفق مصدر أمني) رفعت من الجهوزية الأمنية اللبنانية على طول الحدود «المفتوحة» مع سوريا، بدءا بمرتفعات راشيا الوادي ودير العشاير مروراً بجبال البقاع الأوسط وأوديته، وصولاً الى جرود بلاد بعلبك ـــــ الهرمل ووادي خالد. استنفار أمني أدّى حتى الآن إلى تسجيل أكثر من عملية ضبط وتوقيف لأشخاص لبنانيين وسوريين بتهمة نقل أسلحة الى الداخل السوري.
وكشفت مصادر أمنية لـ«الأخبار» أمس، عن توقيف استخبارات الجيش اللبناني قبل أيام لعدد من الأشخاص في منطقة القصر ووادي خالد، وعلى حاجز المدفون الساحلي حيث ضبطت سيارة محملة ببنادق «بومباكشن» (أسلحة صيد نصف أوتوماتيكية تُستخدَم أسلحة حربية وتستعملها عدة مؤسسات شرطة في العالم) كانت متوجهة الى قرية في وادي خالد وأوقفت سائقها المدعو (غ. ع.). وأوضحت المصادر أن الجهوزية الأمنية اللبنانية على طول الحدود مع سوريا في البقاع والشمال، ارتفعت بعد الاتهامات السورية لمجموعات لبنانية بأنها تعمل على تهريب أسلحة حربية وغير حربية إلى مجموعات في حمص وبانياس واللاذقية ودرعا ودوما وبلدات في ريف دمشق. وأوضح تقرير أمني اطلعت عليه «الأخبار» أن جهازاً أمنياً لبنانياً كشف في المناطق الحدودية المتداخلة سكانياً بين لبنان وسوريا في البقاع وعكار، تحركات لأشخاص لبنانيين وسوريين مشبوهين يعملون على نقل أسلحة الى الداخل السوري، وأن الاستخبارات السورية تسلّمت من مجموعة موالية لها في منطقة لا تبعد كثيراً عن الحدود اللبنانية (وادي حنا) شخصين ينتميان لإحدى القبائل العربية المقيمة في لبنان (من آل ج. و ن.) وبحوزتهما بنادق «بومباكشن». وأوضح التقرير أن استخبارات الجيش اللبناني دهمت على أثر تحقيقات الاستخبارات السورية مع هذين الشخصين مستودعاً لشخص من آل (ش.) في منطقة القصر حيث صودرت أسلحة رشاشة وبنادق حربية من نوع أم 18، وأخرى من نوع بومباكشن، إضافة الى «فواتير» رسمية لبنانية بأسعار هذه البنادق والأسلحة الأخرى.
وقالت المعلومات الأمنية إن الاستخبارات السورية تتواصل يومياً مع الاستخبارات اللبنانية، وإن تنسيقاً أمنياً يحصل على مدار الساعة، وإن تعاوناً كبيراً سجّل في المناطق المتداخلة سكانياً مع مناصرين وموالين للنظام السوري بهدف تحويلهم الى أعين مراقبة، لا سيما أن عائلات لبنانية تقطن في قرى حدودية سورية وتتنقل بسهولة بين البلدين من دون إجراءات عبور رسمية تذكر. وكشفت المعلومات أن محاولات تهريب الأسلحة الى الداخل السوري «أصبحت موثقة عند الأجهزة الأمنية اللبنانية وفق معلومات نظيرتها السورية ووثائقها»، وأن المتابعة الأمنية اللبنانية توصلت الى توقيف شخص من آل (ج.) مقيم في أحد جرود منطقة الهرمل يتعاون مع شخص من آل (ع.) مقيم في بيروت ويعمل مع تيار سياسي كبير، وينظّمان مهمة تأمين أسلحة وبنادق صيد لسوريين. وتضيف المعلومات نفسها أن أعين الاستخبارات السورية في لبنان رصدت شاحنة بيك آب في جرد بلدة عرسال (منطقة الجرجير) محملة بالخردة والأسلحة الحربية ظنّت الأجهزة الأمنية اللبنانية أنها كانت متوجهة الى داخل الأراضي السورية حيث أوقفت هناك، وأظهر التحقيق أن لا وجود لأسلحة تذكر حيث ضُبطت بندقية صيد واحدة كانت بحوزة السائق للحماية من مهربين آخرين.
وبالتزامن مع الحديث السوري عن عمل مجموعات لبنانية على تهريب اسلحة الى سوريا عبر نقاط ومعابر حدودية غير شرعية، والاستنفار الأمني اللبناني للمساعدة وفق ما توفره الاستخبارات السورية من معلومات، ووفق التحريات الأمنية اللبنانية، رفع تجار أسلحة الصيد و«الخرطوش» في لبنان أسعارهم بعدما سُجّل إقبال على الشراء في وقت غير اعتيادي للصيد، وأن مخازنهم التي تحتوي على بنادق «بومباكشن» اصبحت خاوية بعد الإقبال على شراء هذا الصنف.

الاخبار ـ العدد ١٣٩٢ الثلاثاء ١٩ نيسان ٢٠١١

الأحد، 17 أبريل 2011

مع توهج الثورات العربية (الى سمير قصير )

(الشهيد سمير قصير)
سمير قصير، أخطأت التوقيت!ا
 جميلة حسين
في غمرة الانتفاضات العربية المشتعلة من المحيط الى الخليج يحضر وجه سمير قصير.
وفي غمرة النقاشات الحامية عن التغيير يتردد صوت سمير قصير .
ووسط حشد المقالات والتحليلات ورفع الشعارات، تظهر أصابع سمير قصير وحروفه الصارخة منادية للحرية ومبشرة بربيع العرب ..
ومع تحرك الشباب اللبناني اليوم المطالب بالتغيير  وبإسقاط النظام الطائفي ( على الرغم من عدم وضوح الخطة والرؤيا والمشروع ) يطل وجه سمير قصير،  الرجل الذي تزداد الحاجة اليه في هذه الظروف  والمتغيرات ..
منذ اندلاع الثورة في تونس واشتعالها في مصر ، وامتدادها الى اليمن وليبيا والبحرين وسوريّا ، أراك يا سمير  تشع فرحا .. وتندلق على شفتيك ابتسامة مضيئة ..  ألم يكن هذا حلمك  وما نظّرت له ..؟
رأيت وجهك في كل بيان و صوتك في كل صرخة و رأيك في كل مقال وتحليل ..
 هنا تكتب وهناك تصحح .. وفي غير مكان تصوّب وتغيّر .. تتكتك مرة وتبني خططا استرتيجية مرة أخرى ..
كم نفتقدك اليوم ، بذلك النبض التغييري والحس الناقد لكل خطأ أو تهوّر  .
ألم تكن من أوّل المدافعين  عن العمال السوريين ورفض التعرض لهم واضطهادهم من قبل أناس موتورين حاقدين  في نفس الوقت الذي اُعتبرت فيه عدوا لسوريا ؟
كم نظّرت وكتبت، وبحّ صوتك مدافعا عن القضية الفلسطينية،  في الوقت الذي صنفوك فيه خصما للمقاومة .
كم بشّرت بربيع العرب وهللت له في الوقت الذي اتهموك فيه متأمركاً وعميلا..
سمير قصير .. أليس ما في المشهد العربي من ثورات وانتفاضات الكثير من أفكارك وبصماتك ..ألم تكن لبنانيا وفلسطينيّا وسوريا في الوقت نفسه ..؟؟
 كنت في كل هؤلاء. كنت عروبيّاً بحقّ . وعندما  رفعت صوتك اللبناني المطالب بالحريّة والسيادة قتلوك .  
لماذا أخطأت التوقيت .. لماذا متّ في الوقت الخطأ.. وغير المناسب ؟؟
ألم يكن باستطاعتك تأجيل ذلك بضع سنوات فقط ..أن تكون أنانيا لبعض الوقت  وتتوارى عن عين القاتل الذكي الذي عرف أهمية ما تقوم به  وخطورة وجودك بوجه اجرامه...؟؟
ألم يكن الأَولى بك أن تنتظر قليلا  ..؟؟!!
مثلك من  يستطيع أن يواكب ما يجري اليوم عربيا ولبنانيا .
مثلك من يستطيع أن يواكب تحرك الشبابي اللبناني الذي يتخبط بحراكه
مثلك من يستطيع مواكبة ثورة التكنولوجيا وعالم الانترنت والتواصل مع الشبكة الاجتماعية الافتراضية .. مع الشباب اللبناني والعربي.
أنت من قلّة عرفوا أهمية الاعلام والاعلان وعالم الصورة ورفع الشعار المناسب في الوقت المناسب ..
انطلاقا من هنا نفتقد صوتك اليوم. نفتقد حضورك الجميل لتشهد ربيع العرب ولتشهد تاريخاً جديداً يخطّه الشباب العربي ..
يا سمير ..
 القاتل هو القاتل .. ملامته وكرهه أمرٌ بديهي .. لكن عتبي عليك لأنك لم تتنبه للوحش الجائع الذي التمهك في صباح حزين .
عتبي على من جهل أهمية دورك وحضورك  فلم يقدروا ضرورة أن تبقى حيا .. احترسوا على أنفسهم وبعض المسؤولين السياسيين ، وهم لا يعرفون أن السياسي ينبت كما الزرع ، يذهب وينساه التاريخ ، لكن المفكرّ والمثقف مثلك لا يتكرر بسهولة. كما وأن صوته وذكره لا يُمحى بسهولة ..
كان من الاولَى بهم أن يحرسوك بحدقات العيون ويحموك كما تحمي الأم وليدها .. لكن فاقد الشئ لا يعطيه .. فإن عرفوا ولم يفعلوا فتلك مصيبة ، وإن لم يعرفوا فتلك مصيبة أعظم.
نفتقدك  مع كل ثورة عربية ومع كل مظاهرة لبنانية  تطالب بإصلاح النظام  بعيدا عن الانقسام الفئوي
ألم يكن أولى بك أن تنتظر .. تنتظر ولو قليلا .. لتشهد ربيع العرب مع ثوّار يخطون بدمائهم وأصواتهم لحظات تاريخية كاسرين حواجز الخوف .. ومحطمين أصناماً ملّت منها الرّيح وتكنسها مكانس التغيير.
الربيع أتٍ من المحيط الى الخليح ..  لكن من دونك وبغيابك .. وفي هذا حزن كبير ، يقلّله أنك المساهم الأول  في هذه الثورات وزارع الغرسة الأولى في هذا البستان ، وسيذكر التاريخ يوماً شابّاُ مفكّراً من بلادي هو سمير قصير حلم بوطن حرّ وبربيع عربي  ووضعت  أصابعه مع أمثاله أسسه  ..
jamilehussein@hotmail.com



رفيقي الحوراني ـ 2

                                                                                           (ع.ذ.)
                 رفيقي "الحوراني" (2)

 نعم. اعرف تفاصيل ايام تعذيبك في الزنزانة. لا تتعب نفسك في اخباري  قصص حفلات التعذيب. لقد اخبرتني في لقاءات سابقة عن "ابداعات" الشرطة السرية في نظام "الممانعة" في خوض معارك التعذيب على جبهة جسدك النحيف.. عليك ان ترتاح قليلا بعد رحلة "سفرك" القسري كما تسميه حين كنا نسألك نحن الرفاق عن سر اختفائك المفاجيء ودون سابق انذار. نحن لا نعرف عنك انك من رجال الاعمال والمال، او من "طبقة" الضباط الذين يمعنون "تعذيبا" في جسد الوطن المسلوب في ارقام حساباتهم المصرفية، والمقتول يوميا على "بياض" صكوك التنازلات والخنوغ..
رفيقي..
 لقد تعودنا على غيابك بين الحين والاخر. فجسدك الذي يشبه سنبلة قمح في سهل حوران  ادمن جرعات التعذيب والقهر. ولكن ادمانك على "الصراخ" بصوت يعم البلاد ارعب الجلاد وافقده السيطرة على "ممانعته"!.
 لم نكن نعلم يا رفيقي انك من جيش "المندسين". لقد كذبت علينا. لم نكن نعلم ان العاشق للارض والحرية والكرامة والمقاومة ليس الا "مندسا" يتلقى التعليمات من اعداء الوطن. كنتم مجموعة من "المندسين" في الزنزانة. قل لنا لماذا كذبت علينا يا "مندس" ويا عدو الوطن؟
رفيقي..
 في ايام غيابك تحت سياط الجلادين اكتشفنا انكم (كمندسين)  تريدون زرع الفتنة وتدمير الوطن، لان "الممانعة" تمعن في الممانعة ومواجهة المؤامرات الخارجية، وانتم مجرد عملاء تريدون "حرية".  حرية؟ كم انت تافه وسخيف يا رفيقي. تريد حرية والمؤامراة على الوطن كبيرة. كم انت "قليل" العقل لانك تريد حرية. لماذا لا تفهم يا رفيقي؟ ولماذا "عقلك" لا يستوعب حجم المؤامرة الدولية على الوطن منذ نصف قرن؟ ولماذا لم تفهم بعد ان صمتك وقمعك وجوعك  واهانة كرامتك يوميا هم من عناصر قوة "الممانعة" والتصدي للمؤامرة؟ الا تريد يا رفيقي ان تحارب الاعداء.. وان تحرر الارض؟
 رفيقي..
 انت لست الا متآمرا على الوطن! ايعقل ان تطالب بالحرية والوطن يستعد منذ نصف قرن للتوريث؟ ايعقل ان تطالب بالخبز والكتاب والحزب القائد يأكل ويقرأ ويكتب؟ كم انت تافه وسخيف يا رفيقي.. تريد لابنتك حرية وهي لم تعرف بعد شوارع الشام وحلب وحمص وطرطوس، ولم تسمع ببغداد وبيروت والجولان والقدس؟ وتريد لحفيدتك حرية وهي لم تولد بعد.. وتريد لها حرية وانت لم تلد صبيا يرث وطنا؟
رفيقي..
نعم. انت تريد حرية وهم يريدون قتلك باسم الوطن.
نعم .. اذكر ما قلته لي قبل سفرك الاخير الى زنزانتك :"حين اكون حرا وخبزي معي.. اصبح مقاوما لا ممانعا. وحين اكون مقاوما اصبح وطنا لابنتي. حريتي اغلى من حياتي.. انهم لا يفهمون صرختي. ولا يعرفون سر اوجاعي. حريتي هي خبزي وكتابي وقلمي ودفتري.. وسجادة صلاتي. حريتي هي ارضي وكرامتي. انهم لا يفهمون يا رفيقي ان جرحي يضيء قمحا وحبات الدم شمسا بلا غروب ".
(عفيف)

السبت، 16 أبريل 2011

تجربة انكسار


(روح ـ رسم سها)
 تجربة انكسار  

نامت كملاك حالم بكل ما يحمله الربيع من لعب و لهو ومرح للأطفال. مترقبة ما قد تحمله لها الأيام من ازهار بنفسجية وأحلام حياة وردية.
 نامت و في العينين شوق وأمل في التحليق عاليا مع أقرانها الطيور. رافضة كل ما قد يأسر طفولتها البريئة, محررة اليدين والقلب والروح سوى من تلك القدمين الصغيرتين. كانتا تأبيان السير نحو ذلك الحلم..وكأنما انغرستا قسرا في فراشها!
اتراه القدر من حتم على أملها أن يتحقق بعد صراع و ألم ؟؟ أم هي الحقيقة التي حطمت بقوتها ذلك الانكسار؟ لتقف على قدمين ترتجفان فرحا و خوفا. فرحا بذاك التحرر، و خوفا من تلك الحقيقة. مضت تمشي و تمشي نحو نور تجربتها.
لم تكن تعلم أن النهوض و السير في تلك التجربة  كانا أصعب بكثير من ذلك الا نكسار.
(سها

ظماَنةٌ به

(ربيع ـ ع.د.)


ظماَنةٌ به


أنا المفتونة بكَ. المصلوبة على صدركَ والباقية عليك ..
أنا التي سأظل أهذي بأنّكَ لم تكن يوماً لإمرأةٍ قبلي، ولم أكن يوماً حرفاً في قصيدةِ رجل اَخر..
 يا أيها الغائب الحاضر.. كل الكلمات التي أعرفها حلّت ضفائر أحرفها على ضفافكَ فكانت قصائدي.
 من مثلي تسكن سهول غيابكَ لكنها أقرب من النبض إلى القلب؟
 أشهد أنّ كل خطايا الكون تجتاحني حين أراكَ، لكني أعرف أنّي سأدخل الجنّةَ برحمةِ حبّكَ ومغفرة عينيك..
 يا أيها الغافي على قلبي صدى همسك صيّرني همسٌ وصدى، ومنذ عرفتكَ وأنا أبحث في جميع المذاهب ما يبيح لإمرأةٍ أن تتزوجَ قبيلة من الرجال..
 كل مساء أشكيكَ إليّ وأتلو حبّك حتى تذوب تفاصيلي. فالشوق مفضوحٌ والحنين واجب.
كيف أقنعكَ أني كنتُ رذاذٌ قبل أن أصبحُ مطركَ وأني أحتاجكَ غطاء روح يستر إنفضاح قلبي بكَ؟
أعرفُ أنّ الكلمات في وصفكَ عبث..لهذا أطلبُ فقط أن أنزوي في ركن عيّنيكَ..
 يا أنتَ كلّما إنتصفَ الشوق وإستحالَ اللقاء..أنّ الوقتُ باكياً طيفَ لقاءاتكَ الراحلة
يا أنتَ .. تفاصيل جسدكَ تسكنها قبائل لا تفعلُ شيئاً سوى لملمةِ أزهارِ الرمان التي تتساقط من ملامحكَ.
يا كل تراتيلي عيناكَ فهرسٌ يفسّر فراغي.
(يسرى)

الخميس، 14 أبريل 2011

الجراح : زلمة خدام شيخ المراجل

الجراح: زلمة خدام شيخ المراجل

الأربعاء، 13 أبريل 2011

ما تيسّر من سورة الحريّة

دمشق
ما تيسّر من سورة الحريّة
  كنت أعتقد أنّ لحظة الصمت أعظم إن صدقت إلاّ أن تكدّس على أوتار صوتي مئات الشهداء مطالبين بهِ.
السماء تمطر شهداء. والأطفال أصبحوا أرباب سوابق ومطلوبين أمنياً..أكفّهم الصغيرة تصفّق للموت وحناجرهم الغضّة تهتف للحرية ..شلال دماء اَبائهم ينير وجوههم وقلوب أمهاتهم تدفعهم إلى الأمام.
أطفال بلادي تفتّحت سنابلهم قبل الأوان لهذا مواسم الخير ستكون وفيرة ..أعرف أنّ التغني بما سبق لا يعفيني من الإختباء وراء هاماتهم الغضّة وأعرف أن أمطار البكاء التي تعصف بالقلب لا تبرر السكوت الذي أصبح من خيانة وليس من ذهب.
ماذا بعد..
ـ أعلن أنا الموقّع أدناه المقهور..المقتول..الظالم المظلوم..الصامت الباكي ..الميت الحي ..الخانع الشاكي..السميع اللامجيب..الشيطان الأخرس..الحكيم الغبي.. "أعلن ثورتي على ضعفي وإنتفاضتي على قلمي
ـ أعلن توبتي عن صمتي وأصلي تحت أقدام أطفالٍ إختصرت كل الأنبياء وكتبهم بنبوءةٍ أكثر عفّةً وطهراً من كل دعواتهم السماوية".
ـ أعلن أنا المواطن المندس بعبق دماء الشهداء أنني لن أمانع في حبي لوطني لأنني راغبةٌ فيه وبه.
ـ أعلن أنني سأظل أتنفس رغم أنّ في وطني كلّ حيٍّ مطلوب.
ـ أعلن أنّ درعا ستكون الساحة الأولى في موطئ القدم الأول للشهيد الأول والكتاب المقدّس للحالمين العاشقين للحرية.
ـ أعلن أنني أعشق حمص ودوما و اللاذقية و بانياس ودير الزور إلى أن يُشفى جرحاهم ويعود شهداؤهم ويكبُر صغارهم.
وأنتَ أيها الصامت لن يلومك أحد إذا جلست في الزاوية وتأمّلتَ ..المهم أنّك تتأمّل وتتألم.
راقب جيداً كيف تنهار الدوائر لكن لا تتأخر كثيراً لتستطيع على الأقل أن تشارك بإنهيار الدائرة الأخيرة كي لا تعيش بقيّة عمرك تحرقك الحسرة لأنك لم تساهم في صنع الحرية.
شروق احمر
دمشق
11\4\2011

الثلاثاء، 12 أبريل 2011

هل أبقيت لي شيئا ؟؟

( تمرد ـ رسم سها)



هل أبقيت لي شيئا ؟؟



 مسرعا كان نحوي..كأنما كان يريد استرداد أنفاسه من خلالي.. حالما بأن يرى ما يعتقد انه ذلك النقيض الذي يكمل جمال روحه..
نظر مليا..بشغف و جنون... تلك هي أنت؟ ثم أغمض عينيه على عيني.. مخبئا ما رأى لنفسه .. حاضنا بين أضلعه لما حلم بأن يرى من تلك الكلمات التائهه بين وجوه الأصدقاء. حضنها بصمت، و أنانيه، وأسدل الستار على أمنية أبقاها سرا لذاته..تاركا خلفه ذلك النقيض..تائها على مفترق الطريق..يسأل : هل أبقيت لي شيئا؟؟
(سها)

الاثنين، 11 أبريل 2011

اريدكِ

اريدكِ

اريد ان اسمع صوتك، وان اشرب معك من مياه النيل. 
نرتشف  فنجان قهوة من بن عدن المعتق بياسمين الشام؟
ان تكوني  قربي البنفسجية البيروتية.
 اريد ان اكون سركِ في صحراء العرب. . 
وارقص معك في القدس. 
  اشتهي شجرة ليمونكِ في حيفا.. والنوم في روحك تحت شجرة نخل في  الكوفة.
 سأكون سجادة صلاتك.. علني احضنك في الكعبة!
                                              (عفيف)

السبت، 9 أبريل 2011

آية

آية

ملائكة تطلع فرحة
من صوت ضحكتكِ.
بياض روحكِ ..وجه الله!
عيناكِ.. سر  الليل،
وسركِ صلاة "شرق".
***
انتِ آية في سماء،
تنزل الملائكة
 وانتِ.. تصعدين.
***
نبيذكِ وجه الناصري..
 كروم عنبكِ بستان خوخ
واشجار النخل..
سجادة صلاتكِ.
***
نبيذكِ الابيض.. روحكِ
نبيذي الابيض.. روحكِ
انتِ بحر من سماء.

                                                                                             (عفيف)

الخميس، 7 أبريل 2011

عزف منفرد

عزف منفرد
    عندما يرتدي الموت تارةً زيّ العصابات المسلحة وتارةً زيّ المندسين يحتار المواطن السوري أين يختبئ وأيّ كفن يرتدي ليكون زيّه مناسباً لهذه اللحظة التاريخة.  يعرف السوريون أن أسهل موقف يختاروه الآن هو التصفيق و(كلّما كان حاداً كان أفضل) وكتابة القصائد الموزون منها وغير الموزون ..لكنّه يعرف أيضاً أنّ الساكت عن الحق شيطان أخرس فأين هو الحق الآن وكيف تستطيع أن تقوله وتبقى في وطنك إمّا معزّزاً وإما مكرّماً. لا نريد أن نكون طمّاعين ونطلب الإثنين معاً.
 بالنسبة لي إخترت أن أقول الحق لكن تحت سقف قانون الطوارئ كي لا يموت الديب ولا يفنى الغنم: عندما تنزف حوران دماً وتتناقض الروايات الرسمية بين تثبيت وجود العصابات المسلحة وبالتوازي مع ذهاب وفد رسمي للتعزية والإقرار بالمطالب المحقّة والمشروعة وإقتراح دفع "ديّة" لأهالي الشهداء تنتابك الحيرة. أتقف مع رواية الدولة أم رواية الدولة مع العلم أنّهما روايتان مختلفتان لمصدر واحد؟!
 عندما تصبح الحرية تهمة عليكَ صدّها بكل الأبواق السمجة التي تملكها كمواطن صالح، وعليكَ بالوقت نفسه أن تدافع عمّا إقترفته الدولة وبكل حرية..ماذا عليكَ أن تفعل، هل تنتسب إلى حزب "تعا ولا تجي" إنسجاماً مع الإنفصام الذي يعتريك؟!!
 عندما تخرج الإخبارية السورية إلى الشارع وتنقل نبض الناس وتشاهدهم وهم يقولون امام الكاميرا: لم نعد نحتمل الذل والقهر الذي يعاملنا به المحافظ أو مسؤول الأمن أو موظف الدولة في الدوائر الرسمية، بينما في نشرة سابقة لهذه المحطة كان الخبر العاجل: انّ المواطن السوري يعيش بكرامة و بحبوحة و(غنج) في ظل مسؤوليه.. ماذا عليك أن تفعل في هذه الحالة. هل تنتحر إنتحاراً بطيئاً بمتابعة أخبار هذه المحطة على أساس أنّك لا تستعجل الموت؟
 أن تفكر مئة مرّة وأنت تكتب السطور السابقة تُرى ماهو مزاج رجل الأمن في اللحظة التي يقرأ فيها هذه السطور لتستطيع أن تحدّد أين سينتهي بكَ المطاف بعد أن تنشر ما كتبت. أن تكون مع الدولة وضدها وبنفس الوقت ماذا تفعل هل تقول : "قل لا يصيبكم إلا ما كتب الله لكم أم بالروح بالدم نفديك يا سوريا"؟!
أنا مصاب بإنفصام حاد، ولن يشفيني منه إلا إدراك الدولة أنّ حرية الرأي واجب وطني وأنّ إلغاء قانون الطوارئ هو تضميد لجراح تنزف وتكاد أن تضع سوريا في دائرة الخطر.
(مواطن  سوري مشلوش)
دمشق 6\4\2011

يوم كان «ثوار لبنان» مرتزقة في جيش «العقيد»

                                               يوم كان «ثوار لبنان» مرتزقة في جيش «العقيد»

عفيف دياب
قبل أكثر من عقدين استعان قائد ثورة الفاتح في ليبيا «الأخ» العقيد معمر القذافي بأكثر من عشرة آلاف مقاتل لبناني لمساندته في حربه ضد الجيش التشادي بين سنوات 1986 و1989. يروي مقاتلون لبنانيون تجربتهم مع جيش «العقيد» وكيف أغرتهم «مالياً» أحزابهم اللبنانية في التوجه الى الجماهيرية العظمى. فأحزابهم، التي كانت تتقاضى ملايين الدولارات من ليبيا لكونها حركات تحرر وطني وقومي، حشرها العقيد في الزاوية حين عجز جيشه عن التصدي للهجمة التشادية على شريط أوزو سنة 1986 مدعومة من الجيش الفرنسي، إذ مني الجيش الليبي بهزيمة عسكرية على يد قوات الرئيس التشادي حسين حبري، الذي استولى على أجزاء من أراضي ليبيا في شريط أوزو الحدودي، وعلى قاعدة السارة العسكرية وأسر قوات ليبية، الأمر الذي أفقد القذافي صوابه، وقرر اللجوء إلى الخيار العسكري والاستعانة بـ«حركات التحرر» التي كان يدعمها بالمال والسلاح.
ويقول قائد عسكري سابق في حزب لبناني توجه الى أوزو سنة 1987 إن العقيد القذافي أقنع الأحزاب اللبنانية والفلسطينية والعربية التي كانت تتقاضى منه الأموال بطريقة «مجنونة» بوجوب الوقوف الى جانب ليبيا، وإيفاء جزء من الدين. ويتابع «أقنعنا الأخ، أو أننا أدلجنا نظرية ذهابنا الى هناك كمرتزقة أولاً وأخيراً، بأنّ الهجمة التشادية على شريط أوزو هي هجمة أوروبية ـــــ أميركية لاحتلال ليبيا والسيطرة على نفطها، تمهيداً لضرب كل حركات التحرر في العالم العربي، وكوننا من حركات التحرر فقد اقتنعنا بالفكرة الجهنمية للعقيد، أو بالأحرى بنظريتنا، وبدأنا بإرسال آلاف المقاتلين الى ليبيا مقابل راتب شهري قدره ألف وخمسمئة دولار أميركي لكل مقاتل، لكن للأسف لم تدفع أحزابنا هذا المبلغ بحجة أن العقيد لم يلتزم بما تعهد به». ويضيف «لا أدري إذا كان كلام قادتنا صحيحاً أو أن العقيد القذافي أخلّ فعلاً بما تعهد به، وهي عادة عنده، حيث كنا نلتقيه في طرابلس، وكان يبدّل رأيه في كل لحظة، وكان يستهزئ بنا وبقدراتنا حين نحدثه عن مواجهة الولايات المتحدة أو إسرائيل».
في شهر أيلول من عام 1987 وصلت الدفعة الأولى من المقاتلين اللبنانيين والفلسطينيين الى الجماهيرية الليبية. وكان صاحب نظرية إرسال الدفعة الأولى على وجه السرعة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، الذي بدأ بإيفاد مقاتلي «جيش التحرير الشعبي ـــــ قوات الشهيد كمال جنبلاط» ونقلهم جواً على حساب ليبيا من محاور سوق الغرب وعاليه الى محور أوزو، حيث الصحراء والشمس الحارقة والأفاعي، إذ عاد البعض في توابيت بعدما ماتوا بلدغات الأفاعي. وتلت هذه الدفعة دفعات مقاتلة من أحزاب الشيوعي والبعث والقومي السوري والاتحاد الاشتراكي العربي والتنظيم الشعبي الناصري وحزب العمل الاشتراكي العربي وحزب العمال الثوري وتنظيمات لبنانية أخرى، فضلاً عن مقاتلين من الجبهة الشعبية ـــــ القيادة العامة، وحركة فتح ـــــ الانتفاضة، والجبهة الديموقراطية، وقوات الصاعقة، وعربياً أيضاً شاركت قوات رابطة مصر العروبة في المهمة القومية ـــــ القذّافية.
التعاطي الليبي يومذاك مع اللبنانيين كان على أساس أنهم مجرد مرتزقة يتقاضون أموالاً بالعملة الصعبة لمقاتلة جيش حسين حبري التشادي لأسباب عقائدية أو قومية. ويقول مقاتل لبناني شارك في الدفاع عن ليبيا إن قادة من الجيش الليبي كانوا يكيلون لنا الاتهامات، وأكثرها قسوة كان أننا مرتزقة، لكن سرعان ما حسم العقيد القذافي الأمر حين صرخ خلال لقاء معه بوجه ضباطه قائلاً لهم: «من أين سأحضر مقاتلين ليبيّين؟ لقد أحضرت لكم مقاتلين من لبنان لكي تتعلموا منهم». ويقول مقاتل سابق في «جيش التحرير الشعبي ـــــ قوات الشهيد كمال جنبلاط» إنهم سرعان ما تأقلموا مع الصحراء الليبية و«إهانات ضباط الجيش الليبي لنا، فحين كنا نضع الخطط العسكرية لاقتحام مواقع جيش حسين حبري، ونبدأ بالهجوم كان يفر ضباط الجيش الليبي ويبرّرون ذلك بأنهم أحضرونا لنقاتل عنهم مقابل المال».
وحين اكتشف اللبنانيّون في ليبيا سنة 1988 أنهم وقعوا ضحية العقيد معمر القذافي ولن يدفع لهم المال، اتفقوا على إجراء عملية مقايضة مع الجيش الليبي. ويقول مقاتل لبناني سابق في أوزو إن «مئات من سيارات الجيب الحديثة الطراز يومذاك كانت معطّلة ومهملة، فاتفقنا على أن ننال سيارة جيب مقابل كل سيارة معطلة نقوم بإصلاحها، وهذا ما أدخلنا في إرباك لأننا حصلنا على كميات كبيرة من الجيبات لا قدرة لنا على استيعابها، فأعدنا المقايضة عليها بكميات من مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، حيث أرسلناها الى لبنان ومن ثم عمد قادتنا الى بيعها».
الاخبار ـ العدد ١٣٤٩ السبت ٢٦ شباط ٢٠١١

الثلاثاء، 5 أبريل 2011

لي من بعضك

لي من بعضك
   لن أقول لك في صباح ميلادك "كل عام وانت بخير" فلا ادري ان كنا ما زلنا بخير؟!
 اهرب من كلمات نكررها من محطات حياتنا, ابحث عما يشبهك لأخط لك بطريقتي, لأقول لك كم تشعر الدنيا بدفئها حين تستيقظ على شرارة الفكر والروح التي لا تنطفئ, على عينين تنبضان احتجاجاً.
 افكر اتأمل واتأهب لكي أبتسم ,لكني حزينة حتى الضحك, ابحث عن مبرر لأضحك، فأتذكر ان لي من بعضك, أمسك كف يدي وأقرأ فاذ بك تطل من بعيد. أتحسس بيروت أجدها تعزف احتفالاً بمولدك, وأرى سماء دمشق ترتدي ربيعها الرائع.
أسير نحو أثينا ,أحاول ان ألملم ما يشبهك, تضيع معالم طريقي, أرجئ رحيلاً قسرياً لأقول لك"   كل عام وانت الربيع.

نسمة نوار
بيروت 
26\3\ 2011

سوريا بعيون بقاعية: افراح واتراح